• Monday, 06 May 2024
logo

وضع مرتبك فى مصر بعد إسقاط الإخوان وأسبوع من العنف، الجماعة لاتعترف بالتغييروتحشد أنصارها للمطالبة بإعادة مرسى إسقاط السيس

وضع مرتبك فى مصر بعد إسقاط الإخوان وأسبوع من العنف، الجماعة لاتعترف بالتغييروتحشد أنصارها للمطالبة بإعادة مرسى إسقاط السيس
شهدت مصر الأيام الأشبوع الأخير أوضاعا مرتبكة وتصعيدا غير مسبوق من جماعة الإخوان المسلمين التى نظمت مظاهرات حاشدة وإعتصامات لإستعادة ماتصفه بالشرعية ممثلة فى رئيسها المعزول محمد مرسى ، وقد تزامن ذلك مع تصعيد مضاد من قبل الجيش وأركان النظام الجديد الذى لاتعترف الجماعة بشرعيته وتعتبره إنقلابا عسكريا وتدعو لإسقاطه ، فرغم دعوات الحوار التى يطلقونها ومحاولة إشرام الإخوان فى العملية السياسية ، صدرت أوامر اعتقال بحق قيادات الجماعة وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع وقياداتها البارزة ، وهم متهمون بتهم عديدة آخرها التحريض على العنف ، الذى راج ضحيته قبل أيام أكثر من خمسين شخصا فى اشتباكات بين أنصار مرسى وقوات الجيش ، وتتهم جماعة الإخوان قوات الجيش بإطلاق النار على متظاهرين سلميين ، بينما أذاع الجيش لقطات تظهر أن منتمين للجماعة هم من بدأ التحرش بقوات الأمن فى منطقة عسكرية ، ليصل القتلى منذ الثلاثين من الشهر الماضى إلى قرابة المائة قتيل .
يأتى ذلك فى وقت تسير فيه العملية السياسية قدما بعد إسقاط الإخوان ، فقد اصدر الرئيس المؤقت عدلى منصور إعلانا دستوريا ، وجهت إليه إنتقادات من بضع أحزاب وتيارات سياسية ، ويجرى العمل على إدخال تعديلات فيه ،وستطرح هذه التعديلات في استفتاء يتم تنظيمه في خلال أربعة أشهر، بما يمهد الطريق لإجراء الانتخابات البرلمانية التي من المحتمل أن تكون في مطلع العام المقبل ، لتعقبها الدعوة للانتخابات الرئاسية.، بينما يواصل الدكتور حازم الببلاوى الشخصية الإقتصادية المعروفة المساعى لتشكيل الجكومة ، ورفضت جماعة الإخوان المسلمين الخطة الانتقالية وقال جناحها السياسي - حزب الحرية والعدالة - إنها سترفض أي منصب في الحكومة التي يسعى لتشكيلها الببلاوي
وقد أطلق الإخوات على مظاهراتهم الجمعة الماضية غسم مليونية الزحف ، وأعلن خطباؤهم فى المعتصمين بضاحية مدينة نصر أن لديهم ثقة فى عودة مرسى وإعادة الأمور غلى ماكانت عليه فى السابق ، وتأتى إقالة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى على رأس مطالبهم ، ويهددون بالتصعيد ومفاجآت ، مما يخشى معه المصريون إراقة مزيد من الدماء أو توجههم لحصار الوزرارات والمنشآت الحيوية ، وقد قبل ذلك حشودا مضادة من باقى القوى والتيارات السياسية الأخرى .
وقد عكر التناحر والعنف على المصريين هذا العام الإحتفال بشهر رمضان ، الذى يتميز بطقوس وإحتفالات خاصة فى مصر .
وقد ثارت تساؤلات بعد عزل الرئيس مرسي إثر عام من حكم جماعة الإخوان حول مصير تلك الجماعة ، لاسيما مع وجود مؤشرات على اتجاهها للعنف، بما قد يؤثر فى مستقبل تيارات الإسلام السياسي، وما مدى احتمالية إعادة إدماج الجماعة، حال تخلي قياداتها عن الموقف الرافض للموجة الثورية المدعومة من الجيش في 30 يونيو، وهل تستطيع تيارات الإسلام السياسي إعادة فاعليتها مرة أخرى في المجتمع، أم أن عليها النظر في إعادة بنائها وخطابها السياسي والأيديولوجي تجاه المجتمع


