• Friday, 17 May 2024
logo

هل يتمكن العبادي من القضاء على الفساد؟

هل يتمكن العبادي من القضاء على الفساد؟
مشكلة العراق اليوم لم تعد الإرهاب أو داعش، بل هي الفساد الإداري الذي ينخر في أسس الدولة العراقية، رئيس الوزراء حيدر العبادي قال مؤخراً أن "محاربة الفساد ليست شعارا وإنما هي عمل لتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين، وهذا العمل مدروس".مهمة العبادي القادمة بالقضاء على "سرطان" الفساد المنتشر، صعبة جدا، حيث ستطال الاتهامات العديد من الشخصيات السياسية الحالية والمتنفذة في الدولة والتي تقف خلفها أحزاب و"مؤسسات" .للحديث حول هذا الموضوع ينضم الينا هنا في الاستوديو الدكتور والخبير علاء النشوع، ومن العاصمة الاردنية عمان معنا الدكتور عبدالقادر النايل.
مشكلة العراق اليوم لم تعد الإرهاب أو داعش، بل هي الفساد الإداري الذي ينخر في أسس الدولة العراقية، رئيس الوزراء حيدر العبادي قال مؤخراً أن "محاربة الفساد ليست شعارا وإنما هي عمل لتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين، وهذا العمل مدروس".

مهمة العبادي القادمة بالقضاء على "سرطان" الفساد المنتشر، صعبة جدا، حيث ستطال الاتهامات العديد من الشخصيات السياسية الحالية والمتنفذة في الدولة والتي تقف خلفها أحزاب و"مؤسسات" .

للحديث حول هذا الموضوع ينضم الينا هنا في الاستوديو الدكتور والخبير علاء النشوع، ومن العاصمة الاردنية عمان معنا الدكتور عبدالقادر النايل.

رووداو: قضية الفساد ليست بالجديدة في العراق؛ لكن ما الذي جعلها تطرح حالياً؟ هل هي فعلُ جاد لمحاربة الفساد أو دعاية انتخابية مبكرة ؟

علاء النشوع: أن الفساد المستشري في العراق؛ والذي بدأ بمرحلة مبكرة منذ 2003 وفقاً لنظام المحاصصة الطائفية التي تسببت بخضوع الارادة السياسية للضغوطات الخارجية؛ وبالتالي تفشي الفساد الاداري والمالي الذي بلغ المؤوسسات التعليمية والصحية وأيضاً الدينية، لذا فأن المعوقات التي تواجه رئيس الوزراء كبيرة جداً، وقد تكون بضغوط اقليمية ودولية وتعتم بالاساس على صانعي القرار الأمريكي والإيراني والتي لا تخدم العراق في الوقت الحالي.

المشكلة تكمن بأن رئيس الوزراء يخضع للهرم السياسي القائم بالعراق، وهو على علم بكل مفاصل الفساد المستشري في البلاد؛ وسيكون أمام مخاطر كثيرة للاحزاب التي تهيمن على الدوائر الحكومية، أو النظام السياسي الحالي. لذا فأن محاربة الفساد تتلخص بما يتعلق بالسباق الانتخابي بعيداً عن الحالة التي يسعى اليها الجميع.

رووداو: موازنات العراق بلغت ارقاماً خيالية نحو 850 مليار دولار.. أين ذهبت تلك الأموال؟

النشوع: أكثر الملفات التي تسببت بهدر هائل لاموال الدولة العراقية متعلق بوزارة الدفاع بحسب وثائق العقود المسربة، وأن العقد المبرم والمثير للجدل لوزارة الدفاع وبقيمة تجاوزت الـ4 مليارات دولار؛ لشراء 14 طائرة مقاتلة من نوع ( أف 16) من الجيل الرابع، والمقاتلات تعود لجيل الخدمة منذ عام 1974 وتعتبر خارج الخدمة العسكرية لدى بعض الدول. وهذه الصفقة تعد واحدة من أبرز الصفقات الوهمية. ومن العقود الاخرى لوزارة التجارة حيث هناك العديد من ملفات الفساد في العقود المبرمة لاستيراد المواد الغذائية؛ ورافق ذلك فرار وزير التجارة الاسبق فلاح السوداني اثر الكشف عن عقود وهمية.

