قضت محكمة جنايات كركوك، اليوم الإثنين، بالسجن المؤبد على مُدانين اثنين بقضية اغتصاب سيدة كوردية ناحية آلتون كوبري "بردي".

المتهمان وهما كل من إبراهيم روكان حسن محمد وإبراهيم محمد شاكر صابر، تم الحكم عليهما بالسجن المؤبد استناداً إلى المادة 393،1،2,د من قانون العقوبات، ومنحت المحكمة، المجنى عليها حق مراجعة المحاكم المدنية للمطالبة بالتعويض.

وفي شهر نيسان الماضي انتشر مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر قيام شخصين باغتصاب امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة في أحد المنازل بقضاء بردي.

والضحية سيدة كوردية تدعى جيان وتعاني من مرض نفسي ومتزوجة من رجل تركماني ويعاني من الإعاقة الجسدية، ووقع الحادث في أحد المنازل المهجورة ببردي، ومن ثم اعتقلت القوات الأمنية عدداً من المتهمين على ذمة القضية.

وأثارت الجريمة وتصوير الواقعة ونشر مقطع الفيديو لاحقاً، موجة استنكار واسعة في الأوساط الشعبية والحقوقية.

وكانت العائلة تسكن ناحية ليلان حتى انتقلت إلى بردي العام الماضي بعد تلقيها مساعدات مالية بناء على مناشدة بثت في تلفزيون رووداو.

وأكد الزوج وهو مقعد ومصاب بالسرطان، أن أوضاعهم المادية صعبة وأنه اضطر لتسليم ابنه إلى عائلة تكفلت بتربيته، مبيناً أن زوجته تعاني من مرض نفسي.

وقال المتحدث باسم شرطة كركوك حينذاك إن "هذه الجريمة مثيرة للاشمئزاز ومخالفة للأعراف المجتمعية، وقد سارعت شرطة كركوك فور الكشف عن الجريمة إلى تشكيل مفرزة من شرطة بردي والأمن الوطني والاستخبارات باعتقال الشخصين أحدهما شرطي أعيد للخدمة مؤخراً وهو متزوج ولديه أطفال والآخر قدم طلباً بالانضمام للحشد وهو نازح من بغداد يسكن في بردي وقد اعترفا بارتكابهما الجريمة وبعد التحقيقات أحيلا للقضاء وهما موقوفان بحسب أحكام المادة 393 من قانون العقوبات العراقي"، فيما نفى الحشد الشعبي أي صلة له بالحادث.

بدوره، أشار قائد عمليات فرض القانون في كركوك، سعد حربية إلى أن "أحد المنفذين من أفراد الشرطة وقد قام مع رفيقه باغتصاب المرأة المصابة وتم اتخاذ إجراءات جدية وإلقاء القبض عليهما بموجب القانون وتشكيل لجان تحقيقية للوقوف على تفاصيل الجريمة وكيفية ارتكابها".

إلى ذلك، ذكرت رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة كركوك جوان حسن إن "المرأة تعاني من مرض نفسي يفقدها الشعور بأي شي وقد ناشدنا الجهات الحكومية بتوفير مأوى آمن لها، لكن دون وجود استجابة ومع عدم وجود مستشفى للأمراض النفسية في المحافظة وعدم إمكانية استقبالها في دار المسنين، تفترش الضحية الطرقات".

وكان الرئيس مسعود بارزاني، دعا في (10 نيسان 2020)، حكومتي العراق وإقليم كوردستان إلى إجراء تحقيق مشترك في "هذه الجريمة البشعة ومعاقبة مرتكبيها"، قائلاً: "منذ أيام انتشر في وسائل الإعلام نبأ اعتداء جنسي لعدد من المنتسبين للحشد الشعبي والشرطة العراقية بالقرب من نقطة السيطرة في بردي، على سيدة كوردية من ذوي الاحتياجات الخاصة، تنتمي لعائلة مستضعفة وفقيرة جداً في حدود محافظة كركوك"، مشدداً على أن "هذه الجريمة ظلم كبير يتعرض له المواطنون الكورد المحرومون في ظل الإدارة والواقع العسكري المفروضين في كركوك، ومنذ البداية تعودت هذه السلطات على معاداة المواطنين الكورد وحقوقهم بشتى الطرق".





rudaw