• Sunday, 28 April 2024
logo

الأسد لايلتزم بوقف اطلاق النار.. ويستأنف المذابح الجماعية

الأسد لايلتزم بوقف اطلاق النار.. ويستأنف المذابح الجماعية
ترجمة/بهاءالدين جلال



وافق نظام الأسد الأسبوع الماضي على مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان ،ولكن بدلاَ من أنْ يتخذ الخطوات لوقف اطلاق النار وسحب قواته من المدن،أخذ يشن حملاته الهجومية بالدبابات و المدرعات على المدن ويمارس جرائم القتل الجماعيضد أبناء سوريا ما اجبر الناس على ترك ديارهم و اللجوء الى دول الجوار،وهذا جعل الدول المجاورة لسوريا بصورة عامة و تركيا على وجه الخصوص طلب المساعدات الدولية لأستغاثة اللاجئين،ولكن لايزال الذين يراقبون الاوضاع في سوريا و قدرات نظام الأسد يعتقدون أنّ انهيار النظام ليس بالأمر الهين وإذا لم يجر تغييرعلى موقف المجتمع الدولي فإنّ مستوى التضحيات و عدد اللاجئين سوف يتصاعد،وكما أشار اليه كريستان آمانبوريش في تقرير رفعه الى قناة ال(سي.إن.إن):كأنّ مأساة و أحداث البوسنة عام 1992 سوف تتكرر في سوريا،وحول الأوضاع الراهنة في هذا البلد و المخاوف التي تترتب على هذا التصعيد،سألنا البروفسور روبرت رابيل مدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة فلوريدا أطلنتيك، حيث عبّر عن رأيه ل(كولان) قائلاَ: ((يمارس نظام الأسد العنف لقمع المتظاهرين،لذا أعتقد أنّ أي حل يُطرح لهذه المشكلة لايلقى النجاح لأنّ الشعب السوري لايمكنهم من الآن فصاعداً قبول بشار الآسد رئيساً لهم حيث قوتل حتى الآن الكثير من ابناؤهم ،لذا عليه اجراء اصلاحات شاملة،السؤال هنا هو: هل أنّ الغالبية من السوريين يثقون بالنظام من خلال اجرائه لتلك الأصلاحات؟ولهذا السبب أنا لستُ متفائلاً كثيراً بالأوضاع وفي الوقت ذاته قلقٌ جداً من احداث اليوم في سوريا، ليس فقط لسوريا وإنّما ل(لبنان) وعموم المنطقة،كما أتمنى أنْ لاتحدث مأساة إنسانية و لاتصل الأوضاع الى هذا الحد،وادعو تركيا و المجتمع الدولي الى ايجاد حل لحماية المواطنين السوريين،ولايمكننا تجاهل حقيقة أنّ هناك احتمالاً في هذه الأجواء لأندلاع حرب طائفية في سوريا،أي حرب أهلية،ولاأظن أنْ يقوم النظام السوري بأبداء أي مرونة أو التنحي عن السلطة،وفي الوقت ذاته برأيي أنّ بشارالأسد ليس الحاكم الشرعي لعموم سوريا ، لقد تورطت سوريا اليوم في هذه المعادلة،من جهة أخرى نجد أنّ الدول الأقليمية لها أهداف مختلفة فمثلاً:"العراق" ، حيث دعا "المالكي" في خطابه الذي ألقاه لدى انعقاد قمة الجامعة العربية الى اجراء الأصلاحات وليس الى تغيير النظام أو تزويد المعارضة بالسلاح،أمّا "العربية السعودية" فهي مع تزويد المعارضة بالسلاح ، و"تركيا" تطالب بمنح المساعدات للمعارضة أو على الأقل فهي تحاول مساعدتها،وكذلك فإنّ "حزب الله"يساند الأصلاحات وفي الوقت ذاته يدعم نظام الأسد،ولهذه الأسباب أعتقد أنّ سوريا بصورة عامة تعيش اليوم حالة صعبة،وذلك لعدم وجود إجماع حول أزمتها ليس فقط على المستوى الأقليمي بل على المستوى الدولي ايضاً).
