• Wednesday, 16 October 2024
logo

موقف إقليم كوردستان من وجود القوات الأمريكية

موقف إقليم كوردستان من وجود القوات الأمريكية
نايف كركي



قبل الولوج في الحديث عن موقف إقليم كوردستان من وجود القوات الأمريكية في العراق وإقليم كوردستان سنتطرق على وجه السرعة بالحديث على تشكيل الميليشيات في العراق من بعد سقوط نظام البعث في (9 نيسان 2003 م) على يد القوات الأمريكية من أجل بناء عراق جديد من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ولجميع المكونات ،لكن الساسة الذين استلموا مقاليد الحكم في العراق لم يتعظوا من التجارب السابقة في الحكومات العراقية المتعاقبة ،فتحوّل العراق إلى بلد فوضوي ضعيف السيادة والسلاح المنفلت بيد الميليشيات المدعومة من بعض الدول الإقليمية فضلًا عن تدخل بعض دول الجوار في القرار العراقي ،فلو أرجعنا عقارب الزمن إلى الوراء ونظرنا في أول الميليشيات التي أُسست من بعد سنة (2003 م)، فسنذكر أبرز تلك الميليشيات الشيعية في العراق:

وهي (جيش المهدي) أسّسه السَّيِّد (مقتدى الصدر) في سنة (2003 م) بعد دخول القوات الأمريكية، ويتزعمه (مقتدى الصدر)، وكان الغرض من تأسيسه هو حماية المناطق الشيعية وكذلك المراقد الدينية الشيعية ثم تحوّل فيما بعد إلى محاربة القوات الأمريكية في العراق وبعد معركة النجف ضد الأمريكان التي انتهت بتسليم أسلحة (جيش المهدي) للجنة عراقية أمريكية.

ثمَّ أَصدرَ (مقتدى الصدر) قرارًا عقب اشتباكات الزيارة الشعبانية في كربلاء بتجميد نشاطات (جيش المهدي) كافة ابتداءً من يوم (29 آب 2007م)، ولمدة أقصاها 6 أشهر من أجل إعادة تنظيمه، ويتضمّن التجميد حتى الهجمات على القوات الأجنبية في العراق وفي سنة(2014م) عاد جيش المهدي إلى الواجهة مرة أخرى ولكن باسم جديد وهو (سرايا السلام).

وأّمَّا (عصائب أهل الحق) فهي أول تشكيل له كان تحت اسم (المجاميع الخاصة) كفصيل منضوي تحت جيش المهدي، وكان يقودها القيادي في التيار الصدري (قيس الخزعلي)، وفي سنة(2007م) انشقّ الخزعلي عن تياره الصدري مكونًا (عصائب أهل الحق).

و(لواء أبو الفضل العباس) فقد أُسس في سنة (2011م) أعلن عن تأسيسه المرجع الشيعي (قاسم الطائي)، ويقود اللواء (علاء الكعبي).

و(حزب الله العراقي) بدأ عمله منضويًا تحت كتائب (أبي الفضل العباس) أسسه (أبو مهدي المهندس) في سنة(2007م) لغرض محاربة الأمريكان، وكتائب حزب الله تتكون من مجموعة ميليشيات وهي :(لواء أبو الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب زيد ابن علي وكتائب علي الأكبر وكتائب السَّجَّاد)، وقد أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب في سنة (2009م).

وقَدْ أُسستْ هذه الميليشيات لغرض محاربة الأمريكان وإخراجهم من العراق من سنة (2003م) حتى (2014م) سقوط المحافظات السُّنّيَّة والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان والمحتلة من قبل الميليشيات منذ أحداث 16 أكتوبر في سنة (2017 م) إلى الآن!

ثم شُكِّل (الحشد الشعبي) في (13 حزيران 2014) بعد فتوى (الجهاد الكفائي) التي أطلقها المرجع الشيعي السيد (علي السيستاني)، لاسيَّما بعد سيطرة إرهابيي (تنظيم داعش) على محافظة نينوى، وشُكِّل هذا الحشد بصورة رسمية في حقبة رئيس الوزراء العراقي السابق (حيدر العبادي)، والآن أصبح الحشد الشعبي هيئة مستقلة ورئيسها (فالح الفياض)!

والحشد الشعبي من حيث الرايات المتعددة والتسميات المختلفة، ونسبته إلى الشيعة منذ بداية تأسيسه في سنة (2014م) حتى سنة (2018م) ويتكون من (67) فصيلًا شيعيًا، و(43) فصيلًا سنيًا، و(9) فصائل أخرى مختلفة.

