• Tuesday, 14 May 2024
logo

فؤاد معصوم: ينبغي أن يكون هناك اتفاق مكتوب بين الكورد والطرف الذي يشكل الحكومة المقبلة

فؤاد معصوم: ينبغي أن يكون هناك اتفاق مكتوب بين الكورد والطرف الذي يشكل الحكومة المقبلة
سلط رئيس جمهورية العراق، فؤاد معصوم، الضوء على المستجدات الأخيرة على الساحة العراقية حول المحادثات التي تجري بين الكتل والتحالفات النيابية لتشكيل الكتلة الأكبر والإعلان عن الحكومة المقبلة، مشيراً إلى أن "البرلمان المنتخب سيجتمع يوم الاثنين، 3 أيلول القادم".وقال معصوم خلال مشاركته في برنامج رووداوي أمرو (حدث اليوم) الذي يبث على شاشة قناة رووداو: ينبغي أن يكون هناك اتفاق مكتوب بين الكورد والطرف الذي يشكل الحكومة المقبلة"
سلط رئيس جمهورية العراق، فؤاد معصوم، الضوء على المستجدات الأخيرة على الساحة العراقية حول المحادثات التي تجري بين الكتل والتحالفات النيابية لتشكيل الكتلة الأكبر والإعلان عن الحكومة المقبلة، مشيراً إلى أن "البرلمان المنتخب سيجتمع يوم الاثنين، 3 أيلول القادم".

وقال معصوم خلال مشاركته في برنامج رووداوي أمرو (حدث اليوم) الذي يبث على شاشة قناة رووداو: ينبغي أن يكون هناك اتفاق مكتوب بين الكورد والطرف الذي يشكل الحكومة المقبلة"، فيما يلي النص الكامل للمقابلة:

تحية أيها السادة، من القصر الجمهوري ببغداد نقدم لكم اليوم برنامج (رووداوي أمرو).

يجري الحديث عنه كثيراً وربما تعرض للظلم من جانب الإعلام. إنه رئيس جمهورية العراق الذي يعمل كثيراً لكنه يظهر قليلاً، نسمع هذا كثيراً من الناس ومن الذين يعملون معه.

الموضوع الذي بات محور الحديث خاصة وأن سيادته عقد اليوم اجتماعات كثيرة حول الحوار وكيفية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والجلسة الأولى للدورة الجديدة لمجلس النواب العراقي.

كرئيس جمهورية من حصة الكورد، ماذا ستكون رسالته في نهايات فترته الرئاسية، في حال لم يترشح للمنصب مرة أخرى.

وهناك مجموعة تساؤلات أخرى سنتحدث عنها مع السيد الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق.

دكتور، السلام عليكم وشكراً على هذه الفرصة.

فؤاد معصوم: أهلاً ومرحباً بكم.

رووداو: حددتم الثالث من أيلول موعداً للجلسة الأولى للدورة الجديدة لمجلس النواب العراقي، لماذا الثالث من أيلول، هل هذا الموعد مبكر أم جاء في وقته، وما هو السبب؟

فؤاد معصوم: من هذا وذاك.

رووداو: أي ليس مبكراً ولا متأخراً؟

فؤاد معصوم: كانت خمسة عشرة يوماً، المهلة خمسة عشر يوماً تنتهي في الثالث من أيلول. عندما أصدرت المحكمة الاتحادية قرارها بأن تدعو رئاسة الجمهورية ومن خلال مرسوم إلى اجتماع مجلس النواب خلال خمسة عشر يوماً.

رووداو: نعم.

فؤاد معصوم: في الحقيقة، كان الكثيرون يتوقعون أن لا تحتسب أيام عطلة العيد ضمن فترة الخمسة عشر يوماً، لكن المحكمة أصرت وقالت إن الدستور ينص على خمسة عشر يوماً ولم يشر إلى عطلة أو شيء من هذا، أي يجب الالتزام بخمسة عشر يوماً، ولأنه كان ثم القليلون الذين انتهزوا عطلة العيد للسفر بسبب إلتزاماتهم، وكان اليوم أول أيام الدوام بعد العطلة، كان لزاماً أن يصدر هذا القرار اليوم، واليوم هو الاثنين، ويجب أن يجتمع البرلمان يوم الاثنين المقبل.

