• Friday, 26 April 2024
logo

الإسلام السياسي في اليمن

الإسلام السياسي في اليمن
لا يمكن فهم الحوثيين ومعرفتهم دون معرفة الطائفة الزيدية، لأن الحوثيين امتداد تاريخي لها مع التغييرات الفكرية والعقدية الجوهرية الكثيرة التي حدثت عبر التاريخ نتيجة الظروف السياسية المضطربة في اليمن، لذلك نبدأ أولا بالحديث عن الزيدية، وهي نسبة الى زيد بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهم شيعة معتدلون وقريبون من أهل السنة، يحصرون الإمامة في نسل علي بن أبي طالب، وأنه أولى من أبي بكر وعمر بالخلافة، لكنهم يعترفون بخلافتهما، فهم يختلفون عن شيعة العراق ولبنان وايران والخليج، طلب أهل الكوفة منه القيام بالثورة ضد الأمويين في عهد هشام بن عبد الملك(ت125هـ)، ولما علم أهل الكوفة أن زيدا لا يتبرأ من الخليفتين أبي بكر وعمر تخلوا عنه ورفضوا تأييده في الثورة فسموا بالرافضة، ولهذا لا نجد زيدا في قائمة الأئمة الاثناعشرية، بل نجد أخاه محمد الباقر في القائمة الذي كان أكبر من زيد بثمانية عشر عاما، فمحمد الباقر هو الإمام الخامس عند المذهب الاثناعشري الشيعي، وقد قتل زيد في المواجهة سنة (122هـ) بعد أن بقي معه القليل وخذله أهل الكوفة، ويبدو أن زيدا لم يأخذ العبر من جده الحسين الشهيد(ت61هـ) الذي خذله أهل الكوفة كما خذلوه، حول شيعة الكوفة ولاءهم للإمام السادس جعفر الصادق، ثم قاد الحركة الزيدية بعد مقتل زيد ابنه يحيى الذي شارك مع والده في الثورة، لكنه نجا وفر من الكوفة الى خراسان، ثم وقعت مواجهة بينه وبين والي خراسان الأموي نصر بن يسار فقتل يحيى سنة (125هـ)، وقد ساعد الشيعة العباسيين في إسقط الأمويين، فتولى الخلافة أبو العباس عبد الله السفاح ما بين(132-135هـ)، ثم من بعده أخوه أبو جعفر المنصور ما بين(136-158هـ) وهو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ولكن الخلفاء العباسيين لم يلتزموا بالمذهب الشيعي، بل ساروا على نهج أهل السنة، ولهذا بدأ الشيعة بالثورة ضدهم، أما جعفر الصادق الإمام السادس فلم يتدخل في السياسية بل تفرع للعلم، أما بقية الأئمة فقد قاموا بالثورة ضد الخلافة العباسية التي خذلتهم، ولم تلتزم بمعاهداتها السابقة معهم قبل الثورة، فمن الذين قاموا بالثورة محمد بن عبد الله الحسن المثنى المعروف بالنفس الزكية الذي قتله أبو جعفر المنصور في المدينة سنة(145هـ)، وفي عهد هارون الرشيد ما بين(170-193هـ) نشأت حركتان شيعيتان معارضتان للدولة العباسية من قبل شقيقي النفس الزكية، قاد الحركة الأولى ادريس بن عبد الله في المغرب ليؤسس دولة زيدية شيعية عرفت بالأدارسة سنة(171هـ) كان أكثر أتباعها من البربر(الأمازيغ) لكن هارون الرشيد قتله سنة(176هـ) لتسقط دولته، والثانية قادها يحيى في بلاد ايران الحالية، تشتتت الزيدية الى مذاهب عدة كالجارودية والسليمانية والصالحية والبترية، وفي عهد المأمون سنة (199هـ) خرج عليه في الكوفة محمد بن ابراهيم طباطبا، وأرسل ابن عمه ابراهيم بن محمد الى اليمن لجمع الأنصار لدعم ثورته ضد المأمون في بغداد، لكن الخليفة المأمون قضى على ثورته، لكنه لم يستطع الوصول الى اليمن