شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الثلاثاء (10 أيار 2022)، مؤتمراً موسعاً حول مستقبل سوريا شارك فيه عدد من وزراء خارجية ومسؤولي دول أوروبا والشرق الأوسط، ومنهم وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين.

وعلى هامش المؤتمر، هذا الحوار مع وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين:

* ماذا كان الهدف من المؤتمر الذي عقد يوم الثلاثاء حول مستقبل سوريا؟ وهل تحقق الهدف من المؤتمر؟

فؤاد حسين: المؤتمر كان تحت شعار مساندة مستقبل سوريا والمنطقة، وهو السادس من نوعه، والأول منذ تفشي وباء كورونا، فالمؤتمر لم يعقد منذ سنتين أو ثلاث.

شارك في المرتمر ممثلون عن 36 دولة، إضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. الهدف من المؤتمر هو بحث سبل مساعدة الشعب السوري في المجالات المختلفة، وخاصة من الناحية المادية.

أحوال العالم تغيرت، وخاصة أحوال أوروبا، حيث أن جل الاهتمام يذهب إلى الحرب الأوكرانية، وتكمن أهمية هذا المؤتمر في أنه أثار من جديد الحديث عن أوضاع سوريا والمنطقة. أعتقد أن المؤتمر كان ناجحاً، وعبرت دول عديدة عن استعدادها لمساعدة سوريا والمنطقة.

* تقرر جمع 1.5 مليار دولار لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين في الدول المختلفة، وقد سجلت الأمم المتحدة ما بين 250 و260 ألف لاجئ سوري في العراق، إضافة إلى أعداد أخرى غير مسجلة، فهل تشمل هذه المساعدات العراق أيضاً؟

فؤاد حسين: أجل، تشمل العراق أيضاً، والحديث تركز على جمع تلك المساعدات، أما توزيعها فسيتم بلا شك من قبل وكالة الهجرة الأممية UNHCR، وهكذا ستتم مساعدة اللاجئين السوريين.

* في الفترة الأخيرة، اشتكى إقليم كوردستان باستمرار من عدم تعاون العراق في مجال مساعدة اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان، فهل المساعدات التي يحصل عليها العراق إقليم كوردستان أيضاً.

فؤاد حسين: أنا أتحدث عن الأمم المتحدة، واللاجئون السوريون في إقليم كوردستان، والذين يبلغ عددهم نحو 250 ألف شخص، مسجلون عند UNHCR.

* رداً على العمليات العسكرية التركية الأخيرة في العراق، استدعيتم السفير التركي إلى وزارة الخارجية العراقية وسلمتموه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ما هو موقف العراق من هذه العمليات؟ وهل هناك أي محادثات مع تركيا لعدم تكرار هذا؟

فؤاد حسين: كنا على تواصل، حتى في وقت الهجوم اتصلت بوزير الخارجية التركي، لأن هذه مسألة مهمة عند البرلمان العراقي والساحة السياسية العراقية. نحن على اتصال مستمر بالجانب التركي لبحث هذه الأمور وستستمر اتصالاتنا هذه.

* العراقية إلى عمق 15 كيلومتراً. هل أن هذا الاتفاق نافذ حتى الآن؟

فؤاد حسين: وجود هكذا اتفاق ليس صحيحاً، كان ذلك محضر جلسة بين طارق عزيز الذي كان وزيراً للخارجية العراقية حينها مع وزير الخارجية التركي آنذاك. كان هناك اجتماع، وتم تدوين محضر الاجتماع والذي جرى فيه الحديث عن أن من حق تركيا التوغل في الأراضي العراقية مسافة خمسة كيلومترات والبقاء على الأراضي العراقية 72 ساعة فقط، وأن تبلغ الحكومة العراقية قبل قيامها بذلك بيوم، والمحضر كان نافذ المفعول لسنة واحدة، أي أنه لا توجد معاهدة ولا اتفاق.

* تتذرع تركيا بتواجد (بي كا كا) لاجتياح أراضي العراق وإقليم كوردستان، ما هو الحل لهذه القضية باعتقادكم وبصفتكم وزير خارجية العراق، كيف يمكن حل مشكلة تواجد مسلحي (بي كا كا) في العراق وإقليم كوردستان؟

فؤاد حسين: هذا صحيح، الدستور العراقي لا يسمح بتواجد (بي كا كا) على الأراضي العراقية، خاصة وأنه يهاجم تركيا انطلاقاً من الأراضي العراقية، كما لا يسمح الدستور العراقي، في الواقع، لأي فصيل باستخدام الأراضي العراقية منطلقاً لمهاجمة أي دولة جارة. لهذا، فإن تواجد (بي كا كا) على الأراضي العراقية غير دستوري. صحيح أن تركيا تتذرع بتواجد (بي كا كا)، لكن القانون الدولي لا يسمح من جانب آخر لتركيا باجتياح الأراضي العراقية بدون استحصال موافقة أممية. تركيا تعتمد على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، لكن هذه المادة في الواقع لا تنطبق على هذه الحالة، بل يجب أن يتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا القرار ويسمح لدولة ما بدخول أراضي دولة ثانية. لكن مسألة (بي كا كا) وتواجد (بي كا كا) في العراق غير دستوري، هذا صحيح.

*بخصوص القصف الصاروخي لمنزل باز البرزنجي من جانب إيران، تم تشكيل عدة لجان، وقدمت لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان العراقي تقريرها الذي ذكر أن الحجة التي تحججت بها إيران لشن الهجوم الصاروخي ليست صحيحة. أين وصلت أعمال اللجان الأخرى؟ وكانت لكم زيارة إلى إيران، وتحدثتم إلى المسؤولين الإيرانيين عن الموضوع، والسيد باز البرزنجي يطالب بتعويضات مادية ومعنوية ويحمل الحكومة العراقية مسؤولية استحصالها، ما هو موقفكم من هذا؟ هل تحدثنم عن هذا مع إيران؟

فؤاد حسين: إضافة إلى اللجنة البرلمانية، تم تشكيل لجنة حكومية قدمت تقريرها للحكومة، وأوضح التقرير أن الموقع المستهدف هو منزل أحد المواطنين وليس كما يقول الطرف الإيراني، وقد زرنا طهران ومعنا تلك اللجنة، وبحثنا المسألة بالتفصيل مع الجانب الإيراني. لكن كان لهم كلام آخر لكنهم كانوا يفتقرون إلى دليل. طلبت منهم إبراز أدلة، وعلى هذا الأساس ستشكل لجنة مشتركة عراقية – إيرانية، بالتعاون مع إقليم كوردستان، للتوصل إلى حل وسنتخذ قراراتنا بناء على ما تتوصل إليه تلك اللجنة.

نحن على تواصل دائم مع الجانب الإيراني، ورأي الحكومة العراقية واضح، وهو أن ذلك الموقع لم يكن تلك القاعدة التي ادعوا أنها قاعدة إسرائيلية.

*أي أن إيران لم تقدم أي دليل يبرر القصف الصاروخي؟

فؤاد حسين: لم نلمس أي دليل يثبت ذلك، كانوا فقط يتحدثون بذلك.

 

 

 

حاوره: سنكر عبدالرحمن- شبكة روداو الأعلامية