• Thursday, 02 May 2024
logo

إيرج مسجدي : نيجيرفان البارزاني يدير حكماً جيداً وإيران لاتعمل على إضعاف إقليم كوردستان

إيرج مسجدي : نيجيرفان البارزاني يدير حكماً جيداً وإيران لاتعمل على إضعاف إقليم كوردستان
أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، أن بلاده لن تقدم سواء في السر أو العلن على أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف إقليم كوردستان، مضيفاً أن رئيس حكومة إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني أدار حكماً جيداً جداً، حيث شهد الإقليم تغييرات وتقدماً كبيراً.
أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، أن بلاده لن تقدم سواء في السر أو العلن على أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف إقليم كوردستان، مضيفاً أن رئيس حكومة إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني أدار حكماً جيداً جداً، حيث شهد الإقليم تغييرات وتقدماً كبيراً.

وقال مسجدي في مقابلة أجراها معه "رووداوي أمرو" إن "علاقات إيران مع العراق ومع إقليم كوردستان، تتقدم وتتحسن كل يوم، ويسرنا أن نجد أخوتنا وأصدقاءنا الكورد الأعزاء يمارسون دوراً حاسماً وهاماً في الحكومة المركزية العراقية"، مشيراً إلى أنه "نحن نحاول التقريب بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد".

وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: هذه هي المرة الأولى التي تجرون فيها لقاء مطولاً مع قناة تلفزيونية كوردية، وخاصة مع رووداو. هناك حديث كثير مفاده أنكم من أصل كوردي، هل هذا صحيح؟

مسجدي: بسم الله الرحمن الرحيم، أتقدم أولاً بتحياتي لجميع المشاهدين الأعزاء وأبناء كوردستان الشرفاء الأحبة. أرجو للجميع الصحة والنجاح والسلامة. لو أردنا التطرق إلى الأصول العرقية، فنحن الإيرانيون والكورد ننحدر من أصل واحد، ونسبنا وأصولنا واحدة، وهذا شيء يفرحني، لكن كقومية، لا، أنا لست كوردياً. أنا من مواليد جنوب إيران، من محافظة خوزستان، لكني عشت سنوات طويلة مع الكورد، أقصد كورد إيران وكورد العراق، ربما هذا الذي أثار الحديث عن هذه المسألة، لكنني لست كوردياً.

رووداو: لإيران كقوة إقليمية، دور دائم في المنطقة وفي العراق، كيف هو الدور الإيراني في العراق الآن وكيف تقيمونه؟

مسجدي: بسبب الجوار والحدود الطويلة التي تجمع إيران بالعراق، وكذلك بإقليم كوردستان، وكذلك العلاقات الثقافية والسياسية والتاريخية، وكدولتين مسلمتين جارتين، من الطبيعي أن تكون العلاقات بيننا قوية وواسعة، وهذا يشمل المجالات الاقتصادية وكذلك المجالات الاجتماعية والسياسية والأمنية. شهدت هذه العلاقات بعد العام 2003 وسقوط صدام المزيد من النمو، وكان الأمر بنفس الصورة مع إقليم كوردستان، والحمد لله العلاقات اليوم في مستوى جيد جداً.

رووداو: هذا بالنسبة لما بعد العام 2003، وماذا عن العلاقات خلال السنتين الأخيرتين وبعد أن أصبحتم سفير بلدكم في العراق، كيف أصبحت العلاقات؟

مسجدي: خلال هذه الدورة من اضطلاعي بمهام السفارة، تم والحمد لله ومما يدعونا إلى الارتياح، حسم مسألة داعش الذي كان يهدد العراق ومناطق كوردستان، وتمت استعادة المناطق التي كان يحتلها. تم حل مشكلة داعش والخلاص منها. رغم أنني أعتقد بأنه لا تزال هناك خلايا صغيرة لداعش. النقطة الثانية هي أن علاقاتنا الاقتصادية تنامت، فمثلاً خلال سنتين شهدت صادرات الغاز الإيراني وصادرات الكهرباء الإيرانية والصادرات التجارية الإيرانية نمواً جيداً إلى حد ما. والحمد لله فإن علاقات إيران مع العراق ومع إقليم كوردستان، تتقدم وتتحسن كل يوم.

رووداو: بما أننا في العراق وسيادتكم سفير جمهورية إيران الإسلامية في بغداد، أرى أن نبدأ من العراق ثم ننتقل إلى إقليم كوردستان. كيف تنظرون إلى التشكيلة الجديدة للحكومة العراقية برئاسة الدكتور عادل عبدالمهدي؟

مسجدي: السيد الدكتور عادل عبدالمهدي من الرفاق والأشخاص الذين تربطهم علاقات تاريخية ويربطهم ماض بإيران، وتعود صداقاتنا معه إلى مرحلة ما قبل سقوط صدام، ونحن نعرف السيد الدكتور عادل عبدالمهدي جيداً، وعلاقاتنا مع سيادته ومع حكومته ستكون علاقات بناءة وإيجابية.

أنا أعتقد أن الدكتور عادل عبدالمهدي سيطور علاقاته مع إيران ومع الدول الأخرى، ومن جانبنا أعلنا عن استعدادنا لإنجاح الحكومة العراقية من جميع الوجوه، وقد أبلغنا الحكومة العراقية بأن أي نوع من التعاون والتنسيق أو المساعدة اللازمة بحكم الحاجة المتبادلة بين إيران والعراق، أي حاجتنا للعراق وحاجة العراق لجمهورية إيران الإسلامية، فإننا مستعدون للتعاون معهم وتعزيز مساعداتنا. نحن نتوقع ونرغب ونسعى لنجاح الحكومة الجديدة للسيد عادل عبدالمهدي ووزرائه بإذن الله.

