• Tuesday, 30 April 2024
logo

ممثل منظمة الفاو: نقص إنتاج المحاصيل الاستراتيجية في العراق قد يبلغ 40%

ممثل منظمة الفاو: نقص إنتاج المحاصيل الاستراتيجية في العراق قد يبلغ 40%

حاوره: نوينَر فاتح*

 

أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة- الفاو في العراق، صلاح الحاج حسن أن النقص في الإنتاج الزراعي في العراق أصبح واضحاً، خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية، مشيراً إلى نسبته قد تبلغ 30-40% هذا العام.

 جاء ذلك في مقابلة في إطار مشاركته بمنتدى أربيل السنوي الثاني، ضمن ورشة "تأثير تغيّرات المناخ ومشاكل المياه في الشرق الأوسط والعراق وإقليم كوردستان".

 ولفت صلاح الحاج حسن، إلى أن المزارع العراقي يخسر ما يتراوح بين 20-40% من إنتاجه في بعض المحاصيل لأسباب مختلفة.

 

أدناه نص المقابلة مع ممثل منظمة الفاو في العراق، صلاح الحاج حسن:

 

* نسمع دائماً أن العراق من الدول الخمس الأكثر تضرراً من التغيير المناخي، لكن ما هي المعطيات التي تؤكد ذلك علمياً؟

 

صلاح الحاج حسن: أولاً نهنئ فريق العمل الذي أنجز ملتقى أربيل لعام 2023، وهو مساهمة مهمة جداً في التوعية وتغطية موضوع يعتبر من أهم المواضيع الاستراتيجية. سؤالكم يرتبط مباشرة بمعطيات أصبحت متوفرة، إن كان على مستوى ارتفاع درجات الحرارة، انخفاض متوسط الأمطار، كثافة وزيادة عدد العواصف الرملية، ونقص كميات المياه، وبالتالي هذا الموضوع لم يعد نظرياً وأصبح واقعاً، وتأثيراته باتت أبعد من أن تكون لها علاقة بمواضيع جانبية، وتتناول مباشرة صحة ومصادر دخل الناس، وعندما أتحدث عن الصحة، كلنا يتذكر كثافة وعدد العواصف الرميلة العام الماضي، ما أدى إلى توقف العمل في العراق لأيام، وتوقف الرحلات الجوية، وأتخذت الحكومة قرارات بجعل بعض الأيام عطلة بسبب ذلك، بالإضافة إلى تأثيراتها المباشرة على الانتاج ونوعية المنتج وبالتالي مصادر الدخل. هذا الموضوع لم يعد ترفاً، بل أصبح واقعاً للأسف، ولو أخذنا معدلات الأمطار للسنوات الثلاث الأخيرة على الأقل، نجد أن الفوارق كبيرة، والأدل على ذلك، ما هو حاصل في الإنتاجية مباشرة، حيث ينعكس مباشرة على مستوى الإنتاج النباتي والحيواني، لأن تأثر الإنتاج بات واضحاً. كلنا نعلم أن مقارنة بين إنتاج العراق بين عامي 2019 و2020 والعام الماضي من الحنطة على مستوى العراق وإقليم كوردستان، تبيّن أنه كان يبلغ 3 أضعاف ما بلغته السنة الماضية، أو ضعفين ونصف، وكذلك المؤشرات هذا العام ليست كما مرجوة، لذلك أصبح موضوع التأثير مباشر على البيئة، الصحة، الزراعة على الدخل، والدخل القومي.

 

* بدانا ندخل بفصل الربيع، إن كان هناك ربيع بسبب التغيّر المناخي، لأن درجات الحرارة أصبحت ترتفع بنسبة عالية في مدة قصيرة. سؤالنا، ما هو تصور الفاو لوضع العراق المائي والغذائي؟ لنتحدث عن الغذاء.

 

صلاح الحاج حسن: هناك مؤشرات وتقارير تصدر عن الفاو تتضمن معطيات تستند على المعلومات، منها معلومات عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية، أو ما هو متوفر من معطيات على مستوى الإنتاج والمحاصيل. النقص في الإنتاج أصبح واضحاً، خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية. نتحدث عن تأثيرات قد تتعدى 30-40% هذا العام. أما موضوع مقاربة الربيع والصيف والخريف، كما أشرتم، الواقع الملموس هو أننا أصبحنا شكل أو بآخر أمام فصلين، حيث لاحظنا كيف دخل الخريف أكثر باتجاه الشتاء الذي دخل في الربيع الذي بدأ بدوره باكراً بفعل درجات الحرارة، والأمطار باتت أقل. للأسف، إذا ما أخذنا في الاعتبار المناطق الشمالية، نلاحظ أن المحاصيل الشتوية، خاصة الحنطة غير المروية، لن تكون قادرة على الوصول إلى الحصاد.

