• Sunday, 05 May 2024
logo

تشويه العمل السياسى في الاقليم

تشويه العمل السياسى في الاقليم
السياسة:السياسة مصطلح يعني تسيس او ترويض الافراد او الجماعات لقبول الافكار او المناهج الموضوعة وجعل هؤلاء الافراد بالاعتقاد او الايمان بهذه المناهج لصالح الفئة السياسية لتوحيد الجمهور وفق هذه الايدولوجية لتحقيق الاهداف الموسومة . الاهداف السياسية: نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة وتقييد الحريات والإجحاف بحق الجماهير من قبل فئات حاكمة ,,
رشيد فتحي محمد علي

السياسة:السياسة مصطلح يعني تسيس او ترويض الافراد او الجماعات لقبول الافكار او المناهج الموضوعة وجعل هؤلاء الافراد بالاعتقاد او الايمان بهذه المناهج لصالح الفئة السياسية لتوحيد الجمهور وفق هذه الايدولوجية لتحقيق الاهداف الموسومة .
الاهداف السياسية: نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة وتقييد الحريات والإجحاف بحق الجماهير من قبل فئات حاكمة.
تؤسس المنظمات السياسية وتنتخب قيادة لتحقيق الاهداف المنشودة على المدى البعيد ( كهدف استراتيجي ) وعلى مراحل، وتوضع خطط مرحلية ( تكتيك ) بحيث تلائم الظرف الموضعي محليا واقليميا وتوافق الامكانات المتاحة لتفادي التضحيات الغير المبررة . والقيادات السياسية يجب ان تكون لهم رؤية واضحة خاصة القومية للعمل معاَ في رسم السياسة القومية لتحقيق اهدافها والتنسيق لاستخدام التكتيك المرحلي ولايجوز العمل بمعزل عن الاخر مما يحدث تشويه وخلط للاداء السياسي خاصة في مرحلة التحرير القومي.
ففي كوردستان عملت الاحزاب السياسية المعروفة لتحقيق الاهداف القومية ولكن حركة التغيير اسست كمنظمة ثقافية ثم غيرت منهجها واصبحت حركة سياسية لها اهداف اصلاحية محددة وتطرف في سلوكها من خلال جماهيرها بتوجيه من القيادات الشابة المفرطة في الحماس بدون حكمة وكانهم يصارعون الاعداء متناسين الهدف القومي الاستراتيجي وكان شعارهم تامين الرواتب والخدمات وهذا قصر نظر لأي فئة تضحي بالقضية القومية الاسمى وتتجاهل الاخطار المحدقة مثل داعش بالإضافة الى الاعداء الدائميين الاقليميين الذين مهما اختلفوا فيما بينهم لايتجاوزن الخطوط الحمراء وخاصة الامن القومي والوطني لهم ومنع الكورد من تحقيق اهدافهم من خلال المؤامرات سرا وتصديهم علنا وبكل صلافة للقضية الكوردية.

القيادي او السياسي : ان قيادة حركة التغيير كما ذكرنا قيادة شابة غير حكيمة وجلهم من الاعلاميون او الصحفيون لايمتلكون الخبرة السياسية الازمة.
والسياسي يتميز عن بقية الشرائح كالمفكر والمثقف والاعلامي لانه يمتلك دون الاخرين موهبة القيادة ويتصف بالبلاغة والحكمة في ايصال الافكار و توجيه الجمهور في الظروف الحرجة ويتحمل الصعاب في الملمات والشدائد ،اما الكفاءات والشرائح الاخرى التي ذكرناهم فتكونون مصدرا ورافدا للافكار والثقافات والمشورة للقائد السياسي وذلك لتكملة المشوار النضالي في مراحلها العديدة .
كما ان السياسي يمتلك الطموح والرغبة في القيادة وله الدهاء والمكر لمحاورة الخصوم والاعداء ،اما الاعلاميون والمثقفون الذين يقودون الجماهير فلن يستطيعوا تحقيق المكاسب على المدى الطويل لعدم قدرتهم على مسك زمام الامور لفقدانهم المؤهلات القيادية والعزم والحكمة في الحوار والمواجهة وسيكونون سببا في شحن الجمهور وتاجيج الصراعات والتشهير بالاخرين مما يؤدى الى خلق الفجوات والفوضى وزرع الاحقاد بين ابناء الشعب الواحد ثم يتيهون في مشوارهم في هذه المراحل النضالية الحساسة بما يدفع بالاعداء الى الاتصال بهم لصب الزيت على النار وصرفهم وتناسيهم للاهداف والقضايا القومية وبالتالي فقدان المكتسبات وشق الصف الكوردي وانقسامه على نفسه .
اما السياسي المبدع فله الحكمة والرؤية البعيدة لواقع كل مرحلة بعمق ودراية مما يكمل الخط المرسموم نحو الهدف المنشود .