رووداو: هذا بالنسبة إلى التشكيلة الحكومية، وماذا عن شخصية الدكتور عادل عبدالمهدي وكيف تنظرون إليه أنتم وما هي نظرة إيران عنه؟

مسجدي: أعتقد أن السيد الدكتور عادل عبدالمهدي شخصية ناضجة، عالم، رجل ذو برنامج. هذا البرنامج الذي صاغه لحكومته، برنامج شامل وجيد، ولو أنهم استطاعوا تنفيذه وتمكنوا من حل المسائل والمشاكل القائمة، فبإمكان الحكومة أن تكون ناجحة. من المؤكد أن عمل الحكومة في العراق صعب حقاً، بسبب التحديات السياسية والمشاكل الأمنية ومجموعة من المشاكل الأخرى، ولأنني كنت لسنوات أعمل في السلطة التنفيذية أعرف هذه الحقيقة. لكنه بحاجة إلى جهود وتخطيط ووحدة صف وتعاون كل المجاميع والأحزاب والمجلس الوطني العراقي ومساندة الشخصيات المختلفة. لذا إذا وضع الجميع أيديهم في أيدي بعض، وساعدوا الحكومة، وبذلت حكومة الدكتور عادل جهدها، فستنجح بإذن الله.

رووداو: ماذا سيكون دور إيران في مساعدة الدكتور عادل عبدالمهدي؟

مسجدي: المساعدات متعددة الوجوه، فهي تضم المساعدة السياسية، وسيكون الجزء الهام منها عبارة عن التعاون والمساعدات الاقتصادية، وكما قدمنا العون في الحرب على داعش وساعدناهم وهُزم داعش والحمد لله، من الممكن أن تستمر المساعدات الدفاعية والأمنية، كما أن العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين واسعة جداً. أنظروا بأنفسكم، يتنقل أكثر من ستة أو سبعة ملايين من السكان بين البلدين سنوياً، سواء للزيارة أو لأغراض السياحة والطبابة، الإيرانيون يأتون إلى العراق والعراقيون يذهبون إلى إيران، وهذا ينطبق على إقليم كوردستان أيضاً، لهذا فإن مستويات التعاون والعلاقات جادة وواسعة.

رووداو: ماذا ستكون المساعدات الأمنية الإيرانية لحكومة عادل عبدالمهدي وكيف ستكون؟

مسجدي: من الناحية الأمنية، كانت مساعداتنا في مرحلة داعش مساعدات عسكرية، ومساعدات في مجال الأسلحة والدعم اللوجستي والتدريب، أي أننا كنا إلى جانب الجيش والحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية في كل الجوانب، حيث ساعدت جمهورية إيران الإسلامية هذه القوات على مواجهة داعش، ومن الطبيعي أن تستمر هذه المساعدات بعد داعش في الجوانب التقنية واللوجستية والتدريب وتقديم المشورة.

وهذا مرتبط باحتياجات العراق، أي بكل ما يحتاجه العراقيون، مثلاً إلى اللوازم التقنية، أو الأسلحة، أو المساعدات المختلفة، حسب حاجة وطلب الحكومة العراقية، ونحن سنواصل تقديم مساعداتنا وقد عبرنا عن استعدادنا لذلك.

رووداو: تحدثنا عن شخصية عادل عبدالمهدي، أريد منكم تقييماً لشخصية برهم صالح رئيس الجمهورية، وكيف تقيمون رؤى برهم صالح؟

مسجدي: بخصوص السيد الدكتور برهم صالح، رئيس الجمهورية المحترم، يسرنا أن يكون للكورد دور جاد وتأثير في الحكومة العراقية، وفي مستويات عالية من المسؤولية في البلد، مثل رئاسة الجمهورية وعدد من الوزارات. قبل أن أكون معكم، كان لي ظهر اليوم لقاء مع الدكتور فؤاد حسين وزير المالية. يسرنا أن نجد أخوتنا وأصدقاءنا الكورد الأعزاء يمارسون دوراً حاسماً وهاماً في الحكومة المركزية العراقية.

تعود معرفتنا برئيس الجمهورية السيد برهم صالح، إلى أيام المرحوم الطالباني، وأرى أن اختياره يمكن أن يساعد العراق، في مجال تقدم العراق ولحل المشاكل بين بغداد والإقليم، وكذلك في العلاقات بين إيران والعراق. لهذا فإن دور رئيس الجمهورية السيد الدكتور برهم صالح ودور الدكتور عادل عبدالمهدي وبرلمان العراق، يمكن أن تكون أدواراً هامة ومؤثرة في بناء هذا البلد. هذا ما أتصوره وآمل أن يكون كذلك، فالدكتور برهم هو على أية حال من الاتحاد الوطني ومن أصدقاء الجمهورية الإسلامية، وخلال فترة رئاسته سيعزز علاقاته مع الجمهورية الإسلامية وسيكون على اتصال مع إقليم كوردستان، وسيحل العلاقات والمشاكل الداخلية للعراق.

رووداو: أي أنكم راضون عن فريق الدكتور برهم، خاصة وأن آراس شيخ جنكي هو واحد من كبار مستشاريه وصديق مقرب لإيران؟ ما هو رأيكم في هذا الفريق؟

مسجدي: أنظر، الذي يهم هو الدكتور برهم نفسه، أي رئاسة الجمهورية. يمكن أن يعاونه أشخاص كثيرون، أو يكونوا مستشارين له أو يعملوا معه في مؤسسة رئاسة الجمهورية، الذي يهم هو رئيس الجمهورية نفسه وإدارته، ولهما علاقة جيدة جداً مع إيران، هذا الأمر كان كذلك في الماضي وهو كذلك الآن، وأنا متأكد أن هذه العلاقات ستتوسع وستتحسن أكثر مستقبلاً. كما أن أشخاصاً آخرين، ومنهم أصدقاء الدكتور برهم وأشخاص مقربون إلى إيران أو كانت لديهم علاقات كثيرة أو قليلة مع إيران سابقاً، لا شك أن هؤلاء سيساعدون أيضاً، من خلال دورهم كمستشارين أو مساعدين لرئيس الجمهورية لكي تتقدم هذه العلاقات، كل السادة الكورد المنضمين إلى التشكيلة التي تحكم العراق، سواء في رئاسة الجمهورية أو الوزارات أو البرلمان أو في أي مكان آخر هم محل تقدير وحب من جانبنا.

