• Tuesday, 07 May 2024
logo

الكشف عن نبوءات مستشار أوباما الهندي للعام الجديد: إنقلاب في إيران ودولة كردية ودمج جيشي فرنسا وبريطانيا

الكشف عن نبوءات مستشار أوباما الهندي للعام الجديد: إنقلاب في إيران ودولة كردية ودمج جيشي فرنسا وبريطانيا
وضع الباحث الاميركي بارغ خانا تصوراً للوضع الذي قد يكون عليه العالم خلال العام الجديد وما يعقبه من سنوات، ورأى ان ايران قد تشهد انقلاباً، مستبعداً قيام دولة فلسطينية العام المقبل، في وقت تقوم دولة كردية في العراق، وتتحد فيه الكوريتان، ويصعد نجم الصين.

واشنطن: كشف "بارغ خانا" Parag Khanna، أصغر مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما في حملته الانتخابية الرئاسية، عن تقديرات وصفتها الدوائر السياسية في واشنطن بـ "النبوءة السياسية والاقتصادية الاقرب الى الصواب للعام 2001". وقال خانا (33 عاماً) في سياق حديث نشرته "غلوبس" العبرية، ان العالم خلال العام الجديد، سيشهد تطورات غير مسبوقة، وربما كان التطلع اليها في الماضي ضربا من الخيال، واضاف: "لست من اولئك الذين يؤمنون بالتطير والدجل، ولكن واقع الحال ونظريات التحليل السياسية والاقتصادية، تعطينا امكانية يمكن من خلالها قراءة المستقبل القريب".

انقلاب من الداخل

ويعتبر بارغ خانا رغم صغر سنه من اشهر الباحثين الاميركيين، فضلاً عن كونه عضواً في البرنامج الاستراتيجي التابع للصندوق الاميركي الجديد، وكان من ابرز مستشاري جولة باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الماضية، وألّف خلال السنوات القليلة الفائتة كتابين، حققا نسباً عالية في التوزيع في الولايات المتحدة وربما على المستوى العالمي، ودارا في مضمونهما العام تحت عنوان "العالم القادم".

ويرى خانا انطلاقاً من تحليلاته ان ايران ستُقبل في العام الجديد على انقلاب من الداخل، إذ ان تعارض المصالح بين القوى الدينية المحافظة ونظيرتها العلمانية متمثلة في الجيل الجديد ستتعارض، وربما مهد الى ذلك - وفقاً لاعتقاد خانا - عدد من الهزات التي شهدتها ايران منذ الانتخابات الرئاسية في طهران، وستقود تلك الهزات الى تغيير في ميزان القوى داخل هذا البلد، غير ان خانا رأى ان هناك العديد من علامات الاستفهام التي تحيط بالقوى التي ستسيطر على مقاليد الحكم الايراني، ولكنه قال في الوقت ذاته انه من الواضح ان تولد قوة اخرى مناهضة للنظام الايراني بقيادة احمدي نجاد.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني قال الباحث الاميركي "الصغير": "لا اعلم ما اذا كانت ايران ستنتقل الى نقطة اللاعودة الخاصة ببرنامجها النووي، ولكنني على قناعة بأن الغرب سينجح بنسبة 50% في كبح جماحها النووي، وليس من الواضح ايضا كيفية التوفيق في تلك الخطوة، وهل ستكون عن طريق العمل العسكري ام عبر الحلول الدبلوماسية". مشيراً الى انه من الصعب توقع ما سيحدث في هذا الملف الشائك، لاسيما ان التطورات التي ستطرأ عليه قد تستغرق ما لا يقل عن خمس سنوات.

المستقبل الاميركي

اما في ما يخص مستقبل الولايات المتحدة كدولة عظمى، اعتبر خانا ان الولايات المتحدة ستظل محتفظة بمكانتها تلك لعدة سنوات، غير انها لن تستطيع في الوقت ذاته مواصلة احتكار هذه الوضعية بمفردها، وقال: "ارى صعوداً لقوى اخرى غير الولايات المتحدة، وربما ستنافسها في هذا الموقع الصين بالاضافة الى الكتلة الاوروبية"، واضاف: "انني على ثقة بأن اوروبا ستتمكن من اقتناص موقع متقدم خلال القرن الواحد والعشرين، انها استقت العبرة من تجربة الماضي، ففي اعقاب الازمة المالية العالمية، باتت العديد من الدول على قناعة بأنه لا مناص من تعزيز مكانة البنك الاوروبي ومعه اقتصاد اوروبا بشكل عام.

