• Sunday, 28 April 2024
logo

كورونا بين الطب والسياسة

كورونا بين الطب والسياسة
د.محمد احمد عبداللطيف

هذا المقال لايناقش احتمالية دور دولة ما بنشر هذا الفايروس ويشير الى دور القيادة السياسية الايجابي والمهم جدا في ادارة الازمات. بداية يعرف الوباء

ظهور حالات امراض معدية في دولة او مجموعة دول صغيرة ومتجاورة وينتشر بصورة سريعة بين الناس اما الجائحة ظهور حالات لامراض معدية في اكثر دول العالم باسره ، ويصعب السيطرة على الحالات المرضية على مستوى العالم مما يهدد صحة الناس ويتطلب اجراء تدابير طبية سريعة وخطط عاجلة لانقاذ البشر وهذان المصطلحين يطلقان على الامراض المعدية فقط .

ماهو مرض كوفيد -19

مرض كوفيد-19 هو مرض معدي يسببه فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا ولم يكن هنالك اي علم بوجود هذا الفايروس الجديد ومرضه قبل تفشيه في مدينة ووهان الصينية في كانون الاول/ ديسمبر 2019 ، وقد تحول كوفيد -19 الى جائجة تؤثر على العديد من دول العالم. يؤثر مرض كوفيد -19 في الاشخاص المختلفين بطرق مختلفة ،ويعاني معظم الاشخاص الذين يصابون به اعراض طفيفة الى متوسطة ويشفون من دون دخول المستشفى

الاعراض الاكثر شيوعا

⦁ حمى

⦁ سعال

⦁ ارهاق

الاعراض الاقل شيوعا

⦁ الام واوجاع

⦁ التهاب الحلق

⦁ اسهال

⦁ التهاب الملتحمة (العين)

⦁ صداع

⦁ فقدان حاسة التذوق او الشم

⦁ طفح جلدي

الاعراض الخطيرة

⦁ صعوبة او ضيق في التنفس

⦁ الم او ضغط في الصدر

⦁ فقدان القدرة على الكلام او الحركة

معدل الوفيات

عند ظهور الفايروس لاول مرة ، تحدث خبراء عن معدل وفيات يبلغ 7% ما لبث ان تغير الى 2% او 3% وحاليا تعتقد مراكز السيطرة على الامراض ومكافحتها في امريكا ان معدل الوفيات هو 0.65% وارجحت الطبيبة في مستشفيات جامعة جورج واشنطن هانا اكسيلورد تراجع معدل الوفيات بعد نحو عشرة اشهر على اكتشاف الفايروس الى عدد من الاسباب اهمها تاقلم الاجهزة الصحية في التعامل مع حالات الاصابة والامراض الناتجة عنهُ ، اضافة الى التطور المعرفي المتلاحق الذي ينشا عند الاطباء يوما بعد يوم، وقالت اكسيلورد وهي تدرس في قسم الامراض المعدية في كلية الطب بجامعة واشنطن ان اربعة عوامل اساسية ساهمت في تثبيط معدلات الوفيات وهي العلاج الطبي، والانظمة الصحية، وفروقات الاعمار واجراءات السلامة العامة CPAP فاستخدام عقار دكساميثازون ومضادات التخثر واستخدام اجهزة اعطاء الاوكسجين كان له دور فاعل في خفض نسبة الوفيات بشكل فاعل والانجاز العلمي الكبير في تصنيع لقاح مضاد لفايروس كورونا سيمكن البشرية من التغلب على هذا الفايروس ويعيد التوازن الطبيعي الى كافة المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للبشرية ويمكنها من التقدم للامام .

ادارة الازمة

هنالك طريقتان اساسيتان في ادارة الازمة الصحية الناجمة عن انتشار هذا الفايروس هما

الطريقة الصينية، الطريقة الامريكية

الطريقة الصينية

ان اغلب مما كتب عن الادارة الصينية للازمة مقتبس من اجهزة الاعلام الصينية وليس من مصادر اعلامية محايدة او دولة ولكن النتيجة النهائية للازمة حيث عدد الوفيات المحدود وهو ما يقارب 5000 وفاة بالاضافة الى حصر المرض في مناطق محدودة والنجاح في استثمار الازمة اقتصاديا حيث نجحت الصناعة الصينية بان تكون مركزا عالميا في انتاج الكثير من الاجهزة والمستلزمات الطبية خلقت نشاط اقتصادي ونسبة نمو بلغت 4% وهو نجاح كبير اذا ما قورن بالركود والتراجع الاقتصادي في اغلب دول العالم وذكرت وسائل الاعلام الصينية في الكتاب الابيض ان مدينة ووهان منشا الفايروس قامت بتحويل الملاعب ومراكز المعارض الى 16 مركزا مؤقتا للعلاج حيث وفرت هذه المراكز حوالي 14 الف سرير وتمكنت من قبول جميع الحالات الخفيفة وساعدت على عزل هؤلاء المرضى وتقليل نسبة العدوى للمخالطين معهم كما تمكنت من تقديم العلاج الممكن في حينها والعمل على عدم تحولها الى حالات خطرة ومعقدة وبذالك مكنت المستشفيات الكبرى ووحدات العناية المركزة من قبول الحالات المعقدة التي تحتاج الى متابعة دقيقة واجهزة انعاش متطورة هذا على الصعيد الصحي اما على الصعيد السياسي اتخذت القيادة الصينية قرار الاغلاق الشامل للمدن والمناطق المحتملة لانتشار الفايروس ووفرت الوسائل التنفيذية لتطبيق هذا القرار ولم يتوفر من مصادر اعلامية حرة ورصينة ما قد يكون رافق هذا القرار من تجاوز على حقوق الانسان ، ويبدو من السياق العام للازمة ان اغلب الشعب الصيني كان متفهما لاهمية القرار وضرورة تطبيقه مما ساعد على نجاح الشعب الصيني في اجتياز الازمة وهنا تتجلى بوضوح اهمية التواصل البناء بين القيادة السياسية والشعب اثناء الازمات الكبرى .