رووداو: نعم

فؤاد معصوم: لهذا، ولأننا تحت سقف الخمسة عشر يوماً وقد مضى نصفها وبقي نصفها، فارتأينا أن يكون الموعد هو اليوم الأخير...

رووداو: جيد جداً، هل اتخذ هذا القرار، أو صدر هذا المرسوم لأن الفترة انتهت أم لأنكم تلمسون نوعاً من التقارب بين الأطراف، ولهذا حددتم الموعد...

فؤاد معصوم: نحن أولاً ملزمون بالدستور، يجب أن يكون رئيس الجمهورية ملتزماً بالدستور أكثر من الجميع، ولا يجوز إغفال مسألة بهذه الأهمية ويجب أن نلتزم به، هذا أولاً، وثانياً فإن تجاربنا للسنوات الماضية تبين أن كل الأمور تؤجل حتى الأيام الأخيرة، الاتفاقيات والتفرق وكل الحوار الجاد يؤجل إلى الأيام الأخيرة.

رووداو: نعم.

فؤاد معصوم: لهذا آمل أن تتمكن الأطراف السياسية والكتل من التفاهم، وأن تتوصل خلال الأيام المعدودة التي بقيت أمامنا إلى اتفاقات بينها. وواضح الآن أن الحال لم تعد كما في الماضي فيصطف الشيعة كلهم في جانب والكورد لوحدهم وكذلك السنة، هناك اختلاط الآن وتوجد كتل تضم العرب والكورد والتركمان شيعة وسنة، هذه حالة جديدة.

رووداو: هل هذه الحالة جيدة بالنسبة للإدارة في العراق، أقصد الحالة الجديدة.

فؤاد معصوم: هذا جيد بالنسبة للمستقبل، لأن العلاقة بين الناس ستتحول إلى علاقة مواطنة، لا تقوم على أساس كونهم شيعة أو كورداً أو سنة أو غير ذلك، وبالنسبة للكورد فإن القسم الأكبر منهم يحبذ أن يُعامل على أساس كونه كوردياً...

رووداو: نعم

فؤاد معصوم: وليس بصورة أخرى.

رووداو: في المرة السابقة عقدت الجلسة الأولى وتركت مفتوحة. هناك حالتان هنا: الحالة الأولى أن لا يكتمل النصاب القانوني، والحالة الثانية هي أن تبقى الجلسة مفتوحة. تتصور حدوث أي منهما؟

فؤاد معصوم: بقاء الجلسة مفتوحة سيكون مخالفة واضحة لقرار المحكمة الاتحادية، فقد قررت المحكمة الاتحادية في حينه أنه لا يجوز استمرار الجلسة المفتوحة طويلاً فهي جلسة واحدة سيتم خلالها تحديد الأمور الأساسية من اختيار رئيس البرلمان ونائبيه، وثانياً الإعلان عن المرشحين للمناصب الوزارية ومنصب رئيس الجمهورية، وفي تلك الأثناء سيكون رئيس الجمهورية الجديد هو المسؤول عن تحديد الكتلة الأكبر، وكذلك يحب تحديد الكتلة الأكبر في جلسة اليوم الأول وأن تكون قد سجلت اسمها وإن لم يحصل هذا في اليوم الأول فستكون ثم إشكاليات كثيرة.

رووداو: ماذا ستكون هذه الإشكاليات؟

فؤاد معصوم: ينص القانون وكذلك الدستور على أن الجلسة الأولى يجب أن تحدد الكتلة الأكبر.

