• Friday, 17 May 2024
logo

رئيس الجمهورية لرووداو: لا توجد أي كتلة سياسية ترفض بدء الحوار مع إقليم كوردستان

رئيس الجمهورية لرووداو: لا توجد أي كتلة سياسية ترفض بدء الحوار مع إقليم كوردستان
أكد رئيس جمهورية العراق، د.فؤاد معصوم، بأنه جهوده مستمرة لبدء الحوار بين إقليم كوردستان وبغداد، وانه قام بتوجيه رسالتين الى رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني والى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لكنه لم يتسلم الرد منهما.وأشار معصوم في مقابلة خاصة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، بأنه اذا تم  رفض الحوار من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فستكون له ضريبة سياسية كبيرة ولن يتمكن العبادي من التهرب منها، لأن ذلك سيؤثر ايضاً على المساعدات الدولية التي تقدم للعراق.وفيما يلي نص المقابلة: <<
أكد رئيس جمهورية العراق، د.فؤاد معصوم، بأنه جهوده مستمرة لبدء الحوار بين إقليم كوردستان وبغداد، وانه قام بتوجيه رسالتين الى رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني والى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لكنه لم يتسلم الرد منهما.

وأشار معصوم في مقابلة خاصة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، بأنه اذا تم  رفض الحوار من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فستكون له ضريبة سياسية كبيرة ولن يتمكن العبادي من التهرب منها، لأن ذلك سيؤثر ايضاً على المساعدات الدولية التي تقدم للعراق.

وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: ماذا كانت نتيجة اجتماع الرئاسات الثلاث الذي عقد قبل ايام؟

د.فؤاد معصوم: الموضوع الاساسي الذي تمت مناقشته خلال الاجتماع كان حول اجراء الانتخابات، وكيفية القيام بها وعلى اساس اي قانون واي مشروع، ولكن تم التطرق ايضاً الى أوضاع المواطنين بإقليم كوردستان.

رووداو: هل صحيح بأن هناك مخاوف من قبل معظم رؤساء الكتل من العلاقات السياسية بين إقليم كوردستان وبغداد؟

د.فؤاد معصوم: جميع الأطراف والجهات السياسية في بغداد كانت ضد الاستفتاء ولكن بعد قرار المحكمة الاتحادية جميعهم الان يطالبون بالحوار ولم ار كتلة سياسية ترفض ذلك.

رووداو: ماذا سيكون موقفكم اذا استمرت الحكومة العراقية على ما هي عليه في عدم بدء الحوار؟

د.فؤاد معصوم: قمت بزيارة جميع القوى السياسية قبل اسبوعين، والجميع قد ابدوا رأيهم بضرورة بدء الحوار، ولا شك ان رئيس الحكومة سيتحدث عن الحوار، ولكننا لم نرى خطواته المعلنة لحد الآن، هو يقول بأنه توجد لدينا علاقات وحوارات ولكن على الصعيد العسكري، إلا انه من الضروري ومن المهم ان يبدأ الحوار حول مسألة الرواتب وما يحتاجه المواطنون والغاء فرض الحظر على مطارات اربيل والسليمانية، فقد كانت جميع الاطراف تقريبا تؤكد بأنه لا يمكن ان تتدخل دولة اخرى في شؤون العراق، لذلك تدخلت انا وقدمت هذا المقترح، وارسلت رسالة الى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقلت له اننا في رئاسة الجمهورية نطالب ببدء الحوار بين اربيل وبغداد، وبحضور ممثل عن الأمم المتحدة، لكي يكون داعما لنا من الناحية التقنية، إلا انه لم يصل الينا اي رد لحد الآن.

رووداو: اذا كان رد حكومة إقليم كوردستان مع رد الأمم المتحدة ايجابياً، فبرأيك كيف سيكون رد العبادي؟ هل بإستطاعته رفض هذا الطلب؟

د.فؤاد معصوم: من الصعب ان يرفض، قد يفكر بأمر آخر لشد الإنتباه الى الحوار، ولكن لا يستطيع ان يأخذ موقفاً ضد الإجتماع أو الإتفاق.