ويمكن تقسيم الــ (67) فصيلًا شيعيًا من حيث تقليدها الفقهي المذهبي على (44) فصيلًا مُقلِّدًا للسيد (علي خامنئي)، و(17) فصيلًا مُقلِّدًا للسيد (علي السيستاني)، و(6) فصائل مُقلِّدة لمرجعيات شيعية أخرى من داخل العراق وخارجه.

وفي مساء يوم الجمعة (3 كانون الثاني 2020) قصفت القوات الأمريكية بغارة جوية سيارتين فيهما قائد فيلق القدس الإيراني (قاسم سليماني)، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (أبو مهدي المهندس) عن طريق طائرة مسيرة(درون)، ومات الشخصان نتيجة قصف الطائرة المسيرة.

ثم بعد اغتيالهما في (كانون الثاني 2020م)، أُعلن عن ولادة عشر مليشيات مسلحة، كانت أولها ميليشيا (أصحاب الكهف)، ثم (عصبة الثائرين)، ومن بعدها ميليشيا (سرايا ثورة العشرين الثانية)، و(قوات ذو الفقار)، و(سرايا المنتقم)، و(أولياء الدم)، و(ثأر المهندس)، و(قاصم الجبارين)، و(الغاشية)، و(ربع الله) وكلها تتبنى أخذ الثأر لسليماني والمهندس وإخراج القوات الأمريكية من العراق. وعلى إثر اغتيال (المهندس والسليماني) صوّت مجلس النُّوَّاب العراقي على قرار نيابي يُلزم الحكومة العراقية بإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية)، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. ونص القرار تضمّن أيضًا مُطالبة الحكومة العراقية بالعمل على إنهاء وجود أيِّ قوات أجنبية على الأراضي العراقية ومنعها من استخدام الأراضي والمياه والأجواء العراقية لأيِّ سبب كان.

وصوّتت الكتل الموالية لإيران على إخراج القوات الأمريكية من العراق بقرار عاطفي أكثر ممَّا هو عقلاني، وواقعي ولا يمكن أن تخرج تلك القوات كما يعتقدون وذلك للأسباب الآتية:

- إن القوات الأمريكية وقّعت اتفاقية بشأن عمليات انسحابها من العراق، وكذلك تنظيم نشاطاتها في (17 تشرين الثاني 2008م).

- قرار البرلمان العراقي لا قيمة له؛ لأن الاتفاقية بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية.

- إن القوات الأمريكية جاءت بطلب من الحكومة العراقية في سنة(2014م) التي ترأس التحالف الدولي ضد داعش والذي يتكون من 83 شريكًا في هذا التحالف الدولي.

-تنظيم داعش لم ينته بعد، فهو نشط جدًّا في مناطق الفراغ الأمني ولاسيما المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان والمحتلة من بعض الفصائل والميليشيات المحلية والأجنبية.

ولهذا السبب لَمْ تُصوِّت الكتل الكوردستانية على إخراج القوات الأمريكية من العراق؛ وذلك لعدم جاهزية القوى الأمنية، والعسكرية والاستخباراتية لمواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية) وبين الحين والآخر نرى هجمات إرهابية على إقليم كوردستان من قبل جماعات إرهابية منفلتة محسوبة ضمن الحشد الشعبي بحجة استهداف المقرات الأمريكية وقوات التحالف الدولي، وتلك العمليات تنطلق عادة في الممرات الفارغة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحشد الشعبي!

وسنُسلِّط الضوء، ونكشف اللثام عن الموقف الكوردستاني الرسمي من خلال موقف رئيس إقليم كوردستان السَّيِّد (نيجيرفان بارزاني)، ورئيس حكومة إقليم كوردستان السَّيِّد (مسرور بارزاني) من وجود القوات الأمريكية في العراق وإقليم كوردستان.

ونبدأ بموقف السَّيِّد (نيجيرفان بارزاني) حسب تصريحاته الأخيرة عبر برنامج (بالثلاثة) الذي عُرِضَ على قناة (الشرقية نيوز) في (22نيسان 2021) ووجهّت إلى السَّيِّد (نيجيرفان بارزاني) مجموعة من الأسئلة والاستفسارات ومن ضمنها، هل سيطلب إقليم كوردستان المساندة الأمريكية تحسبًا لأيِّ هجمات مقبلة؟

فأجاب السَّيِّد (نيجيرفان بارزاني) أنَّ مهمة الأمريكان واضحة، ومهمة الأمريكيين هي مساعدة العراقيين في محاربة داعش، أمَّا الأمور الأخرى فيجب أنْ نحلّها كعراقيين يجب أنْ يكون حصر السلاح ضمن إطار مؤسسات الدولة ولا يمكن أَنْ يُقرِّر كل من جانبه توجيه طائرات (الدرون) المسيرة باتجاه أربيل ويطلق الصواريخ على بلد، ويقصف الأماكن الأخرى علينا أنْ نَجِدَ حلًا إذا كانت هناك إرادة في بغداد فليس صعبًا تشخيص الجهة التي ارتكبت هذه الأعمال!

