• Sunday, 19 May 2024
logo

الفنان جهاد عبدو: أحث صناع السينما على الاستفادة من طبيعة إقليم كوردستان الملائمة للتصوير

الفنان جهاد عبدو: أحث صناع السينما على الاستفادة من طبيعة إقليم كوردستان الملائمة للتصوير

الفنان العالمي جهاد عبدو، من نجم في الدراما السورية إلى بطولة أفلام عالمية في عاصمتها هوليوود، فنان أثبت أنه لا يوجد مستحيل، عندما تتوفر الإرادة والتصميم والموهبة، فمن بطولة مسلسلات سورية مثل مرايا ونهاية رجل شجاع، وغيرها العشرات، إلى بطولة أفلام عالمية مثل ملكة الصحراء، والإبن البكر، والعمل مع نجوم عالميين مثل توم هانكس ونيكول كيدمان، يتقن التحدث بعدة لغات عالمية كما يتقن العزف على الكمان والدخول في قلوب المشاهدين. 

* عملت مع مخرجين عالميين وسوريين وحديثاً شاركت في بطولة فلم كوردي من إخراج المخرج الكوردي مانو خليل حدثنا عن هذه التجربة؟

جهاد عبدو: كانتمن أجمل التجارب الإنسانية والفنية التي خضتها حتى الآن، دون مبالغة، لقد كنت اشعر بسعادة كبرى حتى قبل أن أقرأ النص، من خلال التواصل العظيم والانساني الرائع مع الاستاذ مانو خليل، وتعامله اللطيف وتوقعت أن يكون النص جميلاً، وحين بدأت بقراءة النص لم أتمكن من تركه حتى أكملته لنهايته، لما فيه من أبعاد إنسانية جميلة، تتحدث عن كل مكونات هذا الشعب العظيم واللطيف بمنتهى الشفافية ومنتهى الإنسانية، ولاحقاً كانت التجربة على أرض الواقع، في موقع التصوير من أجمل ما يكون، من حيث التواصل الفني والابداعي، بالاضافة الى أنني تعرفت إلى أناس مبدعين في منتهى الرقي همهم الأول هو صناعة فن جميل وسينما جميلة.

* قمتم بالتصوير في محافظة دهوك ما أتاح لكم مشاهدة طبيعة إقليم كوردستان إلى أي مدى ترونها ملائمة للتصوير السينمائي؟ 

جهاد عبدو: طبيعة إقليم كوردستان، مناسبة جداً للتصوير لاحتوائها على تضاريس مختلفة لكل ما يريده المخرج والكادر الفني بالإضافة الى درجة عالية من الإحساس بالأمان، والترحاب الجميل من قبل الشعب المضياف والكريم، والمنطقة ككل مناسبة جداً ليلجأ اليها المستثمرين في دهوك وأربيل وباقي مناطق اقليم كوردستان للبدء في العمل.

*هل نفهم من ذلك أن طبيعة دهوك كانت حافزاً لك للتصوير في أربيل أيضاً أو في مناطق أخرى بإقليم كوردستان.

جهاد عبدو: أتمنى ذلك، وأن أكرر هذه التجربة في المستقبل، ما رأيته في بداية وصولي الى دهوك هو التقارب الشديد بين التضاريس في دهوك وما حولها وبين مدينة قامشلو التي هي مكان الحدث تحديداً، ما يجعلك تشعر بالراحة ليشعر كافة العاملين في الفلم بأنهم متواجدون في قامشلو، وتلك نقطة أساسية ومهمة جداً للمصداقية في المكان.

* من المعروف عنك أنك تتقن عدة لغات، وقد تعلمت اللغة الكوردية ونطقت بها في فلم جيران، كيف كانت هذه التجربة، كيف تمكنت من التعلم بالنطق باللغة الكوردية هل واجهت صعوبة في تعلمها.

