• Tuesday, 14 May 2024
logo

فؤاد حسين: نحتاج إلى بناء مؤسسات مشتركة لصنع القرار وإعادة الانسجام بين القوى السياسية

فؤاد حسين: نحتاج إلى بناء مؤسسات مشتركة لصنع القرار وإعادة الانسجام بين القوى السياسية
أكد مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمنصب رئيس جمهورية العراق، د.فؤاد حسين، أن "المشاركة في صنع القرار في بغداد من قبل أحد صانعي القرار في كوردستان تؤدي إلى حل الكثير من المشاكل العالقة بسهولة"، مضيفاً: "نحن لا نأتي إلى بغداد للسيطرة عليها، نحن لسنا من طلاب المناصب وطلاب الكراسي، نحن طلاب المبادئ، ومبادئنا تفرض علينا أن نكون في خدمة الجميع".وقال فؤاد حسين في مقابلة خاصة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، إن انتخابه لرئاسة الجمهورية "يضع علينا واجبات ثقيلة خاصة في الواقع العراقي الحالي، الذي يعاني من كثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية"، مشدداً على ضرورة "بناء الاقتصاد والاستثمار في الإنسان العراقي، ونحتاج لتحقيق ذلك إلى المرجعية الدينية في النجف ورجال الدين السنة، والمرجعيات السياسية سواء في كوردستان أو في بقية المناطق الأخرى"، وتابع: "أعتقد أننا نحتاج أولاً إلى بناء المؤسسات. وأن نعيد التوازن بينها وخاصة مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة، حينما تعود هاتان المؤسستان إلى الطريق الصحيح ستكون هناك قيادة ,,
أكد مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمنصب رئيس جمهورية العراق، د.فؤاد حسين، أن "المشاركة في صنع القرار في بغداد من قبل أحد صانعي القرار في كوردستان تؤدي إلى حل الكثير من المشاكل العالقة بسهولة"، مضيفاً: "نحن لا نأتي إلى بغداد للسيطرة عليها، نحن لسنا من طلاب المناصب وطلاب الكراسي، نحن طلاب المبادئ، ومبادئنا تفرض علينا أن نكون في خدمة الجميع".

وقال فؤاد حسين في مقابلة خاصة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، إن انتخابه لرئاسة الجمهورية "يضع علينا واجبات ثقيلة خاصة في الواقع العراقي الحالي، الذي يعاني من كثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية"، مشدداً على ضرورة "بناء الاقتصاد والاستثمار في الإنسان العراقي، ونحتاج لتحقيق ذلك إلى المرجعية الدينية في النجف ورجال الدين السنة، والمرجعيات السياسية سواء في كوردستان أو في بقية المناطق الأخرى"، وتابع: "أعتقد أننا نحتاج أولاً إلى بناء المؤسسات. وأن نعيد التوازن بينها وخاصة مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة، حينما تعود هاتان المؤسستان إلى الطريق الصحيح ستكون هناك قيادة واضحة للعراق، ويجب أن يكون صنع القرار على أساس الشراكة، لإعادة الانسجام بين القوى السياسية العراقية من أجل بناء العراق والاقتصاد والأمن وبناء علاقات قوية بين بغداد وكوردستان".

وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: لماذا لم يتوجه الكورد إلى بغداد بمرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية، ومن الذي تسبب في تشتيت وحدة الصف الكوردي في هذا السياق؟

