• Tuesday, 07 May 2024
logo

في حرب واسعة ... البارزاني كسب المعارك

في حرب واسعة ...  البارزاني كسب المعارك
يخوض جنوب كوردستان حرباً واسعة و متواصلة لتأمين حقه في تقرير مصيره، و ستراتيجيته تتمثل في وتتوجه نحو السير لتشكيل دولة كوردستان و ممارسة ذلك الحق الطبيعي بأسلوب سلمي بعيد عن العنف و التطرف وهي هدف Objective وليست حلماً.. هناك مثل أنجليزي يقول :
To win the war- you should not lose the Bat tles
أي إن أردت كسب الحرب، عليك ألا تخسر المعارك .
• المراحل المتوافقة
إذا كانت الحرب سياسة بأسلوب آخر، فإن ذلك يعني أن شعبنا هو في حرب مستمرة لتأمين حقه الطبيعي في تشكيل دولته وهي حرب تتكون في عدة معارك مستمرة و بجبهات مختفلة فصعوبة و تصميم الأنتفاضة المباركة لشعب كوردستان في آذار 1991 و بدء العملية الوطنية Nution Bailding و بناء الأمة والنجاحات المتواصلة خطوة بخطوة لعملية الأنتقال نحو الديمقراطية.
Transition in to Democracy و دخول عملية ترسيخ و تعزيز المكونات والمؤسسات الديمقراطية الكوردستانية، consolidating Democracy هي الأخرى عملية مستديمة وهي بعمومها متوافقة مع أستمرارية الحركة التحررية الوطنية والقومية لأن تحرير جنوب كوردستان شبرا شبراً و ترسيخ السلطة الدستورية و قانون أقليم كوردستان والأعلام والحماية وأستحصال الأعتراف الدولي بكيان جنوب كوردستان المستقل هي التي تنهي هذه المرحلة، هذا هو المنطلق لمسألة أقليم كوردستان كقضية مختلفة داخل علم العلاقات الدولية، لأنه الموضع الوحيد في العالم الذي يخوض(3) عمليات متوافقة في آن واحد في (البناء الوطني – الأنتقال نحو الديمقراطية و ترسيخ المؤسسات والثقافة والآلية الديمقراطية – النضال التحرري القومي والوطني) وتستمر سياسة الرئيس البارزاني، كرئيس منتخب لهذا الشعب على أساس (بقاء أقليم كوردستان و تطويره و تقدمه نحو تحقيق حق تقدير المصير.. ولو أمعنا النظر في بانوراما تصريحات الرئيس البارزاني و مواقفه و مبادئه السياسية والدبلوماسية لتوصلنا الى نتيجة أن الرئيس البارزاني يحتاج- على طريق كسب الحرب الكبرى، الى كسب المعارك والجبهات المختلفة.
• التهديد الأكبر:
لقد كانت حرب أرهابيي داعش، بعد عمليات الأنفال والقصف الكيمياوي لكوردستان، الخطر الأكبر على بقاء أقليم كوردستان و نمائه وتطوره، ثم أنه من السابق لأوانه الحديث عن(من و كيف) شجع داعش على مهاجمة أقليم كوردستان في آب 2014، إلا أن الجواب على(لماذا) مهاجمة الأقليم هو في منتهى السهولة، وجاء توقيت مهاجمة داعش لأقليم كوردستان تماماً عندما توجه الرئيس البارزاني بعملية أجراء أستفتاء لتنفيذ حق كوردستان في تقرير المصير الى برلمان كوردستان العراق وطلب تأسيس المفوضية المستقلة للأنتخابات في أقليم كوردستان وكان جميع من يناهضون تحقيق هذا الطموح الكوردي إنما أنتفعوا من هجمات داعش للأقليم معتقدين أن الكورد سوف يتعرضون بذلك الى حرب أستنزاف طاقاته وتدميرها أي War of Attrition ويضعف تركيزه وقد راته بهذا الصدد، و إعادة وأنتزاع المناطق الكوردستانية خارج إدارة الأقليم من أيدي الكورد و تحديد العمق الستراتيجي لجنوب كوردستان.