رووداو: أي أنكم راضون عن الدكتور برهم بصورة عامة؟

مسجدي: نعم، نحن راضون عنه...

رووداو: لنعد إلى الحكومة العراقية وحكومة عادل عبدالمهدي وبعض الوزراء، خاصة الوزراء السنة، الذين يقال إن لهم جذوراً وأصولاً بعثية وهم الآن موجودون ضمن الحكومة، إلى أي حد يعتبر هذا الموضوع هاماً لجمهورية إيران الإسلامية وإلى أي حد يلفت انتباهها؟

مسجدي: الذي يهم بالنسبة إلينا ونحترمه هو الانتخابات البرلمانية، أي مجلس نواب العراق الذي يمثل الشعب، ويضم هذا المجلس ممثلين عن إقليم كوردستان وممثلين عن مناطق السنة وممثلين عن مناطق الشيعة. لهذا فإن جمهورية إيران الإسلامية ترى أن مجلس النواب العراقي، أي البرلمان، نابع من الشعب العراقي، وكل من صوت المجلس لصالحه وأي وزير اختاره المجلس، وأي رئيس جمهورية يختاره المجلس، فإن هذا الاختيار محل احترام ودعم من جانبنا، سواء أكان من السنة، الكورد، الشيعة أو غيرهم. فرؤيتنا ليست رؤية طائفية، أي أننا لا نسأل إلى أية جماعة أو حزب أو طائفة أو مذهب ينتمي، بل الذي يهم الجمهورية الإسلامية هو هل أن هذا الوزير أو المسؤول أو رئيس الجمهورية أو الحكومة أختيرت من قبل البرلمان أم لا. فإن كانوا قد جاؤوا من خلال الانتخابات من الطبيعي أن يكونوا موضع احترام الجمهورية الإسلامية.

رووداو: بدأت المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وكنتم في إيران، في ما سبق، مستائين من ترحيب رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور حيدر العبادي بقرار العقوبات. ما الذي تنتظرونه من الحكومة الجديدة لعادل عبدالمهدي بخصوص العقوبات الجديدة؟

مسجدي: توقعاتنا من العراق هي أن يراعي مصالح شعب العراق والمصالح المشتركة للبلدين، فالحصار أو العقوبات الأمريكية ضد إيران ليست بالأمر الجديد، وفي المرحلة السابقة على وجه الخصوص كانت العقوبات مفروضة من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكان الأوروبيون وغيرهم يدعمونها. لكن المسألة اليوم ليست بتلك الصورة، فالأمريكيون وحدهم الذين خرجوا من الاتفاقية ومضوا باتجاه فرض العقوبات والضغط والتهديد، وهذه الأمور ليست ملزمة لأي طرف.

نحن ننتظر من حكومة العراق ومن أية حكومة أخرى في العالم، بما فيهم الأوروبيون وغيرهم، أن لا يضحوا بمصالحهم ومصالحهم المشتركة مع الجمهورية الإسلامية في سبيل سياسات ومطالب أمريكا. لأن العلاقات التي تربطهم بأمريكا أمر مختلف بحد ذاته، بينما هذا الأمر مرتبط بتوجهاتهم وعلاقاتهم، والعراق من ضمن هذه الدول، لكن هذه العلاقات لا ينبغي أن تؤثر باتجاه إضعاف علاقات إيران والعراق.

رووداو: حتى في المشاريع، هناك دور لإيران في العراق وسوريا والمنطقة، هل ستؤثر هذه العقوبات على مشاريع إيران في العراق وسوريا؟

مسجدي: يبدو أن الأمريكيين يريدون أن يقوموا بانتهاكات، الأمريكيون لا يريدون أن تنمو العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع دول المنطقة، والعراق وغيره من هذه الدول. إنهم يضغطون على تلك الدول لتحدد علاقاتها مع إيران، ويتسببون في تعقيدات، هذا هو عمل الأمريكيين، لكن الذي يهم حسب ما أرى هو أن يراعي شعب إيران وشعب العراق، وحكومة إيران وحكومة العراق، مصالحهم.

رووداو: ما الذي يمكن أن نتوقعه من دولة صديقة شقيقة مسلمة وجارة كالعراق وإقليم كوردستان؟

مسجدي: ما نتوقعه هو أن يعززوا صداقتهم مع إيران ويقولوا للأمريكيين بصراحة، نحن وإيران يحتاج بعضنا البعض، ونرتبط بعلاقات جادة، ولا يمكن لهذا أن يخضع لتأثير سياساتكم وعقوباتكم، ومن الطبيعي أن نتوقع هذا من حكومة العراق.

رووداو: في برنامجٍ لي، عرض في الليالي الماضية، استضفت ممثل إقليم كوردستان في طهران، وتحدث عن التعاون والتنسيق بين إيران والعراق وإقليم كوردستان، وخاصة في ما يتعلق بالعقوبات. قال إنه يجب على إيران أيضاً أن لا تمنع ورود بعض السلع والبضائع منها إلى العراق. هل ستستمر إيران بعد العقوبات في تصدير بضائعها إلى العراق؟

مسجدي: علاقاتنا الحالية مع إقليم كوردستان علاقات جيدة للغاية، حتى العلاقات السياسية، والجمهورية الإسلامية لديها ممثليتان حالياً في إقليم كوردستان، أعني قنصليتي السليمانية وأربيل. علاقاتنا السياسية أيضاً جيدة جداً، وبخصوص علاقاتنا الاقتصادية، ينبغي أن أقول إنه في المنافذ الحدودية بين إيران وكوردستان، أي: باشماخ، برويزخان، تمرجين، وحاجي عمران، هناك علاقة اقتصادية قوية بين إيران والعراق. لذا فإن الشعب الكوردي وحكومة الإقليم هما محل تقدير وحب الجمهورية الإسلامية بنسبة مئة في المئة، وإن شاء الله سنعمل على مختلف المستويات من أجل تلك العلاقات، وبعونه تعالى سنعمل في سبيل العلاقات الاقتصادية والسياسية، والعلاقات العلمية والجامعية والثقافية وسنعززها.

