• Saturday, 18 May 2024
logo

مظاهرات المناطق الكوردية في سوريا.. تحت شعار «لا حوار مع مرتكبي المجازر الجماعية

مظاهرات المناطق الكوردية في سوريا.. تحت شعار «لا حوار مع مرتكبي المجازر الجماعية
رحبت أوساط كوردية سورية بالموقف الأميركي الجديد تجاه النظام السوري على الرغم من قولها «إنه جاء متأخرا، مؤكدة أن الحوار مع النظام الحالي لم يعد مجديا، وأنه لا بد من التغيير الذي يريده الشعب».

وقالت عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل الكوردي السوري، هرفين أوسي التي نقلت صورة ما حدث يوم أمس في المدن الكوردية في اتصال مع صحيفة «الشرق الأوسط»، إن «مظاهرات عارمة نظمها الشباب الكوردي بالتنسيق مع شباب سوريا في بقية المدن مثل حمص واللاذقية والشام تحت شعار (جمعة آزادي) التي تعني الحرية، في وقفة تضامنية بين مختلف المكونات السورية للتعبير عن احتجاجاتهم المستمرة ضد النظام الحالي، ردد خلالها المتظاهرون شعارات تختلف عما سبق طرحها، حيث أشارت تلك الشعارات إلى أنه (لا حوار مع الدبابة، ولا حوار مع مرتكبي المجازر الجماعية)».

وكانت السلطات الأمنية قد حضرت نفسها منذ يومين للتدخل في قمع المظاهرات، وكان الحضور الأمني أمس، مكثفا جدا على غير العادة، لكن لم تحدث أي صدامات بين المتظاهرين وأجهزة الأمن السورية التي طوقت المظاهرات الكوردية التي عمت معظم المناطق الكوردية مثل القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وكوباني وغيرها.

وأشارت أوسي إلى أن «النظام السوري فقد مصداقيته تماما.. والمظاهرات التي خرجت (أمس) بينت عدم احترام السلطات الأمنية حتى لقرارات الرئيس الذي أطلقها قبل أيام بوقف عمليات القتل ضد المتظاهرين.. لكن ما يحدث الآن هو وقوع قتلى في معظم المناطق التي شهدت المظاهرات بعد صدور تلك القرارات». وأضافت «هذا بحد ذاته دليل على عدم احترام الأجهزة الأمنية حتى لقرارات رئيس النظام، مما يؤكد لنا أن هذا النظام قائم أساسا على القمع والقتل، وأن الدولة ذات طابع قمعي، ولذلك لا يمكن التفاهم معه على إجراء الإصلاحات أو إرغامه على تغيير سلوكياته وتحقيق الحريات السياسية لأبناء شعبه».

ونوهت هرفين أوسي، التي هي بالأساس ناشطة حقوقية تعمل في اللجنة الكوردية المعنية بحماية حقوق الإنسان في سوريا، إلى «أن النظام السوري يقمع حتى العاملين في أجهزته، وخصوصا من الأكراد السوريين، فمنذ سنتين ولحد الآن هناك عشرات القتلى من الشباب الكوردي المجندين بالجيش السوري أعيدت جثثهم داخل التوابيت إلى المناطق الكوردية من دون تحديد أسباب وفاتهم». وتابعت القول: «السلطات تمنع فتح تلك التوابيت من قبل أسر الضحايا وتهددهم بالويل والثبور في حال إقدامهم على ذلك، لكي لا يعرفوا أسباب مقتل أبنائهم أو ظروف وفاتهم، وهذا دليل على أن السلطات متخوفة من انكشاف جرائمها ضد أبناء الشعب الكوردي بسوريا».

وحول الموقف الأميركي الجديد وتصعيد لهجة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا في خطابه الأخير، قالت أوسي «الموقف الدولي يأتي دائما متأخرا، لكن هذا الموقف الجديد يجد الترحيب من الشعب الكوردي في سوريا الذي يتطلع إلى التغيير، وهذا أقل ما يمكن صدوره من المجتمع الدولي لمساندة نضال السوريين بالداخل، ونطالب بمواقف أكثر قوة لإرغام النظام على وقف عنفه ضد المتظاهرين».

وأضافت الناشطة الكوردية، «سوريا يحكمها القمع منذ أكثر من 40 سنة، والتغيير المطلوب لا نتصور أن يأتي عبر النظام الحالي، لذلك فإننا نعتقد أن الحوار لم يعد مجديا مع هذا النظام، وأنه لا بد من تغيير الواقع الراهن بأي شكل من الأشكال، ولتحقيق هذا التغيير المنشود فنحن نطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط تأخذ عاتقها تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة برقابة دولية، ودعوة جميع الأحزاب والقوى السياسية في الداخل والخارج والشخصيات السياسية الأخرى للقيام بدورها في قيادة مرحلة التغيير، التي نعتقد أنها حتمية في ظل إصرار النظام الحالي على أساليب القتل والقمع الدموي».
Top