فؤاد حسين: نحن في الواقع كنا ولا زلنا من دعاة وحدة الصف الكوردي. وحدة الصف الكوردي في جميع المواقع، وليس فقط بالنسبة لمسألة رئاسة الجمهورية، وكانت هناك مفاوضات بين ممثلي الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني. لكن مع الأسف، لم يتوصلا إلى اتفاق حول تقديم مرشح واحد.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني له قناعات، ويرى أن هذا الموقع من نصيب الحزب، وقناعات هذا الحزب تنبع مما يلي: أولاً، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني شغل هذا الموقع لمدة اثنتي عشرة سنة تقريباً أو ثلاث عشرة سنة، ثانياً، الاستحقاق الانتخابي للحزب الديمقراطي الكوردستاني يطلب أن يكون ممثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذا الموقع، وثالثاً، الحزب يؤمن أن ممثلي الإقليم يجب أن يكونوا في بغداد بقوة، والشخص الذي يتسلم هذا الموقع يجب أن يكون شخصاً من أصحاب القرار في كوردستان، لأن هناك مشاكل كبيرة بين الإقليم وبغداد، والاتجاه هو أن الحلول يمكن إيجادها عن طريق بغداد، ولإيجاد الحلول في بغداد نحتاج إلى فريق قوي في بغداد، وموقع الرئاسة يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في قيادة الفريق وفي إيجاد الحلول للعلاقات المتوترة بين بغداد وأربيل.

طبعاً موقع الرئاسة ليس فقط موقعاً لإيجاد الحلول للمشاكل بين أربيل وبغداد، موقع الرئاسة هو لرئاسة الدولة، قيادة الدولة، والدولة تحتاج إلى قيادة فعالة، قيادة ناطقة، قيادة موجودة، وقيادة متحركة.

كل هذه الأسباب جعلت الحزب الديمقراطي الكوردستاني والزعيم مسعود البارزاني يرشحونني لهذا الموقع.

رووداو: لماذا لا تُجرون انتخاباً بين الكتل السياسية الكوردية في بغداد، كما في المرة السابقة، لتختاروا مرشحاً واحداً تقدمونه لمجلس النواب، وهل كانت لكم محاولات في هذا الاتجاه؟

فؤاد حسين: هذا السؤال مهم، في الواقع كانت المحاولات أولاً للوصول إلى اتفاق بين الطرفين الرئيسين في كوردستان، الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وحين لم يصلا إلى اتفاق، تم طرح هذه الآلية. هذه الآلية في الواقع تم استعمالها أو الاستفادة منها في المرة السابقة حينما تم اختيار الدكتور فؤاد معصوم لرئاسة الجمهورية، حيث كان الأخ برهم نفسه منافساً له، فاجتمع النواب الكورد من أعضاء البرلمان العراقي، واختاروا شخصاً يمثل الكيان الكوردي، أو المكون الكوردي، يمثل الإقليم في هذا الموقع، ووقع الاختيار على الدكتور فؤاد معصوم.

طرحنا نفس هذه الآلية الآن في جميع لقاءاتنا، اللقاءات مع القادة السياسيين العراقيين، طرحنا هذا الطرح، لأن هذه الآلية آلية مهمة، لماذا؟ أولاً، هي آلية تعبر عن وحدة الصف الكوردستاني والكوردي، ثانياً، هي آلية تعطي إشارات للمجتمع الكوردستاني أن موقف الكورد في بغداد موقف موحد، ثالثاً، تسهل الأمور على الأحزاب العراقية الأخرى للاختيار، فإذا كان الاختيار من جميع الكورد الموجودين في بغداد، وأقصد بهم ممثلي الإقليم في بغداد، فإن الأطراف الأخرى ستقبل بسهولة بهذا الطرح، ويصبح المرشح رئيساً للجمهورية.

إذا لم يقبل الأخوة في الاتحاد هذه الآلية، فنحن مضطرون أن ندخل البرلمان، ونخوض هذه المنازلة بمرشحين مختلفين، فهناك العديد من الكورد رشحوا أنفسهم. لكن الآلية الصحيحة لاختيار ممثل الإقليم لرئاسة الجمهورية، هي هذه الآلية التي ذكرتها.