للقضاء على ابن عمه، لبعد المنطقة ووعورتها وطغيان الطابع العشائري على المجتمع اليمني، لذلك منحه المأمون ولاية اليمن شريطة تبعيتها له، وبقيت الولاية تابعة له لمائة عام، أول من أدخل الزيدية الى اليمن هو يحيى بن الحسين بن القاسم الهادي، رحل من المدينة الى اليمن سنة(280هـ) بناء على طلب أهلها، لأن طبيعة المذهب الشيعي تفرض وجود مرجعية دينية توحد خلافات الشيعة الفقهية وكذلك السياسية إن اقتضت الضرورة، لأنها- أي المرجعية الدينية- لا تتدخل في السياسية، باستثناء المؤمنين بولاية الفقيه فهم يرون أن الخوض في السياسة واجب، استقر يحيى بن الحسين بن القاسم الهادي في صعدة شمال اليمن ليؤسس الإمارة الزيدية، أما السنة فقد استقروا في جنوب اليمن، دخل اليمن في صراعات وحروب عديدة، نتيجة ظهور الدولة الإسماعيلية والأيوبية والفاطمية، وبعد دخول اليمن في حالة استقرار جاء العثمانيون الى جنوب اليمن فحكموا لمدة(388 سنة) أي بين (945-1333) أما الزيديون فبقوا يحكمون صعدة، حتى سيطروا على كامل أراضي اليمن سنة 1333 بعد صراع مع العثمانيين، وبقي الزيديون يحكمون اليمن حتى قامت الثورة اليمنية سنة (1962) لتنهي صفحة الزيديين أو مملكتهم المتوكلية في اليمن التي دامت ألف عام.
دعنا نبدأ بشمال اليمن، تولى عبد الله السلال رئاسة الجمهورية العربية في شمال اليمن ما بين (1962-1967) ليكون أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية، ثم أطيح به في انقلاب سنة 1967، خلفه عبد الرحمن الأرياني ما بين(1967-1974) استقال بعد انقلاب أبيض قاده ابراهيم الحمدي ليصبح رئيسا للجمهورية ما بين(1974-1977) الى أن تم اغتياله، خلفه أحمد حسين الغشمي ما بين(1977-1978) تم اغتياله، ثم خلفه عبد الكريم العرشي ما بين(1978-1978) هدده علي عبد الله صالح فقدم استقالته خوفا من التصفية الجسدية كما حصل لمن سبقه، فأصبح علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد ما بين(1978-1990) الى أن تمت الوحدة بين الشمال والجنوب ليصبح رئيسا لليمن الموحد، فيما يخص جنوب اليمن، كان اسم الدولة جمهورية اليمن الديمقراطية وعاصمتها عدن، كانت بريطانيا تريد السيطرة الكاملة عليه وخاصة على جزيرة عدن، العاصمة الاقتصادية، لكن اليمنيين رفضوا ذلك، فأسست بريطانيا الاتحاد الجنوبي اليمني سنة 1965، إلا أن اليمنيين رفضوا هذه التقسميات الإدارية البريطانية، فظهرت الجبهة القومية للتحرير وكذلك جبهة تحرير جنوب اليمن، بدعم مباشر من جمال عبد الناصر، فسيطروا على جنوب اليمن، وقتلوا المندوب البريطاني، فانسحبت بريطانيا سنة 1968 بعد التفاوض مع قحطان الشعبي أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية(1967-1969)، ثم انشقت الجبهة القومية بين اليساريين واليمينيين، انتهى الصراع بانتصار اليساريين بعد القبض على الرئيس قحطان الشعبي فقدم استقالته، ثم أصبح سالم الربيع رئيسا للجمهورية(1969-1978)، وغير اسم الدولة الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، فكتبوا دستورا جديدا، ونسق العلاقات مع الاتحاد السوفيتي، إلا أنه تم إعدامه، ليخلفه عبد الفتاح