وحول خروج القوات الأمريكية من العراق أوضح فخامته أنَّ إقليم كوردستان جزء من العراق كما أنَّ سياسة إقليم كوردستان جزء من سياسة العراق وبغداد هي العمق الاستراتيجي لإقليم كوردستان كما أنَّ إقليم كوردستان لن يتخذَ قرارًا من جهةٍ واحدة جنبًا إلى جنب دولة أجنبية ومثل هكذا قرارات تُتّخذ في إطار العراق، وهناك ممثلٌ لحكومة إقليم كوردستان في الحوار الاستراتيجي بين أمريكا والحكومة العراقية.

ثم سُئلَ عن طلب البرلمان العراقي بإخراج القوات الأمريكية بعد حادثة اغتيال المهندس وسليماني؟

فقد أجاب السَّيِّد (نيجيرفان بارزاني) أن ما حَدَثَ في البرلمان العراقي أراها كانت حالة عاطفية أكثر ممَّا هي واقعية فقد كانت بعيدة عن سياسة واقعية ترى الأمور كما هي.

أمَّا رأينا فهو رأيٌّ واقعيٌّ تجاه القوات الأمريكية فأمريكا هي قوة جاءت إلى هذا البلد لتقديم المساعدة وسترحل عن هذا البلد ولابد أنْ يأتي يوم وترحل منه سواء الآن أم في المستقبل.

ولكن السؤال المهم، بلغ العراق إلى مرحلة القوة ولَمْ يَعُدْ بحاجة إلى مساعدة القوات الأجنبية؟ وهذا هو السؤال وليس غيره فليس بيننا، وبين أمريكا شيء خاصّ وليس لدينا أجندة خفيَّة معها، لكن عندما امتنعنا عن التصويت – إخراج القوات الأمريكية- لتلك المسألة كان ذلك لسبب واحد وهو أنَّنا نرى أنَّ العراق لايزال بحاجة إلى مساعدة قوات التحالف وأمريكا.

وانظروا الآن نتيجة للفراغ الأمني القائم والذي يبدأ من محافظة صلاح الدين، ويمتدُّ إلى كركوك ومن كركوك إلى الموصل فراغ كبير جدًّا نَجَمَ عن غياب التنسيق بين البيشمركة، والجيش العراقي بات داعش في تلك الممرات ينفذ عملياته إنْ لَمْ أَقُلْ بصورة يومية أو مرة في بضعة أيام وهذا يعني أنَّه ليس هناك شيء يجزم بأنَّ داعش قد انتهى في العراق أمَّا إذا انتهت داعش وتوصلنا جميعًا إلى قناعة وأنَّنا لسنا بحاجة إلى القوات الأجنبية فلا شك أنَّ إقليم كوردستان سيطبق القرار أيضًا الذي سيتخذه بغداد ،كذلك لم يُطلبْ من جانب واحد أن تبقى القوات الأمريكية في أربيل ولَنْ تفعل شيئًا كهذا وسيلتزم إقليم كوردستان بهذا الإطار الصادر عن العراق وسنلتزم بقرار العراق كدولة مهما كان القرار.

وسنتحدثُ عن الموقف الرسمي الآخر لرئيس حكومة إقليم كوردستان السَّيِّد (مسرور بارزاني) من خلال ما عرضتهُ قناة الجزيرة الفضائية ببرنامج (لقاء اليوم) في (27 نيسان 2021م)، وسُئلَ السَّيِّد (مسرور بارزاني)، عن مستقبل القوات الأمريكية في العراق والمباحثات المتعلقة بالحوار الإستراتيجي.

نعم الحوار الاستراتيجي هو بين العراق، وإقليم كوردستان، والولايات المتحدة الأمريكية ونحن لدينا وفد مشارك في هذه المباحثات الاستراتيجية الوفدان العراقي وإقليم كوردستان يؤمنُ أنَّ تهديد الإرهاب هو تهديد خطير، ولذلك العراقيون بحاجة إلى مساعدة قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وهذا أمر ضروري وهذه رؤية يشاطرها أعضاء الوفد العراقي بما في ذلك وفد إقليم كوردستان.