رووداو: البارزاني يُعتبر الآن مرجعاً سياسياً للكورد في العراق، وحزبه أكبر الأحزاب الكوردستانية، وكان في انتخابات مجلس النواب العراقي الأخيرة الأولَ من حيث عدد الأصوات التي جناها أي حزب آخر لوحده، فهل يعني دعمه لكم أنكم تستطيعون العمل في قصر السلام كرئيس جمهورية قوي خلال الأعوام الأربعة القادمة؟

فؤاد حسين: في الواقع، صرح الرئيس البارزاني في الفترة الأخيرة وفي العديد من المرات، وقال إننا سنكون في بغداد بقوة، أي أن يكون تمثيل الإقليم في بغداد تمثيلاً قوياً، وسوف نرسل إلى بغداد خيرة كوادرنا، هذا القول هو قول الرئيس مسعود البارزاني، وقد كرر هذا القول، وحين يتحدث الرئيس مسعود بهذا الشكل، فهو يفهم أن الوجود في بغداد يحتاج إلى فريق قوي، وثانياً إلى من يستطيع أن يقود الفريق. طبعاً فريق كوردستاني قوي في بغداد، وشخص يقود هذا الفريق، سيكون لصالح العراق أيضاً، لأن العراق أيضاً يحتاج إلى قادة يستطيعون أن يتخذوا القرار بسهولة، وأن يكونوا من صناع القرار، وأن تكون الرئاسة رئاسة ناطقة كما قلت، وفاعلة، لا رئاسة رد فعلية، نحن نحتاج إلى رئاسة فاعلة، وأعتقد أن الرئيس البارزاني حينما رشحني كان يفكر في هذه المسائل.

رووداو: يحاول البعض تصوير حالة يريد فيها الرئيس البارزاني من خلالكم السيطرة على بغداد عسكرياً وسياسياً!

فؤاد حسين: نحن إذا مُنحنا الثقة، وإن شاء الله تُمنح الثقة لنا في البرلمان، سوف نكون في خدمة الجميع. نحن سنكون في خدمة أبناء الشعب العراقي وجميع مكوناته، وسوف نكون في خدمة أهل البصرة الأعزاء، البصرة عزيزة علينا وأهل البصرة أعزاء علينا، وسوف نكون في خدمة أهل الموصل لبناء الموصل وعودة النازحين، النازحون الذين يوجد أكثرهم في كوردستان لهم الحق في العودة إلى أماكنهم ومناطقهم، وسوف نكون في خدمة النازحين، وسوف نكون في خدمة اللاجئين، وسوف نكون في خدمة جميع مكونات الشعب العراقي، سوف نكون في خدمة كوردستان وفي خدمة الأنبار وفي خدمة بغداد.

نحن لا نأتي إلى بغداد للسيطرة على بغداد، نحن لسنا من طلاب المناصب وطلاب الكراسي، نحن طلاب المبادئ، ومبادئنا تفرض علينا أن نكون في خدمة الجميع.

رووداو: حسب رأيكم، إلى أي مدى يستطيع شخص يثق به الرئيس البارزاني حل المشاكل بين إقليم كوردستان والعراق عندما يكون رئيساً للجمهورية؟

فؤاد حسين: السؤال المطروح هو أين صانعو القرار في كوردستان؟ معروف أن صانعي القرار الأساسيين في كوردستان موجودون في أربيل، وأنا كنت واحداً من هؤلاء، فحينما ينتقل شخص من صانعي القرار، عمل مع الرئيس البارزاني، إلى بغداد يعني هذا أن هناك قوة إضافية من كوردستان إلى بغداد، وهذا يعني أن المشاكل العالقة يمكن حلها بسهولة لأن المشاركة في صنع القرار في بغداد من قبل أحد صانعي القرار في كوردستان تؤدي إلى حل الكثير من المشاكل.

وبعد ذلك، إذا كان أحد صانعي القرار من كوردستان يتبوأ موقع الرئاسة فإنه يفهم ظروف كوردستان وواقع كوردستان وسياسة كوردستان بصورة أسهل.

نحن جزء من الحل، ولا نخلق المشاكل والفتنة، أما إذا كان هذا الموقع لشخص آخر بعيد عن صنع القرار في كوردستان، فإنه لا يستطيع أن يبني أي جسر مع كوردستان، والذي لا يستطيع بناء جسر مع أهله كيف يستطيع أن يبني جسراً مع الآخرين.

الرئيس البارزاني، عندما اختار المرشح كان يبغي من هذا الترشيح، وكان الهدف أصلاً هو قيادة هذا البلد وحل المشاكل بصورة سهلة مع أربيل.