رووداو: ما الذي سيمنعه من ان يأخذ موقفاً من هذا الامر؟

د.فؤاد معصوم: مثلا.. الاطراف التي تقدم الدعم والمساعدات الى العراق، لا تريد ان تساعد طرفاً على حساب طرف آخر، مثل ما يحدث مع الصندوق الدولي، ويجب التفكير في هذا الامر، لأن هذه الدول اذا ما قررت ان تغير مواقفها فستكون هناك خسارة كبيرة للعراق، وإقليم كوردستان هو جزء من العراق، ومن مصلحة الجانبين ان يكونا معاً.

رووداو: بعض الاشخاص يرون بأن موقف العبادي ضد إقليم كوردستان هو دعاية انتخابية بالنسبة له، هل تعتقد بأن معاقبة الشعب الكوردي قد يجعله يصل الى الفوز في الانتخابات؟

د.فؤاد معصوم: هذا خطأ جسيم، بعض الاطراف تتصور بأن إستعمال العنف سيمهد الطريق أمامهم لكي يحصلوا على المزيد من الاصوات، وقد يحصلوا فعلاً على ثلاث او أربع كراسي في احدى المناطق، إلا ان الضريبة السياسية ستكون كبيرة، وسيقلل من وزن هذه الاطراف، ولهذا فأنه لن يستطيع ان يقف ويقول أنه ضد الحوار.

رووداو: مثلما تعرفون، فأن هناك حظر على المطارات في إقليم كوردستان، إلا أن المسؤولين لا يزالون مستمرين بالسفر متى ما يشاؤون، والخاسر الاكبر من هذه القضية هم المواطنون البسطاء وخصوصاً المرضى منهم، ترى هل فكر العبادي في هذا الامر؟

د.فؤاد معصوم: بالتأكيد عليه التفكير في هذا الأمر، وقد تطرقنا لهذه المسألة في مرات عديدة، فقد تسبب هذا الحظر بمشاكل عديدة للمسافرين، ومن الممكن مثلا ان يتم تعيين اشخاص كمفتشين هناك، ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع.

رووداو: لقد اعلن اقليم كوردستان عن قبوله بإرسال مفتشين، وكل امر طالب به العبادي رد عليه الإقليم فوراً، حتى ان المانيا قد اعلنت بأن استمرار دعمها للعراق بحاجة الى التفاوض مع إقليم كوردستان، وانتم قدمتم مشروعكم من جهة أخرى، فإذا تجاهل العبادي كل هذه الامور، فكيف ستكون ردة الفعل برأيكم؟

د.فؤاد معصوم: اننا سنمضي بمقترحنا، نحن لن نقول ايها السادة العبادي ونيجيرفان البارزاني يجب ان تجلسا معاً، لأنهما لن يصلا الى نتيجة، يجب ان يأتي وفد الى هنا، للجلوس مع وزارة النقل ومناقشة المسائل المتعلقة بالمطارات، والجلوس مع هيئة الكمارك للمناقشة في المسائل الخاصة بالمنافذ الحدودية، نريد ان نبدأ بشكل عملي، وليس بالمجاملات السياسية أمام بعضنا الآخر. 

رووداو: قمتم ولأكثر من مناسبة، كرجل دولة وكرئيس جمهورية بإقتراح حلول في اطار الدستور العراقي، كيف سيكون موقفكم اذا تم رفض هذا المقترح الذي تقدمتم به لحل الأزمة الحالية؟

د.فؤاد معصوم: العرب يقولون (لكل حادث حديث) فعلاقتنا الحالية مع السيد العبادي جيدة جداً، فيقوم بإرسال  الرسائل لي وانا بدوري ارسل اليه الرسائل ايضاً، ولم نصل الى حد القطيعة لحد الآن.