رووداو: في حال لم يكتمل النصاب القانوني للجلسة في ذلك اليوم، الثالث من أيلول، ماذا سيحصل؟

فؤاد معصوم: عند ذلك سيحال الأمر إلى الرئيس حسب العمر، ومهمته الوحيدة هي إدارة الجلسة الأولى، ولن يتحمل المسؤولية عن الأمور الأخرى، بل سيتحملها الجميع. في العام 2010 كنت الرئيس حسب العمر للبرلمان ودامت تلك الحال قرابة خمسة أشهر، أربعة أو خمسة أشهر، لكن النتيجة كانت صدور قرار المحكمة بأنه لا يجوز أن تكون هناك جلسة مفتوحة، وأن الجلسة هي الأولى وحدها ويجب أن تتخذ القرارات فيها، أما في حال عدم اتخاذ القرارات فستظهر إشكاليات جديدة، وعندها على ما أرى، يجب أن تجتمع الكتل ويُتخذ قرار حول ما سيحصل.

رووداو: إذا لم تعقد الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب، أو هل تحتاج الجلسة الأولى إلى اكتمال النصاب.

فؤاد معصوم: بلا شك.

رووداو: إذا لم يكتمل النصاب ماذا سيحصل؟

فؤاد معصوم: كيف ستختار الرئاسة إذا لم يكتمل النصاب!

رووداو: إذا لم يكتمل النصاب، لمن ستؤول صلاحية اتخاذ القرار؟ هل سيحدد رئيس الجمهورية موعداً آخر أم ماذا؟

فؤاد معصوم: بلا شك، ستعاد المسألة إلى رئيس الجمهورية من جديد.

رووداو: أي مرة أخرى.

فؤاد معصوم: لكن ذلك سيكون من خلال التنسيق مع الكتل.

رووداو: للاتفاق على موعد آخر للجلسة؟

فؤاد معصوم: نعم، للاتفاق عليه.

رووداو: لنبق مع موضوع البرلمان ومجلس النواب، في كثير من الأحيان يطرح التساؤل هل أن رئاسة الجمهورية أهم بالنسبة للكورد أم رئاسة البرلمان؟ أذكر أني سألت سيادتكم في مرة سابقة، فقلتم إنكم ترون أن رئاسة البرلمان قد تكون أنسب أو يمكن أن تكون أكبر تأثيراً إن لم أكن مخطئاً... أيهما أفضل للكورد؟

فؤاد معصوم: نعم، لكل منهما إيجابياته وسلبياته، بالنسبة إلى رئيس البرلمان فإنه في نشاط دائم، وفي أغلب الأيام هناك اجتماعات وتصدر قرارات ومناقشات كثيرة، هذه الأمور جميعاً مستمرة، لكن في نفس الوقت، فإن رئاسة البرلمان موقع غير ثابت ويمكن في جلسة واحدة إعفاء رئيس البرلمان ونائبيه معاً، هناك هذا الجانب. لكن موقع رئيس الجمهورية ثابت، وثانياً بإمكان رئيس الجمهورية ممارسة دوره في العلاقات الدولية، بينما هذا ليس متاحاً لرئيس البرلمان. كما أن هذه الأمور مرتبطة أيضاً بالأشخاص، فهناك مجموعة مواصفات لرئيس البرلمان كما أن لرئيس الجمهورية مجموعة مواصفات، ويجب الأخذ بهذه المواصفات في الحسبان.

رووداو: حسناً، وكما نوهت بذلك في البداية، كانت لكم مجموعة اجتماعات وخاصة اليوم وفي الأيام الأخيرة وجاءت وفود من جميع الأطياف والقوميات والأطراف وحتى من جهات خارجية. ماذا كان دور سيادتكم كرئيس للجمهورية للتقريب بين الأطراف؟