بغداد تريد لقوات الأمريكية الانسحاب وبما في ذلك القواعد الأمريكية في إقليم كوردستان كيف يبدو هذا التناغم بين بغداد وأربيل بخصوص وجود هذه القوات على أراضي إقليم كوردستان؟!

الاتفاق يجب أنْ يكون اتفاقًا عامًّا بين الحكومة الاتحادية العراقية ،والولايات المتحدة الأمريكية وحكومة إقليم كوردستان ولن تكون هناك سياسة منفصلة لذلك بغض النظر عمَّا يحصل فيجب أنْ يكون متفقين عليه لذلك كما قلنا هذا الحوار هو حوار الاستراتيجي بين العراق من جهة ،والولايات المتحدة الأمريكية ،وحكومة إقليم كوردستان جزء من هذا الحوار الاستراتيجي لذلك الأمر سوف يعتمد على القرار النهائي للسياسة العراقية بهذا الشأن وسيتعمد على العراق بهذا الخصوص وكوردستان لَنْ تكون لها سياسة مختلفة عمَّا تمَّ التفاوض والاتفاق عليه .

ما نوع التهديد الذي تستشعره أربيل وإقليم كوردستان من (تنظيم داعش) ومِن ثَمَّ ما الذي يبرر وجود القوات الأمريكية في الإقليم؟

نحن نؤمن بأنَّ خطر تنظيم داعش ليس خطرًا على إقليم كوردستان فحسب بل على العراق والشرق الأوسط والعالم بأسره، فتنظيم داعش لمَ ْيُهزمْ هزيمة نكراء والأيدلوجية لا تزال نشطة ولا يزالون يستقدمون المقاتلين ومؤخرًا شنَّوا هجمات إرهابية في العراق وسوريا كذلك يحصلون على (150) مليون دولار سنوياً؛ ولهذا التنظيم نشط ولديه الكثير من الأعضاء، وهذا التهديد يجب احتواؤه ومن دون قوات التحالف لا أعتقدُ أنَّ قوات الأمن في المنطقة جاهزة لمواجهة هذه التحديات دفعة واحدة.

وسُئل السَّيِّد (مسرور بارزاني ) عن المشهد الأمني في إقليم كوردستان من خلال إحباط محاولة إرهابية للتنظيم بين دولته نحن نعيش في منطقة محاطة بهذه المشكلات والتحديات الأمنية والعقبات ،لكن كما تعرفون أنَّ إقليم كوردستان هو الإقليم الأكثر أمانًا في هذه المنطقة وأصبحت واحة للاستقرار وكثير من الناس يفرون من مناطقهم ومن مناطق مختلفة أخرى بسبب العنف ويأتون إلى إقليم كوردستان ويلجأون إلينا بسبب وجود الأمن ،ونسبيًا كوردستان آمنة لكن هذا لا يعني أنَّ التهديدات والتحديات غائبة من قبل هذه المجموعات الإرهابية ومؤخرًا كان هناك اعتقال لخلية تنتمي لتنظيم داعش من قبل قوى الأمن وكانت تُخطط لشن هجوم على إقليم كوردستان العراق بالقنابل ،ثم اُعتقال أفراد هذه الخلية ولا ينبغي التقليل من شأن الإرهاب في العراق وفي إقليم كوردستان وأنا فخور جدًّا بقوى الأمن التي اعتقلت هذه الخلية قبل أنْ يقوم أفرادها بشنِّ الهجوم .

هل هذه الهجمات فيها رسائل مباشرة لانسحاب القوات الأمريكية من كوردستان؟

ربَّما هذه هي إحدى المحاولات وهذا هو الغرض لكن هذا خطأ وكما تعلمون أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة قوية، وقد ساعدت العراق وشعبه للتخلص من النظام الدكتاتوري وساعدتنا في حربنا ضد تنظيم داعش والولايات المتحدة الأمريكية موجودة بدعوة من قبل الحكومة العراقية، لكن السؤال الآتي هو مَنْ هؤلاء الجماعات وماذا يمثلون؟

الحكومة العراقية تتفاوض مع القوات الأمريكية وقوات التحالف ووجودها الدبلوماسي لذلك تلك الجماعات تعمل خارج الحكومة العراقية وسياساتها؛ لذلك لا يمكن أن تمثل تلك الجماعة رأي العراقيين وطرد القوات من خلال ترويع القوات الأمريكية من قبل الجماعات الإرهابية لا يجدي نفعا لأن الأمر سوف يتدهور وهذا الأمر لن يساعد الشعب العراقي ولَنْ يساعد على تعزز العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ويجب التصدّي له على نحو مناسب من خلال الحكومة الفيدرالية العراقية.

