• Tuesday, 07 May 2024
logo

الرياليزم بين أربيل و واشنطن ...لماذا يحتاج الكورد الى مزيد من المساعدات والتعاون الامريكي

الرياليزم بين أربيل و واشنطن ...لماذا يحتاج الكورد الى مزيد من المساعدات والتعاون الامريكي
إن البيئة الستراتيجية الراهنة للشرق الاوسط هي أمام تحول كبير وأن العناصر الكامنة وراء ذلك التحول وأستمراره هي (3) أسباب رئيسية :
1ـأنسحاب القوات الامريكية من العراق في عام 2010
2ـمظاهرات وأنتفاضات الدول العربية في عام 2011والتى سميت ب (الربيع العربي)
3ـ ظهور منظمة داعش الارهابية و سقوط الموصل وأعلان دولة الخلافة الاسلامية
وقد أصبح أنسحاب القوات الامريكية من العراق بداية لقسم من التحولات التى طرات إلا أن تلك العوامل الثلاثه بصورة عامة كانت السبب الرئيس لتغير ستراتيجية الشرق الاوسط وأيجاد معادلة جديدة في المنطقة وأن العوامل التي تضمن أستمرار تلك التحولات والمتغيرات في البيئة الستراتيجية هذه هي عبارة عن :
*حدوث فراغ في الستراتيجية الامنية في الشرق الاوسط
(Strategy security vacuum)
• ظهور أكثر للدولة الفاشلة في المنطقة ( Failed state )،
وذلك من ليبيا وصولا الى اليمن ومنه الى سوريا والعراق
• حل و عادة تشكيل تلك التحالفات التى كانت سائدة قبل وجود تلك البيئة الستراتيجية المتغيرة في الشرق الاوسط مثل التحالف بين تركيا والامارات والسعودية ومصر والاردن وكذلك بين ايران وسوريا وبين ايران وشيعة العراق وشيعة الكويت والبحرين والسعودية واليمن وحزب الله اللبناني ،وقد أضطرب صنيف تللك التحالفات وبصيغتها وهي الان في مرحلة إعادة الصياغة والتصنيف .ولا يعرف أي أتجاه تتبعه تلك البيئة .بل وقد أصبح الوضع بكامله مرحلة أنتقالية مضطربة .وتغير بالتالى الموقع الحدودى بين تلك الدول ضمن تلك البيئة المضطربة،ولو أمعنا النظر ،ضمن هذا الاطار في الحدود القائمة بين سوريا وبين كل من العراق وتركيا والاردن ولبنان وكذلك بين السعودية واليمن ،لو جدنا أن المعاني الراهنة للحدود قد تغيرت وبشكل كبير وهي على العموم ليست اليوم ذات المعنى والموقع الذى كان سائد اقبل تلك التحولات ما يمكننا من القول :
أن الشرق الاوسط القديمة هي اليوم فى ساعاتها الاخيرة تقابلها منطقة شرق أوسط جديدة هي اليوم في ساعات ولادتها الى جانب بدايات ظهور نظام أقليمى جديد
(New Regional order) والأكيد أن النقطة المهمة داخل هذه البيئة التمحولة والتي لم تظهر بالكامل حتى الان بصورتها الحقيقية هي الصراع القائم بين تلك المشاريع التى تسعى على مستوى المنطقة أن تترك بصماتها بشكل أوضح على مشكلات الشرق الاوسط الجديدة وقضاياها.ونرى ذلك أن (نموزج) هذا التحول و الان أمام المشروع الامريكي قبل غيره وتسعى ،كيفما تمكن ، من الحفاظ علي موازين القوى وأن يمنع الصين و روسيا من أن تكون لها سلطة بارزة في الشرق الاوسط الجديدة هذه ،ما يبين أن الولايات المتحدة تبذل قصارى مساعيها في بناء ميزان للقوى بين ايران و تركيا وكذلك بين السنة والشيعة على مستوى الشرق الاوسط وذلك لكون ظهور التطرف السني يحتاج الى بناء توازن بالمقابل منه ولو تابعنا من هذا المنطق التقارب القائم بين ايران وبين الولايات المتحدة فهو يعتبر في هذه المرحلة جزءأ من هذه القضية أوالمشكلة.
وفضلا عن المشروع الامريكي للمتغيرات والتحولات في منطقة الشرق الاوسط الجديد ،هناك مشروع أيراني و تركي يحاول كل منهما أن تحدد توجه تسلطها بشكل أكبر في المنطقة المذكورة مع وجود مشروع كوردي ضمن هذه القضية الجديدة،وعندما نقول المشروع الكوردي على مستوى الشرق الاوسط :فليس هناك أدنى شك في أن محرك هذا المشروع هو جنوب كوردستان الموجود كعامل فعل ضمن هذه المشكله كي يكون الكورد هذه المرة هو الفاعل (subject) في أعادة تنظيم الشرق الأوسط الجديد لا أن يكون مجرد موضوع (object) داخل القضية بالنسبة للاخرين .ونلاحظ ضمن هذه القضية وجود المشروع الجهادي المتطرف للسنة في تحديد من يتزعم السنة في الشرق الاوسط الجديد.