• إرادة فولاذية:
إلا أن حساباتهم للأرادة الفولاذية للرئيس البارزاني و روح المقاومة لدى جماهير كوردستان و بيشمه ركه كوردستان الأبطال والأمكانيات الدبلوماسية للقيادة السياسية لأقليم كوردستان قد أخطأت و خرج الرئيس البارزاني من هذه الحرب منتصراً بحكم موقعه و شخصيته القيادية الفتره، بإعتباره أمتداداً لقيادة البارزاني مصطفى و ريادته و زعامته، في الحركة التحررية لشعب كوردستان.. ولو أخذنا على سبيل المثال حرب أرهابيي داعش لوحدها في فترة زمنية محددة، أي خلال الفترة من حزيران 2014 الى يومنا هذا 29/12/2014 لو جدنا أن انتصارات البارزاني على جبهات الحرب المختلفة بارزة...
• 3 ستراتيجيات..
في بداية مهاجمة داعش لأقليم كوردستان فقد تمكن الرئيس البارزاني بمعنويات فولاذية عالية الى جانب جميع القوى السياسية الكوردستانية المناضلة والبيشمه ركه الأبطال، من صيانة ستراتيجية ثلاثية جوهرية والمباشرة المتأنية بتنفيذها.
1- ستراتيجية أيقاف تقدم داعش.
2- ستراتيجية طرد داعش في المناطق التي أحتلوها من أقليم كوردستان.
3- مساندة أية قوة أو طرف يخوض حرب داعش والأشادة بأي طرف يدعم أقليم كوردستان في حربه هذه.
ولتفنيذ هذه الستراتيجيات الثلاث، فقد أستخدم الرئيس البارزاني،و كجزء من القوة الستراتيجية للأمة، الأمكانيات والأبعاد الدبلوماسية و حصد نتاج تلك السياسة السليمة التي كان أقليم كوردستان يسير عليها، وفي أقل من 24 ساعة فقد دخلت الولايات المتحدة، وأيران الأسلامية في آن واحد مسار المواجهة وشاركتا بصورة عملية في مساندة شعب الأقليم لأيقاف تقدم داعش .
- حيث شاركت أيران بإرسال العتاد اللازم والولايات المتحدة بتأمين الدعم الجوي للأقليم، وبعد إعادة تحرير الأكثرية الساحقة للمناطق الكوردستانية خارج الأقليم، فقد بشر الرئيس البارزاني من على جبل شنكال(سنجار) كمحقق للأنتصارات شعب الأقليم بأنهاء المرحلة الثانية أيضاً.
• الحراك الدبلوماسي
إن الحراك السياسي والدبلوماسي الذي حدث خلال هذه المدة في أقليم كوردستان كان نصراً مبيناً آخر للرئيس البارزاني في المجال الدبلوماسي وأقناع المجتمع الدولي بإن شعب أقليم كوردستان إنما يمثل العالم الحر، ويحارب بشجاعة وأقدام أقوى تنظيم أرهابي دولي ومنها تحقيق تحالف دولي مؤلف من 61 دولة لمحاربة هؤلاء الأرهابيين وأعتبارها قوات بيشمه ركه كوردستان أهم قوة تواصل دحر الأرهابيين على الأرض.. و زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية، كأول رئيس لدولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي للأقليم الى جانب رؤساء الوزارات و وزراء الخارجية والمسؤولين العسكريين للدول والعلاقات المتواصلة مع البيت الأبيض الأمريكي وأرسالهم للأسلحة والعتاد الى أقليم كوردستان و تدريب قوات البيشمه ركه في بلدانهم على الأسلحة الحديثة والمتطورة وأختيار الرئيس البارزاني من قبل مجلة Time كشخصية عام 2014 على مستوى العالم .... هذه كلها هي في الواقع الأنتصارات التي قادها الرئيس البارزاني بجدارة و حققها لشعبنا بكل أخلاص.
• متابعة الغرب
وعلى المستوى القومي فقد كانت أنتصارات البارزاني جبهة أخرى من الحرب قد تحققت بإقناع القوى الدولية بإرسال جنوب كوردستان للأسلحة والذخائر الى (كوباني) ومن ثم نجاحه في أقناع الولايات المتحدة وتركيا بإرسال قوات من بيشمه ركه كوردستان عبر تركيا لمساندة مقاتلي كوباني والأستقبال الشعبي العارم الذي لقيته قوات البيشمه ركة في شمال كوردستان وأصداء هذه العملية أزاء الشعور القومي ووحدة صفوف الأمة، كانت هي الأخرى نصراً كبيراً جداً للرئيس البارزاني.