رووداو: فيما يخص العلاقة مع الكورد والعراق وإقليم كوردستان وبغداد، أعلنت الحكومة العراقية أنها ستوقف تصدير نفط كركوك بواسطة الصهاريج، هل تم تنفيذ هذا القرار وهل توقف تصدير هذا النفط؟

مسجدي: كان لدينا اتفاق لتبادل النفط مع العراق ومازال هناك اتفاق، لكن فيما يتعلق بطريقة تنفيذ هذا الاتفاق، وتعزيزه، وهل سيكون عن طريق الصهاريج أو بطريق آخر مثلاً، وهناك احتمال أن يحول مستقبلاً إلى أنبوب لنقل النفط أو طريقة أخرى للتعاون. هذا مرتبط بمصالح البلدين، ومن الطبيعي أن تكون بيننا هكذا علاقات. من الطبيعي أيضاً أن لا يستسيغ الأمريكيون ذلك ويرفضوه، لذا سيسعون لقطع الطريق على هذا التعاون، لكنني أعتقد أنهم لن ينجحوا، لماذا؟ لأن مصالح البلدين، إيران والعراق، تدعو إلى أن تكون هذه العلاقات قائمة على جميع الأصعدة، ومنها الموضوع الذي أشرتم إليه.

رووداو: سؤالي هو: ما هو موقفكم من قرار الحكومة العراقية المتعلق بإيقاف تصدير النفط إلى إيران بواسطة الصهاريج؟

مسجدي: نحن الآن في مرحلة التفاوض...

رووداو: خلال اجتماع لأوبك، صرح وزير النفط الإيراني لشبكة رووداو، بأن أنبوباً لنقل النفط سيمد بين العراق وإيران، وخاصة لنقل نفط كركوك. متى سينفذ هذا القرار أو متى سيدخل حيز التنفيذ؟

مسجدي: هذا المشروع يجري البحث والتحقيق فيه، وهو الآن في مراحله الأولية وواحد من المواضيع التي تحظى بالاهتمام بيننا وبين العراق.

رووداو: ما هو حجم التبادل التجاري الحالي بين العراق وإيران، وخاصة بعد داعش؟

مسجدي: كان حجم التبادل بيننا في العام الماضي 6.5 مليار دولار، وسيزيد هذا في العام الحالي. أتوقع أن يصل بحلول نهاية العام إلى نحو 8.5 مليار دولار، أقصد التبادل التجاري...

رووداو: بين إيران والعراق...

مسجدي: نعم جميع العراق. ويوجد إلى جانب هذا مبيعات الكهرباء ومبيعات الغاز الطبيعي، يرد الغاز الإيراني حالياً من منطقتين، من خرمشهر إلى البصرة، ومن نفطشهر إلى بغداد، ويوفر الطاقة اللازمة لإنتاج الكهرباء. هذا موضوع غاية في الأهمية، آمل أن يتم ربط خط نقل الغاز الإيراني بكوردستان أيضاً، ويجب أن نتفاوض مع الأصدقاء في الإقليم وفي الحكومة المركزية لكي تستفيد مناطق شمال العراق وإقليم كوردستان أيضاً من الغاز الإيراني إلى جانب مناطق جنوب ووسط العراق.

كما توجد أيضاً المجالات التقنية والهندسية، فالشركات الإيرانية لديها الكثير من المشاريع، في إقليم كوردستان وفي مختلف مناطق وسط وجنوب العراق، وهكذا فإن مستوى التبادل في قطاعات الغاز والكهرباء والتجارة معاً يقارب عشرة مليارات في السنة، وفي مجال الخدمات التقنية والهندسية، تبلغ قيمة عقود ومشاريع شركاتنا حالياً نحو عشرة مليارات دولار، وهذه المشاريع تضم إنشاء محطات ومصافي وصولاً إلى الملاعب الرياضية...

رووداو: في كل العراق، أي في العراق وإقليم كوردستان...؟

مسجدي: نعم، كل العراق، الإحصائية التي أتحدث عنها تشمل كل العراق، وبضمنه إقليم كوردستان. لهذا فإن المسألة الاقتصادية بالنسبة إلينا الآن مسألة جادة وساخنة، ومع القضاء على داعش، بدأت الأوضاع تتقدم، ونتوقع أن تكون علاقاتنا الاقتصادية في السنوات القادمة أكثر.

رووداو: أعلنتم في وقت سابق أنكم ساعدتم العراق بثلاثة مليارات دولار في حرب داعش، كم من هذه المساعدة كان لإقليم كوردستان؟

مسجدي: أنتم أنفسكم تشهدون، وكذلك الأصدقاء في إقليم كوردستان مطلعون تماماً على أن إيران، لم تفرق خلال حرب داعش بين الإقليم وغيره. أي أننا قدمنا المساعدة والدعم في كوردستان، أعني إقليم كوردستان، وفي المناطق التابعة للحكومة المركزية، من خلال تقديم المشورة والدعم، وكذلك المعدات والدعم اللوجستي، لهذا تلقى إقليم كوردستان أيضاً الدعم والمساندة من الجمهورية الإسلامية، وقد عبر السيد البارزاني، الذي كان حينها رئيس الإقليم، والسيد نيجيرفان البارزاني، رئيس وزراء إقليم كوردستان، عن امتنانهما لإيران، وقدما لها الشكر بصورة رسمية، وهذا يؤكد أن الجمهورية الإسلامية، كانت خلال حرب داعش إلى جانب الشعب الكوردي، أي إلى جانب البيشمركة، وإلى جانب القوات المسلحة العراقية، وساعدت الجميع، ونحن مسرورون بهذا، بأن إيران وقفت إلى جانب الأخوة الكورد والعراقيين في مواجهة الإرهاب وساعدتهم.

