• Friday, 26 April 2024
logo

حديث الأنفال

حديث الأنفال
أشعر بألم شديد لمجرد ان أفكر فى التخيل ماذا لوكنت كرديا ممن عاصروا نظام البعث بالعراق، كيف سيكون شعوري لو عايشت مجرزة الأنفال؟! ماذا كنت سأفعل وأنا أري جدي وأبي وهم يدفنون أحياء على يد الجيش العراقي وليس ميليشيا خارجة عن القانون لا لشىء سوى أنهم أكراد!
فكرة، التفكير فيها وحده صعب، وتخيلها كفيل ببث الخوف داخل عقل الانسان، فما بالنا بمن عاش تلك المأساة، ومن فقد فيها أمه وأباه !
كيف لى أن أحب وطنا قتل أبائي، وانتهك حرمة نسائي، كيف أحزن على سقوط نظام، واحتلال عاصمة، وسقوط جيش، دفن أجدادي وأعمامي أحياء، كيف تطالبوني بالانتماء لنظام قاتل، والبكاء على وطن لا يعترف بوجودي!
أكثر من 30 عاما مرت على جريمة الأنفال التي سقط فيها أكثر من 180 ألف شخص عراقي ذنبهم أنهم من العرقية الكردية لقوا حتفهم فى عملية اجرامية عسكرية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والغازات السامة والقصف الكيماوي برعاية حكومية رسمية من نظام البعث الحاكم بالعراق.
لو ركعت الحكومة العراقية بكافة تشكيلها فى مثل هذه المناسبة سنويا تطلب العفو السماح من أسر الضحايا لما أعطوهم حقهم المهدور، ولما كفرت عن تلك الجريمة البشعة بحق أبناء الوطن الأكراد.
يجب أن تظل تلك الذكري حاضرة فى أذهان الشعب العراقي وحكومة بغداد وأحزابها، ويجب أن تعلق صورة ضحايا الجريمة فى مقر الحكومة بالمنطقة الخضراء لتظل تلك الذكري عالقة أمام أعين المسئولين لتكون حاجزا أمامهم ضد اقرار أى قانون عنصري ضد مكونات الشعب العراقي.
على الحكومة العراقية أن تدرك أن البكاء على ضحايا الأنفال لن يعيدهم، وأن لا حل سوي تطبيق قيم التعايش والتأخي بين كل المكونات بين لا استثناء وأن تحظي كل مدن وأقاليم العراق بنفس الاهتمام والرعاية بما يمنع من وجود أى مشاعر اقصاء أو تمييز من أى مواطن عراقي تجاه أخيه العراقي.
فى هذه الذكري الأليمة يجدر بحكومة بغداد أن تستمع لنداء السيد نيجرفان برزاني رئيس حكومة إقليم كردستان وأن تنظر لضحايا الأنفال كأبناء أبرار لهذا الوطن الذي لم يرحم صرخاتهم ولا آهات ذويهم وتبدأ وبشكل عاجل بإعمار المناطق التي شهدت تلك الجريمة وتطويرها بالشكل الذي يتناسب مع ما اقترفته يد النظام البعثي تجاه الأبرياء.
يجب أن تدرك الدولة العراقية أن فرض الهيبة لا يكون بالخروج على القانون، وأن لا طريق للتقدم والنمو سوي بسيادة القانون وتحقيق قيم العدل والمساواة بين الجميع بصورة يتساوي فيها العربي مع الكردي والشيعي مع السني والمسيحي مع المندائي.
يجب إزالة كل التعقيدات والصعوبات السياسية فى العراق والتخلص من نظام المعمميين ووولاة الفقيه الذي يحكم بغداد بالنيابة عن ملالي طهران.
يحب أن تكون ذكري الأنفال ليست حدثا عابرا أو يوما عاديا فى تاريخ العراق بل يجب أن تكون يوما لاستدعاء الماضي والتعلم من أخطائه، يجب أن تكون الأنفال عبرة وعظة لكل حكام بغداد الحاليين والقادميين بان السياسية العنصرية والاقصائية لن تجلب سوي القتل والدمار وأن الطريق للنهضة والتقدم يبدأ بالتوجه بالتوجه لأربيل والتعلم من ساساتها فن التعايش والمواطنة.
Top