القيادة القوية والجهور المنضبط : سئل احد الحكماء ايهما تفضل قائدا حكيما شجاعا مع جيش ضعيف ام قائد ضعيف يقود جيش قويا فاجاب : قائد شجاع حكيم مع جيش ضعيف فالقيادة القوية المتسلحة بالعزيمة والحكمة تستطيع ايصال شعبها نحو الامان لانه يعمل الصواب دون الخضوع الى رغبات الجمهور الذي يهمه تحقيق المكاسب الضيقة وعليه ان يفرض إرادته على الجمهور غير منضبط عكس ما نراه فى سياسة حركة التغيير الذي ينجرف مع جمهوره بحيث واصبح عاجزا وضعيفاَ في التوجيه الصحيح واقناع . ولم تبذل أي جهد على توعيته وتهداته وان يغير التصرفات ضمن إيطار محكم بحجة التصرف العفوي او الحرية المفرطة المدمرة للمجتمع.
لذا فقلة الخبرة في القيادة لدى حركة التغيير وخاصة التمسك بمحدودية الرقعة الجغرافية دون الانطلاق الى فضاء القومية الفسحة والترفع عن الحوار بسبب التعالي على اللاخرين كلها اوهام نتيجة امراض نفسية جاءت من زراعة البذور الفاسدة من عقليات راديكالية لشق الصف الكوردي .
فالنجاعة في اعادة الامور الى وضعها الصحيح الاتسبب حركة التغيير في اشعال الحرائق في غابة مكتظة بالاشجار بل العمل بهدوء وتأن كالذي يريد ان يغلي الماء ولكن على نار هادئة .
فعلى الاطراف الكوردية مراجعة سجلات التاريخ وما تحويه من العبر والويلات وإلا سيسجل التاريخ كل من ساهم في بناء هذا الوطن او سبب في دماره وليكن الهدف الأسمى هو تحقيق السلام والوئام ونكران الذات لتحقيق الحلم المنشود لاننا نعيش في انسب وافضل الضروف لاستقلال كوردستان .
ويجب ان لاننسى دور وحيوية الرئيس البارزاني في هذه المرحلة وما تحقق على يديه من الانتصارات العسكرية على داعش وثبات موقفه من القضية القومية متحديا القوى الاقليمية والدولية بكل شجاعة وحكمة كذلك قدرته على توسيع علاقلات الاقليم مع الدول الكبرى وغيرها خاصة العسكرية بما يؤمن وضعنا من المخاطر فالمحاولات التي تعمل على تقيلص دوره القيادي سيلحق الضرر بهذه العلاقات لانه الطرف الموقع على هذه الاتفاقيات وليس غيره .
لذا فعلى حركة التغيير التخلي عن العناد والتحلي بالحكمة ولا يكون كالذي يقود سيارة صالون ويصادف اثناء السير سيارة حمل كبيرة وقد انحرفت عن الطريق بسبب مجهول وبسبب العناد لا يتورع ان يتلافى الاصطدام فيصطدم بها بسبب الإصرار في التحدي وتكون النتيجة سقوط ضحايا من السيارتين وتحطيم سيارته اكثر من الاخرى وعندما تسال قائد السيارة الصغيرة لماذا لم تتحاشى الاصطدام فيجيب لان السيارة الكبيرة كانت مخالفة وهل العبرة يستوجب المغامرة بسبب المخالفة وهذا يعني ضيق الفكر وعدم التصرف السليم .
فعلينا ان نتعظ من الاخرين مثل الاتراك رغم خلافاتهم كانوا متحدين في الموقف ضد الانقلاب العسكري بينما نحن الكورد وبسبب الخلافات البسيطة ننتقم من الاخر ونهمل القضية القومية ونتغافل عنها ونذهب بعيدا لنقع في أحضان الخصوم والاعداء.
Top