رووداو: تعني أن إقليم كوردستان لم يكن يختلف عن العراق وكان الجميع سواسية، البيشمركة والجيش العراقي؟ وكانت المساعدات متشابهة ومتساوية؟

مسجدي: أنظر، كان ذلك يعتمد على حاجة المناطق، أقصد ما الذي تحتاجه منطقة وما هو قوام القوة الاستشارية التي تحتاجها، أو اللوازم اللوجستية والسلاح والإسناد، وقد كانت هذه الأمور مرتبطة بظروف القتال، ولا شك أننا مسرورون لأن مناطق إقليم كوردستان تحررت بسرعة من قبضة داعش، لكن حرب داعش في محافظة نينوى، محافظة الأنبار، وصلاح الدين وصولاً إلى الحدود السورية امتدت لفترة طويلة. لهذا من الطبيعي أن يكون حجم المساعدة في ذلك الاتجاه، وبسبب الجاهزية الكبيرة لداعش فيها، كان لا بد أن تكون المساعدات أكبر. بينما في إقليم كوردستان، وبفضل المساعدات وشجاعة البيشمركة الأعزاء والمقاتلين ومساعدات إيران وحكومة إقليم كوردستان، تم استرداد المناطق من داعش بسرعة كبيرة جداً. صحيح أن المعركة كانت شرسة للغاية وقدم أخوتنا في إقليم كوردستان الكثير من الشهداء، لكنه طبيعي أن يكون حجم المساعدة للإقليم أصغر مقارنة بالمساعدة لحكومة المركز، لأن مساحة وفترة المعركة هنا ومدتها طالت كثيراً.

رووداو: يقال إنكم ساعدتم حزب العمال الكوردستاني وقمتم بالتنسيق معه ليبقى في سنجار، هل هذا صحيح؟

مسجدي: كلا، ليس بصحيح.

رووداو: ألا توجد أية علاقات بينكم وبين حزب العمال الكوردستاني؟

مسجدي: كلا، لأن أولئك إن جاؤوا فإنما يدخلون من المناطق العراقية، أي من شمال العراق أو من مناطق الإقليم، وليس للجمهورية الإسلامية أي حضور في تلك المناطق، لا يد لنا في تلك المناطق.

رووداو: سنبقى في إقليم كوردستان، جرت انتخابات برلمان كوردستان الأخيرة، وفاز فيها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعدد كبير من المقاعد، 45 مقعداً، وهناك حديث عن خريطة سياسية جديدة في إقليم كوردستان، كيف تنظرون إلى هذه الخريطة السياسية الجديدة؟

مسجدي: نحن في الجمهورية الإسلامية مرتاحون لكون الديمقراطية في العراق، تتعزز يوماً بعد آخر، ولا شك أن الانتخابات هي سمة الديمقراطية، وهي التي تشكل البرلمان، وتعبر عن صوب الشعب ديمقراطياً. نحن في الجمهورية الإسلامية، نحترم كثيراً أصوات الشعب، وندعمها كثيراً، لهذا إذا جرت الانتخابات البرلمانية في العراق لتشكيل المجلس الوطني، أو في كوردستان لتشكيل المجلس الكوردي، فإن نتاج هذه الانتخابات وأصوات شعب كوردستان موضع تقدير من جانبنا.

نعم وكما ذكرتم، فاز الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أو البارتي، بأصوات أكثر، وحصل الاتحاد الوطني على نسبة من الأصوات، وكذلك التغيير والأقليات الأخرى، لكن اللافت حسب ما أرى هو أن البرلمان الكوردي يتألف من جميع التيارات وممثلي كل شعب كوردستان وكافة الجماعات والأحزاب. صحيح أن حصة البارتي أكبر، لكن الأحزاب الأخرى وكل حسب نسبته، تستطيع أن تمارس دورها في البرلمان.

نحن نحترم البرلمان الكوردي، كما نحترم ممثليه وقراراته ومشاريع قوانينه، وهناك الكثير من الأصدقاء بين أولئك السادة في الإقليم وفي البرلمان، الذين تربطهم منذ زمن بعيد علاقات جيدة جداً مع الجمهورية الإسلامية، ومازالت تلك العلاقات قائمة، وعلى نفس المنوال تتمتع حكومة الإقليم بعلاقات جيدة جداً مع الجمهورية الإسلامية، وبإذن الله سيكون البرلمان كذلك أيضاً.

رووداو: لديكم في جمهورية إيران الإسلامية علاقات قوية مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، ماذا عن علاقاتكم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني من جهة، ومع حركة التغيير من جهة أخرى؟

مسجدي: منذ الماضي، أقصد قبل العام 1991 الميلادي، عندما كان قسم كبير من البارتي في إيران، كانت لدينا علاقات جيدة جداً مع المرحوم السيد إدريس البارزاني، ومع السيد مسعود البارزاني، وسائر قياديي البارتي، ولو شئت لعددت أسماء مئة منهم الآن. كما كانت علاقاتنا مع الاتحاد الوطني جيدة جداً. كذلك الحال مع المرحوم نوشيروان وحركة التغيير، سواء عندما كان في صفوف الاتحاد ونائباً للسيد الطالباني، أو بعدما انشق وأسس حزب التغيير.