رووداو: كثيراً ما يُقال إن رئيس الجمهورية لا دور له، هل أن اعتباره حامياً للدستور، كما يعرفه الدستور، يخوله من السلطة والدور ما يمكّنانه من الضغط باستمرار في اتجاه تطبيق وتنفيذ الدستور؟

فؤاد حسين: أعتقد أن هذا غير صحيح، بعض الأخوة يفسرون الدستور بتفسير خاطئ: أن رئيس الجمهورية لا دور له، في الواقع رئيس الجمهورية هو حامي الدستور، وحينما تحمي الدستور هذا يعني أنه يجب عليك أن تراقب من يخرق الدستور، وحينما يخرق أحدهم الدستور ستقف أمامه، أياً كان، هذا أولاً، ثانياً، رئاسة الجمهورية هي الجناح الثاني، وفي الواقع هي الجناح الأول للسلطة التنفيذية، هناك جناحان للسلطة التنفيذية: رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، فإذا كانت رئاسة الجمهورية فعالة، وكان رئيس الجمهورية فعالاً، سوف يؤثر على القرارات التنفيذية أيضاً، أي أنه حامي الدستور وهو أيضاً مطبّق للدستور ضمن الإطار التنفيذي. فرئيس الجمهورية له صلاحيات كبيرة في الواقع.

رووداو: في فترة النضال ضد حكم صدام حسين، وفي فترة توليكم رئاسة ديوان رئاسة إقليم كوردستان، عُرف عنكم عملكم كشخصية مستقلة دأبت على التقريب بين الاتجاهات المختلفة، بماذا يمكن أن تساعدكم تلك التجارب على التقريب بين الاتجاهات المختلفة والمتضادة في العراق؟

فؤاد حسين: في الواقع أنا كنت مستقلاً تنظيمياً، ولكني عملياً كنت منتمياً، منتمياً إلى القضية الوطنية العراقية، كنت مدافعين عن الوضع العراقي ضد النظام السابق، ومن المناضلين من أجل الديمقراطية في العراق، وكذلك كنت منتمياً إلى القضية الكوردية، لأن الكورد كانوا من المضطَهَدين، وحقوق الكورد كانت مهضومة، فكان من واجبي كإنسان وككوردي وكفرد عراقي أن أدافع عن جميع هذه القضايا.

وحينما ابتعدت عن الأطر التنظيمية للنضال، بقيت ضمن الأطر السياسية للنضال، الدفاع عن الديمقراطية والدفاع عن حقوق المكونات والدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن حقوق المرأة والدفاع عن حرية التعبير.

هذه جميعها كانت جزءاً من تربيتي، بل هي جزء من فهمي السياسي وإيماني السياسي.

الاستقلالية ساعدتني لأكون مستقلاً في الفكر، ولأرى الواقع بفكر مستقل، ولكن بتحليل عميق، والاستقلالية ساعدتني لكي أبني علاقات واسعة مع جميع القيادات الكوردية والأحزاب الكوردية، والاستقلالية ساعدتني لكي أبني علاقات عميقة وواسعة مع جميع الأطراف العراقية والقيادات العراقية، هذه الاستقلالية ساعدتني لكي أفهم كيفية اتخاذ القرارـ لأن الإنسان حينما يكون، ويؤمن باستقلالية الفكر، ينتج فكراً استقلالياً، ويقرر بصورة مستقلة. لهذا كان لي رأيي دوماً، أطرح آرائي في العلن، وفي المواقع التي لا يمكن فيها طرح الرأي علناً، في الاجتماعات الخاصة كان لي رأيي دوماً سواء عندما كنت ناشطاً في السياسة في الخارج، في أوروبا، أو حينما عدت إلى الوطن، أولاً في بغداد بعد ذلك رئيساً لديوان الرئاسة في كوردستان، كان لي دوماً رأي واضح تجاه القضايا المطروحة.

هذه الخلفية الاستقلالية ساعدتني في كثير من الأمور، وسوف تساعدني إذا مُنحت الثقة لي إن شاء الله من قبل أعضاء البرلمان، لكي أنظر إلى القضايا بهذه الاستقلالية، ولكي أتعامل مع الجميع، سواء المكونات أو الأحزاب أو القيادات السياسية أو المواقع السياسية بهذه الاستقلالية، وأصل إلى القرار الصائب وأتخذ القرار الصائب.

