جاءت ردود الفعل فيما يتعلق بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، متباينة ومتفاوتة حيث عبر نشطاء سوريون معارضون عن خيبة أملهم تجاهه في حين لم تتفاوت كثيراً ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية وجاءت الانتقادات من الجانبين، مع تحفظ في الرأي الرسمي في إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك كان الرأي في البحرين.

وطرح الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال خطابه أول امس، رؤيته للشرق الاوسط في أعقاب التطورات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها المنطقة مثل مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ومواقف الادارة الاميركية من الاحداث التي تشهدها دول مثل ليبيا وسورية واليمن والبحرين والتغيير الذي شهدته كل من مصر وتونس وملف السلام في الشرق الاوسط والملف الايراني.

وحول سوريا، قال أوباما إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يقود الإصلاح والتحول في بلاده أو يتنحى عن السلطة، مشيراً إلى أن دمشق تحذو حذو إيران وتسعى إلى نيل دعمها في أساليبها القمعية في مواجهة المظاهرات.

وعبر بعض النشطاء السوريون، حسب ما أورده الموقع الالكتروني لهيئة التلفزة الاميركية (CNN)، عن خيبة أملهم تجاه الخطاب، وقال سوريون معارضون "نحن السوريون بدأنا لوحدنا وإذا كنتم خائفون من التصرف، فإنه يمكننا معالجة الأمر لوحدنا."

وأشاد أوباما بالشعب السوري وقال إنه عبر عن شجاعته بالمطالبة بالتغيير، غير أنه شدد على أن على "الحكومة السورية أن تتوقف عن إطلاق النار والاعتقالات العشوائية."

وسبق أوباما خطابه بتوقيع قرار يفرض بموجبه عقوبات على الرئيس الأسد وستة من المسؤولين السوريين تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولايات المتحدة وحظر التعامل التجاري معهم داخلها.

وفي إسرائيل، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بياناً، جاء فيه أن إسرائيل و"مع تقديرها لالتزام أوباما بالسلام، فإنها تعتقد أن سلاماً دائماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإنه إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة لا يمكن أن يكون على حساب قابلية العيش مع دولة إسرائيلية واحدة قابلة للحياة.

ونقل البيان عن نتنياهو قوله أنه يتوقع من الرئيس الأميركي تأكيد الضمانات الأميركية لإسرائيل عام 2004 بعدم مطالبة إسرائيل بالانسحاب الى حدود عام 1967، والذي جاء في رسالة ضمانات من إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، وهي الضمانات التي كانت قد قالت وزيرة الخارجية الأميركية في وقت سابق إنها لا تعترف بهذه الرسالة.

وقال اوباما حول الملف الفلسطيني ان الوضع الحالي غير قابل للاستمرار ولايخدم مصلحة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي داعيا الطرفين الى المبادرة لتحقيق السلام الذي لا يمكن فرضه عليهما من قبل اي كان.

واوضح ان السلام يجب ان يكون على اساس دولتين لشعبين تعيشان جنبا الى جنب، دولة فلسطينية قابلة للحياة ودولة اسرائيل على اساس حدود 1967 مع امكانية تبادل للاراضي باتفاق الطرفين.

من ناحيته، قرر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، دعوة القيادة الفلسطينية لاجتماع طارئ بأسرع وقت ممكن، لبحث خطاب أوباما والتشاور مع العرب في هذا الخصوص، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

ونقلت عن صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قوله خلال مؤتمر صحفي في رام الله، ان "الرئيس محمود عباس يؤكد تقديره للحرص الذي أبداه الرئيس الأميركي على حق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بحرية وكرامة، وضمان حرية العبادة، مؤكدا أنه ما من شعب بحاجة لمثل هذه القضايا مثل الشعب الفلسطيني الذي يتطلع ويسعى للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي."

من ناحيتها، ردت حركة حماس على خطاب أوباما من خلال الناطق باسمها، سامي أبوزهري ، وقال إن خطاب أوباما بشأن الدولة الفلسطينية يخلو من أي مضمون جوهري ونحن نرفض انتقاد المصالحة، وحماس لن تعترف بالاحتلال الإسرائيلي.

ورأى الثوار الليبيون إن الخطاب كان "جيداً بما فيه الكفاية."

وكان أوباما قد قال في خطابه إن الزعيم الليبي معمر القذافي "سيرحل في النهاية والوقت ليس في صالحه."

أما المعارضة اليمنية فدعت أوباما إلى توجيه دعوة صريحة للرئيس اليمني بالتنحي بذات الطريقة التي دعا فيها الرءيس المصري السابق، مبارك، وفقاً لأحد قادة الشباب المعارضين.

ودعا باراك أوباما خلال خطابه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى تنفيذ وعده بانتقال السلطة.

وفي البحرين، دعمت المعارضة خطاب أوباما، في حين تحفظت "الموالاة" عليه، فقد قال الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي، الدكتور حسن مدن، لـCNN بالعربية، إن إشارة أوباما إلى الحوار في البحرين هو مخرج حقيقي للازمة في هذا البلد وكانت إشارة في مكانها وفي الاتجاه الصحيح .

وأكد اوباما على "التزام الولايات المتحدة الأميركية بأمن البحرين وإيران سعت إلى استغلال الوضع هناك"، داعياً "إلى إجراء حوار حقيقي بين السلطة في البحرين والمعارضة."

وتطرق أوباما خلال خطابه الى الأوضاع في تونس ومصر، قائلاً ان "زعيمين في المنطقة قد تنحيا" في اشارة الى الرئيس المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي وزعماء آخرين قد يلحقون بهم.

واضاف ان حكومته ستساعد البلدين على استعادة الاموال التي تم نهبها خلال حكمي الزعيمين المخلوعين.

وبدأ الرئيس الأميركي خطابه بالدفاع عن قتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، وقال إن أجندته تقوم على القتل والتدمير، وقال إن الولايات المتحدة تعزز بانتشار روح التعاون بين الأديان مشدداً على أن التعاون بينها هو الحل.

وقال أوباما إن العالم شهد تغييراً استثنائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، مشيراً إلى أن الشعوب نهضت لتطالب بحقوقها الأساسية، وقال إن مستقبل بلاده مرتبط بشكل وثيق بمستقبل الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن قصة تقرير المصير في المنطقة بدأت مع الشاب التونسي، محمد البوعزيزي.

وأكد إن ما حدث ينبغي ألا يكون مفاجئاً فالدول العربية نالت استقلالها لكن الشعوب العربية لم تنل حقوقها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تدفع شعوب العربية للخروج والشوارع والتحرك، وقال "صرخات الكرامة الإنسانية يتردد صداها بالمنطقة."

وأضاف الرئيس الأميركي إن الشعوب تريد الحل خلال أسابيع، لكنه قال محذراً إن الأمر قد يستغرق سنوات حتى يكتمل، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل التزامها تجاه أصدقائها وشركائها، وأضاف موضحاً أن "مصالح أمريكا ليست خطرا على آمال شعوب المنطقة."

واشار إلى أن هناك انقسام كبير بين الولايات المتحدة والعالم العربي، وهو أمر يحتاج إلى تصويب، لكنه قال إن الوضع الراهن ليس دائما وأن الولايات المتحدة ترحب بتقرير الشعوب لمصيرها.