جهاد عبدو: لم يكن هنالك أية صعوبة وانا محظوظ بقدرتي على تعلم اللغات بسهولة، وهذا يعود لتعلمي العزف على آلة الكمان في عمر مبكر جداً، خاصةً وأن العِلم أثبت أن تعلم العزف على آلة موسيقية يقوي القدرة على تعلم اللغات، وانا اتقن العربية والانكليزية، حتى حين سافرت لدراسة الهندسة المدنية في رومانيا، تمكنت من تعلم اللغة الرومانية خلال 4 أشهر، واتقنتها تماما خلال سنتين، وحين عدت الى سوريا لدراسة التمثيل كنت ادرس اللغة الاسبانية واتقنتها خلال سنتين أيضاً، وكان لدي شغف لتعلم اللغات فتعملت الروسية والفرنسية وحين اسند الى هذا الدور كان لدي حوار بلغتين هي الكوردية الجميلة جداً، والعبرية كوني مثلت دور يهودي سوري، وماحدث أن الاستاذ مانو قام بتسجيل الجمل التي نطقتها بالكوردية بصوته، وطلبت منه ارسالها لي كتابةً بالأحرف اللاتينية، وفي مدة جيدة نسبياً تمكنت من النطق بها.

* ما هي علاقتك بالموسيقى الكوردية، هل تستمع إليها؟
 
جهاد عبدو: نعم أسمع الموسيقى الكوردية وأحبها كما أتابع الفلوكلور الكوردي والدبكات الكوردية وهي من الدبكات الجميلة جداً تشعرك بالرغبة في المشاركة بالرقص، والتعبير عن مكنوناتك الذاتية، تلك الدبكات تشعرك بالطيبة والكرم والأنفة، كما أنني احب الزي الكوردي والاحتفالات الكوردية، وطوال عمري كنتُ شغوف بثقافات الشعوب ولدي رغبة في السفر حول العالم والتعرف على شعوبها وعاداتها وفنونها وألوانها وموسيقاها منذ الطفولة.

* لقد حقق العالمية بعد مشوارٍ طويل في الدراما السورية فما هي الصعوبات التي واجهتها؟

جهاد عبدو: هوليوود صعبة جداً وسهلة جداً في آنٍ معاً، فهي سهلة إذا ما تعرفنا على مفاتيحها، أما صعوبتها تكمن في المنافسة الكبيرة والتمثيل والتفاعل بلغة غير اللغة الأم، وهناك مفاتيح عليك امتلاكها للتمكن من الولوج في هذا العالم وخوض هذه المنافسة الكبرى.
 
*وما هو المفتاح الذي فتح لجهاد عبدو هذا الطريق؟

جهاد عبدو: المفتاح الأساسي هو اتباع دورات في التمثيل أمام الكاميرا باللغة الإنكليزية، والتسجيل في المواقع الأميركية ليتم التواصل معه من قبل المعنيين لترشيحه للأعمال، وجمع مقاطع من أعماله في فيديو قصير لأنه ما من منتج سيأخذ ممثلاً دون مشاهدة دقيقة او اثنين من عمله، بالاضافة الى التقاط صور احترافية، وان يعلم كيف يقف أمام الكاميرا، وأين ينظر، كلها مفاتيح ضرورية لأي ممثل قادم الى هوليوود ليس من الشرق الأوسط فقط، وانما من كل العالم، وقد شاركت في مشاريع طلابية دون مقابل مما اغنى تجربتي ونقلني من عالم التمثيل في الوطن العربي الى أميركا خاصةً مع هذا الجانب الأكاديمي الذي يتخرج منه مخرجين وممثلين.
 
* في هذه التجربة من أعطى القوة للآخر، جهاد عبدو اعطاهم القوة أم هم أعطو قوة لجهاد عبدو في غربته؟

جهاد عبدو: أنا أرى أن كل انسان تعمل معه تتعلم منه، كما أنك تضيف لأي إنسان تعمل معه وهنا أوجه رسالة حب وتمنيات بالتوفيق للطفل الذي مثل بطولة فلم جيران "شيرو"، على موهبته الفذة، لقد قلت للمخرج مانو بأنه وفق في اختياره، وقلت اني اراقبه واتعلم منه كلنا في العمل الفني شركاء في صناعة هذا العمل وهذا عمل مشترك.
 