وبالاضافة الى القوة الاقتصادية ستحصل اوروبا على القوة السياسية التي تتناغم الى حد كبير مع صعود مستويات اوروبا الاقتصادية. كما انه من المتوقع - وفق تقديرات - خانا ان تتآلف دولتان مثل بريطانيا وفرنسا عسكرياً، إذ انه من المحتمل ان ينضم جيشاهما ليصبحا جيشاً واحداً، كما سيصبح اليورو قوياً، ما يحدو بدول عديدة الى محاولة الانضمام للاتحاد الاوروبي، لذلك فسوف تكون اوروبا اكثر توفيقاً من غيرها، بحسب خانا.

الازمة المالية العالمية لاقت محوراً في تقديرات خانا، معرباً عن اعتقاده بأن قوة بعض الدول ستتيح لها فرصة تجاوز تلك الازمة، وقال: "دول الـ " G20" ليست فاعلة، فكل دولة يجب ان تنتهز الفرصة لدمج قوتها الاقتصادية مع اخرى، ومن الافضل ان تتعاون هذه الدول مع بعضها البعض"، معتبراً ان ذلك ممكن جداً، وقال: "لست متفائلاً بهذه القضية، ولكنني ارى ان هناك حلاً اكثر استقراراً من الممكن ان تتجاوز من خلالها الدول الصناعية الكبرى الازمة".

ولم يتجاهل الباحث الاميركي بارغ خانا ملف الكوريتين، عندما قال في حديثه للصحيفة العبرية، حينما اشار الى ان الكوريتين الشمالية والجنوبية يقفان على اعتاب المصالحة، رغم التوترات الاخيرة التي نشبت بينهما، واضاف: "اعتقد ان الكوريتين ستتحدان خلال العقد المقبل، وان بوادر هذا الاتحاد ستظهر العام المقبل، عندما تتم تصفية معظم الخلافات بين الجانبين، إذ ستعرب كل من سيول وبيونغ يانغ عن سأمهما للقتال الدائر بينهما منذ سنوات طويلة وتقرران المصالحة، ومن المرجح ان تقود الصين هذه المصالحة لتصبح الكوريتان متحدتين مثل المانيا".

قضايا اقليمية

القضايا الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط، احتلت مساحة من تقديرات خانا، وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني – الاسرائيلي رأى الباحث الاميركي ذو الاصول الهندية، انه يستبعد قيام دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل القريب، غير انه نزع المسؤولية في ذلك عن اسرائيل، وقال: "ربما يكون السبب الرئيس فذلك وفقاً لتقديري هو الوضع في قطاع غزة، فالتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، يتطلب في بداية الامر توحيد الصف الفلسطيني ودمج قطاع غزة في الضفة الغربية". وفي ما يتعلق بالعراق لم يستبعد خانا ان يتوصل الاكراد في هذا البلد الى اعلان قيام دولتهم المستقلة في الشمال، غير انه اضاف: "ربما لا يحدث ذلك العام المقبل ولكنه سيرى النور قريباً جداً".

ولد خانا في منطقة "بكنفور" في الهند، وتجول حول العالم منذ طفولته عندما اصطحبه والده الذي يعمل صيرفياً في عدد ليس بالقليل من الدول، وقال خانا نفسه انها وصلت الى 100 دولة، بينما استقر مع والده كثيراً في مدينة دبي في الامارات العربية المتحدة، وعن سيرته الذاتية يقول خانا: "على الرغم من تنقلاتي بين دبي ولندن ونيويورك، الا انني عشت طفولة هندية عادية مثل بقية قرنائي من الاطفال". خلال جولاته حول العالم زار خانا اسرائيل وخصص لها فصلاً كاملاً في كتابه الاوسع انتشاراً "العالم الثاني: الامبراطوريات والتأثير على النظام العالمي الجديد".
Top