• Thursday, 02 May 2024
logo

ماهو مستقبل حكومة عادل عبدالمهدي ؟

ماهو مستقبل حكومة عادل عبدالمهدي ؟
أدى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليمين الدستورية إلى جانب 14 وزيرا من قائمة تشكيلته الحكومية بعد أن فشل النواب في التوصل إلى توافق بشأن وزارات رئيسية منها الداخلية والدفاع ويرى الباحث والسياسي العراقي هيثم الهيتي، أن عبدالمهدي أمام تحديات كبيرة وتركة ثقيلة للحكومة العراقية السابقة
أدى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليمين الدستورية إلى جانب 14 وزيرا من قائمة تشكيلته الحكومية بعد أن فشل النواب في التوصل إلى توافق بشأن وزارات رئيسية منها الداخلية والدفاع.

ويواجه رئيس الوزراء الجديد مهمة صعبة تتمثل في إعادة إعمار أجزاء كبيرة من البلاد بعد حرب مدمرة ضد تنظيم داعش بالإضافة إلى حل مشكلات سياسية إلى جانب معالجة نقص الكهرباء والمياه.

ويرى الباحث والسياسي العراقي هيثم الهيتي، في حديث لشبكة رووداو الإعلامية، أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أمام تحديات كبيرة وتركة ثقيلة للحكومة العراقية السابقة وليس من السهولة الحكم على قدرته بإكمال مشوار حكومته بنجاح.

رووداو: هل سيرفع رئيس الوزراء المكلف عادل عبدالمهدي الراية البيضاء في منتصف الطريق؟

الهيتي: أن هذا السؤال التنبؤي حول مستقبل عادل عبدالمهدي وسياسته لا يمكن الكشف عن جواب واحد له؛ ولكن في الدراسات المستقبلية توضع الكثير من التنبؤات؛ وأحدها ايجابية والأخرى سلبية ويمكن أن تصف الوضع بالـ "البجع الأسود" لرسم واقعاً مريراً لا يمكن رؤيته على الاطلاق . عملياً نجد أن عادل عبدالمهدي، ضعيف واختير للمنصب بالتوافق بين الكتل السياسية بعد ازاحة العبادي وبرنامجه الحكومي طوال السنوات الاربع الماضية، وأن كان بإمكان السيد عادل عبدالمهدي، السير بالاتجاه المعاكس للأحزاب سوف تتم ازاحته أو يرفع الراية البيضاء، وقد نجد في المرحلة المقبلة سيناريو ثالث يتمثل بمظاهرات جماهيرية كبيرة. أن اخر تقرير أمريكي يقول أن الجمهور العراقي الآن تغيرت عوامل التأثير والتغيير لارائه، حيث كانت عوامل تغيير الأراء منذ 2003 ولغاية الانتخابات الأخيرة تعتمد على العاملين الطائفي والقومي لجذب الجمهور، ولكن حالياً تغيرت الأمور بعد عزوف نحو 50 بالمائة عن المشاركة في الانتخابات بالرغم من حصول حالات التزوير، وأن نسبة المشاركين في الانتخابات التشريعية يمثلون البودق الطائفي وهم مدينون بالولاء للأحزاب السياسية.

رووداو: هناك أزمات كثيرة تمر بالعراق..اقتصادية وخدمية واحتجاجات شعبية..كيف ترى التركة الثقيلة التي سيورثها عادل عبدالمهدي؟

الهيتي: أنها تركة ثقيلة جداً ولكن كيف سيتعامل معها؟ اعتقد أن عادل عبدالمهدي سوف يحاول اصلاح جزء معين من المشاكل التي يعاني منها العراق، بينما سوف يتجاهل المشاكل الأخرى لخشيتهِ ترك السلطة أو التصادم مع الأحزاب، وبالتالي فأن الحلول القادمة ستكون نصفية وليست كلية والمعالجات جزئية . أن عبدالمهدي يمتلك الفرصة من خلال خلفيته السياسية المتعددة والتي قد تكون له نوعاً من الانفتاح السياسي؛ ولكن في الحقيقة أن الحاكم الحقيقي في العراق هي الأحزاب السياسية التي خلقت هذه التركات، وهناك سلطة تحكم العراق حالياً وهي من أوصلت البلاد إلى ماهو عليه الآن وهي من كلفت السيد عادل عبدالمهدي بمهام رئيس الوزراء.