رووداو: فقط رسائل عبر الهاتف، ألا توجد مكالمات هاتفية؟

د.فؤاد معصوم: كلا فقط بالرسائل واحيانا نحدد موعداً للتحدث عبر الهاتف.

رووداو: لماذا لم يشارك العبادي في اجتماع الرئاسات الثلاث؟

د.فؤاد معصوم: كان لديه عذره، واوضح انه منشغل كثيراً بأمر آخر، ولكنه اعطى رأيه حول إجراء الانتخابات، وأوضح رؤيته في مسألة إقليم كوردستان مشيراً بأن هناك علاقات عسكرية مع إقليم كوردستان، إلا ان العلاقات الأخرى والتي تربطنا معاً متوقفة حالياً.

رووداو: لماذا يتحدث السيد العبادي عن المفاوضات العسكرية، ولكنه ليس مع المفاوضات السياسية؟

د.فؤاد معصوم: لقد انتصر انتصاراً كبيراً في الحرب على تنظيم داعش، وقد تكون هذه من احدى الاسباب لذلك.

رووداو: متى تتوقع ان يجلس السيد العبادي مع السيد نيجيرفان البارزاني على طاولة الحوار؟

د.فؤاد معصوم: هذا سيحدث بعد زيارة الوفد الذي سيزور بغداد، لأنني اعتقد بأن لقاءهم المباشر لن تكون بعده اي نتيجة تذكر، فبحسب ما اعتقد بأنه يجب البدء بوضع اساس قوي ومن ثم البناء، فمثلا يتم الحديث عن رواتب المعلمين ورواتب موظفي الصحة، وهل ان اعدادهم قليلة ام كبيرة،  يستطيعون دفع رواتبهم، اما البقية فبإستطاعتهم التأكد منهم عن طريق البايومتري ومعرفة اعداد الموظفين، وكل هذه الامور في النهاية بحاجة الى التفاوض للوصول الى نتائج مرضية.

رووداو: كان السيد العبادي يتحدث عن صرف رواتب المدرسين في الإقليم في كل ثلاثاء تقريباً، وعندما علم بأن هذا الامر قد اثر سلبياً عليهم، أعلن بأنه لن يتمكن من صرف هذه الرواتب، ما هو تعقيبكم على هذا الامر؟

د.فؤاد معصوم: بالنسبة لي لن اتدخل في هذه التعقيبات، ما يهمني هو ان نصل بين الاطراف لبدء الحوار بأسرع ما يمكن، فإذا اصبح هناك اي تدهور في الاوضاع بإقليم كوردستان، لا اعتقد بأن اي طرف سيكون مستفيداً من هذا الامر في بغداد، وقد يصل هذا الوضع الى بغداد ايضاً، لذلك لا يمكن حل هذه المسألة بالتهرب، يجب الجلوس والحوار مع إقليم كوردستان والوصول الى نتيجة.                                                                                                                                                          
رووداو: هل ستتم المفاوضات قبل الانتخابات أم بعد الانتخابات، فهناك بعض الاراء تقول بأن العبادي سيستخدم هذه الورقة للضغط في الانتخابات؟

د.فؤاد معصوم: ارى بأن الكورد سيكونون موحدين اكثر بعد اجراء الانتخابات، وسيصبح لديهم 65 كرسياً على الاقل، واعتقد بأن مواقفهم تجاه بعضهم البعض ستكون افضل، عندئذ سيتنازل احد الأطراف، لا اعرف كيف، ولكن سيصلون الى بعضهم البعض.

رووداو: وإذا استمر العبادي على موقفه، كيف ستكون ردة فعلكم؟

د.فؤاد معصوم: عندئذ سنعقد اجتماعا مع جميع الاطراف، ولمعلوماتكم فأن المشاركين في اجتماع الرئاسات الثلاث لم تكن لديهم اي مواقف عدائية ضد إقليم كوردستان.

رووداو: اشار اياد علاوي في بيان له الى وجود مخاطر كبيرة على إقليم كوردستان، ماذا تقولون حول هذا الامر.

