• Monday, 06 May 2024
logo

ماهو مخجل ..!

ماهو مخجل ..!
ماهو مخجل ..!
كريم المدرس
ان الحرب مع داعش لم تنته بعد، وان قلوب امهات بيشمركة الثكالى اللائي قدمن قرابة الف وثمانمائة شهيد واكثر من عشرة الاف جريح لكسر شوكة ارهابيي داعش وصد انتشارها في المنطقة مازالت تنزف دما، حتى سرعان ما بادر القائد العام للقوات المسلحة العراقية بجزاء الاحسان ب( الاحسان) وامر بان تدار فواهات بنادق الجيش العراقي الذي هزم دون اية مقاومة في عهد رئيس الوزراء السابق في مدينة الموصل تاركا ورائه ثلاثة الوية عسكرة باكمالها، تجاه قوات بيشمركة كوردستان، انه لامر يبعث الى الاندهاش بل والى الخجل حقا ..!!
انه لامر مخجل حقا ان تقوم القيامة ولم تقعد بمجرد طرح فكرة القيام باجراء استفتاء في اقليم كوردستان، غير ان جملة ردود الافعال التي جاءت بعد اجرائه كانت اكثر غرابة، بل صادمة تدعو هي الاخرى الى الخجل حقا، وهذا ما يدعونا الى التساؤول ترى اين هو العالم المتحضر من هذا المطلب الجماهيري، ولماذا هذا الصمت القائم تجاه التصعيد والاجراءات العقابية التي تتخذها بغداد تجاه اقليم كوردستان ترى هل اغتصب الكورد حق احد، هل انفل شعبا او رشه بالكيمياوي، هل اعدم احدا دون محاكمة، هل اخترق القانون او هتك الدستور، ام ان الحاجة الى قوات بيشمركة كوردستان انتهت بعد ان كسرت شوكة داعش التي اهابت العالم باجمعه ..؟!
بل ولماذا يصر الجميع على وحدة العراق وحل المشاكل وفق الدستور، اليس هناك من يتساءل انه لو تم الاحتكام الى الدستور حقا لما حال الوضع الى ما هو عليه الان ؟ او ان هذا الصمت يظهر فعلا زيف دعوات العالم المتحضر الى الديمقراطية والمساواة والعدالة وحقوق الانسان، بل ولماذا يتناسى الجميع بان الامر كله لايخرج من دعوة شعب مضطهد لابطال عقدة نكاحه مع مركز يعلم، بل ويشهد العالم جيدا بان هذا النكاح تم قسرا، وان هذا المركز بات صديقا حميما حتى تطالبه بما يحق لك كما جاء في الموروث الكوردي .. ( نحن اخوة الى ان تطالبني بحقك) وعندما طالب الشعب الكوردستاني ابسط حقوقه (اثر ردة افعال بغداد) بادر المركز بابطال صيغة هذه العلاقة متجاوزا الدساتير الدولية التي احق بموجبها ممارسة الفدرالية في اطار البلد الواحد ... لكن هذا كله ليس ما يدعو الى الخجل فحسب في مسالة استفتاء كوردستان، وانما المخجل حقا هو مايلي :
- ان تظهر بغداد بعد كل ما قدمته قوات بيشمركة كوردستان من تضحيات جسام من اجل الدفاع عن كرامة العراق، وبالاخص عن المدينة الحدباء التي سقطت اثر سياسات المالكي المشبوهة بيد قوات داعش والذي وصف اهلها بعد تحريريها بمساندة بيشمركة كوردستان بالاعداء وعديمي الاخلاق، تظهر بعد كل هذا ناكرة النعمة وتدير فواهات بنادقها الى بيشمركة وشعب كوردستان ..!
- ان يجد الشعب الكوردي نفسه وحيدا وسط صمت دولي تجاه صعيد فوري اقليم ويتاخى (الاخوة الاعداء)، بل وانما حتى دولة مثل سورية التي لم تبق منها غير الاطلال اعلنت رفضها لمجرد استفتاء اجري لمعرفة مايختاره الشعب في العيش في كنف بغداد ام يختار الاستقلال ..!
