• Friday, 03 May 2024
logo

الشاعر والباحث عبدالله مشخل: الجالية الكوردية في كندا هي الاضعف

الشاعر والباحث عبدالله مشخل: الجالية الكوردية في كندا هي الاضعف
يبدو ان عبدالله مشخل لم ينقطع عن حرفة الكتابة التي طرق فيها ابواب الشعر والبحث والترجمة "ظروف العيش في كندا وكافة بلدان العالم الغربي مرهونة بهندسة دقيقة للوقت...
طارق كاريزي

مضى ربع قرن على استقراره في كندا. ولكونه شاعرا وباحثا، فقد تأقلم مع اجواء مدينة فانكوفر الكندية واجاد اللغة الانكليزية لينخرط بوقت قياسي في المجتمع الكندي وفي سوق العمل ايضا. لكونه ذو خلفية يسارية ظل قريبا من نبض الشارع يلامس حيثياته عن قرب. غادر كركوك بعد ان اعادت قوات صدام احتلال المدينة بعد تحريرها مساء يوم الاول من نوروز عام 1991 من قبل منتفضي شعب كوردستان وباشراف من الجبهة الكوردستانية. نظرا للظروف الحياتية الصعبة التي امضاها الكوردستانيون في ظل حصار مزدوج (اممي من قبل مجلس الامن على العراق باجمعه كعقوبة لاجتياح الكويت من قبل قوات صدام، وحصار عراقي من قبل نظام صدام ضد المناطق المحررة من كوردستان)، حيث باتت الحياة صعبة لا تطاق، خصوصا وان الشاعر والباحث عبدالله سليمان مشخل كان مهجرا نازحا خارج مدينته. لذلك اضطرّ تحت ضغط انعدام وسائل الحياة الى الهجرة الى الخارج ليستقر منذ ربع قرن في كندا.
عن كيفية تأقلمه مع نمط حياة الغربة قال "حالما وصلت الى هناك، كان قراري الاول ضبط لغة البلد كي استطيع الاندماج مع سكانه. وبذلك فقد تيسر لي تعلم اللغة الانكليزية التي هي اللغة الاكثر انتشارا في كندا ولغة المقاطعة التي اسكن فيها." وتابع مشخل (مشخل، باللام المشددة تعني باللغة الكوردية المشعل) "وبعد ان تعلمت اللغة فقد يسّر لي ذلك الانخرط في سوق العمل. انا الآن اعمل كسائق حافلة في احد قطاعات الخدمات الاجتماعية. وبالمناسبة فانا شخص مواظب في العمل، والذي من دونه يتعذر عليك العيش واعالة الاسرة."
يبدو ان عبدالله مشخل لم ينقطع عن حرفة الكتابة التي طرق فيها ابواب الشعر والبحث والترجمة "ظروف العيش في كندا وكافة بلدان العالم الغربي مرهونة بهندسة دقيقة للوقت، الشطر الاعظم من الوقت مخصص لسوق العمل الذي لابد منه كي يستطع الفرد والاسرة ادامة حياة كريمة. ومع السعي الدائم للتأقلم والاندماج مع المجتمع الكندي الذي هو خليط من الاعراق والجنسيات المختلفة المندجمة مع بعضها مكونة المجتمع الكندي بثقافته وبنيانه الاجتماعي." واضاف "مع ان الفرد يقع تحت طائل بذل جهد كبير من اجل ضمان العيش، الا ان ذلك لم يعزلني عن القراءة والكتابة والتواصل مع الثقافة الكوردستانية من جهة وفي نفس الوقت التقرب والانخراط ومن ثم التواصل مع ثقافة الشعب الكندي وميحط الثقافة الانكليزية. وقدر توفر ادنى مدة من الوقت اخصصها لمتابعة الشأن الثقافي الكندي وكذلك مجريات الاوضاع الثقافية في كوردستان. ويردني باستمرار العديد من المطبوعات والاصدارات الكوردستانية، خصوصا الكتب التي تهمني."
وعن طبيعة العلاقات بين افراد الجالية الكوردية في كندا قال مشخل "حقيقة كانت الجالية الكوردية صغيرة، الا ان تزايد اعداد اللاجئين القادمين من كوردستان في السنين الاخيرة، رفع نسبة افراد الجالية الكوردية في كندا، ويعيش حاليا في المقاطعة التي اسكن فيها انا حوالي 5 آلاف كوردي." واوضح ايضا "وبالمناسبة فان الجاليتين الكوردية والعربية جاليتان صغيرتان وحديثتا العهد في كندا، وهما من الجاليات الضعيفة." واكد ايضا "حقيقة ادامة العلاقات الاجتماعية المباشرة ليست بالامر السهل، مع هذا فاننا كافراد الجالية الكوردية نلتقي في اعياد نوروز لنشارك في نشاطات ذكرى احياء رأس السنة الكوردية. وكذلك فان المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج وكذلك مراسم التعازي، تعد فرص جيدة لتجمع افراد الجالية."
سألته عن نشاط الجاليات المختلفة التي تقطن الديار الكندية، اجاب مشخل "الجالية الصينية هي الاكثر قوّة وتأثير، ولعل قدم هذه الجالية والتي جاءت الى هناك منذ تأسيس الدولة الكندية، رسخ اقدامها وجعل منها جالية مؤثرة في المشهد الكندي، واشير الى النشاطات الثقافية لهذه الجالية حيث تصدر 15 مطبوعا يتم توزيعها مجانا." وقال متابعا "وتأتي الجالية الهندية بالدرجة الثانية من حيث الحضور والتأثير، ومن بعدها تأتي الجالية الايرانية. ومن بعد ذلك هناك جاليات ناشطة اخرى كالجالية الفيتنامية والفلبينية. وللاسف فان الجالية الكوردية هي الاضعف حضورا في المشهد الكندي."
وعن سبب كون الجالية الكوردية هي الاضعف قال مشخل "ان الجالية الكوردية جالية حديثة العهد في كندا، اضافة الى ان الاحزاب الكوردستانية تمارس دورا سلبيا من حيث تشتيت الجالية بسبب الطابع الايديولوجي لنشاطاتها والصراعات الحزبية التي تعيشها الاحزاب الكوردستانية." واستدرك "نحن الآن في طور تجاوز الاطر الحزبية في صفوف ونشاطات الجالية الكوردية. ونحن كافراد الجالية لنا حضورنا الدائم في المناسبات الكوردستانية ونعبر عن تضامننا ونرفع صوتنا لاي حدث يلم بكوردستان وشعبه. نشارك في التظاهرات المؤيدة لشعب كوردستان ونساند الحقوق القومية لشعبنا من خلال نشاطات نقدمها ونشارك فيها رغم اننا على بعد آلاف الاميال عن كردستان."
Top