• Friday, 26 April 2024
logo

هاني ميغالي: الفصائل المسلحة تختطف المدنيين بمناطق سيطرتها في سوريا للمطالبة بالفدية

هاني ميغالي: الفصائل المسلحة تختطف المدنيين بمناطق سيطرتها في سوريا للمطالبة بالفدية
قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون سوريا هاني ميغالي، إنه لا توجد بين أيديهم إحصائيات ليحددوا عدد الذين تم الاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم، "لكننا قمنا بتوثيق عدد من الحالات الخاصة. في بعض الحالات وجدنا أشخاصاً طولبوا بالرحيل عن منازلهم، من قبل الجيش الوطني السوري. نجد أشخاصاً يدقون أبواب الناس ويطالبونهم بوثائق ويهددونهم...
قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون سوريا هاني ميغالي، إنه لا توجد بين أيديهم إحصائيات ليحددوا عدد الذين تم الاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم، "لكننا قمنا بتوثيق عدد من الحالات الخاصة. في بعض الحالات وجدنا أشخاصاً طولبوا بالرحيل عن منازلهم، من قبل الجيش الوطني السوري. نجد أشخاصاً يدقون أبواب الناس ويطالبونهم بوثائق ويهددونهم. هناك ناس فروا وتم الاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم، وكان صعباً عليهم أن يعودوا إلى أملاكهم. كذلك وجدنا حالات تم فيها الاستيلاء على الممتلكات ونهب المقتنيات وبيعها في الأسواق. لا شك كانت هناك انتهاكات أسوأ، ومنها الاعتقالات والسجن والتعذيب والعنف الجنسي الذي وقع في السجون".
ويقول مفوض الأمم المتحدة لشؤون سوريا إن تركيا تتحمل مسؤولية كبيرة ويجب أن تضغط على تلك الفصائل لتوقف انتهاكاتها.
وبعد معركة دامت نحو شهرين، استولى الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المتعاونة معه على عفرين في 20 آذار 2018، وفي تشرين الأول من العام 2019 شنت تلك القوات هجومها على رأس العين وعدد من المناطق الأخرى في كوردستان سوريا، والذي أسفر عن قتل عدد كبير ونزوح عشرات الآلاف عن ديارهم.
نص الحوار مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون سوريا هاني ميغالي:
* بداية أود أن أعرف عدد العوائل الكوردية التي تم ترحيلها ونهب ممتلكاتها، سواء في عفرين أو رأس العين أو تل أبيض؟
هاني ميغالي: صحيح، تعلم أننا في تقريرنا لاحظنا الانتهاكات، ولكن ليست عندنا إحصائيات تمكننا من القول إن العدد الفلاني من الأشخاص تم الاستيلاء على ممتلكاتهم أو تم ترحيلهم. لكننا قمنا بتوثيق بعض الحالات، ووجدنا في بعض الحالات أن هناك أشخاصاً طولبوا بالرحيل عن منازلهم، وذلك من قبل الجيش الوطني السوري.
فنجد أشخاصاً يدقون أبواب الناس ويطالبونهم بوثائق ويهددونهم. هناك من لاذ بالفرار ووجدنا بيوتهم وممتلكاتهم قد تم الاستيلاء عليها وكان من الصعب عليهم أن يعودوا إلى أملاكهم. كما وجدنا حالات تم فيها الاستيلاء على الممتلكات ونهب المقتنيات من البيوت وبيعها في الأسواق. لا شك أننا شهدنا انتهاكات أسوأ بكثير، ومنها الاعتقالات والتعذيب وممارسة العنف الجنسي في السجون.
* كم هو عدد الأشخاص الذين قتلتهم الفصائل المسلحة؟
هاني ميغالي: أعيد وأذكّر بأن توثيق الأعداد من الصعوبة بمكان. نحن لسنا متواجدين هناك والفصائل لا تقوم بالتوثيق، لذا من الصعب الحصول على الأعداد الحقيقية. الذي يقلقنا أكثر هو ارتفاع عدد حالات القتل العمدية والمقصودة. فنحن نجد الناس يتم إخراجهم من بيوتهم وقتلهم. إضافة إلى ذلك، نحن قلقون جداً من الهجمات الأخرى التي تتخذ طابعاً خاصاً وتستهدف المواطنين المدنيين، ومنها تلك التي تنفذ بالسيارات المفخخة. كما نجد عبوات مزروعة في الأسواق. قلقنا نابع أيضاً من أن قسماً من عمليات القتل يبدو عليه الطابع الطائفي وهذا يلاحظ باستمرار.