رووداو: لجنة النزاهة النيابية ارسلت 16 ألف ملفاً للتحقيق..ما جدوى الكشف عن هذه الملفات للبرلمان العراقي بدون أن يتم تفعيلها؟

النشوع: أن الخلل في النظام القانوني؛ وكذلك النظام السياسي. المواطن يسعى لمؤوسسات حقيقية تقدم له الخدمة من خلال اقرار القانون؛ الذي تم تسخيره لاجندات الاحزاب. في العراق لا توجد أدلة دامغة على الفساد؛ لأنه "فساد مُقنع" ويستند إلى قوة داخلية وخارجية وتخضع لنفوذ احزاب يستولون على مبالغ بلغت المليارات في المصارف الدولية.

رووداو: أكثر من عام وهناك مظاهرات تجتاح العراق تطالب بتنفيذ الاصلاحات التي نادى بها العبادي ..ما الذي تغير حالياً؟

النشوع: العبادي يحاولُ منذ بلوغه الحكم لاجراء اصلاحات حقيقية بمحاربة الفساد، لكن المشكلة تكمن بأنه ما يزال يتقوقع داخل حزب الدعوة، وأن الخلافات القائمة بين العبادي ونوري المالكي اثرت كثيراً على أداء رئيس الوزراء العراقي الذي يتوجب عليه اتخاذ قرارات صارمة بعيداً عن الضغوطات الداخلية التي يتعرض لها.

رووداو: منظمة الشفافية الدولية تضع العراق بالمركز الثامن ضمن الدول الاكثر فساداً في العالم..كيف ترى هذا التصنيف؟

عبدالقادر النايل: من المؤكد بأن العراق يخضعُ لمنظومة كبيرة وواسعة ومتنوعة، وطال العراق اواخر 2006 بعد ارسال "مليشيات حزب الله اللبناني" مستشارين بمجال الاقتصاد، حيث تم تأسيس مصارف أهلية، ساهمت بغسيل للاموال لصالح النظام الإيراني. وأن الواقع المرير للمواطن العراقي وما يشهده من انحدار كبير على مستوى المعيشة والصحة وارتفاع نسبة الفقر يعكس حقيقة التقرير لمنظمة الشفافية الدولية. 

رووداو: أنتم تمثلون المعارضة السياسية للحكومة، هل تؤمنون بأن العبادي سيكون قادراً على محاسبة المتهمين بقضايا فساد؟

النايل: أولاً أن العبادي متهم بملف فساد آبان توليه مهام وزير الاتصالات بعد أن كشفت الولايات المتحدة وثيقة تبين أنه استلم رشوة بقيمة 5 مليون دولار من قبل شركة "عراقنا للاتصالات"، وكان أيضاً رئيساً للجنة المالية والتي مهدت للمالكي لهدر 720 مليون دولار من تصدير النفط بغض النظر عن واردات المنافذ الحدودية، ولذلك يتم تلخيص القول بأن محاربة الفساد تعتبر اكذوبة وقد تطال فقط بعض المسؤولين دون المتهمين البارزين، وأن التلويح بملف محاربة الفساد سيعتمد المساومة مع كتل واحزاب اخرى بغية الوصول لولاية ثانية للعبادي.

ولا يوجد في العراق محاربة فعلية للفساد، والدليل أن الحكومة العراقية أقرت نسبة الموازنة المالية لإقليم كوردستان التي تم هدرها.

رووداو: هل سيتمكن العبادي من مواجهة خصومه في العراق والمقربين لدى إيران؟
النايل: إيران ليست بالقوة المخيفة لولا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والتي شرعت لها لبسط نفوذها في العراق، لذا فأن على واشنطن التزام دولي واخلاقي لإعادة الامور إلى نصابها وذلك بعدم السماح لإيران بسط هيمنتها على مقدرات العراق.

رووداو: هل تعتقد أن العبادي سيتمكن من القضاء على الفساد؟

النايل: العبادي لم يكون قادراً على مواجهة الفساد في العراق لأنه استخدم هذه القضية ضمن الترويج الانتخابي المبكر .

رووداو: هل تعتقد أن العبادي سيتمكن من القضاء على الفساد؟

النشوع: نعم؛ أعتقد أن العبادي سيكون قادراً على فتح ملفات الفساد اذا كانت الظروف ملائمة له، بعيداً عن الدعاية الانتخابية، وكذلك اذا حصل على الدعم الأمريكي بالرغم من المسؤولية الكبرى التي تقع على واشنطن حيث مهدت لكل التداعيات السلبية التي حصلت في البلاد.
Top