 

* نتحدث هذه السنة؟

 

صلاح الحاج حسن: نعم، هذه السنة. هذا الموسم. في الأهوار الآن، أتحدث عن شباط 2023، نسبة المياه والملوحة أثرت مباشرة على مربي الجاموس بشكل خاص، لجهة فقدان بعض الحيوانات. وبالتالي نحن أمام موضوع استراتيجي، ما يحتم مقاربة تكون بحجم هذه التاثيرات. وكي أكون صريحاً وواقعياً، كنا يوم الأحد في اجتماع مع رئيس الجمهورية، وكذلك كان هناك تواصل مع فريق عمل رئيس الحكومة، وما لمسته هو مقاربة أكبر لموضوع تغيّر المناخ، فيما يتعلق بالتزامات العراق والتزامات الحكومة، وبالتالي أعتقد أن هناك ما يؤشر إلى جدية وفاعلية أكبر. على الأقل أنا أعلم أن هناك مؤتمراً حول تغيّر المناخ سيعقد في البصرة في 12 و13 آذار على المستوى الوطني، وستكون الأمم المتحدة، بضمنها الفاو، حاضرة حيث نعد جزءاً من فريق العمل شكل في الأمم المتحدة لموضوع المياه مع اليونيسف وUNDP لمساعدة الحكومة في كل ما له علاقة بهذا الموضوع الاستراتيجي.

 

إن هناك العديد من الأمثلة والنتائج التي يمكن البناء عليها، وكذلك فرصة، كما أن العراق أكثر جدية، وهذا ما نلمسه، في إظهار التزامات أكثر مما هو مطلوب من برامج وخطوات لمواجهة المتغيرّات المناخية وتأثيراتها السلبية، لكن هناك الكثير للعمل.

 

* أشرتم إلى الكثير من النقاط. هل نستيطع القول إن العراق بانتظاره صيف أصعب مقارنة بالسنوات الماضية تكون مؤشرات التغيير المناخي أقوى؟

 

صلاح الحاج حسن: علينا ألا نحبط المشاهدين، لكن علينا أن تكون واقعيين أيضاً. نلاحظ والمشاهدون يلاحظون ارتفاعات أكثر من المعدل في درجات الحرارة في فترات لم تكن معتادة عليها. لكن ما يهم أكثر من ذلك، إن هذا الموضوع يتعلق بمواضيع اقتصادية ترتبط بالإنتاج والإنتاجية، وبالتالي تؤثر مباشرة على ما هو أصلاً معتمد عليه لجهة ارتباطه بالأمن الغذائي، ونتحدث هنا عن مشاريع استراتيجية مثل الحنطة، أو على مدخول المزارع، الذي يعتمد بشكل أو بآخر على القطاع الزراعي. وكلنا نعلم أن أكثر من 30% من العراقيين يعيشون في مناطق ريفية، والموضوع الاقتصادي المستقبلي والأكثر استدامة للعراق من قطاعات إنتاجية، على رأسها القطاع الزراعي، الذي يعتمد على التنوع والموارد الطبيعية. وإذا لم نقارب هذا الوضوع على قاعدة الاستدامة، الطاقة المتجددة، الزراعة الذكية، دور المرأة بشكل أساسي، والتعديلات التي تتلاءم أكثر ما هو متغير أصلاً لجهة التحديات، وأعتقد بأننا أمام تحديات أكبر.

 

* هذه التحديات لها علاقة مباشرة بالأمن الغذائي في العراق. ما هو تقيمكم  للأمن الغذائي في العراق؟ هل هو في حالة حرجة؟

 

