• Tuesday, 07 May 2024
logo

أتفاق دهوك و غرب كوردستان.. النجاح والأنتصار المبدئي والفكري للبارزاني ووحدة الصف القومي

أتفاق دهوك و غرب كوردستان.. النجاح والأنتصار المبدئي والفكري للبارزاني ووحدة الصف القومي
مع أستمرار تطور موقع الكورد ضمن التحولات المتسارعة في الشرق الأوسط، فإن دور الكورد، كشخصية ولاعب فعال في الخلافات أو القضايا السياسية والأمنية والصراع الجيوكرو سياسي في المنطقة، يبرز يوماً بعد آخر.. فقد برهنت(3) أحداث و مستجدات مهمة هذه الحقيقة مؤخراً في أن الكورد لم يعودوا العنصر الملعوب به بل هم لاعب رئيس في المنطقة.
• 3 أحداث ستراتيجية مهمة:
1- نجاح المساعي الدبلوماسي للرئيس البارزاني وقيادة أقليم كوردستان في أقناع الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها في الحرب ضد أرهابيي داعش وأيصال الأسلحة والذخائر والأعتدة من أقليم كوردستان الى مقاتلي(كوباني) الأبطال، هنا كمستجد و منحى سياسي، ستراتيجي ، نلاحظ مدلولات هذه الخطوة و معانيها هي أهم من المساعدات نفسها فقد تم للمرة الأولى في تأريخ الكورد نقل الأسلحة والأعتدة من جزء من كوردستان، وعن طريق أكبر قوة في العالم للدفاع عن جزء آخر منها وتحريرها، وعن طريق الجو أيضاً، دون مراعاة موافقة السلطات الرئيسة في المنطقة.
2- نجاح مساعي الرئيس البارزاني في دعوة جبهتي(المجلس الوطني الكوردي)و(وتفدم) والأشراف على أجتماعهما للتباحث بشأن معالجة المسائل العالقة بينهما و توحد قدراتهما و صفوفهما من النواحي السياسية والأدارية والعسكرية وأستمرار أجتماعاتهما وصولاً لتوقيع أتفاق الطرفين وتوفيع أتفاق دهوك بينهما يوم 22/10/2014 بإشراف و حضور الرئيس البارزاني وأتفاقهما على تشكيل مرجعية سياسية مشتركة بينهما وتأسيس قيادة مشتركة لأدارة غرب كوردستان و تشكيلهما معاً جيشاً كوردياً مشتركاً لغرب كوردستان و ضمان حق الدفاع المشترك لجميع الأطراف.
3- الأنتصار الدبلوماسي للرئيس البارزاني والقيادة السياسية لأقليم كوردستان في تجسيد العلاقات بشأن غرب كوردستان مع تركيا و أتخاذ بإرسال قوات من بيشمه ركه كوردستان كسند مادي و معنوي فعال لغرب كوردستان و مشاركتها في الدفاع عن (كوباني) و مصادقة برلمان كوردستان العراق يوم 22/10/2014 وبالأجماع على مساندة قرار الرئيس مسعود بارزاني لأرسال قوات البيشمه ركه من جنوب كوردستان الى غربها عبر الأراضي التركية، وتتجسد أهمية المدلولات السياسية والستراتيجية لهذه الخطوة في أنها المرة الأولى التي تمرالقوات من أحد أجزاء كوردستان مع أسلحتها الثقيلة عبر تركيا لمساندة جزء آخر منها وأغاثة أبناء أمتنا.
ومن شأن هذه الأحداث الثلاثة التي تسمى بلغة الجغرافية السياسية ب(تغيير أساليب اللعبة- Game changer أن تبرز أكثر وأكثر تأثيرات و معطيات تطور المسألة الكوردية وتعزيز موقع الكورد في الصراعات الأقليمية وثبات وأستمرار تقدمها.. وليس خافياً أن ما أدى دوراً حاسماً في هذه الأحداث الثلاثة وبمنتهى الأهمية والمحورية، كان الدور القيادي للرئيس البارزاني و نهجه السياسي والقومي بشأن كوردستان و الذي أتبعه منذ بدايات التطوات في سوريا والذي يتطلب عرضاً سياسيا مختصراً لسياسات الرئيس البارزاني و مواقفة بشأن غرب كوردستان مع بداية تلك التطورات.