• السياسه الامريكية والكورد في متغيرات المنطقة : لو أمعنا النظر في السياسة الامريكية أزاء الكورد من منطلق سياستها أزاء الشرق الاوسط، نجد أن الواضح هو أنه لم تكن للولايات المتحدة حتى الان أيه سياسة واضحة ومعلنة ورسمية مقابل كورد العراق في الشرق الاوسط ،وأن السياسة التي تتبعها حتى الان هي ،كما يقولون ،سياسة التعامل مع الوضع (situation based policy )أو بشكل أوضح نقول أن السياسة الامريكية أزاء الكورد ،كانت في أطار سياسة (كراند الستراتيجية)(Grand strategy) في العراق وعموم الشرق الاوسط الا أنه ونتيجة التحولات الكبرى التى حدثت باستمرار في الشرق الاوسط وبروز موقع الكورد في الحرب ضد أرهابيي داعش و فاعلية وتاثير أقليم كوردستان على أستقرار المنطقة ودور الكورد كفاعل نشط وسط الاحداث وفاعلية دور الرئيس البارزاني والقيلدة الكوردستانية في أحداث سوريا وتوركيا و على سياسة الطاقة في المنطقة أيضا والتصميم والاصرار على حماية أقليم كوردستان كمنطقة أمنة ومستقره ،هذه كلها تعني أن السياسة الامريكية هي الان في مرحلة إعادة بناء الذات والصياغة أزاء عموم المنطقة وأن سياسة أمريكية رسمية أزاء الكورد هي الان على وشك الظهور .والسوال هنا هو ترى أية أشارة لظهور هذة السياسة يمكن الشعور بها وهل هناك مقياس لبناء هذه المسائل عليه ؟وتنبع الاجابة على ذلك من أن المشاركة المباشرة للولايات المتحدة في حماية أقليم كوردستان قد اصبحت جزءأ من سياستها الخارجية ويتم الاصرار والدفاع عنه بصورة رسمية على مستوى البيت الابيض والكونكريس و وزارة الدفاع (البنتاغون ) كما أن المباحثات والمقترحات التى يتم تداولها داخل الكونكريس والتي تطالب بتزويد البيشمه ركة بالاسلحة الثقيلة بصورة مباشرة أسوة بالمشاركة المباشرة للقوات الجوية الامريكية في معارك قوات البيشمه ركة ضد داعش ،كما أنها هي المرة الرابعة التى يزور فيها الرئيس البارزاني البيت الابيض الامريكي ،هذه كلها أشارات كي يتم الشعور بوجود سياسة أمريكية جديدة أزاء كورد العراق وذلك كي يتمكن أقليم كوردستان وبشكل أقوى من المساعدة والتعاون في إعادة صياغة خريطة الشرق الاوسط الجديد ،إلا أن تلك السياسة،ورغم ذلك يتم التعامل معها بساسية (cautious policy )ولم تتخذ بعد أسلوبها وصورتها في المنطقة ..إن ما نامله نحن الكورد ونتمنه ونعمل من أجل تحقيقه هو أن يتم تفعيل هذه السياسة والعلاقات على جملة مستويات سميا وأن النقطة المشتركة بالنسبة لكلينا اليوم هي دحر أرهابيي داعش ما يضعنا أمام الحاجة الى توسيع الدعم والاسناد العسكري والى مساندة الولايات المتحدة لاجراء عملية الاستفتاء كي يقرر شعب كوردستان مصيره بنفسه ،وفي ذلك فاننا نسعى لبناء قناعة لدى المقابل أن بأمكان أقليم كوردستان أن يكون عاملا أكثر فاعلية لضمان أستقرارالمنطقة وفي اعادة صياغة خريطتها السياسية وألا تسمح بتكرار الاخطاء الموجودة في صياغة سايكس بيكو ،وذلك لان حدود دول الشرق الاوسط القديم لا تعبر عن حقيقة واقع مكون المنطقة ما يعني أن الكورد يحتاج الى المساندة الامريكية كي يؤدي دوره فى هذه المسالة أيضأ وهناك جانب أخر يكاد يكون مبأد معتمدأ على مستوى اعادة صياغة النظام الدولي وهو عبارة عن الامن والتنمية والقيم مع النظام الدولي (security prosperityvaues and internationalorder)
وفي ذلك فقد أكدت سوزان رايس في محاضرة ألقتها خلال شهر شباط الماضي في معهد بروكينكز ،وبكل صراحة أن بناء ستراتيجية الامن الوطني يكون علي أساس (4) عناصر رئيسة وهي (الامن ،التنمية ،القانون والقيم التى تكون أساسأ للنظام الدولي .لذلك لو كان هذا هو اساس سياسة الامن الوطني الامريكي فأن بأمكان أقليم كوردستان أن يؤدي وبفاعلية دورأ أيجابيأ ومساعدأ في بناء هذا النظام الجديد في الشرق الاوسط ما يجعلني أن أربط مجمل هذا البحث بمقولة للرئيس أوباما جاءت في لقاء خاص خلال شهر أب من عام 2014 عندما سأله توماس فريدمان :لماذا قررتم مساندة أقليم كوردستان فأجابه الرئيس أوباما قائلا: ذلك لان أقليم كوردستان تتم إدارته وفق صيغة كانت هي طموحنا ورغبتنا ولو كنا نرغب لو تمت إدارة بقية المناطق وفق ذات الصيغة التى أتبعت في أقليم كوردستان الذي يتمتع بالتسامح والتعايش وكنا نرغب أن يكونا سائدين في المناطق الاخرى لذلك نعتقد بضرورة حماية أقليم كوردستان في العراق . لو أمعنا النظر في راهن السياسة الامريكية ،لوجدنا أن هذه السياسة الجديدة هي علي وشك التحقق.)

* عضو مجلس قيادة الحزب
الديمقراطي الكوردستاني
Top