صلاح الحاج حسن: شكراً على هذا السؤال. المقاربة في هذا الموضوع قد تكون ظاهرية دائماً، لكن دعنا ننظر إلى الموضوع بشكل تفصيلي. العراق يستورد الجزء الأكبر من المواد الغذائية من الخارج، لكن الأهم من توفر الغذاء، هو أن النسبة الأكبر من الأشخاص يعملون في القطاع الزراعي. إذاً، القطاع الزراعي يوفر فرص عمل كبيرة، خاصة في الريف، وكلما تردت الأوضاع، كلما كانت هناك انعكاسات سلبية، على مستوى الأمن الغذائي من ناحية، وفرص العمل والإنتاج من ناحية أخرى. قمنا منذ العام الماضي مع وزارة الزراعة، مع الحكومة الاتحادية ووزارة الزراعة في إقليم كوردستان، بإعادة النظر فيما يتعلق باستراتيجية الأمن الغذائي في العراق، وعقدت اجتماعات حضرها العديد من أصحاب العلاقة من القطاع الخاص والمزارعين والوزراء، وبالتالي لتكون المقاربة في هذا الموضوع مبنية على دور كل الجهات، وأكرر على هذا الموضوع بشكل أساسي، دور كل المعنيين، ليس فقط الحكومة، إنما الحكومة والقطاع الخاص والمزراعين والمواطنين في كل ما له علاقة بهذا الموضوع. أعطيكم مثلاً حول ما قد يكون مهماً ولا يسلط الضوء عليه في بعض الأحيان. موضوع الهدر في الإنتاج والاستهلاك والاستعمال، هو جزء مما هو مطلوب أخذه بنظر الاعتبار، بالإضافة إلى ما هو مطلوب كذلك على مستوى المعاملات الزراعية الذكية والتقنيات الحديثة في الري، التوعية، وهذا دور من الأدوار التي يؤديها الإعلام في العراق. في بعض الأحيان نصل إلى خسارة في الإنتاج تبلغ 40% في بعض المحاصيل.

 

* مثلا؟

 

صلاح الحاج حسن: محاصيل الخضار. إذا أخذنا المعاملات الزراعية من الزراعة للإنتاج وما بعد الإنتاج وحجم الحصاد، تصل الخسارة في بعض الأحيان إلى ما يتراروح بين 20-40%، يعني المزارع يخسر من انتاجه، لأسباب مختلفة، لها علاقة بالمعاملات الزراعية وعدم وجود بنى تحتية للتخزين والتوريد والتوضيب والنقل، تؤدي إلى تقديم المنتج العراقي بطريقة أقل، لجهة القيمة المضافة، وبالتالي التقليل من فرص المنافسة والعائد، وتصبح الربحية موضوع تحدي. إذاً، هناك العديد من النقاط التي ترتبط بالنظرة إلى موضوع المنافسة من زاوية مختلفة، وهنا يأتي موضوع الإنتاجية بشكل أساسي. الإنتاجية مهمة جداً، والعمل جار عليها لجهة رفع الكفاءة والخبرات وتنظيم المدخلات ذات الكفاءة العالية من ناحية، وكذلك البدائل، وهنا نقطة مهمة جداً لا يعرف المزارعون، بأنهم بعضهم وبعض المنتجين سيضطرون إلى تغيير بعض المحاصيل أو الاعتماد على وسائل الأخرى، وعليه يجب أخذا البدائل بنظر الاعتبار، وتوفر الإمكانيات والبدائل للمزارع، مع أن تكون هناك سياسات تشجع وتدعم وتساعد في هذا الإطار.

 

* من ضمن البدائل، تغيير طريقة الزراعة في العراق، خاصة الإروائية، حيث لا يزال أكثر المزارعين يستخدمون الطريقة التي استخدمها السومريون. نتحدث عن آلاف السنين. ما هي الخطة للتغيير؟

 

صلاح الحاج حسن: أكثر من 85% من الحلول التقنية معروفة، حتى لا نتحدث عن أمور يعرفها المزارع العراقي والعراق علمها للعالم. المزارع اعتمد لفترة طويلة على دعم الحكومة في مجال المدخلات الزراعية، والآن ندخل في مرحلة مختلفة، إذاً، هناك ضرورة في أن تكون هناك بدائل تأخذ بنظر الاعتبار السياسات المعتمدة، وبالتالي تحفز المزارع على انتقال تدريجي للاعتماد على هذه التقنيات التي من شأنها أن تحسن الإنتاجية وتخفض الكلفة، وبالتالي يكون العائد أكبر. علي سبيل المثال، دعم الحنطة. العراق يدعم المدخلات والمخرجات في الحنطة، لكن بالمقابل التحسينات التي من المفترض أن تكون على مستوى المعاملات الزراعية أو تقنية الري، لم يجر الاستثمار فيها من قبل المنتجين لفترة طويلة. ربط الدعم والمؤازرة بالتحسين على المستوى التقني، خاصة في وسائل الري، تدريجياً ولكن بضمان استخدام مدخلات أكثر، وزيادة الإنتاجية أكثر، والكفاءة في استعمال المياه واستدامة افضل للمستقبل، تسمى بعض الأحيان بالدعم الذكي أو الترشيد بشكل يوجه المزارع لأن يكون هناك علاقة بين ما هو مدعوم من ناحية، وما هو مطلوب منه من ناحية أخرى لرفع كفاءة الإنتاج، بالإضافة نوعية المدخلات التي من المفترض أن تعطي فرصة أكبر لاستخدام المواد الرئيسية، واتحدث هنا عن المياه، بإنتاجية أكبر. وإذا كنا نستعمل بعض المدخلات الأخرى من المياه، إذا لم تكن بالكفاءة المطلوبة، يؤدي استعمالنا للمياه إلى إهدار جزء منه، لأنه لا يعطي الكفاءة المطلوبة لوحدة المساحة وكمية المياه التي تستعمل بالدونم أو المتر المربع.