لدى إيران علاقات إيجابية جداً مع الأحزاب الكوردية، البارتي والاتحاد والتغيير والأحزاب الأخرى، ونرى أن هؤلاء جميعاً أصدقاء للجمهورية الإسلامية. ربما يكون هناك تنافس فيما بينهم، أو خلافات، وحتى توترات سياسية وغيرها أحياناً، خلال الانتخابات، لكن هذه قضايا داخلية ترتبط بالإقليم، والجمهورية الإسلامية دولة صديقة وجارة وشقيقة تتعامل ودياً مع جميع الأحزاب الكوردية.

نحن نحبذ أن تقوم التيارات الكوردية بحل مشاكلها مع بعضها البعض فيما بينها، لكي يعيشوا بسلام وإخاء ومودة إلى جانب بعضهم البعض، أي ضمن حكومة الإقليم وبرلمان الإقليم، أو عندما يكون لهم حضور في بغداد وكذلك في علاقاتهم مع الجمهورية الإسلامية. نحن لا نفرق بين البارتي والاتحاد وعلاقاتنا معهم علاقات صداقة وأخوة.

رووداو: لكن لماذا علاقاتكم مع بعضهم أقوى، مثلاً علاقاتكم مع الاتحاد الوطني أقوى من علاقاتكم مع الديمقراطي الكوردستاني، أو منها مع التغيير؟

مسجدي: لا، ليس إلى درجة كبيرة... علاقاتنا مع الاتحاد ليست أكثر من علاقاتنا مع الديمقراطي الكوردستاني، فلدينا علاقات مع الاتحاد ومع البارتي، والتياران أحدهما ميراث السيد الطالباني الذي نكن له الكثير من التقدير، والآخر هو حزب السيد البارزاني الذي هو صديقنا وأخ عزيز لنا.

من الذي يقول إن علاقاتنا مع هذا أكبر وعلاقاتنا مع هذا أقل؟ كلا، العلاقات مع الجانبين قائمة، وربما كانت مع الديمقراطي الكوردستاني أكثر، نحن نحب أن تكون لنا علاقات مع جميع الأحزاب الكوردية، ونحترمهم جميعاً، وهم أيضاً يحبون الجمهورية الإسلامية.

رووداو: ماذا تتوقعون من الحكومة الجديدة لإقليم كوردستان، التي من المؤمل تشكيلها، خاصة وأن الحدود بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كوردستان طويلة، ويجري فيها تبادل تجاري. خاصة بعد هذه العقوبات التي فرضتها أمريكا على إيران؟

مسجدي: نحن نرجو النجاح لحكومة إقليم كوردستان، وفي حال احتاجوا إلى دعم أو مساعدة، سنساعدهم. أعتقد أن إقليم كوردستان يتمتع بموقع جيوسياسي وإقليمي هام في هذا البلد، لذا تتمتع العلاقات مع إقليم كوردستان بمكانة وقيمة هامة بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية.

نحن نعتقد ونأمل ونطلب من حكومة إقليم كوردستان أن تبذل المزيد من الجهد في السعي لحياة جيدة ورغيدة ولتقدم وتطور شعب كوردستان قدر المستطاع، وأن تقدم المزيد من الخدمات لهم، ونحن في الجمهورية الإسلامية معهم، وسنساعدهم، وبإمكان علاقاتنا الاقتصادية أن تكون عوناً كبيراً للإقليم، لذا فإني أعلق الكثير من الآمال على حكومة الإقليم.

ترى الجمهورية الإسلامية، وأرى أنا، أن السيد نيجيرفان البارزاني أدار حكماً جيداً جداً في إقليم كوردستان، وشهد الإقليم تغييرات كبيرة، وتقدماً كبيراً، وسنفرح كثيراً عندما يتقدم إقليم كوردستان أكثر كل يوم، ويصبح مكاناً متقدماً جداً ورائعاً على مستوى عال. كونوا على ثقة أن إيران ستكون إلى جانب إقليم كوردستان وتدعمه كشقيقة وصديقة.

رووداو: لكن كانت لكم أيضاً مآخذ، وعاتبتم حكومة إقليم كوردستان خلال الفترة الماضية لكون تبادلها التجاري مع تركيا أكثر قوة، أي أنها تهتم بتركيا أكثر من الاهتمام بإيران، هل مازال هذا العتب قائماً؟

مسجدي: لا نستطيع القول بأنه كان عتاباً، بل أستطيع تصحيح هذا المصطلح. لإقليم كوردستان حدود مشتركة هامة جداً مع الجانبين، مع تركيا ومع إيران. أنا أرى أن علاقاته مع هاتين الدولتين طبيعية جداً. فهم يستطيعون الإفادة من قدرات وإمكانيات تركيا، كما يستطيعون الاستفادة من الجمهورية الإسلامية. لكن من الطبيعي أيضاً أن نرغب نحن كجمهورية إسلامية، وأنا كسفير إيران، في أن تكون تلك العلاقات مع إيران أقوى وأكبر بكثير.

نحن لا نرفض بأي شكل من الأشكال علاقات الإقليم مع الآخرين، لأن هذا الأمر مرتبط باحتياجات وضرورات ومصالح الإقليم نفسه، وهو الذي يقررها. لكن قدر تعلق الأمر بتوقعاتنا ورغباتنا ومساعينا، فإننا نريد من الإقليم أن يعمق ويعزز ويزيد علاقاته مع الجمهورية الإسلامية التي تستطيع لعب دور كبير في مساعدتهم.