اذاَ يُتوقّع من الاوضاع الحالية المزيد من القتل الجماعي ونزوح اللاجئين السوريين،وحول المخاطر التي تواجه اللاجئين،سألنا البروفسورة سوزانا مانكاتان استاذة العلوم السياسية في جامعة مدريد و المتخصصة في الشؤون السورية والأردنية حيث قالت" (تم ارغام المواطنين السوريين قسراً و بالقوة على ترك ديارهم و الهروب من أجل انقاذ أرواحهم،ولهذا تطلق عليهم تسمية(اللاجئون) والمشكلة ليست فقط ل(تركيا و لبنان و الأردن)بل هناك مشكلات أخرى،منها كيفية التعامل مع هؤلاء اللاجئين،وماذا يمكن توفيره لهم عدا الأغذية و المياه و الخدمات؟من جهة أخرى فإنّهم بحاجة ماسّة الى الرعاية الطبية وإنّ هذا الضغط ليس على تركيا فقط، بل يتعرض له لبنان و الأردن أيضاً،صحيح أنّ الحكومة اللبنانية بفضل خلفيتها التأريخية و مصالحها الخاصة تدعم النظام السوري، ولكن في الوقت ذاته فإنّ النظام فقد مصداقيته، ليس النظام نفسه وإنّما حكومته و أسرته،لذا اعتقد أنّه يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أشد ضد هذا النظام،ولكن أجد أنّه يتخوف من تغيير "الاسد" بنظام آخر،كما رأينا الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتنصيب حليف لها في أفغانستان وذلك بأختيار "حامد كرزاي"،وحسب رأيي فإنّ المجتمع الدولي لايعرف كيف يتصرف مع نظام الأسد، لأنه يخشى من أن يحل" الاخوان المسلمون" محل "الأسد"في سوريا،من جهة أخرى هناك ضغط أقليمي،فمثلاً استطاعت سوريا دائماَ السيطرة على"حماس"وكذلك على "حزب الله" في لبنان ، كما أنّ لسوريا علاقات مع تركيا وحتى التجارية منها،مع وجود مصالح الدول الأخرى في سوريا ، منها "روسيا" و"الصين"و حتى"اسرائيل"، لذا أعتقد أنّ كل هذه الأسباب تقف وراء عدم تحرك المجتمع الدولي ضد نظام"الأسد" أو عدم اتخاذ موقف متشدد ازاءه حتى الآن،ولهذا نجد أنّ الاوضاع هي حساسة ليست فقط بالنسبةل(سوريا) بل لعموم الشرق الأوسط،وإنّ الأوضاع السورية تثبت لنا أنّ الوقت قد حان لأنهاء الدكتاتورية في هذا البلد،المواطنون في سوريا يعانون من انتهاك صارخ لحقوقهم،وهذا شي لانفهمه نحن كغربيين وكيف يصرّ رئيس بلاد على التمسك بزمام السلطة في حين يطالبه المواطنون بالتنحي عن السلطة؟ولهذا عليه أن يرحل و يترك السلطة،من جهة أخرى فأنا على أطلاع بانّ مثل هذه الأوضاع لم تستجد فقط في سوريا، بل حدثت في غالبية الدول العربية،حتى في السعودية وقطر أيضاً،هاتان الدولتان كانتا داعمتين كثيراً لاسقاط الدكتاتوريين،منهم "مبارك"و"القذافي"و"الأسد"في حين غير مستعدة لتحقيق الليبرالية السياسية لديها،لذا فهي محل التساؤل:لماذا تطالب الدول بأجراء التغيير في "سوريا" في حين أنها غير مستعدة لأجراء انتخابات مفتوحة وديمقراطية لديها؟وبرأيي أنّ سوريا هي دعم لبعض دول الشرق الآوسط منها"ايران" و"تركيا"وفي ذات الوقت هناك مَنْ يلعب دوراً أقوى في المنطقة، فمثلاً"روسيا"و"الصين"،الأوضاع في سوريا كشفت عن وجود مصالح لبعض الدول مع هذا النظام،ولهذا نواجه سؤالاَ مهماَ وهو:لماذا تدخّلت قوات الناتو في ليبيا من دون أنّ تتدخل في الأزمة السورية من حيث ارسال مساعدات انسانية أو قوات عسكرية الى سوريا؟))
سقوط النظام وسوريا مابعد الأسد