 

* العراق بحاجة إلى سياسات جديدة لتغيير التقنيات، وهذا عملكم، مساعدة الحكومة العراقية على صنع سياسات جديدة في مجال الزراعة، ترشد استخدام المياه، وكل المجالات. ما هو مستوى استجابة الحكومة العراقية لهذه السياسات أو للشروع بتنفيذها؟

 

صلاح الحاج حسن: دورنا بشكل اساسي الشراكة مع الحكومة، خاصة الوزارات المعنية، واتحدث عن وزارات الزراعة والموارد المائية والبيئة. المفترض أن يكون هناك ما يسمى ببناء نماذج. نتحدث عن زيادة إنتاج الحنطة، الطماطة، وزيادة الإنتاج الحيواني. ما نقوم به، هو تقديم هذه النماذج بالشراكة الكاملة مع الفريق الحكومي، وأود أن أشير إلى أن الفريق الذي يعمل معنا، خاصة في وزارة الزراعة، أصبح لديه الكفاءة، وعندما تمنح الفرصة لهؤلاء المرشدين الزراعيين أو الفنيين، وأتحدث هنا عن عدد كبير من الزملاء والزميلات الذين نعمل معهم سوياً، سيقدمون خدمات وارشادات من شأنها أن تغيير الكثير في إنتاجية ودور المزارع وعائد الإنتاج، وهذا مهم جداً. ما لمسته صراحة، أن هناك قرارات، ولدينا مستندات تؤكد ذلك، اعتمدتها الحكومة لتكون نماذج لتعميمها في أكثر من مكان وأكثر من محافظة. وهذا مؤشر مهم جداً على ضرورة أن يتم اعتماد النجاح الحاصل على نطاق أوسع، وهذا هو المطلوب، لأننا لم ولن نكون قادرين على تغطية كل المناطق بشكل متوازن، لكن على الأقل ما ينجح في مكان ما، يفترض أن يتم تعميمه في محافظات أخرى.

 

* قلتم، عندما يمنحون الفرصة. هل تم منحهم هذه الفرصة؟

 

صلاح الحاج حسن: على سبيل المثال، وكآلية عمل لمنظمة الأغذية والزراعة- الفاو في العراق، نعتمد الشراكة. وعندما نتحدث عن الشراكة مع الجهات الحكومية، إنما نتحدث عن شراكة حقيقة بين فريق عمل الفاو مع فريق عمل وزارة، وهم فريق عمل واحد. وعندما أتحدث عن منحهم الفرصة، أقصد أن كل الجهات المعنية بتقديم المساعدة، عليها أن تبدأ برفع القدرات والخبرات والإمكانيات للمهندسين والمهندسات والأطباء البيطرين، الذين عندما يتلسمون الفرص، ويستشعرون أن هناك فكرة جديدة وخبرة وتدريب وإمكانيات، يصبحون رواداً بأنفسهم، وهذا ما اعتمدناه. على سبيل المثال، اعتمدنا على المرشدين الزراعيين في بعض المحافظات، مثل نينوى، لنقل ما حصلوا عليها من خبرات إلى محافظات أخرى في الجنوب والشمال، وبالتالي هذا يعطي الإجابة على أسئلة أخرى، لأنه في أي مشروع، إذا لم يكن الشريك الوطني شريكاً حقيقياً ويتفاعل ويمكن البناء على خبراته، تنتهي الإنجازات مع انتهاء المشروع، وعليه يفترض أن يكون الشريك الوطني أساسياً.

