• Saturday, 18 May 2024
logo

العراق يستبق "انتقام" القاعدة باعتقالات لمسؤولين بارزين فيها

العراق يستبق
يبدو أن الاستنفار الأمني الذي شهدته محافظات عراقية عدة وبخاصة في بغداد والموصل وصلاح الدين إشارة تسبق "الانتقام" الذي يعتقد أن تنظيم القاعدة يهيئ له في العراق على خلفية مقتل زعيمه اسامة بن لادن في باكستان الاثنين الماضي.

ويحذر مسؤولون عراقيون من هجمات "انتقامية" وهي تحذيرات جعلت القوات الأمنية العراقية مستنفرة في اغلب المحافظات، بينما لم تظهر بوادر على تنظيم احتجاجات وردود أفعال في شوارع الدول الإسلامية بما في ذلك باكستان، احتجاجا على مقتل بن لادن.

لكن بعض المحللين اعتبر أن مقتل بن لادن قد لا يكون له أي تأثير يذكر على تنظيم القاعدة في العراق لأنه تلقى ضربات قوية من ضمنها قتل زعيمه أبو عمر البغدادي العام الماضي قرب تكريت.

وقتل بن لادن المولود في السعودية في تبادل لإطلاق النار مع قوات أميركية في منطقة قريبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد فجر يوم الاثنين، لتنتهي بذلك ملاحقة بدأت قبل قرابة عشر سنوات لزعيم الشبكة الإسلامية المتشددة التي دبرت هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001.

وتحاول القوات الأمنية العراقية استعراض عضلاتها ببطء من خلال تنفيذ عمليات أمنية نوعية لمواقع تابعة للقاعدة في عدد من المدن.

وتأتي هذه مع بدء العد العكسي لموعد انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الجاري، في مسعى تريد من خلاله القوات العراقية إثبات جدارتها في تولي الملف الأمني، وسط تشكيك عسكريين في جاهزيتها.

وأعلنت الشرطة العراقية في صلاح الدين مساء عن اعتقال سبعة من عناصر تنظيم القاعدة بينهم الممول المالي في عملية أمنية شمال تكريت.

وقال الرائد محمد سامي من شرطة صلاح الدين لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "قوات الشرطة والجيش شنت حملة دهم تم خلالها اعتقال سبعة من عناصر القاعدة بينهم الممول المالية للتنظيم ويدعى أبو حذيفة".

ولفت إلى أن عملية الاعتقال تمت في قضاء الشرقاط شمال تكريت.

وأضاف سامي أن "العملية كانت استباقية وجرت من خلال معلومات استخبارية دقيقة".

وتشهد تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين هجمات مسلحة بين حين وآخر، أشدها الهجوم على مجلس محافظة صلاح الدين قبل أكثر من شهر والذي راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح.

وأعلن تنظيم "دولة العراق الإسلامية" بعد الحادث بأيام مسؤوليته عن الهجوم، وقال في بيان له إن خمسة أشخاص نفذوا الهجوم، لكنه اصدر بيانا آخر قال فيه إن العملية نفذها شخصان.

وتشير تقارير عسكرية أميركية وعراقية، إلى أن التنظيم المتشدد بدأ يفقد قوته، وبخاصة بعد مقتل زعيمي التنظيم، أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، في عملية عسكرية مشتركة نفذت العام الماضي، في منطقة الثرثار جنوب غرب مدينة تكريت (160 كم شمال غرب بغداد).

وبحسب مسؤولين عراقيين فإن تنظيم القاعدة تحول إلى "عصابات" تمول عملياتها من خلال سرقات المصارف في العراق.

وتنظيم القاعدة، له أجنحة منتشرة في عدد من دول المنطقة، ومنها العراق، ويعد تنظيما متشددا، وتأسس في ثمانينيات القرن الماضي، وينتهج "الجهاد" الدولي ضد الغرب و"المتعاملين" معه.

وفي وقت سابق من السبت، أعلن الجيش العراقي في نينوى عن مقتل "والي الموصل" في تنظيم "دولة العراق الإسلامية" التابع للقاعدة في عملية أمنية غربي مدينة الموصل الواقعة على بعد 400 كم شمال العاصمة العراقية بغداد.

ويعد تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الذراع اليمنى لتنظيم القاعدة في العراق، وهو مسؤول عن الكثير من الهجمات الدامية آخرها الهجوم على مجلس صلاح الدين الذي أوقع عددا من القتلى والجرحى.

ولا تزال الموصل وأجزاء متفرقة من العراق تشهد هجمات مسلحة، فيما تقول السلطات الأمنية العراقية إنها اعتقلت وقتلت عددا من "وزراء" التنظيم أبرزهم وزير الحرب ووزير النفط ووزير المالية.

وتعرف الموصل على أنها بؤرة التوتر الأمني في العراق طيلة السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003.

وتزايدت الهجمات التي تستهدف الجيش والشرطة العراقيين بينما يستعدان لتولي المسؤولية الكاملة للأمن قبل انسحاب جميع أفراد القوات الأميركية في 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

وبرغم محاولة القوات العراقية تضييق الخناق، إلا أن التنظيم المتشدد يشن هجمات بالأسلحة والسيارات الملغمة بين حين وآخر، وتبنى الكثير من الاغتيالات التي طالت ضباطا ومسؤولين وبخاصة في بغداد.

ولم يتمكن الفائزون في الانتخابات من الاتفاق على تسمية مرشحي وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني مما فتح الباب على الجماعات المسلحة لتنفيذ عملياتهم في العراق.

وشهدت الحلة (100 كم جنوب بغداد) تفجيرا بسيارة ملغومة يوم الخميس استهدفت مركزا للشرطة مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، أعقبه في اليوم التالي انفجار مماثل في الموقع ذاته.
Top