الجوفي ما بين(1978-1980) وقد تم إعدامه، ثم جاء علي ناصر محمد ما بين (1980 – 1986) لكنه هرب الى الجمهورية العربية اليمنة بعد اندلاع الأحداث الدامية بين قيادات الحزب الاشتراكي، فخلفه علي سامي البيض ما بين(1986-1990) ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية الموحدة التي كان رئيسها علي عبد الله صالح، استطاع اليمنيون توحيد الشمال والجنوب سنة 1990، ليصبح علي عبد الله صالح الشمالي رئيسا للجمهورية وعلي سالم البيض الجنوبي نائبا له، ثم أعلنوا عن دستور جديد للبلاد بعد الإستفتاء عليه سنة 1991، في سنة 1994 اندلعت الحرب الأهلية بين الطرفين لينتصر علي عبد الله صالح، ويفر الجنوبيون ومعهم نائبه علي سالم البيض الى سلطنة عمان، وتفرد علي عبد الله صالح بالحكم، ولقد قال علي عبد الله صالح قولته الشهيرة :" حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين".
كانت مدينة صعدة عبر التاريخ عاصمة الزيدية، في سنة 1986 أسس الحوثيون (اتحاد الشباب) لنشر المذهب الزيدي بين الناس على يد صلاح أحمد لفيتة، وكان من بين المدرسين مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي، وبعد الوحدة اليمنية سنة 1990 تم فسح المجال للتعددية السياسية، فظهرت أحزاب سياسية ودينية وبعثية وناصرية واشتراكية، فتحول اتحاد الشباب الى حزب الحق (1990) وفي سنة 1992 تم تأسيس منتدى الشباب المؤمن من قبل بدر الدين الحوثي، وفي سنة 1997 قام نجله حسين بدر الدين الحوثي بتحويل المنتدى الثقافي الفكري الى حزب سياسي باسم تنظيم الشباب المؤمن، وهذا ما أغضب كلا من صلاح فليتة ومجد الدين المؤيدي فغادرا واتهماه بمخالفة المذهب الزيدي، في سنة 2002 رفعوا شعار (الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) عقب كل صلاة، وقد حاولت الحكومة منع ذلك لأنها أدركت أن هذه شعارارت معلبة منقولة من ايران ومن حزب الله اللبناني، فلا يمكن توريط الشعب اليمني بهذه الأيدلوجية، فاستغل الحوثيون هذه الفرصة للتمرد والمواجهة مع الحكومة، فتولى حسين الحوثي التمرد، وكان نائبا في البرلمان اليمني في انتخابات 1993-1997، فقتل في المواجهة، ليتولى والده القيادة لسنتين، فيخلفه نجله عبد الملك الحوثي سنة 2006، ويفر يحيى الحوثي الى ألمانيا طالبا اللجوء السياسي، ويصبح مسؤولا سياسا للحزب سنة 2004، أما السنة فقد أسسوا التجمع اليمني للإصلاح في سنة 1990، بقيادة الشيخ عبد الله الأحمر وهو شيخ مشايخ اليمن، وأصبح رئيس البرلمان اليمني لثلاث دورات برلمانية متتالية منذ سنة 1993، توفي سنة 2007، وفي سنة 2008 تم انتخاب محمد عبد الله اليدومي أمينا عاما للتجمع، أما الشيخ عبد المجيد الزنداني فهو أبرز قادة هذا التجمع، وهذا التجمع جمع بين التيار السلفي الجهادي والإخواني، لأن مؤسس السلفية في اليمن الشيخ مقبل هادي الوادعي(ت2001م) يرفض السلفية الجهادية التي تؤمن بالعمل السياسي والنضال المسلح، فهو يركز على الدروس العلمية والتربية. وقد كان التجمع اليمني للإصلاح مساندا لعلي عبد الله صالح، لكنه دخل معه في صراع سنة 2003، ويبدو أن هذا التوقيت لظهور حزبين إسلاميين