فؤاد معصوم: لم يكن دوري هو التقريب بينهم. لأن لكل منهم مجموعة مشاكل يناقشونها وهل سيجتمعون في كتلة واحدة ويتحدون أم كيف يفعلون ذلك، هذه الأمور في الحقيقة منوطة بهم. الذي كان يهم بالنسبة إليّ هو تحديد اليوم المناسب، وقد كانت لي جلسات مع جميع الأطراف، وكان الجميع يؤيد أن يكون الموعد ضمن إطاره الدستوري، لكن في حال لم يحصل ضمن إطار الموعد الدستوري كأن لا يكتمل النصاب أو قاطع البعض الجلسة، فكل هذه احتمالات، عندها يجب على رئيس الجمهورية أن يجتمع بهم مرة أخرى ويعرف أسباب عدم اكتمال النصاب أو المقاطعة وكيف جرى ذلك وكيف سيقرب بينهم لاتخاذ قرار.

أي أن مهمة رئيس الجمهورية ليست التقريب بين الكتل، فهذا من واجب الكتل نفسها، فهي التي تحدد ما تكسبه وما تخسره وما عدد المناصب التي ستحصل عليها وما هي المناصب التي لن تنالها، هذه الأمور وما يجري الحديث عنه حول من سيتولى المناصب ومن لا يتولاها. هو، وكما راعيتُ دائماً، يجتمع مع الأطراف من أجل الاتفاق على المقصود، وأن لا يتحول إلى مشكلة...

رووداو: نعم

فؤاد معصوم: هناك الآن مثلاً، جلسنا مع كل الأطراف للتوصل ما أعلنا عنه اليوم بأن يكون يوم الاثنين القادم موعد جلسة البرلمان...

رووداو: اتفق الجميع عليه؟

فؤاد معصوم: قلت لهم جميعاً إن كنتم تريدون أن أخالف الدستور أنا لن أفعل ذلك، وأقول إني لا أستطيع اتخاذ قرار، أو أن أستثني الأيام السبعة لعطلة العيد من مهلة الخمسة عشر يوماً، لتبدأ المهلة من اليوم. هذا مخالف للدستور وأنا لن أفعل هذا. لكنني حاولت إقناع الجميع، بأن من الضروري أن تعقد الجلسة في موعدها وأن لا تخلط الأمور، وقد حُددت مهلة خمسة عشر يوماً مضت ستة منها أو سبعة وعلينا فيما تبقى أن نحاول إنجاز الأمور.

رووداو: نعم

فؤاد معصوم: وقد لمست تجاوباً جيداً.

رووداو: الدستور نفسه يتحدث عن حماية وحدة أراضي العراق، وإن كان الأمر كذلك، فإن هذا يدخل بصورة خاصة ضمن مهام رئيس الجمهورية، كما ذكرتم سيادتكم، السؤال هو: هناك الآن نوع من الخلاف أو الاختلاف وبصورة خاصة بين الأطراف الشيعية. ما هو دوركم للحيلولة دون وصول هؤلاء إلى تشيكل عراق مفتت أو ما يمكن أن يسمى حافة الهاوية؟

فؤاد معصوم: ما بين الشيعة أنفسهم لن يبلغ هذه الدرجة لتدفعهم إلى التفكير في تجزئة مناطقهم، وكلهم متفقون على أن يكون العراق موحداً، وأن يجمع كل المناطق الواقعة ضمن خريطة العراق، لكن من الواضح أن الوصول إلى الحكم ليس بالمسألة السهلة، وأنه بحاجة إلى مناقشات مستفيضة وحوار طويل فيما بينهم، وهم مستمرون فيه، وعلى ما أرى من المتوقع أن يتوصلوا إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع، فحسب خبرتي وعملي ضمن هذه العملية السياسية منذ العام 2005، كل الأمور يؤجل إلى اليوم الأخير. فذات مرة كانت لنا جلسة استمرت حتى الرابعة صباحاً لكي نتخذ قراراتنا.

رووداو: أي أن الأمر سيحتاج إلى سهر الليالي مرة أخرى.

فؤاد معصوم: نعم، لا شك في ذلك...

رووداو: نعم، في الوقت الحالي ينظر إلى الكورد كعامل توازن، وخاصة في هذه المحادثات...

