• Tuesday, 07 May 2024
logo

الى السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان

الى السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان
الى السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إضرب الحديد وهو ساخن، هذه فرصة تاريخية لن تكرر مرة أخرى، فرصة بناء مستقبل لأمة عريقة عانت عبر التاريخ، إنها فرصة لأنقاذ الأمة الكوردية من الذل والهوان والتقهقر والاحتلال والظلم والطغيان والاستبداد خلال مائة سنة، إن كنت تنتظر اتفاق الأطراف الكوردية فهو مستحيل، وإن كنا نتمنى حصول ذلك، فهناك أطراف ستكون حجر عثرة وعقبة كأداء في طريق الاستقلال، وهناك أطراف ستلجأ إلى الأعداء لإفشال هذا المشروع، وهناك أطراف ستكون مساندة لك، ولكن ليست ثمة إرادة أقوى من إرادة الشعب، فالشعب إذا أراد شيئا تحقق، وما حققته الشعوب بقي راسخا، فالدول التي استقلت والتي انفصلت والتي اتحدت، تحقق ذلك كله بإرادة الشعب القوية، فشعب كوردستان سيبقى داعما ومساندا لك، وكل من يقف ضد هذا المشروع القومي فهو خائن سيلعنه الشعب والتاريخ والضمير الحي، لقد حاولت جاهدا مع الاخوة العرب وخاصة الشيعة من أجل بناء دولة عراقية مدنية ديمقراطية تعددية، لكنهم لم يفوا بوعودهم عندما استلموا السلطة ونسوا ماضيهم، وكأن شيئا لم يكن من قبل، إنها الأيدولوجية الدينية الخبيثة التي تفرق أبناء الوطن الواحد، ونحن في كوردستان ليست لدينا هذه المشاكل الطائفية والعرقية والمذهبية الدينية، بل نفتخر بتعايشنا السلمي بين الأديان والقوميات والمذاهب.
ولو أن جنابكم أعلن دولة كردستان قبل سنة لكان خيرا لنا، فمعلوم أن حكام بغداد تفردوا بالسلطة، وتجاوزا الحدود في الظلم والجور، وخرق الدستور، وضرب القانون عرض الحائط، أين موازنة كردستان لسنة 2014- 2015؟ أين رواتب الموظفين؟ أين حقوق البيشمركة؟ أين الأسلحة المرسلة من قبل الدول إلى البيشمركة؟ أصبحنا غرباء في هذا الوطن الغريب، أصبحنا نتهم في كل مشكلة تقع في العراق، ولولا خشية العذال لقالوا البارزاني سبب الزلزال، مع أن الجميع يعلم ماذا قدمت لهولاء من دعم ومساندة ومحبة، ولكن مع الأسف الأسيف فقد ذهب كل ذلك مهب الريح في مخيلة هؤلاء.
حان وقت الإعلان، اليوم أفضل من غد، فالأوضاع متقلبة، والوقائع متسرعة، والحروب مستمرة، وداعش إلى الأفول، والحشد الشعبي قادم، والصراعات الداخلية لن تنتهي، والدول الغربية تساند الإستقلال، وتركيا ترى ذلك في مصلحتها، وإيران لا حول لها ولا قوة فهي منهمكة في حربها ضد أعداء أيدولوجيتها الدينية في اليمن وسوريا ولبنان والبحرين والعراق، وهي على وشك الانهيار الاقتصادي بسبب حرب السعودية الاقتصادية ضدها، إضافة إلى مشاكلها الداخلية التي تنخر جسمها.
ولا ريب أن تأسيس الدولة من حق الشعوب، فمبدأ حق تقرير المصير Self-determination حق طبيعي لكل شعب، وفق مباديء الأمم المتحدة، وحتى الدستور العراقي يسمح بالاستقلال، لأنه ورد في الدستور العراقي الدائم، أن الدستور العراقي هو الضامن الوحيد لوحدة العراق، ومفهوم المخالفة، أن عدم الالتزام بهذا الدستور وخرقه سيكون سببا لتقسيم العراق وتشتيته وتمزيقه، وهذا الذي يحصل في العراق اليوم، حيث إن هذا الدستور يخرق ليل نهار، ولا أحد يحرك ساكنا، وخير مثال على ذلك مادة 140 المتعلقة بكركوك والمناطق الأخرى المستقطعة من كردستان، حيث حددوا سنة 2007 أخر سقف زمني لتطبيقه، ونحن الآن في سنة 2016 والمادة لا زالت معلقة، إذن لا قيمة لهذا الدستور، ولا شراكة مع هؤلاء، لأنهم لم يلتزموا بتعهداتهم ووعودهم، بل هؤلاء تآمروا على جنابكم، حيث قطعوا الموازنة لتحريض الشعب ضدكم، ولكن انقلب السحر على الساحر، حيث أدرك شعب كردستان خبث هذه المؤامرة فوقفت موقفا مشرفا معكم، والشعب الكردي صامد صابر وهو بكل تأكيد سيقف وقفة مشرفة لدولة كردستان الحرة.
د.عرفات كرم ستوني
27-6-2016
Top