أحدهما شيعي زيدي ويمثله الحوثيون، والآخر سني إخواني (التجمع اليمني للإصلاح) هو الخوف من السيطرة الفكرية على الساحة اليمنية، وقد شارك الحزبان في الانتخابات، وقد قاد الحزب حسين بدر الدين الحوثي في انتخابات سنة 1993، وفي انتخابات سنة 1997، ثم لما شعر الحوثيون بقوتهم وبتأثيرهم وخاصة بعد انتشار أفكار بدر الدين الحوثي في اليمن، حيث ألف كتابا بعنونا (الزيدية في اليمن) وضح فيه المقاربات الفكرية والعقدية والمنهجية وبين الزيدية والاثناعشرية الجعفرية، وبدأوا بالابتعاد عن السنة، والتقارب من الاثناعشرية الإيرانية، خلافا لما كان عليه سلفهم من الزيدية أمثال الشوكاني والأمير الصنعاني، وهذه طبيعة الأديان والمذاهب عندما تختلط بالسياسة فتتحول الأوطان الى خراب وفساد، ولهذا بدأ القادة الحوثيون وعلماءهم وساستهم بتمتين العلاقة مع ايران وحزب الله اللبناني وبعض الأحزاب العراقية الشيعية، فقد زار وفد من الحوثيين بغداد سنة 2016 واستقبلهم قادة الحشد الشعبي أمثال ابو مهدي المهندس والعامري والخزعلي، وتنالوا فتح فرع للحشد في اليمن كخطوة أولى من التعاون بين الطرفين، وعندما تدهورت العلاقة بين الحوثيين والتجمع اليمني للإصلاح، استغل الرئيس علي عبد الله صالح هذه الفرصة بتأييد الحوثيين ضد التجمع اليمني للإصلاح، لأن التجمع الإصلاحي تخلى عن تأييده له، لكن الحوثيين لم يثقوا بالرئيس صالح، ففي سنة 2004 بدأت شرارة الحرب بين الحوثيين والحكومة برئاسة علي عبد الله صالح في صعدة عاصمة الحوثيين التاريخية في شمال اليمن سنة 2004 إلا أن الحوثيين سيطروا على كامل صعدة، استطاعت دولة قطر سنة 2008 عقد صلح بين الطرفين لكنه انهار واستمرت الحرب حتى عام 2010، ليتفق الطرفان مرة أخرى على وقف الحرب، في سنة 2011 قامت انتفاضة شعبية ضخمة نتيجة ظهور الربيع العربي وبمشاركة من التجمع اليمني للإصلاح للإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح، وقد رأى الحوثيون هذه الانتفاضة فرصة لكي يسدوا الفراغ السياسي والعسكري، وقد تنحى علي عبد الله صالح عن الحكم سنة 2012 بعد أن حكم البلاد (33) ثلاثا وثلاثين سنة، شارك الحوثيون في المؤتمر المؤتمر الوطني سنة 2013 وشكلوا حكومة انتقالية برئاسة عبد ربه منصور هادي، وقد استغل الحوثيون ضعف الحكومة مع ضغوطات خارجية وخاصة من ايران للاستمرار في السيطرة على اليمن كاملة، وقد حققوا ذلك سنة 2014 عندما أسقطوا العاصمة صنعاء، ولا يخفى أن الحرس الجمهوري للرئيس السابق علي عبد الله صالح كان يدين بالولاء له، لأنه بقي رئيسا لحزبه المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، ولهذا قام نجله بقيادة الحرس الجمهوري لمساعدة الحوثيين لإسقاط الحكومة المؤقتة برئاسة عبد ربه هادي، وقد تحقق ذلك فعلا، إذن تحالف علي عبد الله صالح مع الحوثيين بدأ سنة 2014 ليستمر ثلاث سنوات، حتى ينكشف أمره للحوثيين، ثم قام الحوثيون بحل البرلمان، وفي سنة 2015 سيطروا على القصر الرئاسي وأجبروا الرئيس المؤمت عبد ربه منصور هادي على توقيع اتفاق يرضيهم، لإنهاء الصراع المسلح، ويتضمن الاتفاق:
1) زيادة نسبة الحوثيين يف البرلمان.