• أتفاق الأقليم وبغداد:
كما أن أتباع سياسة منح الفرصة الأخيرة للعملية السياسية العراقية، و دون أي تبدل أو تغير أساسي في مواقف و موقع أقليم كوردستان على مختلف الملفات لا بل بالعكس وجود تحول أيجابي في بعض أعمال و مسارات العملية السياسية ووحدة مواقف جميع الأطراف السياسية الكوردستانية أزاء هذه المسألة و تحقيق أتفاق أربيل- بغداد في 2/12/2014 ، كانت هي الأخرى أنتصاراً عظيماً.
• الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني و القائمة السوداء الأمريكية: قامت الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بإصدار قانون (باتريوت آكت) وأسست وزارة الأمن الداخلي وإعادت النظر بقوانين الهجرة وتعليمات الفيزا وقد تبنت وزارة الأمن المحلي الأمريكية، وعن طريق منظمة START في جامعة ميريلاند، موقعاً أحصائياً لمراقبة جميع المنظمات الأرهابية التي نفذت أعمالاً أرهابية خلال الفترة 1970 الى يوم 11/9/2001 والأفراد الذين نفذوا علميات أرهابية بصفة شخصية، والأحزاب والمنظمات التي أجرت نضالاً مسلحاً في مختلف البلدان، أزاء حكوماتهم ذات السيادة، والمعروفة ب(Tier3) ، وقد أدرجت(800) حزب وطرف سياسي على مستوى العالم، ومن بينها الأتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق ضمن قائمة سوداء وكان من المقرر أن يلتقى الرئيس البارزاني يوم 31/1/2014 الرئيس الأمريكي أوباما في البيت الأبيض إلا أنه، و بسبب عدم أيفاء الولايات المتحدة بوعدها حتى ذلك الحين في رفع أسم البارتي والأتحاد من تلك القائمة السوداء، فقد ألغى الرئيس البارزاني زيارته الى الولايات المتحدة وتم تبليغ الأدارة الأمريكية بكل وضوح: بإن الرئيس البارزاني لن يزور الولايات المتحدة طالما لم تعالجوا هذا الموضوع ولم ترفعوا هذا الظلم الكبير على القوتين السياسيتين الكوردستانيتين، وقد قام الكونكريس الأمريكي في شهر ديسمبر من عام 2014 بالفعل وعن طريق قانون خاص برفع أسم البارتي والأتحاد فقط، من القائمة السوداء تلك من أصل 800 حزب و طرف ومنظمة مدرجة فيها، وما زالت منظمتا المؤتمر الوطني الأفريقي التي أسسها مانديلاً و حركة فتح الفلسطينية مدرجتين ولم يتم رفعهما من القائمة و كان ذلك نصراً و نجاحاً آخر لموقع الرئيس البارزاني و شهرته وأهمية دوره في الحركة السياسية العالمية.
• من السعيد ومن هو القلق و الممتعض؟
لقد أسعدت هذه الأنتصارات قلب كل كوردي مخلص و محب للسلام والديمقراطية ، إلا أن من يعملون حتى الأن وفق أحقادهم السياسية ويعتبرون كل أنتصار للكورد والبارزاني هزيمة و فشلاً لهم، وكما شهدنا ذلك بعد عملية تحرير شنكال، فقط قام الجناح المتطرف في (ب،ك،ك) و(ه.د.ب) و دميرتاش و جمعة وقرسوو سنان جودي والذين كانوا قبل ذلك يتحدثون عن فصل شنكال(سنجار) و خانقين و كركوك من جنوب كوردستان، بذريعة أعتماد أدارات محلية لتلك المناطق، إنما طعنت بخنجر الغدر المسموم في ظهر الوحدة القومية التي تحققت في أعقاب ذهاب قوات البيشمه ركه الى كوباني وأتفاق دهوك للأطراف السياسية من غرب كوردستان .. ولقد أنتصر الكورد الآن، وأكثر من أي وقت آخر من تأريخه، في حربه نحو الأستقلال وستبقى وحدى الصف الكوردي الضمانة الحقيقية للأنتصار المبين في حربه الكبرى.

• عضو قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني.


ترجمة / دارا صديق نورجان
Top