احتفل الإيزيديون يوم أمس، الخميس بـ "عيد خدر لياس"، وهي من الأعياد التي يشترك فيها الكورد الايزيديين مع أبناء الديانات الأخرى كالمسلمين الشيعة خاصة في منطقة تلعفر التي تجاور منطقة شنگال ذات الغالبية الايزيدية.



ويعتبر العيد بمثابة احتفاء الناس بقدوم شخصية دينية مقدسة وهي "الشيخ خدر ألياس" وتجوالها ليلا بين الناس لنشر وتعميم الخير على الناس.



يشترك غالبية الكورد في تقديس هذه الشخصية حيث يسمى في عموم أجزاء كوردستان تقريبا "خدري زينده".



وهناك مراسيم الخاصة عند الكورد الايزيديين خلال ايام الصوم التي تسبق العيد وكذلك يوم العيد حيث يتم التحضيرات للعيد بجمع 40 نوعاً من خيرات الطبيعية بمختلف أنواعها كالبرغل والحمص والعدس وبذر عباد الشمس و الزعتر وغيرها ثم يتم طحنها مع تلاوة التراتيل الدينية، ثم يضعونها في المكان الأكثر إنارة وطهارة في ليلة الخميس لأنه بحسب المعتقدات الإيزيدية فإن "الشيخ خدر إلياس" يأتي في تلك الليلة ليترك بصمته النورانية على هذه الخيرات.



وقالت، منيفة شمو، لراديو ووكالة أنباء پيامنير، ان هذا العيد "له قدسية كبيرة عند الايزيدين كما لدى الشيعة كذلك وخاصة التركمان يحتفلون بهذا العيد وليس الايزيدين فقط".. وأضافت "حيث نصوم ثلاثة ايام ثم يأتي العيد في اليوم الرابع وخاصة العوائل التي يحمل أحد أعضائها اسمي "خدر او الياس" فيجب عليها الصوم جميعا".

كما أشارت "نحضر الحنطة ونقليه في صاج ونسميه (قلاندوك خدر لياس) ونضعه في المساء على صحن ونتركه للصباح حيث اذ وجدنا في الصينية اشارة على قلاندوك يكون خدر الياس قد زار العائلة في تلك الليلة وبذلك يزداد الخير والبركة في البيت".



ويقول، حسين مراد، من شنگال، ان "عيد خدر لياس عيد للفلاحين لانه في بداية العمل والزرع والفلاحة ومراسيمه تبدأ بالحنطة والزعتر وعباد الشمس وغيرها وهذا كله يكون من حصاد وخيرات الارض".. وأضاف "ولكون الديانة الايزيدية ديانة طبيعية فهي لكل ظاهرة طبيعية لها الهة معينة متل الشمس والقمر والماء والتراب والناروالخضار وغيرها ونحن نحتفل بهذا اليوم اي عيد خدر لياس تكريما للطبيعة وندعو الله أن تكون سنة خير وبركة".



وقال، فادی خلف، من شنگال، انه "احتفلنا اليوم(الخميس) بعيد خدر ألياس تكريما للطبيعة والفلاحة حيث لكل ظاهرة طبيعية قدسيتها لدى الايزيدين، نتمنى الخير للجميع ونطلب من الله ان تكون سنة خير وعطاء للجميع".



كما قالت، حسنة مارو، ان "عيد خدر الياس من اجمل الاعياد لدى الايزيدية حيث نحتفل بالحنطة والحمص والزعتر وغيرها احتفاء ببداية الزراعة والفلاحة ونطلب من الله ان يكون الموسم المقبل، موسما للخير وازرع الوافر لجميع الفلاحين وأن تكون السنة المقبلة سنة رغد وسلام ووئام"