• Monday, 27 May 2024
logo

هل الحوار ممكن مع السيد المالكي؟

هل الحوار ممكن مع السيد المالكي؟
سربست بامرني*
طالما كتبت عن السيد نوري المالكي وسياساته التي كلفت العراق وكوردستان ثمنا باهضا، ولكن في السياسة كما تؤكد الوقائع المجردة لا عداوات ولا صداقات دائمة وانما مصالح دائمة، ومبادرته الحالية باعتباره نائب رئيس الجمهورية ورئيس حزب الدعوة والكتلة البرلمانية الأكبر( دولة القانون) لا بد وان تؤخذ بنظر الاعتبار وهو ما قام به السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة كوردستان من خلال ترحيبه بهذه المبادرة واي مبادرة أخرى تفتح باب الحوار والتفاوض والوصول الى حلول موضوعية للمشاكل العالقة بين أربيل وبغداد تجنب البلاد والعباد الوقوع في مطب الحرب الاهلية التي يسعى اليها العبادي عن عمد وسبق إصرار برفضه الحوار وفرض عقوبات جماعية ضد شعب كوردستان في تجاوز صريح للدستور وللعلاقات الوطنية.
نعم للحوار الجدي المثمر والهادف الى وضع الأمور في نصابها الدستوري والقانوني، ومن المفروض والضروري ان يقدم السيد المالكي على اتخاذ الخطوات التي تؤكد حسن نيته والرغبة الصادقة في الوصول الى حلول عادلة، خاصة وان ما يعانيه الشعب الكوردي اليوم هو بسبب سياسات السيد المالكي بالذات وعدم التزامه بالاتفاقات السابقة وحتى مسؤوليته عن وصول شخص مثل العبادي الى التحكم بمرافق السلطة ومراكز القرار.
المالكي بحكم كونه رئيس حزب الدعوة والكتلة البرلمانية الأكبر التي تقف وراء العبادي وتتجاهل توجهاته الواضحة نحو إقامة نظام دكتاتوري قادر على سبيل المثال لا الحصر سحب القطعات المسلحة من أراضي كوردستان المغتصبة وإلغاء الحصار الاقتصادي والقرارات الاعتباطية المرتجلة لما يسمى ببرلمان العراق وفتح الأجواء امام الطيران الدولي والبدء بالتحقيق في الجرائم المقترفة في طوز خورماتو ومحاسبة من قام بتنفيذ هذه المجازر.
المالكي مطالب بإثبات صدق نواياه من خلال إعادة الأوضاع الى ما كانت عليه مناطق كوردستان قبل الاجتياح الهمجي لقوات العبادي ومحاولته الرامية لتغيير الواقع القومي.
نعم للحوار وحكومة كوردستان من موقع الشعور بالمسؤولية التاريخية ودرأ للمفاسد المتوقعة من سياسات العبادي الحالية الرافضة للحوار والتفاوض رحبت بالحوار سابقا وترحب به اليوم، ولمن يريد فعلا حلا جذريا شاملا للازمة الحالية وفي مقدمتهم السيد نوري المالكي ان يثبت حسن نيته وصدق توجهه بخطوات عملية تحوز ثقة الشارع الكوردستاني بعيدا عن غوغاء وعنجهية البعض الذي يحلو له ان يتصور بانه انتصر على شعب كوردستان، فكثيرون قبله حلموا بذلك وكانت نهايتهم مزبلة التاريخ.
هل يملك المالكي شجاعة مواجهة الحقيقة والشروع في إجراءات حسن النية وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل اجتياح كوردستان والبدأ بحوار وطني مثمر ..... عسى ولعل؟
[email protected]
 
Top