• Sunday, 05 May 2024
logo

ما سر الغضب الإيراني من التقارب التركي الروسي؟

ما سر الغضب الإيراني من التقارب التركي الروسي؟
قد تجلّى تهميش إيران، مقابل حضور تركيا، في غيابها عن المفاوضات التركية - الروسية مع المعارضة السورية، أواخر العام الماضي، بشأن وقف إطلاق النار، وهو الفصل الذي استفز إيران؛ حيث إنها عملت على عرقلة الاتفاق مراراً، خصوصاً في منطقة وادي بردى، التي ما زال النظام السوري وحزب الله يواصلان قصفها، في خرقٍ واضح للاتفاق ,,
يطغى على المشهد السياسي الذي تقوده موسكو لحل الأزمة السورية تهميش ملحوظ وواضح للدور الإيراني في سوريا، مقابل حفاوة واضحة بدور أنقرة السياسي والعسكري.

وقد تجلّى تهميش إيران، مقابل حضور تركيا، في غيابها عن المفاوضات التركية - الروسية مع المعارضة السورية، أواخر العام الماضي، بشأن وقف إطلاق النار، وهو الفصل الذي استفز إيران؛ حيث إنها عملت على عرقلة الاتفاق مراراً، خصوصاً في منطقة وادي بردى، التي ما زال النظام السوري وحزب الله يواصلان قصفها، في خرقٍ واضح للاتفاق.

مسؤول في وزارة الخارجية التركية تحدث للأناضول صراحة عن "انزعاج إيران من التقارب التركي - الروسي بشأن سوريا".

المسؤول التركي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أوضح أن بلاده "تعتبر إيران بلداً يتبع سياسات طائفية، ولا سيما أنه أدخل الطائفية إلى دستوره، حتى ولو حاولت إظهار عكس ذلك".

اقرأ أيضاً :

ألغام "داعش" بريف حلب.. تسببت بمقتل المئات وأعاقت عودة الحياة

ورأى المسؤول التركي أن إيران تتبع موقفاً يتلخّص بـأن "كل ما يقبل به النظام السوري تقبل به طهران، الأمر الذي يعقّد الجهود الدولية لحل الأزمة".

وذكر أن "طهران غير راضية عن عملية درع الفرات"، وأشار "إلى وجود زيارات رفيعة المستوى، جرت بين أنقرة وطهران منذ أغسطس/آب الماضي، بشأن الأزمة السورية، وأن هناك بعض المشاكل بين الجانبين بخصوص ما يجب تنفيذه على أرض الواقع بشأن الأزمة".

وكانت أنقرة أطلقت عملية "درع الفرات" التركية، في 24 أغسطس/آب الماضي؛ بهدف تطهير الحدود السورية - التركية من المنظمات "الإرهابية"، وخاصة تنظيم "داعش"، والقوات الكردية الانفصالية.

ومنذ عودة الاتصال المباشر بين البلدين، في يوليو/تموز الماضي، باتت تركيا تعمل في سوريا بالتنسيق مع روسيا، وعلى قاعدة الاحترام المتبادل لمصالح الطرفين في سوريا؛ بدليل ترحيب موسكو بإطلاق أنقرة عملية درع الفرات في سوريا في أغسطس/آب الماضي.

الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة في الشؤون الإيرانية، اعتبرت في حديث مع "الخليج أونلاين"، أن إيران لم تكن سعيدة بعودة العلاقات التركية - الروسية، على الرغم من أنها لم تعد إلى ما كانت عليه قبل حادثة تحطم الطائرة الروسية العسكرية على الحدود السورية - التركية، أواخر العام 2015.

شاهد أيضاً :

واشنطن بوست: حلب سربرينتشا جديدة وعار أبدي

وأوضحت الصمادي أنه "كان هناك خلافات حقيقية حول وقف إطلاق النار في حلب، والذي تم باتفاق تركي - روسي بمعزل عن إيران، وهو الأمر الذي أثار حفيظتها".

وعلى الرغم من أن التنسيق الإيراني - الروسي في سوريا يبدو متيناً، فإن الصمادي لفتت إلى "أنه منذ القرن الـ 19 إلى اليوم تقوم العلاقات على غياب الثقة، ومن ثم فهذا التنسيق الموجود لم يصل إلى التحالف ولن يصل".

وتعتقد الصمادي أن "الروس والأتراك يرغبون بالدخول في الحل السياسي، بعد أن سيطر الروس على حلب، في حين أن الإيرانيين مصممون على أخذ إدلب، ثم فرض الحل السياسي الذي يناسبهم؛ لأن الإيرانيين بطبعهم لا يقفون حتى يأخذوا كل شيء".

وسبق أن حذّر يالتشن توبجو، كبير مستشاري الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من "مساعٍ لخلق حرب طائفية بين إيران وتركيا".

ووصف توبجو القوى العالمية بأنها "تحاول رسم خريطة شرق أوسط جديد"، معتبراً أن أي صراع تركي - إيراني من شأنه أن يكون نذيراً بـ "القيامة، ولا منتصر في مثل هذه الحالات".
Top