• Saturday, 18 May 2024
logo

القذافي يتعهد بمواصلة القتال وطائرات حلف الاطلسي تقصف طرابلس

القذافي يتعهد بمواصلة القتال وطائرات حلف الاطلسي تقصف طرابلس
هاجمت موجات من طائرات حلف شمال الاطلسي طرابلس يوم الثلاثاء في أعنف قصف للعاصمة الليبية منذ ان بدأت القوات الغربية ضرباتها الجوية في مارس اذار.

وقال مراسل لرويترز في وسط المدينة انه بحلول بعد ظهر الثلاثاء كانت طائرات حربية تضرب مناطق مختلفة من المدينة عدة مرات في الساعة ساعة بعد اخرى مما أدى الى اهتزاز زجاج النوافذ بشدة وتصاعد أعمدة من الدخان الرمادي الى السماء.

لكن الزعيم الليبي معمر القافي تعهد يوم الثلاثاء بالقتال حتى الموت.

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن الزعيم الليبي سيرحل حتى ولو بعد حين.

ونسبت الحكومة الليبية انفجارات وقعت في وقت سابق الى هجمات لطائرات حلف الاطلسي على مجمعات عسكرية في العاصمة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم للصحفيين ان 29 شخصا على الاقل قتلوا في 60 غارة جوية على العاصمة الليبية يوم الثلاثاء. ولم يتسن التحقق من روايته من مصادر مستقلة.

وتضرب القنابل المدينة كل بضع ساعات منذ الاثنين بوتيرة تتزايد باطراد. ويوم الثلاثاء بدأت الضربات الجوية قبل الساعة الحادية عشرة صباحا (0900 بتوقيت جرينتش) وكانت لا تزال مستمرة بعد خمس ساعات.

وكانت الضربات الجوية في السابق أقل تواترا وتتم عادة في الليل.

وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون "أمامنا خيار واحد وهو بلادنا ونحن فيها للنهاية موت حياة لا يهم." ودعا مؤيديه الى التدفق على مجمع باب العزيزية الذي أصيب عدة مرات في الضربات الجوية لحلف الاطلسي يوم الثلاثاء.

ووصف القذافي الطائرات التي تحلق في السماء والانفجارات حوله وقال "كما قلت لكم نحن أقوى من صواريخكم أقوى من طائراتكم وصوت الشعب الليبي أقوى من صوت الانفجارات."

وقال القذافي انه مستعد لاطلاق ما بين 250 الف و500 الف ليبي ليزحفوا في انحاء لبلاد لتطهيرها من "العصابات المسلحة" في اشارة الى المعارضين الذين يسيطرون على شرق ليبيا.

وقال القذافي "الشعب الليبي سيزحف في اتجاه الشرق أو في اتجاه الغرب أو في أي مكان توجد به عصابات مسلحة." وأضاف "سنزحف عليها لتجريدها من السلاح بدون قتال."

وتظاهر نحو 150 من مؤيدي القذافي في وسط طرابلس وهم يطلقون نيران بنادق الية في الهواء ويلوحون بصوره. وكان القذافي شوهد اخر مرة على شاشة التلفزيون الحكومي يوم 30 مايو ايار.

وقال الميجر جنرال نيك بوب ضابط الاتصالات الاستراتيجية بهيئة الاركان البريطانية ان عدة عمليات نفذتها مقاتلات بريطانية استهدفت مقر الشرطة السرية ومنشأة عسكرية على المشارف الجنوبية الغربية لطرابلس.

وقال ان تلك القواعد "ضالعة في القمع الوحشي للسكان المدنيين ومن ثم فهي محور تركيز مشروع لعمليات حلف الاطلسي."

وقالت وكالة الجماهيرية الليبية للانباء ان حلف الاطلسي قام بغارات على مجمع القذافي 12 مرة.

وقال أوباما انه تحقق تقدم "كبير" في حملة حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين والمعارضين الليبيين من هجمات مؤيدي القذافي.

وقال "ما ترونه في شتى أنحاء البلاد هو اتجاه يتعذر تغييره حيث يتم دفع قوات النظام الى الوراء واضعافها. أعتقد أن القذافي راحل ان عاجلا أم اجلا."