رووداو: هناك مسألة أخرى، تؤدي في مرات كثيرة إلى مشكلة أو مشاكل صغيرة بين إقليم كوردستان وإيران، وهي مسألة أحزاب كوردستان إيران، أو لنقل المعارضة الإيرانية. فخلال الفترة الماضية تعرض الحزب الديمقراطي لقصف صاروخي وقيل إن طائرات بدون طيار كانت تراقب العملية، انطلقت من كركوك، هل هذا صحيح؟

مسجدي: دعني أقول شيئاً عن المعارضة، المعارضة تعني تياراً، حزباً، جماعة أو هيئة تنتقد الدولة وتختلف معها، أو تحمل رؤية وتوجهاً مختلفاً. لا مشكلة في هذا، وهذا قائم في كل العالم، وهو موجود في إقليم كوردستان وفي الجمهورية الإسلامية، وفي العراق وفي كل مكان. لكن عندما تتحول تلك المعارضة إلى حركة مسلحة، أي عندما ترفع السلاح في وجه الحكومة، هذا ليس الدور المفترض للمعارضة، بل تتحول إلى فريق هدام ومسلح، يريد خوض حرب مسلحة ضد البلد، ومن الطبيعي أن يتصدى أي بلد أو حكومة لهؤلاء وتمنعهم.

أنا أسألكم، لو ظهرت في الإقليم جماعة حتى وإن كانت من الإقليم، وحملت السلاح لتقارع الإقليم، هل ستتخذ حكومة الإقليم موقف المتفرج، أم أنها بلا شك ستشكمها وتتصدى لها، كداعش مثلاً.

أما ما يخص الحزب الديمقراطي وسائر الأحزاب التي قد تكون موجودة، فإن ما كانت الجمهورية الإسلامية تريده هو أن تنشط تلك الأحزاب سياسياً، وتقوم بأنشطة اجتماعية ودعائية، حتى وإن كانت في إقليم كوردستان، لم تكن لدينا مشكلة في هذا، وقد تم تبليغ حكومة الإقليم، الديمقراطي الكوردستاني، الاتحاد الوطني، وحتى تلك الأحزاب، بأن نشاطها يجب أن يكون في هذا الاتجاه، أي باتجاه سلمي غير مسلح، وهذا مقبول من الجمهورية الإسلامية وبإمكانهم أن يقوموا بتلك النشاطات. لكن عندما يأتي ذاك الحزب وينفذ عمليات مسلحة داخل حدود إيران وفي مدن الجمهورية الإسلامية، فلا شك أن الجمهورية الإسلامية ستتصدى له، سواء كان بصواريخ أو طائرات أو مدفعية أو أي وسيلة أخرى، فلن تسمح لهم الجمهورية الإسلامية بالقيام بتحركات مسلحة متى ما شاؤوا.

رووداو: هذه دعوة مثيرة، لأن بعضاً من مسؤولي الحزب الديمقراطي، حتى من خلال برنامجي، طلبوا الحوار والتفاوض مع إيران، من أجل التوصل إلى نتيجة. هل هناك محادثات لكم معهم لكي يعملوا في الجانب السياسي وليس المسلح؟

مسجدي: ربما لم تكن بيننا محادثات مباشرة، لكن كانت هناك رسائل من خلال إقليم كوردستان، وفحوى الرسائل أننا لا نسمح لكم بعمليات وهجمات مسلحة، ومازالت الجمهورية الإسلامية متمسكة بهذا المنهج وهذا الرأي، إذا أرادت الأحزاب الكوردية الإيرانية أن تتواجد في إقليم كوردستان، لا ينبغي لها أن تسيء استخدام ظروف الإقليم، فهذا يلحق الضرر بشعب وبحكومة الإقليم، وهؤلاء يجب أن يعيشوا حياة أفضل، ولا يمكن أن يقوموا بنشاطات مسلحة ضد الجمهورية الإسلامية.

رووداو: هل أنتم مستعدون في جمهورية إيران الإسلامية للتفاوض مع الكورد في كوردستان إيران، أو السماح بعودة تلك الأحزاب إلى إيران، في إطار الحكم الذاتي؟

مسجدي: لا، لأنهم مجاميع مسلحة...

رووداو: وإذا لم يكونوا مسلحين أو ألقوا السلاح...؟

مسجدي: لأنهم مسلحون، لا نستطيع الاتفاق معهم بأية صورة. أنظر، هناك قانون أحزاب في إيران، والآن توجد أحزاب سياسية كثيرة تشارك في الانتخابات ومسائل أخرى، لكن جماعة كالمنافقين (يقصد مجاهدي خلق) أو هذا الحزب الديمقراطي، حملت السلاح وخرجت على قانون ودستور الجمهورية الإسلامية، لذا من الطبيعي أن لا تستطيع الجمهورية الإسلامية الدخول في أية محادثات سلمية معها.

رووداو: في الفترة الأخيرة، جرى استفتاء في إقليم كوردستان، وقال إيلنور جفيك، كبير مستشاري رجب طيب أردوغان، عن الاستفتاء: "ليس مطلوباً من تركيا أن تقوم بأي شيء لمنع الاستفتاء، لأن لدى إيران خطة واسعة معدّة للتصدي للاستفتاء"، لماذا كانت إيران أكثر الدول رفضاً للاستفتاء؟

مسجدي: أنظروا، تصريحات المسؤولين الأتراك تخصهم أنفسهم، فما يقولون أو لا يقولون مردود عليهم ومنوط بهم. أنا لا أطرح رأياً ولا تقييماً لما يصرح به الآخرون. لكن قدر تعلق الأمر بالجمهورية الإسلامية، فإن سياسة إيران وموقف الجمهورية الإسلامية كانا واضحين جداً، وقد أبلغنا الحكومة العراقية وإقليم كوردستان وأصدقاءنا في الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني والجميع بموقفنا ورأينا.

هذا ليس سراً، نحن أعلنا أننا ضد انفصال كوردستان عن العراق. لكن لماذا؟ هل السبب أننا معادون للشعب الكوردي؟ كلا. بل قلنا إنها سياسة أساسية لإيران أن تعارض تقسيم وتقطيع العراق، وإذا حصل هذا التقسيم في منطقة أخرى من العراق، فلا يختلف الأمر، إن حصل في البصرة أو في محافظة أخرى. إن الجمهورية الإسلامية، وانطلاقاً من اعتقادها بأن تقسيم الدول الإسلامية والصديقة سياسة تجري الدعوة إليها وتثار من خارج المنطقة، فإننا كجمهورية إسلامية لا نستطيع قبولها. لذا فإن المسألة ليست مختصة بكوردستان، ولا بالاستفتاء أو بأخواتنا وأخواننا في كوردستان، وقد قلناها بوضوح وصدق لأصدقائنا في إقليم كوردستان إن إيران تقف ضد هذه المسألة الانفصالية، ضد الحديث عن انفصال كوردستان عن العراق... وموقفنا هو نفسه اليوم أيضاً... وهذا ليس شيئاً جديداً...