* هل عندكم عدد يمكن أن يخبرنا كم من الناس تعرضوا للتعذيب لأنهم كورد؟
هاني ميغالي: مرة أخرى أشير إلى عدم توفر أعداد وإحصائيات خاصة بنا، لكننا حاولنا توثيق حالات خاصة لنقول إن لدينا أدلة تثبت وقوع الحالات التي نتحدث عنها. لا شك أن عدداً من الكورد قتلوا في فترة الحرب في شمال غرب وشمال شرق سوريا. المثير للقلق بالنسبة إلينا هو أننا نجد أن الناس يتم استهدافهم، فقط لأنهم كورد. ففي الأشهر الستة الأخيرة لمسنا إشارات من هذا النوع، سواء من حيث الأشخاص الذين تم اعتقالهم ثم تحريرهم لقاء فدية مالية أو من حيث إسكات الأصوات المنتقدة. وجدنا أن نساء وبنات استهدفن واعتقلن وفي بعض الحالات عوملن معاملة جنسية سيئة أو تم الاعتداء عليهن جنسياً. كما توجد أدلة تشير إلا أن استهداف هؤلاء قائم على أسس عرقية.
* تشيرون في تقريركم إلى الكثير من الانتهاكات. أريد أن أعرف، من أي مدينة قام مسلحو السلطان سليمان، على سبيل المثال، بترحيل الناس وإسكان العرب في مساكنهم؟ أين وفي أي مدينة وقع هذا النوع من الانتهاكات؟
هاني ميغالي: رأينا ذلك في عفرين، على سبيل المثال. كذلك رأيناه في رأس العين. في تلك الأماكن دق أناس الأبواب وطلبوا وثائق ثبوتية تثبت أن سكان الدار يملك الدار والممتلكات. فإن افتقر الساكن إلى أي وثيقة ولأي سبب كانوا يهددونه فيضطر الساكن في أغلب الحالات إلى مغادرة داره وأملاكه بدون أن ينتظر التعرض للعنف. وجدنا الناس فروا من تلك الأماكن بسبب الحرب، وقد حدث هذا السنة الماضية والتي قبلها. ثم وجدنا نازحين من جنوب سوريا تم نقلهم وإسكانهم في بيوت أولئك الفارين. كما نجد أنه عند عودة المالك الحقيقي، تظهر المشاكل ولا يستطيع المالك الحقيقي هذا استعادة داره وأملاكه لأنه تم الاستيلاء عليها ومصادرتها.
* تقريركم مطول، وهذا أول تقرير مطول يتحدث بهذا الشكل عن الانتهاكات في المناطق الكوردية. هل لي أن أعرف عدد العوائل الكوردية التي جبيت منها أموال لقاء السماح لها بالبقاء في ديارها، وأين وقع مثل هذا الحدث؟
هاني ميغالي: كانت عندنا تقارير حول مصادرة الأملاك. ليس شرطاً أن يكون الناس قد أجبروا على البقاء في بيوتهم، بل على الأغلب أجبروا على الرحيل عن بيوتهم وأملاكهم. كذلك وجدنا تقارير عن استهداف الناس واعتقالهم من أجل المال. سمعنا أن الذين لديهم أقارب في الخارج ويحتمل أن يكون لديهم المال، تم اعتقالهم لأن معتقليهم كانوا يظنون أنهم باعتقال هؤلاء يمكن أن يحصلوا على المال من ذويهم. لهذا لجأوا إلى استخدام هذه الطريقة. المشكلة هي أن عناصر الفصائل المسلحة وفي هذه الحالة الجيش الوطني السوري بصورة خاصة لا يتقاضون رواتبهم كاملة، فيلجأون إلى أي طريقة لجني المال، ومن بينها الاستحواذ على محاصيل الحبوب ليحصلوا على المال. كما نجدهم يأخذون المدنيين رهائن ليطلقوا سراحهم لقاء فدية مالية. كما وجدنا أن أشخاصاً تم استهدافهم وتم اعتقال البض لأسباب سياسية ولأنهم انتقدوا تصرفات الجيش الوطني السوري أو راجعوا المسؤولين الأتراك واشتكوا إليهم، وتم بعد ذلك اعتقالهم وتهديدهم وإسكاتهم.