فؤاد معصوم: نعم

رووداو: ويقال في أحيان كثيرة إذا انضم الكورد إلى هذا الجانب فستشكل الكتلة الكبيرة، وإن كان في ذلك الجانب فستشكل الكتلة الكبرى. ليس هذا سؤالنا. السؤال هو: ماذا يجب أن تكون مطالب الكورد، وعلى ماذا يجب أن يفاوض الكورد، بفضل دورهم الهام هذا، لكي ينالوا حقوقهم؟

فؤاد معصوم: هناك مجموعة أمور يجب أن يربطها الكورد ببعضها، فهناك مسألة الديمقراطية، فمادامت هناك ديمقراطية في العراق ستكون حصص جميع الأطراف مضمونة، لا ينبغي أن نتطرق إلى المسائل الخاصة بالكورد رأساً، بل يجب أولاً أن نطرح الأمور العامة، وتطرح المطالب الكوردية في ثنايا هذه الأمور. معلوم أن الكورد يعانون مجموعة من المشاكل، مسألة الحدود والمناطق المتنازع عليها هي واحدة منها، وهذا ليس بالأمر الذي يمكن حله خلال أسابيع أو أشهر قليلة، كلا، يجب تحديد الخطوات اللازمة وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها خلال هذه الفترة، ثانياً، مسألة النفط يجب حلها، وكيف ستكون، لكي لا تكون إشكالية تظهر كل يوم. يجب على الكورد أن يسعوا ويعملوا على حل هذه المسائل. مثلاً منذ اليوم الأول لاتحادهم مع كتل أخرى، يجب أن يقدم الطرف الكوردي مطالبه، وأن يكون ثم اتفاق مكتوب وموقع من قبل الجانبين، ورغم أن التوقيع والمواثيق في عالم السياسة لا تستطيع مواجهة قوة القانون، لكن هذا مطلوب لأنه سيكون بمثابة رأسمال هام لأبناء كوردستان.

رووداو: لكن، كانت هناك فيما سبق اتفاقات مكتوبة في بعض الأحيان، وخاصة عندما تولى نوري المالكي رئاسة الوزراء، وعلى ما أظن كانت هناك واحدة وعشرون نقطة تم الاتفاق والتوقيع عليها، لكن فيما بعد، ظهرت مشاكل تتعلق بالنقطة الأهم وهي تلك الخاصة بكركوك...

فؤاد معصوم: في العام 2010 كان ثم خلاف كبير جداً، وبصورة خاصة بين كتلتين كبيرتين إحداهما برئاسة إياد علاوي والثانية برئاسة المالكي، كان الصراع كبيراً جداً، ولم يمكن الاتفاق على شيء بينهما، إلا على أمور تتعلق بإعادة الاعتبار لبعض الأشخاص، وتم تشكيل لجنة مشتركة، على أن تبدأ تلك اللجنة المشتركة محادثات بعد تشكيل الوزارة، ولهذا فشلت المحادثات.

رووداو: حسناً.

فؤاد معصوم: يجب أن تحدد الأمور مسبقاً هذه المرة...

رووداو: من الأمور التي تُطرق كثيراً، أن الكورد في مفاوضاتهم لم يتخذوا من انسحابهم من الحكومة شرطاً لحل الحكومة. أولاً هل هذا قانوني، وثانياً هل يستطيع الكورد ذلك؟

فؤاد معصوم: كلا، هذا الأمر مرتبط بتركيبة وتكوين تلك الأطراف التي توجد في الحكم معاً، فمثلاً مجلس الوزراء، لو أن ثلاثة أو أربعة أشخاص انسحبوا من مجلس الوزراء، لن يؤدي ذلك دستورياً ولا قانونياً إلى إسقاط الحكومة أو حلها.

رووداو: حلها...

فؤاد معصوم: وتعطيلها.

رووداو: لا أعني ذلك من الناحية القانونية، بل من ناحية الاتفاق المسبق.

