• Monday, 29 April 2024
logo

علم كوردستان... هوية للشعب و تعريف للوطن

علم كوردستان... هوية للشعب و تعريف للوطن
من البديهي أن يشعر المواطنون ذوو العلم الواحد بوجود وطنهم فضلاً عن أن ذلك يوطد العلاقات بين الأعلام الجانبية مثل أعلام الأحزاب والمنظمات والشركات والنوادي والهيئات والجهات.. الخ. و يجمعها كلها ويضمها .. كما أنه عامل قوي لتعريف الروح والجحيم السياسي لأي شعب أو أمة بالمجتمع العالمي و شعوب الدنيا..
- علم يتعايش في ظله و بحرية (جميع الألوان والأصوات) المنضوية في الوطن .
علم تهدأ في ظله الصراعات بين الأطياف الجانبية .
علم يكون هوية شعبنا ووطننا أنًا رفع في الوطن والعالم.. لذا فإن أهمية موقع العلم تبدأ من منطلق أن العلم يذكرنا بأستمرار بجملة الحقائق عن الفكر القومي للكورد و شعب كوردستان وهي:
1- يؤكد علم كوردستان على الفهم القومي الذي أشرنا اليه آنفا، وهو أن ثلاث حلقات وأطر رئيسة للأخوة بالأنسان، أي أنسان كفرد وهي حلقات(الأخوة الدينية والقومية والأنسانية).
2- وستكون مساعي الأنسان وجهوده من البداية نحو حلقة قريبة منه، ومتى ما توصل الى هدفه، فإنه سيتوجه الى الشعوب والأمم الأخرى- أو بمعنى آخر أن تكون وجهة خيره نحو أمته و يمنح ما زاد عن ذلك الى الشعوب المتوافقة معها دينيا، والزائد عن ذلك نحو الشعوب داخل حلقة الأخوة الأنسانية، ما يبرر أن الفكرتين( القومية والدينية) هما ليستا فكرتين متضادتين لتحصل المقارنة بينهما، بل أن علاقات وطنية تربط فيما بينهما لذا فإن العلاقة بين الأمة والدين هي علاقة تكميلية وليست تفريقية أو متخالفة عليه بأمكاننا القول هنا: لو كانت الأمة عبارة عن جسد فإن الدين يكون عبارة عن الروح والحياة.
3- يذكرنا علم كوردستان بحقيقة أن من حقنا الطبيعي والألهى أن نعتز و نحب أرض ووطن أجدادنا سيما كوردستاننا حيث يشهد، فضلاً عنا نحن، الكثير من الناس، من رحالة و خبراء و مؤرخين على أنها تحمل العديد من الصفات والخصال والخصوصيات المختلفة، والنادرة... وقد نوه الله سبحاه و تعالى في القرآن الكريم الى موقع كوردستان والمتميز كأرض زاخرة بالخير والبركات التي لا تنضب وكانت تستحق بصدق أن تكون موئل التحرر والمهد الثاني للأنسانية.
4- ويشجعنا علم كوردستان على الأهتمام بلغتنا القومية وأن ندرك جيداً أن من حقناً نحن الكورد، لا بل من واجبنا، أن نحمل وبكل الصور، هموم إبقاء لغتنا والحفاظ عليها حية وعن طريق المساعي العلمية والجهود الأكاديمية لتحقيق وأيجاد اللغة الكوردية الموحدة وإغناء لغة الكتابة والقراءة الكوردية بالمصطلحات الحوارية المختلفة لهذه اللغة.. وذلك عن طريق المناهج الدراسة في المدارس ووسائل الأعلام المسموعة والمرئية والمقرؤة، وأيضا عن طريق أدبيات الأحزاب السياسية الكوردستانية والجهات والمجاميع الأدبية والثقافية والفنية.
5- سيكون علم كوردستان مرادفاً و متوافقاً مع عيدنا القومي و نشعل نيران النصر والأنتصار، كل عام وفي أمسية اليوم ما قبل عيد نوروز، كدأبنا منذ مئات السنين.. ونستذكر برفع علم كوردستان أنتصار ثورة(كاوة الحداد) ونعلن غلق صفحة من الظلم والأستبداد في تأريخ أمتنا، هذه الأمة التي تعلق للعالم أجمع في ذلك اليوم أن الكورد هم شعب اصيل وحر و مستقل وله هويته الخاصة، وأن نوروز، الذي أتخذناه منذ تأسيس الدولة المادية، بداية لسنتنا الكوردية، هو أكبر أعيادنا القومية .
6- ويملأ علم كوردستان أعماقنا و ضمائرنا بروح الأنتماء القومي و يبلغنا أن نحافظ على تسجيل أمجادنا بأسمائنا الكوردية، ونجعل أسمنا الكوردي ذلك المنطلق الذي يعرف أنساننا، منذ آلاف السنين، فيما بينهم وبعموم الأوقات والأماكن والأشياء وأستنبط الكورد جماله وأصالته من أسماء الله الحسنى.. وتهيأ له الأنتشار في ثقافة أول أنسان حل على هذه الأرض وينطلق أستمراره و ديمومته و تجدده من نشاطات الأنسان المستمرة والمتجددة.
