• Sunday, 19 May 2024
logo

دراسة: حمض أميني واحد وراء سرّ طول العمر!

دراسة: حمض أميني واحد وراء سرّ طول العمر!

وجد فريق دولي من الباحثين أن مكملات التورين تؤخر شيخوخة الديدان والفئران والقرود، وتزيد من العمر الصحي للفئران في منتصف العمر بنسبة تصل إلى 12 في المائة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال عالم الأحياء فيجاي ياداف من جامعة كولومبيا المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة «تشير هذه الدراسة إلى أن التورين يمكن أن يكون إكسيرًا للحياة داخلنا يساعدنا على عيش حياة أطول وأكثر صحة».

ويوجد التورين بشكل طبيعي في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. ويمكن للبشر تصنيع التورين، على الرغم من أن المصادر الغذائية غالبًا ما تكون ضرورية خلال الحياة المبكرة لأن أجسام الأطفال حديثي الولادة ليست ماهرة في إنتاجها.

وأظهرت الأبحاث التي أجريت على التورين فوائد في مرض السكري وعمل مضادات الأكسدة. لكن دوره في كثير من الحالات غير واضح.

ويضيف ياداف «لقد أدركنا أنه إذا كان التورين ينظم كل هذه العمليات التي تتراجع مع تقدم العمر، فربما تؤثر مستوياته في مجرى الدم على الصحة العامة وعمر الإنسان. بدأنا في التساؤل عما إذا كان نقص التورين هو الدافع وراء عملية الشيخوخة فأعدنا تجربة كبيرة على الفئران».

ليس فقط الفئران؛ فقد حلل ياداف وزملاؤه تركيزات التورين في الدم بأعمار مختلفة لدى القرود والبشر أيضًا (بالنسبة للأخير باستخدام بيانات من دراسة أخرى). وتم العثور على مستويات تورين تتناقص مع تقدم العمر في مجموعة متنوعة من الأنواع ، بما في ذلك البشر؛ بما يقدر بنحو 80 في المائة على مدار حياة الإنسان النموذجية. لكن عندما تم إعطاء مكملات التورين عن طريق الفم للديدان والفئران في منتصف العمر، زاد متوسط عمرها بنسبة 10-23 في المائة و 10-12 في المائة على التوالي. ففي الفئران، أدت مكملات التورين إلى تحسين القوة والتنسيق والذاكرة وعلامات الشيخوخة. اما الفئران التي فقدت الناقل الرئيسي الذي يأخذ الحمض الأميني إلى الخلايا فعاشت حياة أقصر كبالغة. وعندما تم إعطاء التورين لقرود المكاك الريسوسية في منتصف العمر (Macaca mulatta) لمدة ستة أشهر، كان هناك تحسن ملحوظ في كثافة العظام، ومستويات السكر في الدم وعلامات الكبد ووظائف المناعة.

وفي هذا الاطار، يوضح ياداف «لم نكتشف فقط أن الحيوانات تعيش لفترة أطول ، بل وجدنا أيضًا أنها تعيش حياة أكثر صحة». حيث أظهر التحليل أيضًا أن الأشخاص المصابين بالسمنة ومرض السكري لديهم مستويات أقل من التورين في دمائهم، في حين أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لديهم مستويات أعلى.

وخلص باحثو الدراسة بجامعة كولومبيا الى انه «يبدو أن التورين يؤثر على جميع السمات المميزة للشيخوخة».

من جانبهما، قال عالما الفسيولوجيا جوزيف ماكغون وجوزيف باور من جامعة بنسلفانيا، اللذان لم يشاركا في الدراسة «بشكل ملحوظ، السببية لا تزال بحاجة للاختبار». لكنهما يستركان بالقول «إن التركيز الفردي على زيادة التورين الغذائي يخاطر بدفع الخيارات الغذائية السيئة، لأن النظم الغذائية الغنية بالنباتات مرتبطة بصحة الإنسان وطول العمر. وبالتالي، مثل أي تدخل، يجب التعامل مع مكملات التورين بهدف تحسين صحة الإنسان وطول العمر بحذر»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص عن مجلة «ساينس» العلمية المرموقة.

هناك حاجة لتجارب تحكم العشوائية الكبيرة وطويلة الأجل على البشر، فعلى الرغم من عدم وجود آثار سامة معروفة بأنها مرتبطة بالتوراين، إلا أن الجرعات المستخدمة في الدراسة نادرًا ما استخدمت في البشر.

ويتابع ياداف بالقول «على الرغم من أنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد ما إذا كانت مكملات التورين ستكون علاجًا مضادًا للشيخوخة بناءً على دراساتنا في العديد من الأنواع وتدخلنا في القرود، من المعقول اختبارها على الأقل».

 

 

 

الشرق الاوسط

Top