• Saturday, 04 May 2024
logo

حكومة الاقليم من الدور الاداري و الخدمي الى الدور القيادي و الوطني في المنطقة

حكومة الاقليم من الدور الاداري و الخدمي الى الدور القيادي و الوطني في المنطقة
حكومة الاقليم من الدور الاداري و الخدمي الى الدور القيادي و الوطني في المنطقة
بعد رسالة الرئيس مسعود بارزاني الى برلمان الاقليم و التي تم قرائتها في 29-10-2017 و بموجبها استقال من منصبه و رفض تمديد ولايته حتى اجراء الانتخابات القادمة و التي من المقرر ان تجري في الشهر السادس من العام القادم و وزع صلاحيته على رئاسة الحكومة و مجلس القضاء و رئاسة البرلمان كل وفق اختصاصاته و منذ ذلك التاريخ دخلت الحكومة مرحلة جديدة في غاية الصعوبة على كل الاصعدة و اصبحت مهمة رئيس الحكومة ليس فقط ادارة ملفات المتعلقة بالحكومة و انما اصبح امام تحديات قومية و وجودية و سياسية و اقتصادية كبيرة في ظل التطورات الهائلة التي تحدث في المنطقة باسرها .
في مؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني عقب تعرض المنطقة كلها و مناطق عدة من اقليم كوردستان لهزات ارضية قوية ليلة الثاني عشر من الشهر الحالي و استهل خطابه بالتعزي على اهالي ضحايا الزلال و الثني على جهود الاجهزة الامنية و الدفاع المدني و القطاع الصحي في عملهم الدؤب في حماية المدنيين و بعدها تطرق الى جملة من المواضيع اهمها المشاكل بين اربيل و بغداد و في خطابه وضع رئيس الحكومة الكثير من النقاط على الاحرف واوضح ان حكومة بغداد لم و لن تلتزم بالدستور و خاصة المواد المتعلقة بالاقليم و قال بان مشروع الموازنة هو مشروع سياسي لازالة اقليم كوردستان الفيدرالي و قال ان حصة الاقليم من الموازنة هي 17% و لن نقبل ب 12.6% و ارسلنا كل ملاحظاتنا حول مشروع الموازنة الى بغداد ولم تأتينا الرد لحد الان وضاف ايضا انه لابديل غير الحوار و حل المشاكل وفق الدستور و سنفعل دور ممثلية اقليم كوردستان في بغداد للمساعدة في اجراء المفاوضات بين بغداد و اربيل و اوضح سيادته ان عدم التزام بغداد بالدستور و تهميش دور الاطراف الاخرى و و خلق النزاعات و المشاكل هي مادفعت بالاقليم لاجراء الاستفتاء . اما بخصوص زيارة الاحزاب الاخرى و ايجاء حل مشترك للمشاكل و لتخطي هذه المرحلة باقل الخسائر و الاستعداد للمرحلة القادمة التي هي اكثر خطورة و اضاف ايضا ان الحكومة ستستمر في دفع الرواتب رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الان و هي مستمرة في حواراتها مع دول الجوار لبناء علاقات جيدة معها و تخطي كل الصعاب و الازمات .
من هنا يتبين ان بغداد باتت تعرف جيدا انها لم تلتزم بالدستور فقط و انما هدمته لذا فهي الان تحاول جاهدا تغيير الدستور و فصله على مقاس سياسة الشيعة في المنطقة و هنا يكمن الخط الاكبر الذي لو نجحت بغداد القيام به لتكون دكتاتورية مبنية على نظام مليشياوي في العراق و لاصبحت العراق مصدر تهديد لكل المنطقة .
ولهذا السبب تحاول بغداد قتل الوقت و جر قيادة الاقليم لاجراء مفاوضات عن طريق وفود عسكرية و فتح ملفات سياسية عن طريقها و هذا ماترفضة اربيل جملة و تفصيلا و ترى ان بغداد قد اصابها الغرور بعد احداث كركوك و لم تستجب للمبادرات التي اطلقها الاقليم و اطراف كثيرة من المجتمع الدولي و تحاول جاهدا لكسب الوقت و المضي قدما نحو تغيير دستور و الاستعداد للانتخابات القادمة بغرور الانتصار و التي كل المؤشرات تؤكد ان بغداد لن تستطيع اجرائها في وقتها المحدد .
لذا من كل ماذكر يتضح جليا ان دور حكومة الاقليم الان لايقتصر على ادارة مفاصل الحكومة و تقديم الخدمات و انما تحول دورها الى دور قيادي و وطني لنظال امة و عليها العمل ليل نهار لانقاذ الاقليم من افكاك كل من طهران و انقرة و بغداد و دمشق و الحفاظ على وحدته و الاستعداد و العمل لمواكبة التطورات السريعة التي تحدث في المنطة و التي تشير كل المؤشرات على انها مقبلة على تغييرات هائلة و تقسيمات كبيرة و التي يجب ان يكون الدولة الكوردية هي احدى اهم تلك التقسيمات و التي وضعت القيادة الكوردية عن طريق الاستفتاء الحجر الاساس لها . و كل هذا العمل الكبير يجب على الحكومة القيام بها في مدة اقل من ثمانية اشهر وهي المدة التي مددها برلمان الاقليم لعمر الحكومة .
لذا تخيل ماحجم العمل و الضغوطات الكبيرة على الحكومة لتخطي هذه الازمات و الاستعداد للمرحلة القادمة هذا اذا علمنا ايضا انه يجب على الحكومة توفير الامن و الامان و الخدمات الصحية و البلدية وتأمين مايمكن تأمينه من اسباب العيش للشعب الكوردي و دفع الرواتب و ادرة المؤسسات وتوفير الماء و الكهرباء واستكمال المشاريع المتوقفة بسبب الازمة المالية و طرح مشاريع جديدة لكسب ثقة المواطنين كل هذا والحكومة ملزمة بتأمينها و بالمقابل تحاول ايضا حل المشاكل السياسية داخل الاقليم و التواصل مع جميع الاطراف السياسية لحلحلة المشاكل و مواجهة بغداد و الضغوطات و التحديات القادمة بيد و صوت واحد لهذا فهي اكبر من مجرد حكومة و على جميع الاطراف و الاحزاب السياسية مساندتها للوصول بهذا الشعب الى بر الامان و تخطي الازمات و التحديات باقل الاضرار . والا فالفتن القادمة هي ضد كورستان و ان نجت تلك الاطراف في تنفيذها فلن يكون هناك لا اقليم كوردستان و لا قضية قومية متعلقة بالكورد في المنطقة لعقود عديدة و ربما قرون .


بدرخان الزاويتي
Top