• العرض الأجمالي القومي لسياسة الرئيس البارزاني أزاء غرب كوردستان: في أعقاب شهر آذار من عام 2011 أصبحت سوريا في وضع جعل من المحال عودتها الى وضعها السابق، بإعتبار أن تطور أوضاع الكورد بالنسبة الينا و النقطة الجوهرية لسياستنا، فالمهم لنا هوماً الذي يتحقق في التحولات السورية للكورد، وماالذي يحل بوضع الكورد ومسألته في غرب كوردستان، وما مدى الفوائد والأضرار التي تلحق بهم وأي لاعب داخل الأحداث يساير موقع الكورد و طموحاتهم و مطاليبهم و مصالحهم وأي تحالف أو أحداث أو تحولات يمكن توظيفها لضمان تقدم المسألة الكوردية في سوريا، وكيف يمارس الكورد لعبتهم السياسية في خضم قضايا ذلك البلد وبأقل الخسائر واكبر المنافع، فلقد كانت هذه الأحداث والمسائل الجوهرية بالنسبة للقضية الكوردية المحور الأساسي لمواقف الرئيس البارزاني وسياساته و توجيهاته و للقيادة السياسية لأقليم كوردستان وكان الهدف والفكر المبدئي للبارزاني في التعامل مع غرب كوردستان هو وحدة الصف القومي والمشاركة الفعالة وبدأت معها الخطوات العملية للرئيس البارزاني بتوحيد الأحزاب ووضع برنامج مشترك لها، وقد أجتمع الرئيس البارزاني يوم 28/11/2011 في أربيل مع(28) من حزاب غرب كوردستان بعدها وبتوجيه من سيادته و مشاركته لاحقاً تم يوم 28/1/2012 في العاصمة مؤتمر أربيل للجالية الكوردية السورية، وقد أوضح سيادته في ذلك المؤتمر الخطوات العامة لمواقفة و سياساته كرئيس لأقليم كوردستان أزاء غرب كوردستان وكانت:
- إن أوضاع سوريا بالنسبة الينا هي في غاية الأهمية حيث تشهد الأوضاع، بالنسبة لمليوني كوردي هناك، تحولات متسارعة.
- على الشعب الكوردي أن يستعد ويتهيأ لمواجهة أية مستجدات أو الحداث فالمهم بالنسبة الينا هو ماذا تؤول المسألة الكوردية في سوريا واين يمتد أطار حقوقهم و موقعهم.
- نحن في أقليم كوردستان لا نتدخل في شؤونكم بل نستمر في مساندتكم .
- يقتصر شرطنا الأساس لأخوتنا في غرب كوردستان في أن تبقى صفوكم موحدة فأمامكم أوضاع في منتهى الحساسية وعليكم الأبتعاد عن الحزبية الضيقة والتسلط والأستمرار في العمل المشترك وأتباع النهج الوطني والقومي الكوردي الى أن تحسم أوضاع سوريا.
- وبالنسبة لسياسة الكورد في غرب كوردستان يجب أن تبنى سواء كانت في التعاون أو المواجهة أو الأبتعاد أم التقارب مع أية قوة أخرى على الساحة السورية أن كانت النظام أم المعارضة، وفق توجهاتها بشأن المسائل الرئيسة للكورد هناك وأساليب معالجتها.
