• Monday, 29 April 2024
logo

الكورد يكرهون العرب!

الكورد يكرهون العرب!

معد فياض

 

الكورد عنصريون، وبخاصة البرزانيون، لانهم فتحوا قلوبهم قبل ابواب بيوتهم ومدن اقليم كوردستان التي حولوها الى ملاذ آمن قبل ومنذ عام 1991، للعرب والتركمان من المسلمين، شيعة وسنة، وللمسيحيين بكل طوائفهم وللصابئة ولو كان قد تبقى في بقية محافظات العراق اتباع الديانة اليهودية كانوا قد لجأوا الى اقليم كوردستان، وحموا ودافعوا عن الازيديين، وكل العراقيين.

الكورد يكرهون العرب، ولهذا تحولت مناطق سكنية في اربيل ودهوك والسليمانية ومدن كوردستانية بكاملها الى مناطق عربية بحتة، في مقدمتها مدينة شقلاوة التي سكنها غالبية من اهالي الفلوجة عندما حاصرتها القوات الحكومية العراقية والميلشيات الموالية لايران وامطرتهم بالرصاص والقذائف واغلقت امامهم الطرق للهروب نحو بقية محافظات العراق فلجأوا معززين مكرمين الى اقليم كوردستان، وخاصة اربيل، وسميت المدينة، ممازحة (شاقلوجة)، والكلمة دمجت بين شقلاوة والفلوجة.

ولأن الكورد يكرهون العرب،  قال الزعيم مسعود بارزاني، ان "من يعتدي على اي عراقي عربي في اقليم كوردستان كأنه قد اعتدى علي".

ودرجة كرههم للعرب دفعتهم  للتصاهر معهم، وتعلموا لغتهم، حتى ان اي موظف او رجل أمن أو سائق التكسي او البائع في اي سوق يبذل قصارى جهده ليتحدث اللغة العربية مع اي عربي يتعامل معه، بينما العرب في اقليم كوردستان نادرا ما تعلموا اللغة الكوردية، وشاركوهم في اعمالهم، وتقاسموا معهم خبزتهم بالرغم من ان الموظف ورجل الامن ومقاتلي البيشمركة الكورد وغيرهم من مواطني اقليم  كوردستان لم يأخذوا رواتبهم حسب الدستور والقوانين الاتحادية لسنوات بسبب حصار الحكومة الاتحادية لاقليم كوردستان واهله.

ولان الكورد وحكومة أقليم كوردستان لا يرحبون بالعراقيين القادمين من بقية المحافظات الوسطى والجنوبية، فانهم (حكومة اقليم كوردستان)، الغوا كل الاجراءات التي تؤخر دخول العراقيين الى اربيل ودهوك والسليمانية، وسهلوا وصولهم باسرع ما يمكن، ويستقبلونهم، سواء بالسيطرات (المنافذ) البرية او عبر مطاري اربيل والسليمانية بعبارة "بخير بين"، اي اهلا وسهلا، بل نقشوا كلمات عبارات الترحيب كبيرة وواضحة باللغات العربية والكوردية والانجليزية عند كل مداخل مدنهم ودوائرهم الحكومية واسواقهم.

الاكثر من كل هذا سهلت حكومة اقليم كوردستان كل إجراءات اقامة العراقيين، ويسرت إجراءات معاملات شراء العقارات والاستقرار والاقامة في اربيل ودهوك والسليمانية، دون ان يدفع المواطن العراقي دينارا واحد كرشاوى او هبات يفرضها الشرطي والموظف الحكومي وممثل هذا الحزب او تلك الميليشيا على المواطن العراقي في جميع مناطق العراق بلا استثناء.

واليوم يقيم ما يقارب من مليون مواطن من بغداد وبقية المحافظات العراقية، الشمالية والوسطى والجنوبية في مدن اقليم كوردستان لانهم يشعرون هنا بالامان والحياة الكريمة، ولان اربيل وبقية مدن اقليم كوردستان مزدهرة وحضارية في عمارتها وشوارعها وقوانينها ومدارسها وجامعاتها ومستشفياتها وبقية مؤسساتها الحياتية.