رووداو: يقول بعض المسؤولين وبعض الأطراف في إقليم كوردستان، إن إيران تعمل من أجل تقسيم إقليم كوردستان، هل هذا صحيح؟

مسجدي: كلا، هذا ليس صحيحاً مطلقاً، فمحادثاتنا مع إقليم كوردستان ومع حكومة الإقليم والسيد نيجيرفان البارزاني تجري باستمرار، وهذا يجري في الإقليم وخلال زيارات السيد نيجيرفان البارزاني إلى طهران، علاقاتنا حميمة جداً، والذي يقال عن أننا نحاول تعريض الإقليم للسقوط والانحلال أو التقسيم، ليس صحيحاً أبداً. أنتم الآن في إقليم كوردستان، هل تجدون محاولة أو إجراء من جانب الجمهورية الإسلامية فيه عداء للإقليم؟ ليس هناك شيء من هذا.

رووداو: ليس هناك شيء من هذا في العلن، لكن لا أعرف إن كان هناك شيء في الخفاء...

مسجدي: أنا بنفسي سأخبركم، إن كنتم لا تعلمون فسأخبركم بنفسي، الجمهورية الإسلامية لا تقدم على أي عمل في العلن ولا في السر، من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف إقليم كوردستان. لماذا لا تقدم عليه؟ لأن كل تلك العلاقات السياسية، الاقتصادية، التجارية، الحركة وممثليات الجمهورية الإسلامية والزيارات المختلفة هي في سبيل تعزيز العلاقات.

دعني أبين لكن ولشعب كوردستان العزيز الشريف ولحكومة الإقليم، أن للجمهورية الإسلامية علاقات صداقة قوية، وسياساتنا المعلنة وغير المعلنة ترمي إلى تقوية ومساعدة ومساندة الإقليم في إطار الدستور العراقي، في إطار العلاقات الأخوية والصداقة وحفظ الجوار والإحترام المتبادل.

رووداو: لكن هناك سؤالاً هاماً هنا، فحسب المعلومات المعلنة، وحسب بيان رئاسة إقليم كوردستان، أي رئيس إقليم كوردستان ونائبه حينها، وحتى تصريحات عدد من قيادات الحشد الشعبي، كان لإيران دور رئيس في أحداث 16 أكتوبر، أي في هجوم الحشد الشعبي على كركوك، لماذا اضطلعت إيران بذلك الدور؟

مسجدي: حسناً، لماذا تم تشكيل الحشد الشعبي في العراق؟ وكيف تشكل؟ كان الحشد الشعبي حركة قامت بناء على فتوى المرجعية، أقصد المرجعية الموقرة في العراق، وبمشاركة واسعة من شعب وشباب العراق لمواجهة الإرهاب، أي لمواجهة داعش. كانت فلسفة وجوهر الحشد الشعبي في العراق هي أصلاً الحرب ضد داعش وضد الإرهابيين، وكذلك تحرير مجموعة مناطق كانت قد تمت السيطرة عليها. هذا هو الحشد الشعبي.

الجمهورية الإسلامية تساعد الحكومة العراقية، تقف إلى جانب الحكومة العراقية، والحشد الشعبي اليوم جزء من القوات المسلحة تحت مظلة القوات المسلحة العراقية، ولهذا كانت إيران سنداً وداعماً للحشد الشعبي والجيش العراقي وبيشمركة العراق، الجمهورية الإسلامية لم تقف ولم تتدخل في المسألة بأي شكل مع أحدهم ضد أي طرف آخر، بل على العكس، نحن نحاول تقريب علاقات حكومة الإقليم وحكومة بغداد، والعلاقات بين مسؤولي الإقليم ومسؤولي بغداد، والعلاقات بين الناس والعلاقات الاقتصادية والسياسية وكذلك المسائل العسكرية والأمنية... الذي يهم من وجهة نظرنا هو بناء علاقات أخوية وقريبة وحميمة بين جميع شرائح العراق، أي بين الإقليم والحكومة المركزية.

رووداو: سؤالي الأخير، وبما أن مسألة كركوك هامة، حتى من الناحية الدولية وبالنسبة للعراق. كيف ترى إيران قضية كركوك في العراق وكيف ترى أنها ستحل في إطار العراق؟

مسجدي: نحن نرى أن هذه مسألة مرتبطة بالحكومة والدستور العراقي وحكومة الإقليم، نحن لا نتدخل فيها، وإذا اتفقت الحكومة المركزية مع حكومة الإقليم على أي شيء أو مصلحة أو طريقة، فسنحترم ذلك الاتفاق وندعمه.

رووداو: شكراً جزيلاً، سيد إيرج مسجدي، سفير جمهورية إيران الإسلامية في العراق، نشكركم.

مسجدي: أنا أيضاً أشكركم وأشكر جميع زملائكم وأرجو النجاح والتوفيق لأبناء كوردستان الأحبة الشرفاء، وأؤكد لهم أن الجمهورية الإسلامية صديقة وشقيقة صادقة وجادة وتقف إلى جانبهم.

نحن جميعاً ننتمي إلى عرق واحد، ويربطنا تراث مشترك، وصداقة تاريخية، وآمل أن تتحسن وتتعزز العلاقات بين إقليم كوردستان والجمهورية الإسلامية أكثر يوماً بعد يوم.











rudaw
Top