• Monday, 06 May 2024
logo

نظام الأسد يلجأ الى كل الطرق والوسائل لضمان بقائه

نظام الأسد يلجأ الى كل الطرق والوسائل لضمان بقائه
- الأمم المتحدة تستعد لكارثة انسانية كبرى


- في أكبر مناشدة لها، تدعو الأمم المتحدة بضرورة قيام المجتع الدولي بتنفيذ حملة كبرى لجمع المساعدات لسوريا حتى نهاية عام 2013 بما مجموعة 5.1 مليار دولار.. لأن المنظمة الدولية تتوقع ان ترتفع أعداد اللاجئين السوريين خلال الستة اشهر القادمة من 1.5 مليون شخص الى 3.5 ملايين ... وقد ورد هذا التوقع بناء على أحصائيات تشير الى أن(7) آلاف لاجئ سوري يتوجهون يومياً الى مخيمات اللاجئين و تضيف الدعوة أن(10) ملايين مواطن سوري، وهو نصف تعداد سكانها، سيحتاجون الى مساعدات أنسانية بحلول نهاية العام الحالي و يبلغ عدد المشردين من منازلهم الآن، حسب تصريح لمنسق شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وأصبحوا لاجئين محليين أو داخليين زهاء(7) ملايين مواطن، وأعلنت منظمة اليونيسيف من جانبها أن أربعة ملايين طفل سوري هم الآن بحاجة ماسة لمساعدات عاجلة من قبل المجتمع الدولي، هذه الحقائق في الواقع كشفت النقاب عن بعض جوانب تلك المأساة الأنسانية، على المستوى الأقليمي والدولي والتي بإمكان أي مراقب سياسي أستنباط تلك الأبعاد السياسية التي من شأنها أحداث هذه المأساة وهنا لا بد من الأشارة الى بعض تلك الأبعاد:
1- في حديثهما لمجلة كولان حددت الفروفيسورة(لورانس أدرياد) أستاذة العلوم السياسية في جامعة شيكاغو بعض تلك المسائل و قالت: تدخل مختلف القوى، و بصورة علنية، في الأزمة السورية قد تسبب في كشف النقاب عن التحالفات السابقة فيها و ليس إعادة صياغتها من جديد، أي أن تنويه البروفيسورة لورانيس هذا هو أشارة الى أنه : إن كانت القوى الأقليمية والدولية منقسمة إزاء الملف السوري، فإن تلك البلاد قد غدت نتيجة تعقيدات الأزمة ساحة للأستقطاب بين تلك القوى والذي يعقد بدوره الأزمة ولا يعالجها وبالتالي أحتمالات حدوث كارثة أنسانية فيها.
2- إن هذا التقاسم على قوات الأسد ومؤيدي المعارضة والجيش الحر ليس تقاسماً سياسياً فحسب، بل أن الأمور قد سارت بعد دخول حزب الله اللبناني في مدار المشكلة العسكرية لصالح نظام الأسد و دخول المسلحين الحوثيين من اليمن و ضباط الجيش الكوري الجنوبي، كما يجري الحديث بشأنه وأعلان روسيا تزويد سوريا بوجبه ثانية من صواريخ(300$) المضادة للجو، قد سارت بأتجاه أن يكون القتال أكثر دموية و خطورة، عن تلك المخاطر توجهنا بالسؤال الى البروفيسور(كريستوفر فليبس) كبير الباحثين في معهد(جاتام هاوس البريطاني و عبر عن رأيه لمجلة كولان قائلاً: منذ بداية تدويل الخلاف وقد بدت للعيان أن ايران و روسيا تساندان الأسد فيما تقف تركيا وقطر والسعودية والمجتمع الغربي ضده و تمارس الضغوط عليه لينسحب من السلطة وعشنا فيما بعد تصاعداً بهذا الأتجاه من ضغط دبلوماسي وأقتصادي وغيرهما وكان لذلك تبعاته التي تمثلت في دعم ايران الأزمة و توسعت وأصبحت دول الخليج تعمل على ارسال السلاح الى الثوار وكذلك الحال بالنسبة لدول الأتحاد الأوربي و فرنسا بالذات، و يقابل ذلك بلا شك قيام الطرف الآخر بتسليح نظام الأسد وتكون نتائجها المزيد من القتل والدمار أي أنهما ترودان بعضهما البعض بوسائل القتل إلا أن العوامل التي تقف خلف الخلاف أعمق وأكثر تعقيداً.
3- يجري الحديث الآن، على هذه الأرضية الصعبة عن مؤتمر جنيف(2) بهدف معالجة الأزم السورية بطرق سلمية، فيما يقوم نظام الأسد و حلفاؤه رغم هذه المساعي الدولية، بتغيير موازين الحرب والقوة على الأرض بعد أن تم استرداد بلدة القصير من الثوار بدعم من حزب الله اللبناني وهي الآن بصدد أسترداد بلدة حمص أيضا، وهذا يعني أن نظام الأسد يسعى ، قبل أنعقاد مؤتمر جنيف 2، لكسب موقع قوى فيه فيما لو يتوصل جانب المعارضة السورية الى نوع و تشكيلة وفدهم المفاوض للمؤتمر، من هذا المنطلق تحدث البروفيسور(ديفيد بوتر) المختص في المنحيين السياسي والأقتصادي لسوريا لمجلة كولان وقال: من الصعب أن يتمكن هذا المؤتمر من حل الأزمة السورية كون طرفي الحكومة والمعارضة بعيدين جداً عن مدى التفاوض بشأن أية مسألة، فضلاً عن عدم وجود إجماع دولي حول وضع ألية مناسبة للتقدم بأتجاه تحقيق مرحلة أنتقالية في سوريا(كل ذلك يؤيد توقعات الأمم المتحدة أزاء مستقبل تلك البلاد...