يقول الكاتب السياسى أبو الفضل الإسناوى : قد لا يعني عزل الرئيس محمد مرسي، وخروج جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر انتهاء لظاهرة الإسلام السياسي، التي تنوعت مصادرها بين تيارات إسلامية مختلفة، سواء كانت سلفية متمثلة في ذراعيها السياسيتين، حزبي النور والوطن، أو الجماعة الإسلامية، متمثلة في ذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، أو جماعة الإخوان المسلمين التي خرجت أخيرا من السلطة. فمن المتوقع، وفقا لقراءة المشهد المصري بعد 30 يونيو، أن تتخذ ظاهرة الإسلام السياسي أيا من المسارين التاليينالمسار الأول: المشاركة المحدوة ، وتعني أن ظاهرة الإسلام السياسي ستظل قائمة، ما دامت العوامل المنتجة لها باقية. فالقوة التنظيمية، والدعم المادي والمعنوي للتيار السلفي، بسبب موقفه العام من نتائج استكمال ثورة 25 يناير في 30 يونيو، ومبادراته في عدم التحريض على العنف، وقبوله لتعديل مسار الثورة، قد تؤدي إلي استمرار وجود أحزاب للتيارات الإسلامية متوافقة مع المرحلة الجديدة، حتى ولو اقتصرت على المشاركة البرلمانية المحدودة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بغض النظر عن توجهات ومواقف الجماهير من تيارات الإسلام السياسي، بسبب العنف الذي ارتكبته جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري بعد عزل رئيسها، الأمر الذي يعني أن مشهد الإسلام السياسي في مصر مكتمل بدون الإخوان، حتى لو رفضوا المشاركة السياسية.

المسار الثاني: الانحسار النسبي، وهو يتعلق بحدوث تراجع نسبي لظاهرة الإسلام السياسي لفترة زمنية طويلة ما بين 5 و10 سنوات، على غرار ما حدث للتيارات الإسلامية في الجزائر. بيد أن تفادي هذا المسار يتوقف على سرعة إدراك جماعة الإخوان المسلمين لأخطائها، ونبذها للعنف، والتحاور مع الشارع السياسي ، إذ إن استمرار خطاب الإخوان في دفع المشهد للعنف ينعكس سلبا على موقف الشارع المصري من كافة جماعات الإسلام السياسي، حتى التي شاركت في تفاصيل وبنود المرحلة الانتقالية الجارية بعد 30 يونيو، خاصة حزب النور.

ويضيف الإسناوى :إن تحديد أي من المسارين المحتملين(المشاركة المحدودة، أو الانحسار النسبي) قابلا للتحقق على أرض الواقع، يتوقف على مدى إدراك جماعة الإخوان المسلمين لأزمتها بعد عزل الرئيس مرسي. وهنا، يمكن الإشارة إلى عدة سيناريوهات ترتبط بسلوك جماعة الإخوان المسلمين تجاه مكونات الدولة المصرية.والسيناريو الأول: هو الصراع المسلح، ويعني أن جماعة الإخوان المسلمين قد تهجر العمل بالسياسة، وتلجأ للعنف المسلح، كخيار لتأكيد شرعية بقاء الرئيس محمد مرسي، وهذا السيناريو يعتمد في حقيقته على أسلوب المواجهة المباشرة مع السلطة الجديدة، بقيادة الرئيس المؤقت عدلي منصور، بالإضافة إلى رفع السلاح في وجه المصريين المؤيدين لـ30 يونيو، ويرى أنه في حال حدوث هذا السيناريو، قد تخسر جماعة الإخوان المسلمين ما قامت ببنائه خلال أكثر من 80 عاما، بل قد يؤدي سلوكها هذا إلى انتهاء مشروع الإسلام السياسي بكافة مكوناته. ويدعم هذا السيناريو معسكر الصقور في الإخوان المسلمين، الذين يرون أن شرعية مرسي " معركة نصر أو شهادة" ، ولذا رفضوا الاستجابة لمطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة ، كما ضغطوا على الرئيس السابق مرسي لرفض مهلة الجيش. مثل هذا السيناريو قد يكون متقاربا مع السيناريو الجزائري، الذي نتج عنه أكثر من 100 ألف قتيل، وانتهى إلى بقاء الدولة الجزائرية ، بينما خرجت التيارات الإسلامية من ملعب السياسة، وبقيت حركات محدودة معتدلة التوجه، ولكن تأثيرها محدود.
ويشير إلى سرعة تراجع الأطراف الداعمة للعنف، سواء من بعض قادة جماعة الإخوان المسلمين، أو من التيار السلفي الجهادي في سيناء. وفي هذا السيناريو، يدرك بسرعة القائمون بالعنف أن استمرارهم في ممارسته يهدد بقاء المشروع الإسلامي كله، وبالتالي يعلنون أن العودة للحوار السياسي ضرورة ومصلحة دينية في الوقت ذاته. وقد يكون الداعمون لهذا السيناريو هم البراجماتيين الإصلاحيين داخل جماعة الإخوان المسلمين، والذين طالبوا مرسي بعدم العناد مع المطلب الشعبي بانتخابات رئاسية مبكرة ، وعدم اللجوء إلى العنف تطبيقا لمقولة حسن البنا ( إن من يستخدمون السلاح ليسو بإخوان، وليسوا بمسلمين).ومن المتوقع، إذا تم انتهاج هذا السيناريو، أن يتم تطبيقه سريعا، خاصة في ظل مبدأ السمع والطاعة في الجماعة، علاوة على أن هذا السيناريو قد يلقى دعما من قيادات إسلامية في الخارج مثل راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، والذي حث على التصالح، حتى لا تضيع الفرصة.

