• Monday, 29 April 2024
logo

عقدة نجاح إقليم كوردستان وفشلهم

عقدة نجاح إقليم كوردستان وفشلهم
علي البيدر



منذ العام 2003 وحتى الآن، لم تستطع معظم الزعامات السياسية العربية في البلاد الاقتناع بحقوق إقليم كوردستان كشعب او إدارة محلية تشرف على تسيير شؤون الحياة لقرابة ربع سكان البلاد وفق ما كفله الدستور، بعد انقضاء كل ازمة تتعلق بالعلاقة بين المركز والإقليم تخرج منها البلاد والعباد بشق الأنفس، ندخل في نفق أزمة اخرى وهكذا تستمر الحكاية حتى بات الجميع يجهز عدته لاستقبال أزمة جديدة بعد الانتهاء من سابقتها.

النجاحات التي حققها الإقليم بعشر إمكانيات الدولة تقابلها إخفاقات اتحادية متراكمة جعلت العراق كدولة تتصدر قوائم "الأسوأ" في شتى المجالات، بدءا بجواز السفر وصولًا إلى مدن العيش الامنة وليس انتهاء بعملة اخذة بالتراجع مع مرور الوقت، والقائمة تطول في هذه المضامير.

مؤخراً نشر الفاسدون أيديلوجية مفادها: ان السليمانية تُبنى من نفط البصرة وقد بنيت دهوك بطابوق الكوت، فيما لامست اربيل السماء بناءً وإعمارًا بعد ان اتكأت على بغداد، وكأنهم يتحدثون عن دول اخرى وشعوب ثانية لا عن محافظات عراقية قدمت نماذج شبه مثالية في الامن والاقتصاد والإدارة والخدمات.. الخ وجعلت الوطنيين من العراقيين يتفاخرون بها، فيما ازداد اصحاب الأفق الضيق والرؤية القصيرة نكدًا وهم يرون مدن الإقليم تنافس دولًا في صناعة الجمال والإبداع حتى اصبحت لديهم عقدة اسمها نجاح إقليم كوردستان وفشلهم الحتمي، تلك العقدة صارت واضحة في تصريحات وتخريصات كثيرين يرون في تقدم إقليم كوردستان تراجع لهم وفي علوه تقزيمًا لحجمهم الذي بات لا يذكر بعد ان سقطت اقنعتهم امام وعي الشعب العراقي الذي اصبح أكثر نضجًا.

ربما قد استفاد الإقليم بطريقة او اخرى من نفط البصرة مثلما يحصل في كل بلدان العالم حين يتم تقسيم الموازنات الاتحادية على مدن البلاد بحسب نسبها السكانية وهنا وجب القول: لماذا لا تستفيد البصرة من نفطها الذي اصبح منة على الإقليم وشعبه؟! اليس هي الاجدر بأن تكون المدينة (السوبر) بين مدن البلاد او النسخة الحديثة من دبي الإماراتية؟

بلا شك ان الفساد المستشري في بقية مدن البلاد وسوء الإدارات وضعف وعي ووطنية القائمين على الامر تسبب بكل هذا الدمار الذي يعيشه العراقيون اليوم، فيما استطاع الاقليم من تحقيق نجاحات خيالية قياسًا بالإمكانيات المتاحة وحجم الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض له قيادته من اجل ايقاف عجلة التقدم التي تدور بسرعة فائقة لتقديم ما هو افضل لشعب صبر فنال المزيد من الخير.

اسئلة كثيرة تدور في اذهاننا حول حجم الكارثة التي يعيشها العراق والوضع المستقر في الاقليم وما هي أسباب الفرق بين محافظات عراقية تبدو في كواكب او قارات مختلفة قياسًا بنسب الامن والخدمات المقدمة للمواطنين؟ الجواب الشافي للكثير من الاسئلة هو: ان الإقليم يمتلك رجالات دولة حقيقيين همهم الاوحد هو العمل على تحقيق النجاح تلو الاخر فيما فقد العراقي دولته ورجالها في ظل هيمنة احزاب لا تفكر سوى في زيادة وتعظيم مغانمها وتلك هي الحقيقة الوحيدة التي يصعب على بعض العقول تصديقها لأنها ستجعلهم في قفص الاتهام امام انفسهم قبل الأخرين.









روداو
Top