رووداو: أنت كوردي تنتمي إلى الطائفة الشيعية، وكنت رفيقاً للسنة وساندتهم في نضالهم، ما مدى التأثير الذي سيتركه رئيس جمهورية على جميع مكونات العراق التي يجد كل منهم حصة له في رئيس الجمهورية، في حال انتخابكم لشغل المنصب؟

فؤاد حسين: شيئان في حياتي السياسية، أنا سأقف مع أي شخص أو أي مكون أو أي شعب مظلوم، هذا مبدأ، ثانياً، نتيجة هذه التربية المجتمعية والتربية الثقافية والتربية السياسية أنا أؤمن بالتعددية، ونتيجة للاستقلالية في التفكير، وكل هذه المسائل سوف تؤثر على علاقتي مع الآخرين، وعلى موقعي في رئاسة الجمهورية وعلى اتخاذ القرار.

أعتقد أن هذه المسائل كلها ستساعدني في كيفية صنع القرار، وكيفية اتخاذ القرار.

رووداو: كانت بداية انخراطكم في العمل السياسي وكانت دراستكم الجامعية في بغداد، وتريدون الآن بعد كل هذه السنين العودة إلى بغداد كرئيس للجمهورية وممارسة العمل السياسي، ما الذي جعلكم تريدون العودة إلى بغداد؟ وماذا تريدون أن تفعلوا هنا؟

فؤاد حسين: حينما وقع علي الاختيار كمرشح، وافقت على هذا الاختيار، لأنني أرى أن الخدمة من موقع الرئاسة سوف تكون خدمة واسعة وهذه الخدمة يجب أن تصل إلى جميع الأماكن. نحن نرى الموقع الرئاسي كطريق للخدمة، ونرى الكرسي كموقع متميز، ولكن في سبيل خدمة القضية وخدمة القضايا وخدمة الشعب وخدمة الوطن، وخدمة الفقراء وخدمة جميع المستحقين في المجتمع العراقي.

هذا الاختيار يضع علينا واجبات جديدة وواجبات ثقيلة خاصة في الواقع العراقي الحالي، الواقع الذي يعاني من كثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، هذا تحد كبير. لكن أكثر من خمسة عقود من النضال السياسي والتربية السياسية والتعامل الدولي والتعامل الداخلي سوف تساعدنا في اتخاذ القرار الصائب والتعامل مع المشاكل من أجل حلها.

نحن مستعدون لهذا التحدي، ولكننا نرى أن التحدي هو في النتيجة لخدمة الشعب العراقي، ولخدمة المسيرة السياسية والتي بدأناها نحن، الكورد والآخرون وكل المكونات، في العام 2003. نحن كنا جزءاً أساسياً في هذه المسيرة وسوف نحمي هذه المسيرة، وكنا جزءاً أساسياً في كتابة الدستور والإيمان بالدستور والالتزام بالدستور، وسوف ندافع عن الدستور ونحمي الدستور، وسنفيد من كل الوسائل الطروحة لدينا في سبيل تطبيق الدستور.

رووداو: للمرجعية العليا الشيعية أثر كبير على القرار السياسي في العراق، كيف تقيمون هذا التأثير، وكيف تريدون أن تكون علاقاتكم مع المرجعية؟

فؤاد حسين: طبعاً، المرجعية الكريمة لعبت دوراً في المسيرة السياسية الجديدة، بعد 2003، وأيضاً لعبت دوراً في تعبئة الشعب العراقي خاصة تعبئة الشباب للقتال ضد الإرهابيين الدواعش، فالمرجعية لعبت دوراً مهماً، والمرجعية كقوة دينية ومركز ديني مرموق لها تأثير معنوي ونفسي أساسي على الكثير من المواطنين في العراق.