ويرى أن السيناريو الثالث يتمثل فى إعادة تجربة " أربكان- أردوغان، وهي التي استطاع فيها أردوغان أن يتجاوز مأزق دخول أربكان للسجن ليعيد بناء الحركة الإسلامية في تركيا مرة، ويصل لسدة السلطة في تركيا.ويستلزم هذا السيناريو سرعة تجاوز الإخوان الإحساس بالهزيمة، وتغليب المنطق على العاطفةومثل هذا السيناريو يتطلب تحقيقه المراجعة الداخلية السريعة للإخوان، أي أن الجماعة تقوم على الفور بتنقيح واستبدال قيادات جديدة شبابية منفتحة على العصر بقياداتها السابقة ، مع فتح مسار جديد داخل الجماعة يتضمن التوجه للدعوة أولا، وأن يكون جزء منه سياسيا.

ويتطلب ذلك فى رأيه تجاوز هذا المأزق من القائمين على السلطة بعد 30 يونيو الدفع بوساطة سياسية، خاصة من القيادات الدينية لحزب النور والدعوة السلفية التي شاركت في صياغة خريطة الطريق الجديدة لاقناع الإخوان بالتخلي عن المسار العنيف الذي لاح في مرحلة ما بعد 30 يونيو ، لاسيما أن هناك فتوى من الدكتور ياسر برهامي، أبرز شيوخ الدعوة السلفية، بأن "الشرع لا يمنع الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء، فالشريعة جاءت لدرء المفاسد وتقليلها، ومن هنا، لابد أن نشير إلى أن استراتيجية دمج جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات المناصرة لموقفها من جماعات الإسلام السياسي، في حال تركهم للعنف، تتطلب من السلطة المؤقتة في البلاد تحقيق عدة متطلبات، منهاعدم إقصاء أي أحد من جماعات الإسلام السياسي من المشهد السياسي الراهن، مع لإجراء حوار سياسي شامل بمجرد توقف العنف من قبل جماعة الإخوان المسلمين الدفع بجماعات الإسلام السياسي لتكون معارضة سياسية قوية، بدلا من أن تتحول لميليشيات في الشوارع، وتتمركز في الميادين ضد الجيش، والشرطة، والمواطنين العزل ، وعدم مواجهة السلطة الحالية لقيادات الإخوان بالاعتقالات والحبس إلا بالقانون ، وضرورة تعديل الخطاب السياسي من قبل الأحزاب المدنية تجاه جماعات الإسلام السياسىى ، وضرورة توعية شباب جماعات الإسلام السياسي المندفعة نحو العنف من الفتاوى الضارة التي تدفع مصر للاقتتال الداخلي، والتي يطلقها التيار السلفي الجهادي بعد 30 يونيو، ,تأكيد فكرة عدم مصادرة مصالح رجال الأعمال الإخوان .
Top