رووداو: هناك من يقول بأن الأحزاب أرغمت على القبول بتكليف السيد عادل عبدالمهدي؟

الهيتي: جزئياً قد يكون هذا الكلام صحيحاً، بينما الأحزاب متفقة على أن الأفضيلة لهم والأقل ضرراً على العملية السياسية. أن الأحزاب ارغمت على القبول بالسيد عبدالمهدي لأنها تسعى لإناطة بعض الوزارات لمرشحيها. أن التوافق على عبدالمهدي، يصبُ لمصلحة الأحزاب وليس العراق لذلك فأن تلبية رغبات الأحزاب ستجعل من الصعب الاستجابة لمطالب الشعب.

رووداو: كيف تنظر الادارة الأمريكية للدولة العراقية بشكل مستقل أو لإحزاب سياسية تحاول فرض هيمنتها على الدولة؟

الهيتي: أن الادارة الأمريكية تتخذ موقف المراقب حالياً بالنسبة للشأن العراقي مع النفس الطويل، ولم يتخذوا المواقف الفعلية الحقيقية تجاه العراق، لكن ذلك لا يعني بأنهم غير قادرين على القيام بأدوار أكثر فاعلية لأنهم يملكون ذراعاً قوية جداً في العراق وبإمكانها إحداث التغيير ولكنهم لا يملكون القرار السياسي من الادارة الأمريكية وبمجرد حصولهم على الضوء الاخضر فأن الكثير من المعادلات السياسية سوف تتغير.

رووداو: وماذا ينتظر الأمريكان لخروجهم من دور المراقب؟

الهيتي: هناك مجازفة ومخاطرة أن قرروا الآن لأن قراراتهم تأتي مدروسة وحلاً نهائياً للأزمات وليس بداية لمأزق جديد، وهم يسعون لتعاون من اطراف متعددة وهناك الكثيرين من ينظر لواشنطن بعقلية المحتل أو العدو، ولكن ينبغي للعقلية العالمية أن لا تنظر للولايات المتحدة كدولة أنما كلاعب دولي ومؤثر في العالم، ومن الجهل التحدث بأن هناك صراعاً بين واشنطن وطهران في العراق. أن الولايات المتحدة دولة مؤثرة في العراق وهي ممكن أن تستثمر وأن تطور التعليم والشراكات السياسية .

رووداو: هل العراق بمرحلة البحث عن حليف جديد؟

الهيتي: أن القوى السياسية المؤثرة في العراق قد انقلبت الآن على الولايات المتحدة الأمريكية، وأن واشنطن حالياً لا تمتلك حليف حقيقي في العراق. أن القوى السياسية العراقية تبحثُ عن حليف من الشرق وقد تكون روسيا هي اللاعب القادم في العراق بالاعتماد على عمقها داخل إيران وحلفاؤها من العملية السياسية في العراق وبالتالي قد تنقلب المعادلة على الولايات المتحدة الأمريكية.

رووداو: هل سيدفع العراق الثمن جراء التحالف مع روسيا وبالمقابل هناك صراع أمريكي – إيراني؟

الهيتي: أن العراق يدفعُ حالياً هذا الثمن، وأن الحرب مع داعش والوضع الاقتصادي والفساد وجميعها تعد دفع الثمن لسياسة خارجية خاطئة وأخرى داخلية خاطئة وبالتالي فأن على العراق تصحيح اخطائه الدستورية والادارية وتحديد الحليف الاستراتيجي المهم.

رووداو: هل تعتقد أن العراق سينجح في ارضاء جميع الاطراف الخارجية وارضاء الداخل؟

الهيتي: انا متفائل بالنمو الجماهيري وأن نسبة ضعف المشاركة في الانتخابات التشريعية تدلُ على الوعي الجماهيري وأنه سيغير المعادلة اذا تمت اضافة العامل الأمريكي.
Top