الطريقة الامريكية

اعتمدت الطريقة الامريكية على مبدا عدم الاغلاق المجتمعي وكان هذا واضحا جدا من طريقة تصرف والظهور الاعلامي المتكرر في بداية الازمة للرئيس الامريكي في حينها دونالد ترامب غير مرتدٍ للكمامة الطبية وكانت الفكرة الرئيسية لفريق ادارة الازمة للرئيس ترمب ترتكز على عدة مبادئ:

الاولى ان الاغلاق الشامل سيؤدي بالاقتصاد الامريكي الى خسائر فادحة يجب تجنبها والابتعاد عن مبدا الاغلاق الشامل.

الثانية ان الغالبية العظمى من الاصابات خفيفة ولا تحتاج الى دخول المشافي وبالتالي لاتحتاج الى جهد طبي ودعم مالي والبقية من الاصابات المعقدة يمكن التعامل معها بما يتوفر من امكانيات صحية هائلة لحين الوصول الى مناعة القطيع وتعني اصابة 60-70 % من السكان تجعل من اصابة البقية وهم عادة الاكثر قابلية للاصابة الخطيرة اقل احتمالا.

وثبت ان هذا الاحتمال لم يعد ممكنا بعد تسجيل اصابات لمدة ثانية والطريقة الوحيدة لانجاح مناعة القطيع وهو وجود لقاح فعال وهو امر اصبح ممكنا بعد النتائج المبشرة لانتاج لقاحات فعالة ضد الفايروس .

نتج عن هذه الرؤية اصابات قياسية باعداد كبيرة جدا مع اعداد وفيات قياسية من المتوقع ان تصل الى 400 الف وفاة وهو رقم كبير جدا اذا قورن بعدد الوفيات في الصين، ما ادى الى ركود اقتصادي كبير بالاضافة الى الدعم المالي الكبير للقطاع الصحي استنفذ الكثير من القدرة المالية للولايات المتحدة مامقداره عشر السنوات الاخيرة من الناتج الاقتصادي بالاضافة الى الخسائر المالية المستقبلية المحتملة نتيجة التاثيرات المزمنة لمرض كورونا مما يتطلب المزيد من الدعم المالي لمضاعفات المرض المستقبلية .

هذا الوضع الصحي المعقد مع ما رافقه من خسائر مالية قد يكون احد الاسباب المهمة لخسارة الرئيس دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة .

والسؤال المهم هل كان بامكانية الرئيس ترامب فرض الاغلاق الشامل في الولايات المتحدة ؟!

والاكيد ان الصلاحيات الواسعة جدا للرئيس الامريكي التي تمكنه من اعلان الحرب لابد من تمكينه من فرض الاغلاق الشامل ولكن اكبر اختلاف بين البلدين هو مؤشر الديمقراطيات في العالم ولذالك لم تلجا الى اساليب تبدو عند البعض غير مشروعة لوقف انتشار الفايروس عكس الصين الشعبية المعروفة بممارسات غير ديمقراطية ما جعلها دوما عرضة لانتقادات منظمات حقوقية في مجال حقوق الانسان .

وعند المقارنة النهائية بين نتائج الادارة الصينية والاميركية الازمة ينبين ما يلي:

⦁ محدودية عدد الاصابات والوفيات في الصين وصلت الى حدود خمسة الاف وفاة وعدد الاصابات الجديدة لا يتجاوز عدد اصابع اليد يوميا.

⦁ ازداد النشاط الصناعي الصيني بما يتعلق بالمستلزمات والاجهزة الطبية واصبحت الصين مركزا رياديا في هذا المجال قاد الى تحقيق نمو اقتصادي يصل الى 4%.

⦁ ترسيخ الوضع السياسي بعد قدرته على تجاوز الازمة بوقت قصير نسبيا وباقل الخسائر الاقتصادية.

اما في الولايات المتحدة الامريكية كان عدد الاصابات كبير جدا وهي اعلى ارقام سجلت في العالم كذالك عدد الوفيات كان كبيرا جدا ومن المتوقع ان يتجاوز الرقم اربعمائة الف وفاة.

اقتصاديا ادت الازمة الى ركود اقتصادي وخسائر مالية كبيرة جدا نتيجة توقف بعض الانشطة الاقتصادية مما استلزم دعم مواطني الولايات المتحدة ماليا لتجاوز الازمة بالاضافة للدعم المالي الكبير للقطاع الصحي.

سياسيا كانت ادارة الازمة احد الاسباب المهمة لخسارة الرئيس دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الاميركية .











pdk
Top