• Saturday, 18 May 2024
logo

أوباما يواجه أسبوعا حاسما بشأن سياسة الشرق الأوسط

أوباما يواجه أسبوعا حاسما بشأن سياسة الشرق الأوسط
تشكل محاولة الرئيس الامريكي باراك اوباما هذا الاسبوع إعادة الاتصال بالعالم العربي بعد مقتل أسامة بن لادن تحديا شاقا عقدته استجابة امريكية متفاوتة لانتفاضات المنطقة وفشله في دفع عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وسيلقي أوباما يوم الخميس كلمة طال انتظارها عن "الربيع العربي" وهي محور اسبوع حاسم من دبلوماسية الشرق الاوسط سيشمل ايضا محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويهدف اوباما من خلال طرح رؤيته الخاصة "باعادة ضبط" العلاقات مع المنطقة الى مواجهة انتقادات له بالبطء وعدم الاتساق في التعامل مع موجة لم يسبق لها مثيل من الانتفاضات الشعبية التي قلبت عقودا من الدبلوماسية الامريكية في الشرق الاوسط.

لكن حتى مع محاولته التواصل مع جمهور عربي أوسع من المرجح ان يخيب أوباما امل الكثيرين الذين ينتظرون مقترحات امريكية جديدة لكسر الجمود بين اسرائيل والفلسطينيين واعادتهم الى المفاوضات.

وادت الاشتباكات التي وقعت يوم الاحد على حدود اسرائيل مع سوريا ولبنان وغزة وقتلت خلالها القوات الاسرائيلية ما لا يقل عن 13 محتجا فلسطينيا الى تسليط الضوء على عمق الغضب العربي من الصراع الممتد منذ عقود والذي لا يزال شاغلا رئيسيا في المنطقة.

وعلى عكس كلمة اوباما في القاهرة عام 2009 التي سعى من خلالها الى الفوز بقلوب وعقول المسلمين في انحاء العالم بعد سنوات من التباعد في عهد سلفه جورج بوش يصر البيت الابيض على ان خطاب الخميس في وزارة الخارجية سيركز على المناطق الملتهبة الجديدة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ويقول معاونو اوباما انه بعد اقل من ثلاثة اسابيع على قيام قوات خاصة تابعة للبحرية الامريكية بقتل بن لادن في باكستان سيحاول الرئيس الامريكي ان يربط الاحداث في العالم العربي معا ويضع رحيل زعيم القاعدة في اطار التحول السياسي للمنطقة.

لكن من المستبعد -وفقا لمعاوني اوباما- ان يستغل الفرصة في توضيح استراتيجية جامعة تحل محل نهج التعامل مع كل حالة بمفردها الذي اتبعه بشأن الاضطرابات التي تجتاح حلفاء للولايات المتحدة مثل مصر واليمن وخصوم مثل ليبيا وسوريا.

وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى مشيرا الى صعود الاسلاميين الى السلطة كأكبر مخاوف واشنطن "تحيط بالربيع العربي شكوك كبيرة.

"لذلك هم يريدون تجنب النماذج الجاهزة التي توافق الجميع."

وحتى قبل غارة بن لادن كان معاونو اوباما يعدون بيانا بشأن الاستجابة الامريكية لاضطرابات الشرق الاوسط وكانوا يتحينون الوقت المناسب لطرحها.

وسيحاول اوباما الذي ارتفعت شعبيته في الداخل والخارج بعد الغارة على مقر بن لادن اقناع العرب برفض التشدد الاسلامي للقاعدة وتبني التغير الديمقراطي.

وأشار معاونون الى ان خطاب اوباما قد يحمل تحذيرا مستترا لايران - التي قال انه لا يمكن السماح لها بتطوير اسلحة نووية- بالنظر الى أنه زعيم تطابق افعاله اقواله.

لكن سيظل ضغط اوباما من اجل الاصلاح الديمقراطي تخففه رغبة في الحفاظ على الشراكات القديمة مع انظمة عربية للحكم المطلق مثل السعودية التي تعتبر حاسمة بالسبة لقتال القاعدة واحتواء ايران وضمان امدادات النفط.