سؤال يتبادر الى أذهاننا وهو :لماذا انطلقنا من الغرب لنجدة الشعب الليبي ولكننا نعجزالآن عن مساعدة الشعب السوري؟مع أنّ اسقاط النظام السوري ليس أمراَ هيّناً،ولكن سوف تتغير الآوضاع عاجلاَ أم آجلاً و يسقط النظام السوري لامحال،والكورد هم احد المكونات السورية الرئيسة في هذه التغييرات،وفي هذا المسارمن المتغيّرات، من المحتمل أنّ ينال الكورد حقوقه الكاملة،وحول هذا الجانب ومصير الكورد في هذه المعادلة المعقدة يواصل البروفسور روبيرت رابیل حديثه ل(كولان) قائلاً: (( لاأتوقع سقوط النظام السوري قريباً وقد يستطيع الاستقالة من منصبه،ولكن من غير رحيل النظام،أنا أعتقد أنّ النظام أصبح ضعيفاً ولكنه لايزال مستمراً في حيويته وهذا يجعله البقاء لفترة أخرى،وهناك أحتمال آخر وهو وقوع "الأسد" تحت تأثير جماعة "العلويين"ولكن لاأتوقع حدوث ذلك،واذا ما تحدثنا عن أوضاع الكورد مابعد سقوط النظام،أعتقد أنّ الكورد سوف يصل الى حقوقه المدنية و السياسية لأنّ النظام كان قد حاول في فترة سابقة منحهم حق المواطنة،ولكن لاأدري هل يفي بوعوده أم لا،وحول المعارضة السورية فعليها ضمان الحقوق الكاملة للكورد وبالعدل والمساواة،ولاأقصد الكورد فقط بل هناك (المسيحيون و العلويون والسنّة)والواضح أنّ المعارضة تعمل بهذا الأتجاه،وفي الوقت الحاضر أرى أنّ النظام لايسقط قريباً وحتى المعارضة تقاوم وتعزز موقعها الآن،وصحيح أنّها ذاقت مرارة كثيرة ولكن عليها مواصلة النضال وتوحيد صفوفها و تنظيماتها،ولكن ليس بالضرورة أنْ تواجه المعارضة النظام بالسلاح بل هناك خيارات أخرى للتصدي له)).
وتتحدث البروفسورة سوزانا عن هذه المسألة بحساسية بالغة وتثيرتساؤلاَ وهو:لماذا لايرغب المجتمع الدولي في اسقاط نظام الأسد؟وتجيب بنفسها عنه قائلة: (لاأفهم لماذا يواصل المجتمع الدولي تزويد النظام بالأوكسجين كي يستمر في الحياة كما ليس له أي موقف ؟هذا في الوقت الذي لايكون فيه الأسد مستعداَ لتنفيذ وعوده والألتزام بها بأي شكل من الأشكال،الوعود التي اطلقها بشأن الألتزام بها منذ شهر آذار2011،وأرى أنّ المجتمع الدولي الآن بصدد مسائل أخرى ما يجعل سقوط النظام أمراَ مستبعداَ في الوقت الحاضر،فمثلاَ تجري الآن حملة انتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا، وأنّ كلاَ من ايطاليا و اسبانيا ليست لديهما قوات كافية في حين أنّهما تعانيان ايضاَ من مشكلات اقتصادية،ويتبن من ذلك أنّ المجتمع الدولي غير مستعد للتدخل وارسال القوات الى دول أخرى،ولكن هناك خيارات أخرى للتدخل من حيث تأمين السلاح للمعارضة السورية و للضباط والجنود المنشقين عن النظام،ورغم كل هذه الأمور لاأعتقد بأنّ النظام يسقط قريباً لأنّ الأسد قررعدم ترك السلطة،وبالنسبة للكورد،يعلم الجميع أنّ حقوقهم مهضومة، ومن الآفضل لهم اجراء حوار مع الحكومة القادمة وتشكيل قوة للضغط حتى يستطيعون الحوار على مطاليبهم،ولكن في الوقت ذاته لاأظن أنّ الكورد سوف يستطيعون لوحدهم السيطرة على منطقة معينة).
الكورد سوف يصل الى حقوقه المدنية و السياسية لأنّ نظام الأسد كان قد حاول في السابق في منحهم حق المواطنة
من الأفضل أن يحاول الكورد في سوريا اجراء حوار مع الحكومة القادمة وتشكيل قوة للضغط حتى يستطيعون الحوار على مطاليبهم
Top