د.فؤاد معصوم: يبدو انه لديه امر ما، ولكنني لا اعراف ما هو.

رووداو: هل توجد مخاوف على إقليم كوردستان؟ او هل هناك ضغوط دولية على إقليم كوردستان؟

د.فؤاد معصوم: كلا لا اعتقد ذلك، فسياسة المجتمع الدولي كانت ضد إجراء الاستفتاء، ولكنه لم يكن ضد الكورد، ولم يكن ضد إقليم كوردستان، فبالعكس اصبحت اصواتهم تسمع ثانية، ولكن علينا ان نتوخى الحذر وان لا نخطىء ثانية، فالشعور الذي لديهم اتجاه الكورد، لا يعني ان نخطو لإعلان دولة.

رووداو: العبادي ايضاً يطالبه العالم بإجراء المفاوضات، هل ترى بأنه سيستمر على غروره؟

د.فؤاد معصوم: لن يربح شيئا من هذا الموقف، بل بالعكس قد يكون خاسراً.

رووداو: هل تعتقد بأنه يقف في الموقف السابق للكورد؟

د.فؤاد معصوم: لم يصل بعد الى تلك القناعة، فقد احتفل مؤخراً بتحقيق النصر، ولنعطيه فرصة أخرى، وسنستمر معه، لأن حل هذه المشاكل ستكون عن طريق التوافق وليس عن طريق العنف، فأنا حينما اتحدث اليهم اقول بأن المخاوف لن تكون فقط على إقليم كوردستان بل ستكون هناك مخاوف على العراق ايضاً.

رووداو: هل استطيع ان اعرف ما هي هذه المخاوف؟

د.فؤاد معصوم: من الممكن ان يعود ويظهر الإرهابيون ثانية حينما تكون هناك صراعات بين الاطراف.

رووداو: هل تقومون سيادتكم بحماية الحقوق الدستورية للكورد فقط؟ أم حماية حقوق جميع العراقيين؟

د.فؤاد معصوم: صحيح انني استلمت هذا المنصب لأنني انتمي للكورد، ولكن يجب ان تكون علاقاتي متساوية مع الجميع، وان احمي الكوردي والشيعي والسني والمسيحي ايضاً، وان اتدخل فوراً حينما ارى اي انتهاك يحصل للدستور واينما كان.

رووداو: ما عدد الانتهاكات التي حصلت ضد إقليم كوردستان لحد الآن؟

د.فؤاد معصوم: الطرفان قاما بإنتهاكات للدستور.

رووداو: قال السيد العبادي بأنه يجب السماح للمواطنين بالتظاهر في إقليم كوردستان، وانهم مستعدون لحماية المواطن بالتعاون مع الاجهزة الأمنية، فحماية المواطن هو من واجبهم، إلا ان بعض الاطراف العراقية ردت عليه وقالت اليس تأمين رواتب المواطنين هي من واجباتكم ايضا؟ هل ترى بأن هناك نية صافية في ارسال قوات اتحادية الى إقليم كوردستان؟

د.فؤاد معصوم: اذا ذهبت قوات اتحادية الى إقليم كوردستان في هذه المرحلة بالذات فستحدث مشاكل كبيرة، ولن ينجح اي امر اذا تم فرضه بالقوة بين إقليم كوردستان والعراق.

رووداو: كان من المقرر ارسال فوج رئاسي الى طوزخورماتو لنهدئة الاوضاع هناك، واعادة 50 الف كوردي الى مناطقهم التي نزحوا منها، لماذا لم يتم ارسال هذه القوات لحد الآن؟

د.فؤاد معصوم: نعم كان من المقرر ارسال فوج رئاسي الى طوزخورماتو، ولكن كانت هناك بعض الشكاوي التي تقدمت بها بعض الاطراف تقول بأن هذا الفوج سيقوم بحماية الكورد هناك، فتراجع السيد العبادي عن هذه المسألة، فقد كان يجب ان يتفق الطرفان على ارسال هذه القوات.
Top