• Sunday, 05 May 2024
logo

كوسرت رسول: سنواجه مشاكل مع الحشد الشعبي ما لم نكن صفاً واحداً بإقليم كوردستان

كوسرت رسول: سنواجه مشاكل مع الحشد الشعبي ما لم نكن صفاً واحداً بإقليم كوردستان
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، يعرض كوسرت رسول علي مبادرته التي قدمها بداية العام الجديد للأطراف السياسية، ومخاوفه بشأن مستقبل شعب كوردستان بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش.وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية، لكن نائب رئيس اقليم كوردستان، ظهر خلال الحرب ضد داعش عدة مرات في جبهات القتال، باعتباره نائب القائد العام لقوات البيشمركة <<
بعد حصول النائب الاول للأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، نائب رئيس اقليم كوردستان، كوسرت رسول علي، على جائزة بيكاسو الذهبية في ايطاليا، يتحدث للمرة الأولى لوسيلة اعلام كوردستانية عن المشاكل السياسية الداخلية في اقليم كوردستان.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، يعرض كوسرت رسول علي مبادرته التي قدمها بداية العام الجديد للأطراف السياسية، ومخاوفه بشأن مستقبل شعب كوردستان بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش.

وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية، لكن نائب رئيس اقليم كوردستان، ظهر خلال الحرب ضد داعش عدة مرات في جبهات القتال، باعتباره نائب القائد العام لقوات البيشمركة.



كوسرت رسول، بعد 48 عاماً من الحياة السياسية و33 عاماً من نضاله في صفوف البيشمركة، يظهر مرة أخرى على رووداو بصورة له من زمن قتال البيشمركة في الجبال.

رووداو: قدمتم مبادرة خلال الأيام الماضية، فسرت بأنها مؤشر على وجود خطر كبير على الكورد، باعتباركم الشخص الثاني في اقليم كوردستان ما هو الخطر الذي دفعكم لتوجيه هذه الرسالة؟

كوسرت رسول: تشير كل المعطيات الى أن هذا العام سيشهد تغييرات كبيرة في المنطقة خاصة بعد تحرير الموصل بالكامل، والكورد هم أحد الممثلين الرئيسين في الشرق الأوسط ولعب دوراً فعالاً في الحرب ضد الإرهاب، لذا لا يمكن اجراء هذه التغييرات بدون الأخذ بنظر الاعتبار لمركز الكورد، وللأسف الوضع الداخلي الراهن في كوردستان والظروف المعيشية للمواطنين وكثرة الأزمات تجعلنا متخوفين كثيراً من المستقبل وأن ننظر بعين الشك لهذه التغييرات.

أنا متأكد بأن الكورد يمكن أن يحققوا أهدافهم بوحدتهم، واليوم الظروف سانحة وهناك دعم كبير لنا من الخارج، لكن الفرصة قد تضيع اذا لم نتحرك سريعاً لحل المشاكل الداخلية، وقد لا تتكرر هذه الفرصة الا بعد 100 سنة أخرى.

رووداو: اشرتم الى زيادة نفوذ الحشد الشعبي، برأيكم ما الذي يجب فعله في حال نشوب حرب بين هذه القوات وبين البيشمركة حول المناطق الكوردستانية؟

رسول: لدينا تاريخ مشترك مع الكثيرين من الأخوة الشيعة، حيث أننا تعرضنا للابادة والظلم على يد نظام البعث، واليوم على كلا الطرفين عدم التفكير في الحرب بأي شكل من الأشكال، لكن هذا الأمر يتعلق بالوضع الداخلي في كوردستان، ويعتقد الآخرون إننا لن نستطيع مواجهتهم اذا لم نكن متحدين وأصحاب موقف واحد، وبالتأكيد في حال كنا ضعفاء مع غياب التوافق، فإننا سنصاب بمشاكل مختلفة والحشد الشعبي سيكون أحدها.

رووداو: رافقتم البارزاني في زيارته الأخيرة الى بغداد، ما مضمون الاتفاقية بشأن وجود البيشمركة في المناطق الكوردستانية؟

رسول: البيشمركة لن تنسحب من المناطق الكوردستانية والمحددة بموجب المادة 140 من الدستور العراقي الذي صوت عليه الشعب العراقي.