لهذا، أولاً، يجب التعبير عن الاحترام لهذه المرجعية، ثانياً، التفاعل والتعامل مع المرجعية من أجل العمل المشترك لصالح المجتمع العراقي، وخاصة خلق جو من التعايش بين المكونات، المكونات الدينية والمكونات المذهبية والمكونات القومية.

نحن نحتاج إلى جميع المرجعيات. المرجعية الدينية في النجف الأشرف تلعب دوراً مهماً، وفي نفس الوقت نحتاج إلى المرجعيات الأخرى للطائفة السنية لكي تلعب نفس الدور، ونحتاج إلى المرجعيات السياسية المتواجدة، القادة السياسيين وهم مرجعيات سياسية، لكي يلعبوا دوراً في بناء المجتمع العراقي.

نحن نحتاج إلى استثمار في شيئين: الاستثمار الاقتصادي وبناء الاقتصاد العراقي، والاستثمار في الإنسان العراقي، وحينما نتحدث عن الاستثمار في الإنسان العراقي، نحتاج إلى جميع هذه المرجعيات، المرجعية الدينية في النجف ورجال الدين السنة، ونحتاج إلى المرجعيات السياسية سواء في كوردستان أو في بقية المناطق الأخرى لبناء التربية السياسية الصحيحة وبناء الإنسان العراقي والعيش المشترك.

رووداو: حتى سقوط نظام صدام حسين، كانت القوى الكوردية والشيعية في العراق تعتز بالعلاقات المتينة التي تربط بينها، وبالنضال والتاريخ المشتركَيْن، لكن هذه العلاقة شابتها بعد ذلك عُقدٌ وعقباتٌ ومشاكلُ كثيرة. كيف يمكنكم كرئيسٍ لجمهورية العراق أن تعيدوا توطيدَ العلاقات بين القوى الكوردية والقوى الشيعية في العراق؟

فؤاد حسين: نتيجة لتجربتي مع القوى الكوردية والقوى العراقية، أستطيع الاستفادة من هذه التجربة. أولاً، بنيت من خلال نضال المعارضة علاقات قوية مع جميع القوى السياسية العراقية، ولي إلمام كاف بالمشاكل التي كانت في الماضي أو التعاون الموجود بين هذه القوى لمقارعة النظام السابق.

أعتقد أننا نحتاج أولاً إلى بناء المؤسسات. المؤسسات الموجودة وخاصة المؤسسات القيادية ضعيفة. ثانياً، نحتاج أن نعيد هذا التوازن في المؤسسات وخاصة مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة، حينما تعود هاتان المؤسستان إلى الطريق الصحيح ستكون هناك قيادة واضحة للعراق.

ومن خلال بناء هذه المؤسسات، وبناء مؤسسة لصنع القرار، وصنع القرار يجب أن يكون على أساس الشراكة، أعتقد أننا سوف نعود إلى هذا الانسجام الذي كان موجوداً أيام النضال، إلى انسجام بين القوى السياسية العراقية. لأنه حينما يكون هناك قرار على أساس الشراكة، تكون المسؤولية مشتركة، ويكون التنفيذ أيضاً مشتركاً.

نحن نحتاج إلى بناء مؤسسة أو مؤسسات مشتركة لصنع القرار لكي يكون هناك انسجام بين جميع هذه الأطراف وممثلي المكونات والأحزاب السياسية. أعتقد هذا هو الطريق الصحيح للعودة إلى الانسجام كما كنا في أيام النضال ضد النظام السابق، ونستطيع أن نعود إلى الانسجام لبناء العراق ولبناء الاقتصاد العراقي ولبناء الأمن العراقي وبناء علاقات قوية بين بغداد وكوردستان.