- ان يصف البعض عملية الاستفتاء بمحاولة لتمزيق العراق، او محاولة لاشعال فتنة تنتهي باشعال حرب اهلية بين الشعبين العربي والكوردي، او يفسره البعض بالامر الخطير الذي يتفتقد الى الحكمة والذي يهدف الى زعزعة استقرار المنطقة، او ان يصفه بعض كبار الكتاب والمثقفون العرب بخطوة حمقاء ..!
- ان يلتزم العالم، الامم المتحدة، الدول الاسلامية والجامعة العربية على وجه الخصوص الصمت تجاه هذا الاستقلال وسط تحركات اقليمية لايجاد طريقة مشتركة للنيل منه..!
- انه شهد عمليات تزوير وتلاعبا وتهديدا للمواطينين..!
- ان يبادر رئيس اقليم كتلونيا قبل غيره من زعماء ورؤساء العرب بتوجيه التهاني الى الشعب الكوردي ورئيس اقليمه بمناسبة انجاز الاستفتاء بسلاسة وسط احتفالات جماهيرية عارمة .
- ان نسمع تصريحات غير مسؤولة من قبل اغلب المسؤولين في بغداد سيما البرلمانيين بعيدة كل البعد عن روح التاخي والتعايش المشترك عدا قلة منهم انصفوا احقية الشعب الكوردي في اقامة دولتهم المستقلة لان الاتفاقيات الدولية غدرتهم منذ الحرب العالمية الاولى وقسمت اراضيهم على اربع دول اضافة الى وجودهم في كل من سوريا و اجزاء من روسيا ..!
- مطالبة البرلمان العراقي بمحاكمة مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان ..!
- ان يصرف العالم النظر دعم ايران العلني للارهاب، ويحث اقليم كوردستان على العودة الى بغداد لحل المشاكل متناسيا ان لو كانت بغداد منصفة لما آل الوضع الى ما آل اليه ..!
لكن هناك ما هو مخجل اكثر مما ذهبنا اليه وهو ان يتنصل الاخوة العرب، سيما الاخوة الشيعة الذين عانوا الامرين اكثر مما عاناه الشعب الكوردي على يد رئيس النظام العراقي الارعن وجلاوزته، عن الوعود التي قطعوعها على انفسم خلال مؤتمرات واجتماعات التي اقيمت ابان المعارضة العراقية قبل اسقاط النظام بمساندة القيادة الكوردستانية في حقها بتشكل الدولة الكوردستانية بعد الاسقاط، لكن الاصوب كما قال رئيس حكومة اقليم كوردستان هو ان تسأل بغداد نفسها، لماذا توجه الاقليم الى التفكير باتجاه اجراء هذا الاستفتاء، وعلى العالم ايضا ان يسأل بغداد لماذا وصل الامر الى هذه النتيجة، والجواب كما اوضحه رئيس الحكومة ايضا هو السياسات الخاطئة التي اتبعتها بغداد تجاه شعب كوردستان التي ارغمت الاقليم على ايجاد مخرج للحد من المعاناة التي باتت تظهر اثر السياسات التي تذكرنا بسياسات النظام البائد العنصرية التي اتبعها تجاه شعب كوردستان .
اذن فالامر شائك حقا ويدعو للحيرة فعلا مع بلد تحكمه الفتاوى لا الدستور، لكن ينبغي ان نذكر بانه ثمة حق آخر يخول الشعب الكوردستاني بان يدعو الى الانفصال وهو ان العراق بات بلد الحروب والازمات والمؤمرات والمشاكل منذ تاسيسه ويسبقى كذلك لانه يجمع خليطا من القوميات والاديان والطوائف والمذاهب والاعراق يستحيل ان يجمعوا على صيغة حكم تتساوى فيها الافراد في الحقوق والواجبات تجاه وطن يعلم الجميع انه استجمع قسرا ...!!
Top