( سوريا من مشكلة داخلية الى أزمة دولية)...
بعد حدوث بعض التوتر والتعقيدات في مرتفعات الجولان فإن أسرائيل تتخوف اليوم من وصول التعقيدات تلك الى القسم الذي تسيطر عليه وبالأخص في أجواء مطالبة أو أعلان القوة النمساوية للسلام هناك نيتها في الأنسحاب من الجولان وأعلن الرئيس الروسي بوتين بالمقابل أستعداد بلاده لأرسال قوة عسكرية تحل محل القوات النمساوية هناك، واذا كانت هذه العروض الروسية، رغم ربطها بموافقة الأمم المتحدة عليها، الجانب الأول من تزايد الأزمة، فإن الجانب الثاني هو تطلع روسيا للحصول على مواطئ قدم لها في سوريا عن طريق الشرعية الدولية وبالأخص بعد قيام، السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين مؤخراً بزيارة بالمناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري الحر.
ما يعني رغبة القوى العظمى في وجود لها على الأرض السورية، كما أن زيارة ماكين هذه تعتبر نوعاً من ممارسة الضغط على أدارة أوباما لتخطو أكثر نحو التدخل العسكري في سوريا، ورغم أعتبار المراقبين هذه المسألة بإنها أحتمال بعيد، ولكن التغييرات التي جرت في الأدارة الأمريكية بتعيين مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس مستشارة لمجلس الأمن القومي و أحلال(سمنتا باوس) محل رائيس في الأمم المتحدة، تفيد لدى المراقبين بإن هذه التعيينات من شأنها أن تؤثر على أوباما في السعى لعدم وقوع الكارثة الأنسانية التي تنتظر سوريا و ذلك عن طريق التدخل العسكري فيها، ويعتقد المراقبون ، أزاء معارضة وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين للتدخل العسكري، إنه إذا ما توصل الرئيس الأمريكي الى قناعة أنتفاء أي طريق آخر لمنع تلك الكارثة الأنسانية فإن الحسم عندها يكون بيد أوباما والرجلان معروفان بمرونتهما في تنفيذ قرارات الرئيس، ولكن السؤال هو ألا يصبح قرار أوباما هذا، إن كان تحت المظلة الدولية أو ضمن حلف الناتو السبب في تكرار السيناريو الذي حدث في كوريا عام1953 و تقسيم سوريا مثل كوريا بين روسيا والولايات المتحدة؟ ويرى المراقبون في ذلك أنه إذا ما أستمر تداعي سوريا نحو تلك المأساة فإن كل الأحتمالات والأبواب تبقى واردة و مفتوحة.
في حديث خاص لمجلة كولان أعلن الأستاذ ديفيد بوتر المختص في المجالين السياسي والأقتصادي سوريا صعوبة التفكير في حل سلمي هناك بسبب تعقيدات الأزمة أولاً و عدم توفر أجواء مناسبة لنجاح مؤتمر جنيف مع توفر شروط عديدة و متنوعة يعلنها الطرفان المتحاربان لألقاء وزر الأزمة على أحد الطرفين لذا فإن روسيا عندما تدعو لمشاركة إيران و جميع أطراف المعارضة في المؤتمر فإن الدول الأخرى ومنها السعودية والولايات المتحدة وأوربا إنما تعارض تلك الدعوة، عندها ستقول روسيا أن المؤتمر قد فشل بسبب عدم منطقية توجهات الطرف الآخر الذي يلقى بدوره وزر الفشل على روسيا بسبب شروطها غير المقبولة و يتزامن كل ذلك مع أحداث أخرى وعلى سبيل المثال زيارة السيناتور مكين للأراضي التي يسيطر عليها الثوار ما يبلغنا بوجود رسالة مزدوجة مفادها وجود وجهة نظر داخل مجلس الشيوخ والكونكريس ترى بضرورة أن تكون الولايات المتحدة أكثر جدية في مساندتها للمعارضة ومواجهة نظام الأسد سواء كان عن طريق الدعم العسكري أم التدخل العسكري المباشر، مع وجود موقف في غاية الحذر داخل البيت الأبيض ثم لو أمعنا النظر في القرارا لأخير للأتحاد الأوربي لوجدناه لم يكن قراراً لرفع الحظر على الأسلحة للمعارضة لأنه كانت لدى فرنسا و بريطانيا خياراتها في ارسال الأسلحة للمعارضة وفيما يتعلق بتزويد النظام السوري بالصواريخ الروسية فإن ذلك كان قراراً سبق أتخاذه وهو بمثابة عدم الرضا عن قرار الأمم المتحدة عند أعلان تنفيذ الصفقا لروسية وأعلنت أسرائيل بدورها أن من حقها أن يكون لها رد فعلها عند حدوث أي تغيير في التوازن الستراتيجي في المنطقة بدخول أنظمة جديدة في القتال هناك وتصبح مصدر خطر عليها وأعلنت صراحة أنها ستسعى لتعطيل أنظمة الصواريخ الروسية في سوريا وتبدي التزامها واستعدادها للهجوم داخل سوريا عندما تشعر بتزايد التهديدات عليها، لذا فإن مزاعم بعض التطورات بأتجاه حدوث حرب أقليمية فإن ذلك يحتمل أن يكون تحليلاً دقيقاً فأسرائيل متورطة في هذا الأمر وكذلك سوريا والى حدما ايران فيما يراوح الأتحاد الأوربي وروسيا في جبهاين مختلفتين:

كريستوفر فليس: لن ينتصر لا نظام الأسد ولا المعارضة في هذه الحرب ولكن سوريا ستتحول الى دولة فاشلة منهارة .
• البروفيسور كريستوفر فليبس هو مختص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبالأخص سوريا وأحد كبار الباحثين في معهد جاتام هاوس البريطاني ويكتب بأستمرار حول أوضاع سوريا وقد حدثنا عن واقع الأوضاع في سوريا قائلاً:
إن الأوضاع في سوريا، ومنذ تدويل هذه الأزمة، آخذة بالتصاعد في خضم مسألة رفع حظر الأسلحة عن المعارضة وبالتالي أستمرار جهات أخرى بتزويد نظام الأسد بالسلاح ومع تعقيدات تلك الأوضاع وعلى الأرض يمكننا القول: لا يبدو في الأفق أحتمالات تذكر لأنتصار أحد طرفي القتال بل تبدو هناك أخرى بقيام دولة خاسرة و فاشلة و مجزأة أو منقسمة قد يكون أحد أقسامها مبعث تهديد على الغرب وفي قسم آخر منها على المدى الطويل ملاذاً للأرهابيين ويمكن معالجة هذه المستجدات بأنها الحرب إلا أن الأطراف المحلية والخارجية ما زالت غير مستعدة للتفاوض حول إنهائها .
أدرية لورانس لمجلة كولان:
الأستقطاب في سوريا وضع العالم أمام خيار صعب
البروفيسورة لورانس هي أستاذة العلوم السياسية في شؤون الشرق الأوسط و مختصة في المعضلات ومعالجة القضايا القومية... وقد تحدثت لمجلة كولان عن الأوضاع في سوريا قائلة:
•بسبب أنقسام القوى الدولية على طرفي نظام الأسد وشعب سوريا فقد أصبح من الصعب على أية جهة أن تتدخل لصالح أحد الطرفين، من أجل أنهاء القتال وهو ذاته السبب في أستمراره لكل هذه الفترة الطويلة.. أنا متعاطفة مع الشعب السوري، ولكن هل هو بالفعل ضحية لعدم التدخل فيها، والمشكلة هي أنني غير واثقة من أن عملا غربياً متكاملا، إن سمحت الظروف، كانت تساعد الشعب السوري، ولو أردت معرفة هل أن موقف المجتمع الدولي أو بالذات لاعبيه الأساسيين سيكون السبب في تعقيدات الأزمة أكثر بالنسبة لهذا الشعب، فإن ذلك مسعى يصعب حسمه لأن السيناريو البديل كان التدخل الأمريكي لصالح ثوار سوريا وكان علينا بالمقابل التفكير في النتائج طويلة الأمد لهذه الخطوة، لأن الولايات المتحدة عندما تتدخل في بلدما فإن ذلك على الأكثر لا ينتقل الى حل سريع وعاجل، بل يتسبب في سفك المزيد من الدماء ما يعلل وجود سلطة محدودة لدى المجتمع الدولي فيما يتعلق بأوضاع سوريا.. فإذاما أنتصر النظام السوري فإن ذلك سيكون الأساس في توزيع الشيعة والسنة في المنطقة بشكل أسوء لأن النظام السوري عندها سيعمد الى مساندة الشيعة بشكل اوسع.. أما إذا أنتصر الثوار، عندها سيستجد تساؤل مفتوح حول، مواقف الأشخاص الذين يتولون السلطة أي أن هناك قلقاً دائماً حول تأثيرات أي طرف على النتائج والعمل بأتجاه أفضل وأحسن، ومع ذلك فإنني أشك في أن وجود الأسلاميين في حالة أنتصار الثوار سيكون بالضرورة أمراً معاديا لمصالح الغرب...




ترجمة / دارا صديق نورجان
Top