السيناتور ماكين والوفد المرافق له: سيكون لبارزاني دور في جميع تفهمات تطبيع الأوضاع بالعراق
ويبدو أن ماكين وصحبه أرادوا معاينة أوضاع المدينة على أرض الواقع، ولكنهم ذهلوا من استقرار الوضع و«برضا المواطنين عن قادة المدينة خصوصا محافظها الذي قدم إنجازات كثيرة لتطويرها وتجميلها لتكون عاصمة تضاهي عواصم الدول الأخرى»، حسب تعبير أصحاب تلك المحلات.
وبحسب مدير إعلام المحافظة، الذي رافق الوفد الأميركي، فإن «أعضاء الوفد بعد لقائهم بارزاني وصالح طلبوا من محافظ أربيل أن يرافقهم في جولة بالمدينة وفعلا رافقهم المحافظ وأخذهم إلى سوق القيصرية التراثي القديم وهو أقدم أسواق المدينة والتقى الوفد هناك بباعة الجبن المشهورين بالسوق وزاروا سوق النجارين وشاهدوا الأعمال الحرفية الفولكلورية من مهود الأطفال الخشبية وأدوات الفلاحة وغيرها، وتجاذبوا مع أصحاب المحلات أطراف الحديث، حيث أشاد هؤلاء بمحافظ المدينة وجهوده المضنية والمتواصلة لخدمة أبنائها».
ثم رافقهم المحافظ إلى متنزه المدينة الذي أنشئ حديثا، وشرح لهم كيف أن ذلك الموقع كان في السابق مجموعة من الدكاكين القديمة الغارقة في المستنقعات الآسنة بفصل الشتاء، والذي «تحول بفضل دعم ميزانية تنمية الأقاليم العراقية إلى بارك حديث يؤمه المئات من أبناء المدينة يوميا للتمتع بنافوراته والجلوس على عشب الحديقة لتمضية أوقات العصر فيها».
وأضاف همزة حامد «بعد ذلك صعد الوفد برفقة المحافظ إلى القلعة التاريخية للمدينة، التي يعود تاريخها إلى ثمانية آلاف سنة وشهدت العديد من الأحداث التاريخية، منها جعلها مركزا لعبادة الآلهة عشتار في العصر القديم، ثم تحولها إلى مركز للحكم الأتابكي، وكذلك مقاومة أهلها لهجوم جيش هولاكو ورجوعه خائبا إلى بغداد، وشرح لهم المحافظ تاريخ القلعة وجهود منظمة اليونيسكو لتحويلها إلى معلم سياحي»، وتابع أن «الوفد زار معرض الأنتيكات بالقلعة وأعربوا عن إعجابهم بمعروضاتها التراثية والفولكلورية التي تعبر عن الثقافة الكوردية، وبعد ذلك دعاهم المحافظ إلى وليمة كوردية بفندق روتانا الذي يعد من أرقى فنادق المدينة».
وقال حامد «إن الوفد خرج بانطباع جيد عن الوضع الآمن والمستقر بالمدينة، خصوصا عند سماعهم لإشادة جميع أصحاب المحلات بقيادة الإقليم وجهودها في حفظ أمن واستقرار كوردستان». وكان السيناتور جون ماكين ولينزي غراهام وأعضاء في الخارجية الأميركية قد التقوا برئيس الإقليم مسعود بارزاني، الذي أكد للوفد أنه سيبذل جميع جهوده من أجل تقريب القوى السياسية العراقية إثر الأزمة التي شهدتها علاقات الكتل الكبيرة بالعراق، مشيرا إلى أنه تلقى تأكيدات من جميع الكتل السياسية بالالتزام بالاتفاقات التي وقعتها، مؤكدا أنه سيواصل جهوده في المرحلة القادمة لجمع الأطراف السياسية مرة أخرى حول طاولة الحوار لحل مشاكل العراق.
من جهتهم أكد أعضاء الوفد عن تقديرهم لدور بارزاني ومبادرته بجمع الكتل والقوى السياسية في أربيل والذي تمخض عن تشكيل الحكومة العراقية بعد الأزمة السياسية التي عصفت بالعراق، مؤكدين أن بارزاني سيكون له «دور في جميع التفاهمات لتطبيع أوضاع العراق» حسب المصادر الكوردية.
وأشاد الوفد بجهود القوات المشتركة (الجيش الأميركي والبيشمركة والجيش العراقي) في دعم وحماية الأوضاع الأمنية بالمناطق المتنازع عليها. ومن المقرر أن يتوجه الوفد الأميركي بعد ذلك إلى بغداد للقاء القادة العراقيين وبحث انسحاب القوات الأميركية من العراق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.