فؤاد معصوم: وهل يطبق كل اتفاق؟؟ هذا سؤال... لذا يجب أن يكون الطرف الكوردي عملياً جداً وأن يربط الأمور ببعضها، وفي حال انسحابه من الحكومة لا بد أن يكون له تأثيره. أن تكون له تأثيرات إقليمية ودولية، وهذا يصب في صالح الكورد.

رووداو: يجري الحديث كثيراً، رغم عدم الإقرار به رسمياً، عن التأثير الكبير لأمريكا وإيران على المحادثات، حتى أن مواطناً تحدث لرووداو، قال إن اللاعبين هم إيران وأمريكا، وأن البقية مجرد غطاء. هل تأثيرهم الفعلي كبير إلى هذا الحد على المحادثات الجارية؟

فؤاد معصوم: التأثير لا يتضمن التهديد بأنك إن لم تفعل كذا سأفعل كذا، كلا، لكن هناك بعض مقرب إلى أمريكا وبعض مقرب إلى إيران وبعض إلى تركيا، وآخرون إلى السعودية، هذه العلاقات موجودة لدى كثير من تلك الكتل. هذا قائم لكن ليس بهذه الصورة.

رووداو: أي أنه لا يؤثر على مسار المحادثات؟

فؤاد معصوم: يؤثر إلى حد ما، لكن ليس بالدرجة التي تؤدي إلى أن يتسبب في التأثير في التوصل إلى اتفاق أو قرار.

رووداو: حسناً، هناك مشكلة وخاصة في الفترة الأخيرة، وهي أن أمريكا فرضت مجموعة عقوبات على إيران، وعلى العراق أن يكون من بين الدول التي تطبق العقوبات، هل سينفذ العراق العقوبات المفروضة على إيران؟

فؤاد معصوم: من الصعوبة هنا أن ينظر إلى الأمر بهذا الإطلاق، فلا أمريكا تحاسب العراق بهذه الدقة، ولا إيران ترى أن العراق بات جزءاً من السياسة الأمريكية ويعاديها فتسعى بدورها للثأر منه. حتى الأمريكيون يقدّرون الوضع العراقي وعلاقات العراق بإيران، لكن الذي ينصب عليه اهتمام أمريكا الآن هو مسألة الدولار، مسألة تحويل العملة.

رووداو: هل سيلتزم العراق بهذا؟

فؤاد معصوم: معلوم أن حركة الدولار خاضعة لسيطرة ورقابة أمريكا نفسها...

رووداو: في العراق!

فؤاد معصوم: لكن عندما يقوم التجار وأصحاب الأعمال باستيراد البضائع إلى العراق ومنه إلى إيران، فهذا لا يدخل ضمن هذه الحسابات...

رووداو: أي أن العراق سيلتزم بها رسمياً لكن التفاصيل...

فؤاد معصوم: إنه ملتزم، لكنه جل إلتزامه هو بحركة الدولار،

رووداو: نعم

فؤاد معصوم: لا يستطيع تحويل الأموال كما يشاء إلى أي مكان غير معروف الموقع والسبب. هذا صعب الحصول.

رووداو: الوقت المتبقي قليل وسأطرح بعض الأسئلة. هل ستترشحون مرة أخرى لهذا المنصب؟

فؤاد معصوم: في الحقيقة، عندما ترشحت في المرة السابقة، كان الأمر مفاجئاً، طلبوا مني الترشح، وأعتز بذلك، فمنصب رئاسة الجمهورية محل اعتزاز لي، وكما يقال فإن المرء يمضي إلى أمام خطوة فخطوة، وهذا جميل، رغم أن واجبات المنصب قاسية جداً، والمعاناة فيه كبيرة جداً، وأنا الآن مستعد، في حال طُلب إليّ فأنا في خدمة أبناء كوردستان وشعبي، وأنا أعمل في السياسة منذ كنت في السادسة عشرة من العمر، ويسرني جداً أني لم أرتكب خطأ قد أندم عليه. لكن من المعلوم أن الترشح يجب أن يأتي نتيجة اتفاق الأطراف التي تعينه.

