• Saturday, 18 May 2024
logo

دواء مرض نفسي مرشح لعلاج السكري

دواء مرض نفسي مرشح لعلاج السكري

وجد باحثون من جامعة ألبرتا الكندية، أن فئة من الأدوية القديمة المضادة لأحد الأمراض النفسية (مرض الذهان)، يمكن أن تكون خياراً علاجياً جديداً واعداً للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ما يساعد في سد حاجة المرضى الذين لا تناسبهم العلاجات الأخرى المتاحة حالياً.
وعقار «الميتفورمين»، هو أحد العلاجات الأكثر شيوعاً لمرض السكري من النوع الثاني، لكن لا يناسب حوالي 15 في المائة من المرضى، وهناك نوع آخر من فئات الأدوية شائعة الاستخدام، وهي «مُفرِزات الأنسولين»، لكنها ليست فعالة بالنسبة للمرضى في المراحل المتأخرة، الذين يحتاجون أيضاً إلى خيار مختلف.
وكانت الآلية التي فكر فيها الباحثون، وهي إنزيم يشارك في عملية إنتاج الجسم للطاقة من «الكيتونات»، الذي يعرف اختصاراً باسم «SCOT»، واستخدموا النمذجة الحاسوبية للعثور على الأدوية التي يمكن أن تتفاعل مع الإنزيم، ووجدوا خلال الدراسة المنشورة الجمعة في دورية «السكري»، أن الأفضل في أداء هذه المهمة، أحد أقدم الأدوية المضادة لمرض فقدان الاتصال بالواقع والمعاناة من الأوهام والهلاوس (الذهان)، التي تسمى فئة أدوية «ثنائي فينيل بيوتيل بيبيريدين».
ووجد الباحثون أنه يمكن إعادة استخدام ثلاثة عقاقير من تلك الفئة، أبرزها «بيموزيد»، حيث تتفاعل جميعها مع الإنزيم «SCOT»، وتعمل جميعها، وفق التجارب التي أجريت على النماذج قبل السريرية، على تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق منع العضلات من حرق الكيتونات كمصدر للوقود.
ويقول جون أوشر، الأستاذ في كلية العلوم الصيدلانية لجامعة ألبرتا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، «نعتقد أن تثبيط الإنزيم (SCOT)، هو السبب في أن مضادات الذهان قد يكون لها في الواقع حياة ثانية لإعادة استخدامها عاملاً مضاداً لمرض السكري».
ويعد تطوير دواء عملية معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً ومكلفة، وتنطوي على تجارب سريرية لاختبار سلامة وفعالية الدواء، ويمكن أن تكلف مئات الملايين من الدولارات، ناهيك عن أن الأمر قد يستغرق سنوات للانتقال من التطوير في المختبر إلى الاستخدام في العيادة أو المستشفى، ولكن تغيير غرض الاستخدام لعقار موجود بالفعل قد يساعد في تسريع العملية، كما يوضح أوشر.
ويضيف: «نظراً لأن لدينا بالفعل بيانات أمان خاصة بالدواء، فإن ذلك يساعد على تسريع العملية إلى حد ما، ولأن الكثير من هذه الأدوية التي يجري البحث عنها لإعادة الاستخدام لم تعد محمية ببراءة اختراع، فهذا يجعل إعادة استخدامها غير مكلف اقتصادياً».

 

 

 

الشرق الاوسط

Top