• Sunday, 19 May 2024
logo

الرئيس بارزاني: لا توجد مشكلة تستعصي على الحل إذا توفرت النوايا الطيبة والإرادة الحقيقية

الرئيس بارزاني: لا توجد مشكلة تستعصي على الحل إذا توفرت النوايا الطيبة والإرادة الحقيقية

 قال الرئيس مسعود بارزاني ، يوم السبت ، إنه لا توجد مشكلة تستعصي على الحل إذا توفرت الإدارة الحقيقية والنوايا الطيبة ، معبراً في الوقت نفسه عن قلقه إزاء الأزمة الراهنة في العراق، داعياً إلى الشعور بالمسؤولية لإنهاء معاناة العراقيين.

حديث الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، جاء في كلمة له خلال مراسم إعادة رفات 100 من البارزانيين المؤنفلين من صحارى جنوب العراق والذين كانوا قد دفنوا احياء على يد قوات واجهزة النظام السابق في ثمانينات القرن الماضي.

الرئيس بارزاني ، قال إن النظام البائد ارتكب قبل 39 عاماً جريمة بشعة بحق 8 آلاف إنسان بريء عندما ساقهم إلى صحارى جنوب العراق ودفنوا هناك في مقابر جماعية ، وكل ذنبهم انهم كانوا بارزانيين.

موضحاً ، ان "هذه الجريمة هي حلقة ضمن سلسلة الجرائم  التي ارتكبت بحق شعب كوردستان مثل انفلة 12 الف فيلي والقصف الكيمياوي لحلبجة وعدد من المناطق الأخرى واستشهاد 5 آلاف معظمهم من النساء والأطفال في غضون دقائق ، وحملات الانفال التي ذهب ضحيتها 182 الف مواطن تم دفنهم احياء".

وتابع "ما نشاهده أمامنا هو رفات 100 شهيد من هؤلاء"، مشيراً إلى أن بعضهم أُعدم بإطلاق الرصاص على رؤوسهم، وبعضهم دُفنوا أحياء.

وأشار الرئيس بارزاني إلى أنه "صحيح هناك مشاكل، ووجودها امر طبيعي ، ولا توجد مشكلة تستعصي على الحل إذا توفرت النوايا الطيبة والإرادة الحقيقية".

ومضى يقول ان "مشاكل النفط والغاز والميزانية وكل المشاكل الأخرى قابلة للحل ، لكن بنظري واعتقادي أن المشكلة الأساسية والخطيرة هي مشكلة الثقافة التي تنتج هذه الجرائم".

وقال الرئيس بارزاني "يجب التخلص من ثقافة رفض الآخر والثقافة الشوفينية التي لا تزال متجذرة مع الأسف الجديد. علينا جميعاً التخلص من هذه الثقافة ونتحول إلى ثقافة التسامح والتعايش والتآخي والمحبة".

وشدد الزعيم الكوردي ، على ضرورة ترسيخ ثقافة التعايش، وأردف "يجب أن لا نسمح بأن تتسبب جرائم النظام السابق في خلق عداوة بين الشعب".

ومضى بالقول ، إن " ما تعرض له شعب كوردستان لا يقل عما حصل في جنوب أفريقيا لكن العالم لم يهتم بما ارتُكِب في كوردستان بالشكل المطلوب ولم يستطع الكورد إيصال ذلك الى العالم والتعريف به".

مشدداً ، على أن "هذه الجرائم كبيرة ، وهذه الجروح غائرة وعميقة ولن تُنسى، لكن يجب أن نواصل العمل بأخلاقنا العالية وألا يُسمح بأي شكل من الأشكال بأن تكون جرائم النظام سبباً في العداوة بين الشعوب ، فالأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب باقية ويجب أن تبقى الأخوة والتفاهم وقبول الآخر قائمة بين الشعوب".

وأضاف " "في مجلس النواب العراقي وبرلمان كوردستان ومحكمة التمييز تم الإقرار بأن ما حصل إبادة جماعية وإلزام الحكومة العراقية بتقديم كل ما يلزم لاستعادة رفات شهدائنا وتعويض ذويهم ، وكنا ننتظر من حلفائنا بعد 2003 مساعدتنا للتخفيف من أوجاع ذوي الشهداء لكن للأسف رأينا العكس"، مردفاً على أن "تعويض ذوي الشهداء واجب قانوني وأخلاقي على الحكومة العراقية ونأمل أن تقوم به". 

الرئيس بارزاني تطرق إلى التطورات الأخيرة في العراق ، قائلاً "نحن قلقون جداً من الأزمة التي يمر بها العراق الآن، وللأسف بعد سقوط النظام في 2003 لم تتم الاستفادة من الفرص وتم وضع الدستور جانباً ولم يتم العمل به ، وبدلاً من معالجة أسباب المشاكل تم التعامل بشكل خاطئ مع نتائجها وهذا لا يزال مستمراً حتى الآن للأسف".

وقال إن العراقيين كافة يستحقون حياة أفضل بعد أن عانوا كثيراً، وعبّر عن أمله بأن يشعر الجميع بالمسؤولية وبنوايا طيبة وإرادة صلبة لإنهاء هذه الأزمة وعدم تكرار مثل هذه المأساة مرة أخرى.

 

 

باسنيوز

Top