• Monday, 06 May 2024
logo

الصمت العالمي حيال نظام الأسد..جعل سوريا تواجه كارثة انسانية كبيرة

الصمت العالمي حيال نظام الأسد..جعل سوريا تواجه كارثة انسانية كبيرة
ترجمة/ بهاءالدين جلال

اعلنت السيدة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قبل أشهر بأن استخدام السلاح الكيميائي في الأزمة السورية لهو خط أحمر بالنسبة لنظام الأسد،و اوضح فريق من علماء الجيش البريطاني يوم السبت الماضي بعد فحص التربة في ضواحي مدينة دمشق بأنهم توصلوا الى أنّ النظام السوري قام بأستخدام نوع من الأسلحة الكيميائية ضد شعبه،واشارت صحيفة التايمز لدى نشرها للخبر الى أن الفريق لم يتوصل بعد الى معرفة مستخدم هذا النوع من الأسلحة وهل أنه استخدم من قبل النظام أم من قبل مسلحين،كما هناك تغيير في المواقف الدولية بشان تسليح المعارضة في هذه المرحلة،و قد اعلنت منظمة جبهة النصر كأحد فروع منظمة القاعدة بأنها تطالب بتأسيس دولة في سوريا على غرار الطاليبان،و قد اصبح اسم هذه المنظمة ورقة مهمة بيد النظام السوري لتعريفها كمنظمة ارهابية،من جهة اخرى يحاول النظام السوري تغيير مسار المواجهات الى اقليمية و اسرائيلية و تركية، لذا فإنه اثار مع تركيا في منطقة الأسكندرونة وضعاً متوتراً،كما أن قوات الأسد اطلقت خلال اليومين الماضيين النار بأتجاه الجيش الأسرائيلي في منطقة الجولان،ما دعا اسرائيل الى رفع شكوى ضد الأسد في الأمم المتحدة،وقد تحدث السفير دينس روش الى لجنة العلاقات الخارجية في السنات عن وضع سوريا قائلاً: ان مايدور الآن في سوريا يُعَدّ اكبر و اخطر تحدي بالنسبة الى المصالح الأمريكية،كما أن المأساة الأنسانية تتفاقم يوماَ بعد يوم،حيث أن 25% من الشعب السوري تركوا مناطق سكناهم و لجأوا الى الأردن و العراق و لبنان و تركيا،ما يشكّل ذلك خطراَ على استقرار تلك الدول بسبب اختلاف مذاهب اللاجئين السوريين، من جانب آخر اعلن ويليم هيك وزير الخارجية البريطانية أن الوضع في سوريا يدخل منحى انسانياً مأساوياً لم يشهده القرن الحادي و العشرين حتى الآن،كما توجهنا بسؤال الى البروفيسور اندريه روكري استاذ العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم و المتخصص في سياسة الشرق الأوسط حيث اوضح ل(كولان) قائلاً : ما يمكن قوله حول الأوضاع في سوريا وفق معطيات و نتائج البحوث و الدراسات بشأن النزاع السوري هو أن المجتمع الدولي فوّت الفرصة في الأمم المتحدة عندما ارسلت الأخيرة مراقبين والذين عادوا بخفي حنين و دون أي نتيجة ايجابية،وكان بأمكان الأمم المتحدة آنذاك أنْ تكثّف من جهودها لوقف النظام عن تصرفاته و تعامله مع شعبه بهذه الصورة المأساوية و التي يذهب ضحيتها يومياً العشرات من الأبرياء كما كان من الممكن تغيير النظام،ولكن عندما نتأمل الآن الأوضاع في سوريا و كذلك موقف مجلس الأمن الدولي و التحولات الجارية في الشرق الاوسط نجد أنه من الصعب جداً حل الأزمة بهذه البساطة،اجد من الضروري الأشارة هنا الى أنّ هناك وسائل اخرى لمساعدة الشعب السوري من غير المساعدات المادية أي مساعدته لوجستياً،ولكن كما يذهب البعض الى اجراء مفاوضات دبلوماسية مباشرة مع النظام السوري فإن ذلك صعب جداً ،ثم أن اجراء أي حوار مع هذه الشخصية بالذات شبه مستحيلة،من جهة اخرى فمن المعلوم أنّ عضوية نظام الأسد في الجامعة العربية معلّقة وقد مُنح المقعد الى المعارضة السورية من اجل اضفائها الشرعية،كما أن اللاعبين المحليين و الأقليميين و الدوليين لايريدون منح نظام الأسد اية شرعية .ولكن في خضم هذه الأوضاع المتدهورة في سوريا نلاحظ على الصعيدين الدبلوماسي و السياسي وخاصة عند المواجهات المسلحة بين جيش النظام و مسلحي المعارضة أن هناك مخاوف كبيرة حول تفاقم الأوضاع الدموية،وحول هذا الموضوع سألنا البروفيسور مارك كاتز استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج ماسون و المتخصص في الحرب الأرهابية حيث قال: من المعروف ان الحرب تتوسع و يضعف نظام الأسد تدريجياً ولكن عندما يسقط النظام من المؤكد ان الأطراف التي كانت تقف ضد النظام سوف تتقاتل فيما بينها و لن يُعرف منْ سيحل محل الأسد في سوريا بعد سقوطه،وعلى الصعيد الأقليمي فإن ايران تدعم النظام السوري كما يؤيده المالكي يوماً بعد يوم ،والذي يثير الأستغراب هو ان اسرائيل قلقة جداً من سقوط الأسد خوفاً من تداعيات السقوط،ولكن العرب السنة و تركيا يتطلعان الى ذلك بأقرب فرصة.