وفي أطار العرض الأجمالي والمسار الذي وضعه الرئيس البارزاني أساساً لتعامل أقليم كوردستان مع مسألة غرب كوردستان وقواها الأساسية لتوحيد صفوفها، وبعد مباحثات مكثفة فقد تم يوم 11/7/2012 تأسيس الهيئة الكوردية العليا بين (ب.ي.د. والمجلس الوطني الكوردي وتم بحضور الرئيس البارزاني توقيع أتفاقية أربيل و معالجة للمعوقات التي تعترض الأتفاقية فقد تم ثانية وفي شهر آيار من عام 2013 إعادة توقيعها بحضور السيدة ليلى زانا والسيد عثمان بايدمير نحو الألتزام بإتفاق أربيل 2 في شهر 11 من ذات العام وبعلم من الرئيس البارزاني.
وبعد التحولات الذاتية والموضوعية الأخيرة فقد بقى مسار الرئيس البارزاني على ذات النهج بحيث لا يجوز القتال بين الكورد في غرب كوردستان، وأياً كانت الأسباب والأهداف أو أن يكون الكورد طرفاً في التصنيفات الجيوبوليتكية أو الأقليمية والمذهبية، ما حدا بالرئيس البارزاني أن يشرف يوم 14/10/2014 ثانية على أجتماع آخر لجميع القوى السياسية في غرب كوردستان نجم عن توقيع أتفاق دهوك يوم 22/10/2014الذي برهن عدة حقائق:
1- الدور المحوري للرئيس البارزاني ليس كرئيس لأقليم كوردستان فحسب بل كمظلة جمعت كل القوى الكوردية.
2- وبرهن لجميع أطراف غرب كوردستان مدى الأضرار التي تلحقها أو ألحقتها مسارات عدم قبول الأخر والتسلط والتشرذم في العمل بالمسألة الكوردية في غرب كوردستان وبمراعاة التحولات الأخيرة والأعداء والتهديدات المشتركة ما يفرض عدم خرق أتفاق أربيل(1 و2) ثانية.
3- وقد تبين أن الكورد قد تمكنوا، بوحدة صفوفهم وقبول الآخر والعمل المشترك، أن يدفعوا الولايات المتحدة الى مسار تأريخي ضم نقل السلاح الكوردي من أحد أجزاء كوردستان جوفً وبطائراتها العسكرية الى جزء آخر منها، وتمكنا بدعمنا ومساندتنا لبعضنا البعض من تغيير سياسة تركيا أزاء مسألة(كوباني) وغرب كوردستان عموماً والذي نجم هو الآخر عن قرار أرسال قوات بيشمه ركه كوردستان الى كوباني عبر الأراضي التركية.
4- وأن المناوشات الأعلامية والخطاب الديماغوغي لأغراض الأستهلاك المحلي الذي أستخدمته بعض الأطراف والقوى في جنوب كوردستان لأغراض الصراعات الحزبية والأجحاف بحق الدور المحوري للرئيس البارزاني كانت مساعي عقيمة وسياسة فاشلة.
5- وتبين أن السياسة السليمة والصحيحة هي ألا يجعل الكورد نفسه طرفاً مع التصنيف الفكري والمذهبي والجيوبوليتيكي الراهن على الساحة السورية فالواضح أن سوريا، كبلد و دولة، لم تبق لاعباً جيوسياسياً، بل اصبحت مسرحاً واسعاً للصراعات السياسية بين القوى المحلية والأقليمية والعالمية.
6- وتبين مع أستمرار أو تحول أقليم كوردستان و مرجعية الرئيس البارزاني، كخيمة جامعة للقوى السياسية في غرب كوردستان، أن الأقليم، كجزء محرر من الوطن، هو العمق الستراتيجي لغرب كوردستان وأن الأنتصارات البطولية ل(كوباني) في الدفاع عن أرض كوردستان والتعاون والتنسيق الميداني بين البيشمه ركه وبين مقاتلي كوباني والعمل المشترك الدؤوب فيما بينهما ستصبح هي الأخرى عمقاً ستراتيجيا مهما من شأنه تعزيز موقع أقليم كوردستان في الخلافات القائمة مع وبغداد وبينه وبين تركيا أو إيران أو المجتمع الدولي.



ترجمة/ دارا صديق نورجان
Top