ودخل الصراع بين القوات الليبية ومقاتلي المعارضة في حالة من الجمود منذ أسابيع حيث لا يتمكن أي من الطرفين من الاحتفاظ بالسيطرة على الاراضي على الطريق بين اجدابيا وبلدة البريقة النفطية التي تسيطر عليها قوات القذافي الى الغرب.

وحذرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء من ان أزمة في المساعدات تلوح في الافق مع تزايد نقص الوقود والسلع الاساسية الاخرى في المناطق التي يسيطر عليه كل من المعارضين والحكومة.

ويسيطر المعارضون على شرق ليبيا ومدينة مصراتة الغربية ومناطق جبلية قرب الحدود مع تونس. ولم يتمكنوا من التقدم نحو العاصمة في مواجهة قوات القذافي الافضل تسليحا رغم الضربات الجوية لحلف الاطلسي.

وبحلول يوم الثلاثاء تراجعت القوات الموالية للقذافي الى خارج يفرن التي تبعد 100 كيلومتر جنوب غربي طرابلس بعد ان فك المعارضون حصارا استمر اسبوعا للبلدة. ووقع تبادل شديد لاطلاق النار بين الجانبين حيث استخدم مدفع مضاد للطائرات لضرب اهداف على الارض.

وقال قائد قوات المعارضة المسلحة جمعة ابراهيم في الزنتان لرويترز ان قوات القذافي احتشدت اليوم الثلاثاء بأكبر أعداد لها في المنطقة منذ بدء الصراع.

وقال ان قوات القذافي والسيارات تتجمع شمالي القلعة على مسافة نحو سبعة كيلومترات شرقي يفرن للاستعداد لوقف تقدم المعارضين من يفرن والزنتان نحو طرابلس.

وقال ان هذا أكبر عدد للقوات شوهد في منطقة الجبل الغربي منذ بداية الحرب مضيفا انه رغم طائرات حلف الاطلسي التي تحلق في السماء فلم توجه أي ضربات الى قوات القذافي هناك.

ولم يتسن التحقق من الروايات من مصادر مستقلة لان تحركات الصحفيين مقيدة.

ومع اشتداد القصف قامت قوى عالمية من بينها روسيا والصين بمبادرات دبلوماسية مع المعارضين رغم الشكوك بشأن التدخل في شؤون سيادية ليبية.

وقال ميخائيل مارجيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي بشأن افريقيا للصحفيين في بنغازي يوم الثلاثاء ان القذافي لم يعد بامكانه ان يمثل ليبيا.

وقال "نحن... نعتقد أن القذافي فقد شرعيته بعد أول رصاصة أطلقت على الشعب الليبي."

وقال "روسيا لها وضع فريد في ليبيا الان. فنحن لم نقطع العلاقات مع طرابلس وأقمنا علاقات مع بنغازي."

وأضاف مارجيلوف في مؤتمر صحفي في بنغازي "نحن مستعدون ان أمكن للعمل كوسطاء في اقامة حوار سياسي ليبي داخلي. روسيا مستعدة للمساعدة سياسيا واقتصاديا وبأي شكل ممكن."

وفي بكين قالت وزارة الخارجية الصينية ان دبلوماسيا صينيا مقيم في مصر زار بنغازي لاجراء محادثات مع المجلس الوطني الانتقالي مضيفا علامة أخرى الى العلامات على ان الصين أيضا تتقرب من المعارضة.

وقال ين جانج الخبير في الشؤون العربية بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ان الصين امتنعت عن الانحياز لاي من الجانبين لكن تحركاتها تعكس اعترافا بأن أيام القذافي ربما باتت معدودة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الليبي المؤيد للقذافي يزور الصين "كمبعوث خاص" لحكومته وسيجري محادثات مع نظيره يانغ جيه تشي بشأن "الموقف في ليبيا وايجاد حل سياسي للازمة الليبية."

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان ان فرنسا -- وهي أول دولة تعترف بالمعارضين -- ترى ان المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل لليبيا.

وقال جوبيه "بعد ان وجد انه مذنب في أخطر جرائم ضد الشعب الليبي... لا يمكن للسلطات التي لها علاقة بالعقيد القذافي ان تطالب بأي دور في تمثيل الدولة الليبية."
Top