2) تمثيل أكبر لأهالي الجنوب في الحكومة.
3) فدرلة اليمن.
إلا أن الرئيس المؤقت هادي استقال بعد إعلان فشل الاتفاق، وبقي قيد الإقامة الجبرية حتى تمكن من الفرار الى عدن ليسحب استقالته، وتجدد الصراع المسلح، وتمدد الحوثيون ليشكلوا تهديدا خطيرا لدول الجوار وخاصة دول الخليح وتحديد السعودية، فأعلنت السعودية عن تحالف عربي يضم الإمارات والكويت والبحرين وقطر – قبل قطع السعودية علاقاتها معها- والسودان ومشاركة رمزية من مصر والأردن والمغرب لإعادة الشرعية لعبد ربه منصور هادي، ولكي لا تنتقل هذه العدوى الخطيرة الى مواطنيها الشيعة، وقد بدأت الدول الكبرى والخليج بسحب سفاراتها من صنعاء، وفتح الحوثيون جسرا جويا مع إيران من أجل نقل الأسلحة والوقود وكل ما يحتاجونه، في سنة 2016 أعلن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح علي عبد الله صالح مجلس الحكم لتشكيل الحكومة، ولإيقاف عاصفة الحزم السعودية، لكن الحوثيين أدركوا في النهاية أن علي عبد الله صالح له تنيسقات سرية مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وخاصة مع الإمارات العربية المتحدة، لكي يحصل تحالف بين الرئيس السابق علي عبد الله والتجمع الإصلاحي السني لكي يكون بديلا للحوثيين، ولهذا قام الحوثيون بقتل علي عبد الله صالح سنة 2017، وهنا تنطبق عليه مقولته الشهيرة التي ذكرناها عندما شبه من يحكم اليمن بالرقص على رؤوس الثعابين، فلقد رقص ثلاثا وثلاثين سنة على رؤوس الثعابين حتى لدغته حيّة فقتلته شر قتلة.
لا يزال الحوثيون يسطيرون على العاصمة، وتزداد قوتهم يوما بعد يوم بسبب الدعم المباشر من ايران وحزب الله اللبناني وبعض فصائل الحشد الشعبي العراقي، والذي يبدو لي أن الحوثيون لا يمكن لهم الصمود أمام تحالف عربي سني تقوده السعودية وهي أغنى دولة عربية، ولها علاقات استراتيجية قوية مع الغرب وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تمثل عاصمة المقدسات السنية، والشعب اليمني العربي القبلي الأصيل لا يمكن له أن يقبل فصله عن محيطه العربي والسني، والعلاقة التاريخية المتينة بين السنة والزيدية لا زالت باقية، لكن السياسية هي التي فرقت بين الطائفتين المسالمتين عبر التاريخ، وخاصة بعد طغيان الجارودية على الزيدية، وتأثر الحوثيين بالثورة الإسلامية في ايران، ومحاولتهم نقل هذه التجربة الى اليمن، ومعلوم أن هذا يعد انتحارا للشعب اليمني، وأكبر تهديد لدول الخليج، ولهذا فإن السعودية والإمارات ودول أخرى لن تسمح على الإطلاق - ولوكلف ذلك انهيار اقتصادها- السماح بتأسيس دولة شيعية تضاهي تلك التي في ايران، وهي دولة ولاية الفقيه.
Top