* تحدثت عن تجربتك وانك كنت تحاول الاستفادة من بعض ما لدى الطفل شيرو، في الوقت نفسه انت جهاد عبدو الذي وقف أمام ممثلين عالميين مثل توم هانكس ونيكول كيدمان، ماذا اضافت لك هذه التجربة؟

جهاد عبدو: أضافت إلي الثقة بالنفس حين وقفت أمام هؤلاء العمالقة وأشعروني بأن مستوى عملي جيد ولائق شعرت بالثقة بالنفس خاصةً أنهم تكلموا عني بكلام جميل للصحافة، وهذا أشعرني بالثقة بأني كنت أهلاً لهذه المسؤولية بالإضافة إلى أن وجودي أمام هؤلاء العمالقة صنع لي مصداقية كبيرة وفتح لي الباب للمشاركة بالعديد من الأعمال لكن على الصعيد الشخصي هو الثقة بالنفس والايمان بالنفس بالوصول الى اأبعد ما يكون.

ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الممثلين الذين عملت معهم سوريا والممثلين في هوليوود؟

هناك تشابه اكثر من الاختلاف هناك نسبة كبيرة الممثلين الذي عملت معهم في هوليوود يتشابهون مع نسبة كبيرة من الممثلين في سوريا، الفرق في القوانين التي تحكم منظومة الانتاج، وكل من عملت معهم اثرو في مسيرتي الفنية وفي بلدي نجوم عظماء صنعوا مني ما انا عليه الآن في هوليود، وكنت حين أعمل مع ممثلين كبار في هوليوود اقول لهم، إن هنالك في بلدي ممثلين عظماء هم من جعلوني اقف معكم الآن بهذه الثقة.

* ما هي مشكلة السينما والفن في الشرق الأوسط برأيك؟

في الشرق الأوسط هنالك هامش ضيق جداً من الحرية، بالإضاتفة الى المساحة الضيقة لعرض العمل الفني، والخطوط الحمراء والتمويل وشروط الممولين، والرقابة في الشرق الاوسط تزيد من صعوبة الخوض في العمل الفني، والميزانية غير كافية، أما في الخارج هناك تمويل ضخم وقوانين احترام لكل انسان يعمل في الوسط افني، والكل يحترم الآخر والنقابة تحمي الكل.
 
* قدمت انواعاً مختلفة من التمثيل من تراجيديا وكوميديا اين تجد نفسك اكثر؟

جهاد عبدو: أنا أحب العمل الذي يؤثر في الناس وأحب الكوميديا العميقة التي تقدم معلومة هامة للمواطن من خلال الكوميديا، كما شاهدنا في مرايا وبقعة ضوء وأحب الأعمال الجريئة التي تتصدى لمواضيع شائكة كموضوع زواج القاصرات والمهاجرين وعمالة الأطفال.

*  ما هو المسلسل السوري الذي ترك بصمة لجهاد عبدو ويفتخر بالمشاركة فيه؟

جهاد عبدو: هنالك مجموعة كبيرة، منها بعض حلقات مرايا، ومسلسل نهاية رجل شجاع، واخوة التراب والطير، وحمام القيشاني ومجموعة كبيرة من الأعمال التي تركت اثراً في نفسي وأتمنى أن أعود للعمل مع اصدقائي وزملائي الفنانين السوريين، في داخلي حنين كبير للعودة.
 
*ما رأيك بالدراما والمسلسلات السورية الحالية؟

جهاد عبدو: الدراما السورية حالياً تحاول ان تلوي عنق الحقيقة، بعض النصوص تلامس هم الشارع لكن لا توضح اي جانب، وهجرة الكثير من العاملين بهذه الصناعة اسهم في ضعضعتها، اتمنى عودة الشفافية والمصداقية. 

 

حاورته شبكة روداو الأعلامية

 

Top