وكان ، ومنذ أن أعتبر الله تعالى اللغات المختلفة للشعوب والأمم الموجودة على الأرض دليلاً على قدراته للامتناهية، فقد أتخذ ابناء أية أمة، كأرادة الهية، في مسعى الناس والأماكن والأشياء، لغتهم الفطرية الألهية.
7- يذكرنا علم كوردستان بحقيقة أن العلم ، إن كان يتألف من لون أو مصنوعا من قطعة قماش، إلا أنه في الواقع مظلة يستظل بها الآف الناس وعلى مساحة مئات وآلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي و يتعايشون فيها متوافقين في الآمال والأحلام، لذا والأمر هكذا فإن الكثيرين من السياسيين والمثقفين الكوردستانيين قد أكدوا على أجتماع جميع الأطراف على النقاط المشتركة ومن أجل المصالح العليا لشعب كوردستان إلا أن الواقع هو أن المصالح والمصير المشترك والحرص على النقاط المشتركة هي بمجموعها تلك الفكر المادية والمعنوية والتي نحتاج الى إيجاد الية مشتركة في حياتنا اليومية لأن الأطراف المشتركة هي التي تحمي المصالح والمصير المشترك... إن أحدى الآليات التي تجمع أناسا حولها و تربط مصائرهم ببعضها البعض وتجسد همومهم وآمالهم المشتركة هي وجود (العلم) من هنا يتحتم أن تكون حماية علم أقليم كوردستان وإبقاء يوم علم كوردستان عالياً هي ضرورة وطنية وتأريخية ومتميزة بحيث يتوجب على كل شخص أن يساندها و على الأقل و بسبب النقاط التي ذكرناها سابقا.
ويرى الدين الأسلامي الذي يؤكد على حاجة وضرورة الأيمان ومصالح الناس والقيم الأنسانية العليا ويترك آلية ونوع التعايش بين الأمم والشعوب الى مكوناتها وذلك لتحديد الأطر العامة على ضوء مصلحة الجميع وبشكل أختياري ، يرى من المشروع أن يكون للأمم والشعوب المسلمة علمها الخاص في ظل الأسلام لأنه عامل لجمع الناس والجماهير و هو ذات السبب الذي حدا بالرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) ومنذ تشكيل الدولة الأسلامية أن يوجه رفع علم واحد ولواؤه أي رايته المطوية بيضاء.. ولم يصبح العلم الرئيسي والمركزي للدولة الأسلامية عائقاً أمام وجود اعلام خاصة لكل قبيلة او عشيرة الى جانب العلم المركزي..
وكما يحدثنا أبن كثير عن كيفية دخول مكة المكرمة و يقول:
لقد دخلت كل قبيلة مكة تحت علمها الخاص وقد حددت نوعها و لونها حسب رغبتها فها نحن نجد أن(بنو سليم) طلبوا أن يكون علمهم أحمر فيما كان علم الأنصار، وهم مسلمو المدينة المنورة باللون الأصفر.
ونتوصل مما سلف الى أن الدولة الأسلامية هي دولة منفتحة بأسلوب كونفدرالي يسمح فيها المركز أن تكون للشعوب والقوميات ذات الخصوصيات الذاتية لحكوماتها و جيوشها وأعلامها الخاصة بها.
ونرى في هذا السياق أن العلم الرسمي للعباسيين كان أسود في حين اننا نجد في إطار تلك الدولة المترامية التي كان يرأس فيها صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية المتحدة بين كوردستان و مصر واليمن أنه كان لتلك الدولة أيضا علمها الخاص.
ولا بد هنا من ذكر أن(محمد أمين زكي بك) يتحدث في كتابه(كورد و كوردستان) عن سور القاهرة وقلعتها: لقد تم في الواقع تعمير وتغيير قلعتها لعدة مرات إلا أن علم السلطان و يقصد به صلاح الدين والذي كان عبارة عن صقر أحمر على ارضية صفراء، مازال ماثلا في صدر أحد جدران القلعة).
وذلك من وجهة نظر أن الرسول(صلى الله عليه و سلم) قد أستحسن أن يتبع ويحارب كل شعب أو قومية و يمارس الأسلام تحت رايته الخاصة وذلك لأن كل إنسان يفضل أن يبدي شجاعته و فاعليته تحت علم أمته وبين أقربائه ومعارفه ومنها أيضا يحرص على ألا يظهر منه أي تلكؤ أو ترد) وهذا ما يوافق نص تفسيرات و تحليلات الأمام الشوكاني..
8- وعلى ضوء ما سبق فإن من حق كوردستان الشرعي أن تكون لها دولتها وعلم دولتها المستقلة إلا أن مصالح القوى العظمى المعاصرة و سياسة العالم وبعض الدول الأقليمية الراهنة لم تزل تجد كوردستان، والى يومنا هذا، ليست أهلاً لتلك الحقوق الشرعية الألهية والى أن يحل ذلك اليوم الذي نسعد فيه جميعاً ، فإن من المناسب والحق أن يكون لأقليم كوردستان ومن منطلق الخصوصية التي يتمتع بها، علمه الخاص وأعتماد يوم العلم عالياً وإبقائه حيا..


ترجمه / دارا صديق نورجان
Top