 

* هل تواجهون صعوبة في اقناع المسؤول العراقي أو الكوردي حول مدى خطورة تداعيات التغيّر المناخي في العراق؟ هل لديهم فهم لهذا الخطر؟

 

صلاح الحاج حسن: كي أكون واقعياً، خلال الفترة الماضية والأسابيع الأخيرة على الأقل، كانت هناك اجتماعات مع جهات حكومية، ابتداء من رئيس الجمهورية ومع كل الجهات المعنية من وزارات ووزراء، ومقاربة تستشعر من خلالها أن الجميع أصبح يبحث عن حلول. وستكون هناك مقاربة مختلفة، بما أعرفه من معطيات، لموضوع مهم جداً له علاقة بالالتزامات تجاه قطاعات متأثرة بالمتغيرات المناخية، وهذا ما سيتم الإعلان عنه قريباً، وهو ما يدل على أن الجهات الرسمية أصبحت أكثر مقاربة بشكل واقعي ومسؤول ومهم واستراتيجي، ليس فقط للحديث عن الموضوع، أو للاثارة، لكن للتأكيد على التزامات، وعندما أتحدث عن التزامات، اتحدث عن إمكانيات ومشاريع يتم وضعها من أجل تخفيف الآثار، ومعالجة هذه الآثار السلبية على المدى القصير والمتوسط والطويل، وهنا من المفترض أن يكون دورنا كمنظمة الفاو، وغيرنا من الجهات الدولية، هو أن نكون مساعدين ومؤازرين داعمين لكل هذه المبادرات التي من شأنها أن تخفف إلى حد بعيد من هذه التاثيرات. قد لا يكون هناك حل جذري، ولكن على الأقل هناك حلول لبعض المواضيع، خاصة إذا تحدثنا عن أفكار جديدة تتعلق بالطاقة واستعمالاتها للإنتاج الزراعي، الطاقة المتجددة، أو الخضراء تسمى، والتخفيف من حدة التبخر واستعمال تقنيات مختلفة، ودور المرأة والشباب، وهم الأكثر تأثراً بهذه المتغيرات، كذلك النساء الخبيرات بالمناخ وهو موضوع بدأت الفاو بالعمل عليه، والدور الأساسي للمرأة في هذا المجال، ودور الجهات الحكومية في الارشاد الزراعي، وغيرها من القطاعات، أعتقد بأن هذا الموضوع لا يتم ربطه بهذا الشكل المتكامل، إذا كان يقع على عاتق جهة واحدة هي الحكومة. الجميع مسؤول، والجميع متأثر، ويجب أن تتم المقاربة بهذا الشكل المتكامل.

 

* هل لديكم أي تقارير حل سعر السلة الغذائية في العراق؟ هل سنشهد ارتفاعاً أكثر في الأسعار بسبب التغير المناخي وتأثيره على المنطقة بالكامل وليس العراق وحسب؟

 

صلاح الحاج حسن: هناك تقارير شهرية تصدر في العالم، تتناول أسعار الغذاء، والتي ترتبط بعناصر متعددة منها، وبشكل أساسي طبعاً، الظروف المناخية، التي نحتاج هنا للحديث عن أهميتها. عندما تحصل أي ظروف مناخية، إن كانت جفافاً أو فيضانات أو سيول، كما يحدث الآن في بعض المناطق في العالم، أو أمطار، أمراض، تؤثر مباشرة على أسعار السلع، لكن السوق العالمي مترابط بشكل أو بآخر. عندما نتحدث عن سلع أساسية، إن كانت الحنطة أم الذرة أم الزيوت النباتية، وغيرها من المنتجات مثل الرز، هي منتوجات استهلاكية. في العراق يستهلك بعضها بشكل أكبر مقارنة مع دول أخرى، واستهلاك الفرد لبعض هذه المنتجات قد يزيد بشكل أكبر، بالمقارنة مع مناطق أخرى في الشرق الأوسط، لكن سيؤثر أي تغيير، وهنا نتحدث عن التغيّرات المناخية، سيؤثر مباشرة، وقد أثر في السابق. العالم خرج من جائحة الكورونا، لنواجه مشكلة أخرى هي الحرب الروسية – الأوكرانية التي أثرت على امدادات العالم من الحبوب. المغيّرات المناخية، ستكون العنصر الطاغي، وبالتالي سيكون هناك تأثير مباشر على الأسعار، والتي من شأنها أن توثر بشكل خاص على محددوي الدخل بشكل أكبر، أو الذين لا يعملون، ونعتبرهم أكثر هشاشة، ويعتمدون على مصادر ضعيفة للدخل اليومي.

 

 

 

* شبكة روداو ألاعلامية

Top