وربما لن يرضى منتقدو اوباما.

وقال اليوت ابرامز الباحث الكبير بمجلس العلاقات الخارجية والنائب السابق لمستشار بوش للامن القومي "لا اعتقد انك تستطيع تفادي انتقاد سياسة خاصة بالشرق الاوسط تنتقي الخيارات السهلة."

ويتهم معارضو اوباما السياسيون الرئيس الامريكي بالتصرف بدرجة من الجبن في ليبيا يتعذر معها كسر الجمود بين قوات معمر القذافي والمعارضة المسلحة التي تحاول الاطاحة به وبافتقاره الى الشدة اللازمة في التعامل مع حلفاء مستبدين في اليمن والبحرين.

كما تتعرض الادارة لضغط للقيام بتحرك اشد ضد الرئيس السوري بشار الاسد بخصوص العملية العنيفة التي تشنها الحكومة ضد الاحتجاجات المناصرة للديمقراطية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "من الواضح انه وضع مائع جدا وان كل دولة مختلفة عن الاخرى."

وكان مستشارو اوباما قد فكروا مليا في استغلال خطاب الخميس لتقديم صيغة جديدة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

لكن ذلك توقف بعد اتفاق للمصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وهو اتفاق وصفه نتنياهو يوم الاثنين بأنه عائق امام السلام. كما سلطت استقالة مبعوث اوباما للشرق الاوسط الاسبوع الماضي جورج ميتشل مزيدا من الضوء على فرص السلام المتعثرة.

ورفع اوباما سقف التوقعات العربية بشأن دور امريكي اكثر نشاطا وتوازنا عندما تولى السلطة لكن الاجواء توترت عندما تراجع عن مواجهة اسرائيل بشأن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. كما اثار عدم وفائه بتعهده اغلاق معتقل جوانتانامو انتقاد المسلمين.

وفي حين من المتوقع ان يعيد اوباما الالتزام بصورة عامة بالسعي الى التوصل للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في خطابه وخلال محادثاته مع نتنياهو يوم الجمعة لا توجد خطط للحصول على تنازلات اسرائيلية كبرى في الوقت الراهن.

ومن شأن الضغط على نتنياهو ان يثير نفور قاعدة تأييد اسرائيل بين المواطنين الامريكيين وفي الكونجرس بينما يسعى اوباما للفوز بفترة جديدة في 2012. والعلاقات بين اوباما ونتنياهو متوترة بالفعل وكلاهما يريد تنقية الاجواء.

وقال البيت الابيض ان اوياما سيوجه خطابا امام لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل يوم الاحد سيشدد خلاله على "الرباط الوثيق" بين اسرائيل والولايات المتحدة. وسيعطي ذلك اوباما فرصة لاجهاض كلمة نتنياهو امام الكونجرس بعد ذلك بيومين.

وقال العاهل الاردني الذي من المتوقع ان يعرب عن احباط العرب من جهود السلام الامريكية عندما يلتقي بأوباما يوم الثلاثاء في واشنطن ان عملية السلام هي "القضية الاساسية" في المنطقة.

ومع تزايد تقبل العرب لحدود ما يمكنهم توقعه من اوباما يشكك محللون في الشرق الاوسط فيما اذا كثيرون سيبدون اهتماما شديدا بما سيقوله اوباما يوم الخميس.

وكان البيت الابيض حذر بالفعل من تصور ان الخطاب -الذي وصفته بعض وسائل الاعلام الامريكية بأنه (القاهرة 2)- لن يكون على نفس مستوى الخطاب الذي استقبل بحماس في العاصمة المصرية قبل نحو عامين.

وقال معين رباني محلل الشرق الاوسط المستقل المقيم في عمان "الناس في المنطقة الذين وضعوا املا كبيرا في اوباما ولغته حررتهم من الوهم سياساته الحقيقية. ربما لا يكونون مهتمين بالاستماع بالمزيد (من الكلام والوعود)."
Top