و بصدد ايجاد الحل الدبلوماسي و موقف المجتمع الدولي ووضع حد للأوضاع في سوريا،يؤكد البروفيسور كاتز في اطار حديثه ل(كولان): من المعلوم أنّ لا خيار للسلام في الوقت الحاضر،أو وجود اتفاق مع الأسد ويجب عليه الرحيل والاّ سيكون مصيره كمصير القذافي،اعتقد أنّ المجتمع الدولي لايرغب في التدخل، وفي هذه الظروف العصيبة حاولت منظمة القاعدة استغلالها لايجاد موطأ قدم لها على الساحة السورية،ولكن كانت موازين القوى تتغير لو كنا نتدخل في بداية الأمر و نساعد المجاميع الأخرى غير القاعدة،اذاَ ان توسيع نفوذ القاعدة في سوريا سببه هو تجاهلنا لهذا الجانب،ومن هذا المنطلق اعتقد أنّ القاعدة سوف تتحول الى اشرس تنظيم في سوريا كما هو الحال في العراق،و بالنسبة الى جبهة النصر التي تعتبر نفسها فرعاً من القاعدة،هذه المنظمة مستعدة للقتال و التضحية اكثر من أي مجموعة اخرى ،وهذا ما يؤدى الى تبوئها مكانة مهمة بعد سقوط نظام الأسد،ولكن المشكلة الحقيقية هي انها لاتستطيع التعاون مع أي طرف آخر،فالقاعدة لديها سجل سيء وهي احدى المجاميع الصغيرة للسنّة،ولكنها ليس بأمكانها السيطرة الكاملة على المجتمع.
وحول استغلال القاعدة للأوضاع في سوريا،اكد البروفيسور اندريه على أن هذا الأستغلال لايقتصر على سوريا فقط،بل أن المجاميع الراديكالية تستغل التوترات في اي منطقة تحدث فيها،و اضاف: افكر في لبنان و في السلطة الفلسطينية حيث ان ّ الراديكاليين المتطرفين يقدّمون التسهيلات لمنظماتهم عندما تتدهور الأوضاع ،وعندما اشرت في حديثي الى اننا كمجتمع دولي و فاتتنا الفرصة فيما يتعلق بمهمة الأمم المتحدة،كنت اقصد بذلك أننا كنا نستطيع ايقاف عمليات الحركات الراديكالية عند حدودها،والتي من المؤكد ان تضر بسوريا في الفترة البعيدة،لأن بعض القوى الدولية لاتسمح بأنشاء قواعد للأرهابيين أو منظمة القاعدة،اما اذا لم يتمكن المجتمع الدولي أو الجبهة المعارضة الموحدة التعامل بموقف معتدل ،فإن الكثير من المنظمات الأرهابية سوف تستغل الظروف لزيادة نفوذها و توسيع اطر نشاطاتها،ولكن بالتأكيد فإن افضل خيار هو سقوط الأسد سواء برحيله عن البلاد أو القائه مصير القذافي ذاته،ولكن بعض الباحثين و السياسيين يعتقدون بضرورة تأمين ستراتيجية للخلاص غير رسمي من النظام،و هذا يختلف عن ما يعطيه المجتمع الدولي من شرعية البقاء للأسد،فيما يقترح البعض رحيله و اعطاء الفرصة للمعارضة لأدارة سوريا مستقرة بعد السقوط.
و بالنسبة الى المشكلة الكوردية في سورية فمن الصعب حلها بزوال نظام الأسد،لأنها كما ينكر النظام الآن وجود الكورد في البلد كذلك لايوجد موقف و رؤيا واضحة من المعارضة السورية ازاء حقوق الشعب الكوردي في سوريا،لذا من الضروري ايلاء اهتمام خاص بكيفية التعاطي مع هذه القضية ، البروفيسورمارك كاتز المتخصص في شؤون الأرهاب في العراق و المنطقة يرى أنه من الأفضل ان يربط الكورد في سوريا مصالحهم مع مصالح الكورد في اقليم كوردستان العراق حتى لو بقوا جزءاً من سوريا،واضاف في حديث ل(كولان): تشهد القضية الكوردية الآن في العراق و سوريا و ايران و تركيا تطوراً كبيراُ تستوجب الأهتمام و التعاطي الأمثل معها،وعندما اشير الى ربط الكورد في سوريا مصالحهم مع كورد العراق انما اقصد بذلك اعتبار انفسهم جزءاً من كوردستان الكبرى،اعتقد أن هذه الخطوة سوف تخدم مصالحهم القومية بدلاَ من ان يكونوا اقليماَ بمعزل عن اقليم كوردستان.
البروفيسور اندريه يؤكد أن الكورد في سوريا بالرغم من انهم يشكلّون الأقلية، الاّ ان لهم حضوراَ سياسياً مهماً وينبغي تثبيت حقوقهم المشروعة،ويضيف قائلاً على المجتمع الدولي الأعتراف بهم كحركة سياسية ذات اهداف و مبادىء مشروعة و حيوية،ونحن على اطلاع واضح من أنّ الكورد اينما كانوا بعد انتهاء أي حرب يخوضونها من اجل ضمان حقوقهم فانهم يتمكنون من ادارة شؤونهم الأدارية و السياسية، اذاً ان لهم دوراَ محورياً مهماً في المنطقة،وبالنتيجة انني على ثقة من أنّ المجتمع الدولي سوف يراعي بأهتمام كبير حقوقهم و مسارهم السياسي و الأهداف التي يناضلون من اجلها.
Top