الثقافة المضادة التي حرصت احزاب السلطة، الشيعية خاصة، والمتحكمة بامور البلاد والعباد، والتي غسلت ادمغة اتباعها ولقنتهم بان الكورد (عنصريون) و(يكرهون العرب) و( ضد اتباع آل البيت) وما الى ذلك من اكاذيب وتزييف للحقائق هي ثقافة كراهية وحقد وحسد، بل ثقافة وتصرف عنصري من الدرجة الاولى، وهذا مخالف للدستور والقوانين العراقية.

 هذه الافكار الظلامية سرعان ما تتبدد عندما يزور اي عراقي ومن اية محافظة كانت، مدن وقرى اقليم كوردستان ليكتشف الحقائق البيضاء وبشفافية اكاذيب زعمائهم وسادتهم وشيوخهم، وسرعان ما يطالبهم بان يبنوا مدن العراق ولو بنسبة 20% مما بنوه قادة اقليم كوردستان، وان يحققوا لهم ربع ما يتحقق في اربيل، مع انهم يستحقون المساواة كاملة، وحياة كريمة، بل كان يجب ان تبنى بقية مدن العراق باروع الصور كونها تتمتع بامكانات اقتصادية اكثر مما يتمتع به اقليم كوردستان.

انتم، قادة الاحزاب المتحكمة بالعراق والعراقيين، من تكرهون وتحقدون على الكورد وقادتهم، لانهم بناة حضارة حياتية متطورة، ولان انجازاتهم المتقدمة كشفت فسادكم وزيفكم، فسرقتم اموال الشعب العراقي وتركتم مدن العراق، وفي مقدمتها العاصمة بغداد، مجرد اطلال وخراب، وصناعة الازمات الامنية والاقتصادية والخدمية، واستهترتم بالدستور والقوانين وشجعتم انفلات السلاح وشكلتم الميليشيات والعصابات المسلحة التي فرضت فوضى الخطف والقتل والابتزاز في كل مكان، وما عاد المواطن العراقي يشعر بالآمان والاستقرار.

الفرق الواضح والمؤكد للغاية هو ان قادة اقليم كوردستان، البرزانيون خاصة، برهنوا انهم رجال دولة من طراز متميز، وانهم حريصون على ما انجزوه وحققوه بعد ثورة بطولية استغرقت من حياتهم عقودا من الزمن، وعوضوا شعبهم الذي ضحى طويلا وكثيرا من اجل حريته، بالاحترام والتقدير والبناء والحياة السعيدة الكريمة بالرغم من العداء غير المشروع الذي يكنه المتحكمون ببغداد لاقليم كوردستان وشعبه وقادته، لهذا فرضوا حصارا اقتصاديا لئيما على اقليم كوردستان وشعبه بلا اي مبرر سوى انهم يريدون تدمير وتخريب المنجزات الحضارية التي تم تحقيقها في الاقليم، لكن هيهات ان يتحقق لهم ذلك.

لطالما كتبنا هنا وقلنا بان على الحكومة الاتحادية وقادة الاحزاب السياسية العراقية ان يأخذوا الدرس الحكيم من القادة الكورد، واكرر هنا البارزانيون خاصة، وان يتعلموا حكمة العمل السياسي وصنعة البناة ومؤسسي الحضارة الحياتية الحديثة، اذ يكفي اهدار الاف المليارات من الدولارات في برامج الفساد، والتخريب والقتل والكراهية، وان عليكم ان تتصالحوا مع انفسكم اولا ومع الاخرين ثانيا، لا سيما وان الفرصة سانحة اليوم وانتم تمضون لتشكيل حكومة جديدة، سواء كانت حكومة اغلبية وطنية او سياسية او حتى توافقية، وعليكم ان تترجموا شعاراتكم ضد الفساد والخراب وانفلات السلاح الى برامج عملية ملموسة كي تنالوا، في الاقل، احترام العراقيين، وهذا اضعف الايمان.

 

 

روداو

Top