رووداو: قلتم اثناء تسلم جائزة بيكاسو في ايطاليا إن الاستقلال ليس حلماً، هل نظرتكم للاستقلال مختلفة عن بقية القادة الكورد وما هي الخطوات العلمية لتحقيقه؟

رسول: نعم الاستقلال ليس حلماً، انا الان ارى كوردستان حقيقة وواثق بأنها كذلك من قبل جميع الكورد، لكن يجب اتخاذ خطوات عملية وفورية لمعالجة الظروف المعيشية وانهاء الخلافات وتقليل الفوارق، وهذه عوامل مؤثرة للاسراع في الوصول الى الاستقلال.

رؤيتي الخاصة هي وجوب السعي معاً لتحقيق الاستقلال، وتحسين اوضاع المواطنين، وتعزيز الديمقراطية وحرية التعبير والشفافية في الحكم ومواجهة الفساد، وبهذا نستطيع التقدم نحو الأمام.

رووداو: طالبتم في رسالتكم بعقد اجتماع قمة بين الأطراف الخمسة، لكن الاجتماعات السابقة لم تتمخض عن نتائج حاسمة؟

رسول: ان توقيتات هذه الاجتماعات مختلفة، كما أن المخاوف التي تشعر بها جميع الأطراف الآن تشكل دوافع جيدة للتوصل الى معالجات، لكنني أؤكد على وجوب إعادة الثقة بين المواطنين والحكومة والأهم من ذلك أن يشارك المواطنون بشكل مباشر في حل المشاكل.

رووداو: طالب البارزاني نهاية العام الماضي بالاتفاق على شخص لشغل منصب رئيس الاقليم، لماذا لا تقدمون مرشحاً؟ وهل أنتم مستعدون لتولي المنصب بشكل مؤقت؟

رسول: المناصب لم تكن مهمة بالنسبة لي أبداً، وما يهمني هو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتوزيع الرواتب في مواعيدها، وارساء العدالة الإجتماعية ووجود الشفافية في الحكم.

رووداو: اصبحت رئاسة اقليم كوردستان والحكومة والبرلمان في حزمة واحدة، برأيكم كيف يمكن اعادة التوازن في توزيع هذه المناصب؟

رسول: توازن القوى في كوردستان يتطلب اعادة توزيع المناصب، والتوازن لا يتم بمنح بعض المناصب، بل يجب وجود التوازن في اصدار القرارات السياسية في الملفات المختلفة والعلاقات الخارجية وجميع المجالات، وأعتقد أنه يجوز توزيع المناصب الرفيعة بين الأطراف وفقاً لنتائج الانتخابات.

رووداو: مع زيارة الرئيس الفرنسي، وجهتم رسالة قصيرة مفادها أنه لا يمكن لأي طرف حكم كوردستان لوحده، ماذا تقصدون؟

رسول: إن تجربة الحكم في كوردستان أثبتت بأنه ليس لأي قوة، سواء الاتحاد الوطني أو الديمقراطي حكم كوردستان لوحده، لذا يجب على الأطراف أن تتفق معاً على ادارة كوردستان.

رووداو: لديكم ملاحظات بشأن ملف النفط والغاز واداء وزارة الثروات الطبيعية، هل تملكون اي مشروع لادارة هذا الملف؟

رسول: إن ملف النفط والغاز أحد المشاكل الكبيرة التي تواجه كوردستان اليوم، حينما تم استخراج النفط للمرة الأولى في كوردستان كان ذلك في فترة رئاسة حكومتنا، وكان حلمنا هو توفير اقتصاد قوي لاقليم كوردستان من خلال النفط والثروات الطبيعية، لكن للأسف ملف النفط غير واضح اليوم وهو احد الاسباب الرئيسية للخلافات في كوردستان.

رووداو: شهدت الفترة الماضية عقد العديد من الاجتماعات واللقاءات بين القادة البارزين في الاتحاد، هل يمكن طمأنة انصار حزبكم بأن الخلافات الداخلية تسير نحو التسوية؟

رسول: جهودنا مستمرة لحل المشاكل الداخلية في الاتحاد الوطني، ومن المعروف أن قوة الاتحاد ستؤثر في حل ازمات اقليم كوردستان، ونحن ندافع عن ثقل الاتحاد وتنفيذ النظام الداخلي للحزب.

رووداو: طالما أبديتم دعمكم لبرهم صالح لشغل مناصب سيادية في العراق وخاصة رئاسة الجمهورية، هل ما زلتم على موقفكم؟

رسول: أكرر ذلك الآن أيضاً، بل انني تأييدي للرفيق د. برهم صالح ازداد، وأرى أنه من واجبي أن أدعم جميع الشباب الذين يتمتعون بالكفاءة ويسعون للمستقبل ولخدمة شعبهم.
ترجمة: شونم عبدالله خوشناو
Top