رووداو: إذا نظرت إلى هذا المنصب، بصفتك الدكتور فؤاد معصوم، هل أنت راض عن رئيس الجمهورية في هذه السنوات التي توليتم فيها رئاسة الجمهورية؟

فؤاد معصوم: لا أشعر بالرضا من واجباته. لأن النظام العراقي نظام برلماني، والنظام البرلماني في الجزء الأكبر من العالم تقريباً يمنح كل السلطة لمجلس الوزراء ولرئيس الوزراء، لهذا إن تحدثت اليوم عن ألمانيا فستتبادر ميركل إلى ذهنك على الفور، ومن هو رئيس الجمهورية؟ لا يعرف أحد اسمه حتى. اقترب أكثر، إسرائيل، من هو رئيس جمهوريتها، لا أحد يعرف. بالنسبة إلي شخصياً، وسيادة مام جلال الذي سبقني في الرئاسة، كان يرغب في سلطات أكبر. لم نطلب سلطات تتسبب في خلافات يومية مع رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، لكن المزيد من السلطات، إلا أن الدستور لم يسمح بتلك السلطات، لهذا فإن السلطات الأخرى التي يقول البعض إنها تشريفاتية، ومع قولهم بأنها تشريفاتية يعاتبون ويقولون لماذا لم يفعل كذا؟ إن المنصب ليس تشريفاتياً لكنه ليس مطلق اليد مثل مجلس الوزراء، فهذه طبيعة النظام.

رووداو: السؤال قبل الأخير، وقد أشرت في مقدمتي إلى الشكوى من عدم الاهتمام بأعمالكم ونشاطاتكم في حين أنكم أنجزتم الكثير. هل تشتكون من عدم الاهتمام هذا؟

فؤاد معصوم: لا شك أن هذه شكواي أيضاً، لكنني لم أسع لتكون لي قناة تلفزيونية وموقع إلكتروني ضخم، كان ممكناً أن أمد يدي إلى هنا وهناك وأن تكون لي هذه الوسائل، لكنني لم أفعل ذلك قط. لهذا لم يشعر الجميع بأعمالي في كثير من الأحيان.

رووداو: كان يلفها الصمت؟

فؤاد معصوم: لم يشعر بها أحد، حتى أولئك الذين ألتقيهم، لا أستطيع أن أكشف عما أقول لهم ويقولون لي وأنشره...

رووداو: تتحدث عنه للإعلام؟

فؤاد معصوم: وربما كان الجزء الأكبر من الأمور الهامة في تلك الاجتماعات...

رووداو: نعم نعم

فؤاد معصوم: لكن بالنتيجة، كنت أحب لو أن لي قناة تلفزيونية وإعلام اجتماعي أستطيع توسيعه ودعمه، لكن لم يكن لي أي من ذلك، لأن كل شيء محدود ولا يمكن أن يكون ثم أكثر من هذا.

رووداو: قد يكون هذا آخر لقاء لك كرئيس جمهورية للدورة الحالية، وخاصة مع قناة تلفزيونية كوردية. ما هي رسالتك لشعب العراق ولكوردستان كرسالة أخيرة، خلال دقيقة أو أكثر؟

فؤاد معصوم: نحن شعب العراق، بجميع مكوناته، جُمعنا معاً، فلنعمل حتى اليوم الذي نستطيع فيه ذلك أن نحافظ على هذا الاتحاد، وثانياً، لنسع دائماً لتحقيق الديمقراطية، لأن الديمقراطية هي دائماً سند كل مواطن وكل فرد، هذه أمنيتي الوحيدة...

رووداو: بالنسبة للكورد؟

فؤاد معصوم: للكورد ولكل العراق...

رووداو: شكراً جزيلاً، السيد الدكتور فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق. شكراً

فؤاد معصوم: شكراً
Top