• Tuesday, 30 April 2024
logo

ماذا بعد الانسحاب من الحكومة ؟؟

ماذا بعد الانسحاب من الحكومة ؟؟
اكد رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد (نيجيرفان بارزاني) في المؤتمر الصحفي الذي عقده في يوم 17-1-2018 بعد انسحاب حزب الاتحاد الاسلامي من الحكومة انه الانسحاب ليس في مصلحة الحكومة و لا في مصلحة الحزب ولا مصلحة الاحزاب الاخرى التي سبقت الاتحاد الاسلامي بالانسحاب من الحكومة و لايخفى على احد ان اقليم كوردستان و لحوالي اربع سنوات واقعة تحت حصار مالي و اقتصادي و سياسي من قبل بغداد و طهران و حتى انقرة و هناك ازمات حقيقية يمر بها كوردستان هذا ناهك عن الحرب مع داعش ومع المليشيات الشيعية و خيانة بعض الاطراف السياسية الكوردية و ضغوطات النازحين داخل الاقليم كلها اسباب كان الاولى لهذه الاحزاب ان تدعم الحكومة لا ان تنسحب منها و هذا ماكان يتصوره الشعب الكوردي ولكن حدث العكس .
ماذا بعد الانسحاب ؟ فان كانت هذه الاحزاب كوردية و اسست من اجل كوردستان فالمفروض ان تدعم حكومة كوردستان و تعمل من اجل شعبها لا ان تدعم بغداد ضد اربيل ؟ فما الهدف من الانسحاب و قد بقي اقل من ثلاثة اشهر من عمر الحكومة و ستجرى الانتخابات !! ان لم يكن الهدف هو حزبي و تضليل الناخب بشعارات كاذبة و رنانة و العمل بكل الوسائل للحفاظ على المصالح الحزبية فما الهدف ؟! هذا اذا علمنا ان اغلب الاحزاب التي تسمى نفسها كوردستانية فهي منفذة لاجندات خارجية لا اكثر !! و الا ماالمبرر من الانسحاب في ظروف كهذه الظروف الصعبة !!
وماذا بعد ؟ الم يعلن الحكومة عن برنامج لكافحة الفساد و حزمة اصلاحات كبيرة و شاملة ؟ الم يتفق الحكومة مع شركة ديلويت العالمية و سلمتها ملفي النفط و الغاز لتدقيق ارقامها و حساباتها لازالة الشك و الكذب عن هذين الملفين فان لم تدعموا الحكومة و برامجها فمتى ستدعمون و تقفون مع مطالب الشعب الذي بات مصيره بسببكم على المحك . واضح ان ما اقدم عليه هذه الاحزاب في 2015 من انقلاب داخل البرلمان مازال مستمرا لحد الان و هدفهم حزبي و ضد حزب معين و هذا الشيئ واضح وضوح الشمس . فعلمانية و ليبرالية و اسلامية هذه الاحزاب التي توحدت ليست لخدمة القضية الكوردية و انما لخدمة اجندات و مصالح حزبية .
كيف تقنعون الناخب الكوردي؟؟ ان كان مبرركم الفساد فكنتم شركاء في الحكومة و ان كنتم اصحاب برامج اصلاحية فكنتم شركاء في القرار و ان كنتم كورستانيين فلماذا لم تنسحبوا من بغداد و تدعمون اربيل و لماذا فعلتم العكس؟! فالناخب الكوردي اصبح على دراية و فهم و علم تام بما حدث و مايحدث و من خانه و من دعمه و حفظه و من يعمل من اجل كوردستان و من يعمل من اجل مصالحه و مصالح اجندات معادية لقضيته فتأكدوا انه لن ينخدع بشعاراتكم و برامجكم الوهمية و عرفكم على حقيقتكم و لن يثق بكم بعد الان رغم ماعناه من ازمات و تحديات و مخاطر و تحمله لكل الظروف الصعبة فقط من اجل قضيته .
من ناحية اخرى واضح ان العبادي وقع في موقف ضعف و محرج جدا بعد ان اتفق مع الحشد و اعلن عن ائتلافه باسم النصر و لم يمر سوى 24 ساعة حتى اعلن الحشد انسحابه من الائتلاف و ترك العبادي وحيدا و فضحه وتبين بان ليس بمقدوره لا حل المليشيات و لا مكافحة الفساد و اصبح مجبرا بان يتقرب من حكومة الاقليم و حل المشاكل وان يتوصلوا الى تفاهمات قد تخدمه في الانتخابات هذا اذا اجريت . و في ظل هذه الظروف نرى تيلرسون يتصل برئيس الحكومة و يؤكد على دعم امريكا للحكومة و زيارة بريت مكورك الى اربيل و اجتماعه مع السيد نيجيرفان بارزاني و محاولاته تقريب وجهات النظر بين اربيل و بغداد و بين الاطراف الكوردية و هذا يؤكد ان الحكومة باقية و مستمرة لتنفيذ برامجها لحين اجراء الانتخابات.
مع ذلك ارى من الظروري ان تقوم حكومة الاقليم بتنفيذ برامجها الاصلاحية و مكافحة الفساد باقرب وقت و تهيئة الاجواء لاجراء انتخابات مبكرة و فرض الخناق على تلك الاحزاب و اعلامها و فضح مؤامراتهم و خداعهم الدائم للشعب و ضرب بيد من حديد كل من يمس امن و مصالح الاقليم و الاستعداد للمرحلة المقبلة التي تشير كل الدلالات الى حدوث صدامات و ازمات كبيرة قد تجتاح كل المنطقة باسرها .
Top