ما الذي يمكن أن تقوم به حكومة إقليم كوردستان لوقف هذه التهديدات من قبل المجموعات المسلحة المحسوبة على الحشد الشعبي؟

قلنا سابقًا بأنَّ هناك فراغًا أمنيًّا في عموم البلاد، وفي (المناطق المسمّى بالمتنازعة عليها) هذه الهجمات تستهدفُ تلك المناطق أو يُخطَّط لها من تلك المناطق ولكي نملي الفراغ في تلك وسدّ الهُوَّة، فقد اقترحنا على الحكومة الاتحادية ولرئيس الحكومة العراقية يجب أنْ تكون هناك قوّة مشتركة للسيطرة على تلك المناطق لقطع الطريق أمام تنظيم داعش من الدخول فيها أو أية مجموعة أخرى تُفكّر في استخدام تلك المناطق لإطلاق تلك الهجمات.

العمليات المشتركة ستكون أمرًا أساسيًا، وعاملًا لتحسين الأمن في المنطقة وسيعزز من أمن إقليم كوردستان.

هناك الكثير من المجموعات تحت مظلة الحشد الشعبي ولا يمكنُ أنْ نتهم المؤسسة برمتها، فهناك مجموعات منبوذة منشقة ليست جزءًا من الحكومة العراقية وهي لا تصغي إلى الحكومة الاتحادية، وتتحدّى السلطة؛ لذلك يجب السيطرة عليهم من قبل الدولة.

وتلك الهجمات تحاول دق الأسفين بين أربيل وبغداد والعراق والأسرة الدولية بغض النظر عن الجهات التي تقف وراء تلك الهجمات، فإنَّ هذا الأمر لا يخدم مصلحة الشعب العراقي ويجب التصدي لهم من خلال الحكومة الاتحادية، ونحن في إقليم كوردستان سنمدُّ يد العون إلى الحكومة الاتحادية لكي نُقلِّل من هذه التحديات والتهديدات.

مرور ستة أشهر على اتفاقية شنكال (سنجار) بين بغداد، وأربيل ولم تطبق حتى الآن ما السبب؟

إنَّ الاتفاق كان اتفاقًا جيدًّا بين بغداد وأربيل وربَّما خطوة أساسية لحلِّ القضايا القائمة، لكن لسوء الحظ لَمْ تُطبَّق الاتفاقية؛ لأنَّ بعض القوات المحلية تحدت سلطة الحكومة الاتحادية، ووجود قوات حزب العمال الكوردستاني (PKK) وهو تحدٍ آخر يضعان العصا في الدولاب، ولا زلنا ننتظر الحكومة الاتحادية أنْ تفي بالتزاماتها لتطبق هذا الاتفاق، ونراه اتفاقًا مهمًا للغاية ليس لحل المشكلات بين بغداد وأربيل فحسب؛ بل لإحلال الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.

وتأسيسًا على ما تقدَّم تبيّن موقف حكومة إقليم كوردستان من مسألة إخراج القوات الأمريكية من العراق، وإقليم كوردستان وهو أنَّ العراق وإقليم كوردستان لا يزالان محتاجين لدعم قوات التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومتى ما أصبح العراق جاهزًا لمواجهة الإرهابيين فحينذاك لا يكون رأينا مختلفًا عن الحكومة العراقية الاتحادية، والعراق وإقليم كوردستان بحاجة إلى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فهذا هو رأي وموقف إقليم كوردستان من بقاء القوات الأمريكية.

والجماعات الموالية التي تقوم بالعمليات الإرهابية التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي، وترى أنَّ هذا يدخل في باب الجهاد فَهُم واهمون جدًّا فتلك القوات موجودة بدعوة من الحكومة العراقية وجاءت من أجل تقديم المساعدة وسترحل في يوم ما.

وأختم كلامي بحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا).

وهذه العمليات الإرهابية التي تحدث في العراق وإقليم كوردستان وتستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي ليست جهادا بل هي عبارة عن فساد وإفساد في الأرض وتخريب وتشويه، فإنَّ هؤلاء الأجانب مستأمنون في العراق وكوردستان ولم يدخلوها إلا بإذن الحكومتين فهناك اتفاقية بين الطرفين فلا يجوز الاعتداء عليهم، لا بالضرب ولا بالنهب، فضلًا عن عمليات القتل فدماؤهم وأموالهم معصومة.








كوردستان24
Top