رووداو: عندما احتل داعش الموصل والمناطق السنية الأخرى في العراق، كانت لك مؤتمرات صحفية وبصورة مستمرة في أربيل وإقليم كوردستان، كنت تحاول نقل معاناة السنة وإيصالَ صوتهم إلى العالم، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه صداقتكم مع مختلف الأطراف السنية في العراق في جعل هؤلاء يشعرون مستقبلاً بأنك رئيسُ جمهوريتهم أيضاً وأنك تفهم معاناتهم أكثر من أي شخص آخر؟

فؤاد حسين: نحن الكورد تعرضنا للتشريد، وكان كل إنسان كوردي من الأجيال السابقة، في حياته، لاجئاً أو مشرداً في فترة معينة. حالة التشرد وحالة إرغام الإنسان الكوردي على الابتعاد عن الوطن، وحالة كونه لاجئاً تفرض علينا دوماً أن نكون متضامنين مع الإنسان النازح، مع الإنسان اللاجئ، مع الإنسان المشرد أياً كان لونه أو دينه أو لغته، وكوننا من المظلومين على طول التاريخ، وفُرض الظلم علينا من قبل أنظمة مختلفة واضطُهدنا، يجعلنا نكون دوماً من المتضامنين مع الذين يتعرضون إلى الاضطهاد. هذا جزء من تربيتنا، جزء من تراثنا، جزء من ثقافتنا.

وعندما كانت تلك الحالة، حينما تشرد ونزح الآلاف من العوائل من نينوى ومن الموصل ومن الرمادي ومن أطراف بغداد ومن ديالى إلى كوردستان، فتحنا جميع الأبواب في كوردستان لهؤلاء، بقرار من القيادة. أولاً، هم جاؤوا إلى وطنهم، ثانياً، كان واجباً إنسانياً علينا، ثالثاً، كان واجباً وطنياً أن نكون في خدمتهم. فما فعلناه هو جزء من واجبنا، لم نفعل شيئاً لأهلنا من هذه المناطق، كل ما فعلناه كان جزءاً من الواجب.

أتذكر حين وصل داعش إلى أطراف أربيل، خرج بعض الشباب العرب الموجودين في شقلاوة في تظاهرة، رافعين شعارات غريبة، وكان هناك رد فعل من بعض الشباب الكورد، أن ينظموا تظاهرة ضد تواجد العرب في أربيل، كانت رد فعل على المظاهرة الأولى، وكنا نحن حينها في أزمة، وفي مواجهة داعش، ذهبت إلى أربيل وعقدت مؤتمراً صحفياً، وتحدثت بالعربية، وقلت: نحن بسبب الأزمة وبسبب الهجوم الداعشي على كوردستان، لن نفقد إنسانيتنا، ولن نفقد تضامننا، هؤلاء الأخوة العرب جاؤوا إلى كوردستان لأن كوردستان كانت أمينة، وكوردستان فتحت أبوابها لهم، وسوف ندافع عنهم كما ندافع عن أهلنا وهم أهل هذا البلد، وهؤلاء الشباب الذين خرجوا في مظاهرة نتيجة فهمهم الخاطئ لبعض الأمور يجب أن نتحدث معهم، ولكن لا يكون هناك مظاهرة من قبل بعض الشباب الكورد ضد التواجد العربي في كوردستان، هذا مستحيل.

لم ندع هذا يحصل، ونحن كنا في حالة خطيرة، كان الدواعش على أبواب أربيل، وكانوا طبعاً يتحدثون باسم الإسلام والعرب لكننا وقفنا في وجه هذه المسائل، ووقفنا مع الأخوة العرب حتى في هذه الفترة. هذا جزء من مبادئنا، جزء من التربية، جزء من تربية الشعب الكوردستاني، وما فعلناه جزء من الواجب الوطني والإنساني تجاه إخواننا.

رووداو: السؤال الأخير، يقولون إن البارزاني رشحك لأنه يتطلع إلى خلق فرصة أخرى تجعل من العراق وطن الجميع من جديد. لماذا اختارك أنت بالذات لهذه المهمة؟

فؤاد حسين: طبعاً هذا السؤال يجب أن يُطرح على الرئيس البارزاني، لكن لو قرأ أي شخص بيان الرئيس البارزاني حينما رشحني، يجد أنه طرح مجموعة من الصفات، وكان لي شرف قبول هذا الطرح، وقبول هذا الترشح.

لكن لماذا اختار الرئيس البارزاني فؤاد حسين، ولم يختر شخصاً آخر، فهذا السؤال يجب أن يطرح على الرئيس البارزاني.


روداو
Top