* إذن لماذا يقوم المسلحون باعتقال وتعذيب أي عائلة كوردية تمتنع عن تسليم وثائق إثبات ملكية منازلها وأملاكها للمسلحين في سوريا؟
هاني ميغالي: أقولها مرة أخرى إننا نركز على أمر واحد وهو توثيق الأعمال العنفية الحقيقية لنفهم فيما بعد الصورة أو المشهد الكبير ونعرف ما الذي يجري. يبدو أن جزءاً من هذا المشهد هو عبارة عن إجبار الناس على الرحيل عن ديارهم من أجل الاستيلاء على أملاكهم ومقتنياتهم. فقد ازدادت هذه الحالات في الأشهر الستة الأخيرة. إنهم الآن يفتشون البيوت بيتاً بيتاً ويدقون الأبواب ويدققون في الوثائق ويهددون الناس وبهذا يجبرونهم على مغادرة أماكنهم، وليس على البقاء فيها.
* في تقريركم، تشيرون إلى تركيا أيضاً. أريد أن أعرف إن كان الجيش التركي يمنع الفصائل المسلحة من ارتكاب هذه الانتهاكات أم أنه يشارك في ارتكاب الانتهاكات؟
هاني ميغالي: ما لمسناه هو أن تركيا حاولت إقناع الجيش الوطني السوري والفصائل المسلحة الأخرى بأن لا ترتكب هذه الانتهاكات. لكننا نعتقد أن تركيا قادرة على عمل المزيد، لأن تركيا متواجدة هناك، وساعدت تلك الفصائل المسلحة على إخضاع تلك المناطق لسيطرتها. كما أن تركيا تقدم لهم التدريب والسلاح، ولهذا فإن لها تأثيراً كبيراً عليهم. ما تقوله تركيا هو إنها ساعدت السوريين في حربهم ضد حكومة قمعية في دمشق، والوضع القائم هو وضع يرتبط بسوريا وهي لا تريد التدخل فيما يجري. لكننا نعتقد أن تركيا تتحمل المسؤولية، لأن انتهاكات جدية تُرتكب ويجب على تركيا أن تفعل المزيد وتضغط أكثر على تلك الفصائل لإلزامها بالقانون الدولي وبالقوانين الإنسانية. نعلم أن الجيش الوطني السوري بدأ ببعض التحقيقات في الانتهاكات، وأسس محكمة أجرت بعض التحقيقات، لكن العمل لم يتم ولم يكن هناك سوى القليل من التحقيقات. نحن نعتقد أنه يجب أن يتم إيقاف الانتهاكات الحقيقية وتستطيع تركيا ممارسة دور كبير في إقناع الجيش الوطني السوري والفصائل الأخرى بالتوقف عن ممارسة هذه الانتهاكات الكبرى.
* هل جرى اعتقال أي كوردي ونقله إلى تركيا لمحاكمته؟ ما هو عدد الكورد الذين تم اعتقالهم ونقلهم إلى تركيا لمحاكمتهم هناك؟
هاني ميغالي: لا تتوفر عندي أرقام دقيقة. لكننا نعلم أن هناك عشرات الحالات التي تم فيها اعتقال سوريين وبينهم عدد من الكورد، اعتقلهم الجيش الوطني السوري وتم نقلهم عبر الحدود الدولية إلى تركيا حيث يتوقع أن يتم اعتقالهم أو محاكمتهم. من بواعث قلقنا، وليس من الجائز أن يتم نقل السوريين عبر الحدود الدولية، وهذا انتهاك للقوانين الإنسانية والدولية.




حاوره: دلبخوين دارا من شبكة روداو الاعلامية
Top