• Friday, 26 April 2024
logo

اقليم كوردستان ينتظره صيفا سياسيا باردا ؟؟

اقليم كوردستان  ينتظره صيفا سياسيا  باردا ؟؟
واضح ان ماتعرض له اقليم كوردستان – العراق عبر التاريخ و خاصة في الخمس سنوات الماضية اي من 2014 و لحد الان لو تعرض له اي دولة او شعب اخر ماتعرض له الاقليم و الشعب الكوردستاني لما كان له وجود اصلا او لتحول الى اقلية في المنطقة . ورغمماتعرض له اقليم كوردستان خلال السنوات الماضية من حرب الارهاب و المجموعات الارهابية و العقوبات المالية و الاقتصادية و السياسية الذي فرضتها بغداد من جهة والسياسات العدائية للدول الاقليمية من جهة اخرى و الفتن و المكائد التي اثارها الاجندات الخارجية ضد الاقليم و الصراعات الحزبية و الازمات السياسية المستمرة التي تعاني منها كوردستان بسبب ولاء بعض الاحزاب لاجندات خارجية اكثر من ولائها لكوردستان نفسها والتي تلحق اسم كوردستان اسم حزبها السياسي. والاعداد الكبيرة من النازحين الموجودين داخل الاقليم والتي نزفت من قواه المادية و الامنية الكثير و لكن رغم ذلك كوردستان تجاوزت اغلب محناته و بات اقوى بكثير من قبل و لازال الاقليم الفدرالي الذي يتمتع به قائما الى الان . رغم كل الصعاب و التحديات و السبب الاكبر هو ايمان الشعب الكوردي بقضيته و السياسة الهادئة و الناجحة التي تبنتها حكومة الاقليم لمواجهة الازمات . و السؤال هنا مالذيينتظر الاقليم في هذا الصيف بعد تخطي كل هذه الصعاب و التحديات ؟
اغلب التوجهات و التحليلات و المؤشرات التي تستند على الوقائع تؤكد ان صيف سنة 2019 سيكون مفصليا و حاسماوباردا بالنسبة لاقليم كوردستان.و حارا جدا بالنسبة لبغداد و للمنطقة باسرها بخلاف السنوات الماضية الذي كانت شتاء الاقليم حارا ايضا من جميع النواحي السياسية منها و الاقتصادية و الامنية و حتى الاجتماعية !!! وانه وبعد دخول استراتيجية امريكا حيز التنفيذ ضد ايران و التي ستدخل مرحلتها الاخير في 2-5-2019 و حينها سيكون اغلب الدول و خاصة تركيا مجبرة للبحث عن بديل للنفط و الغاز الايراني و لعل اقليم كوردستان هو البديل الامثل لتركيا في الوقت الحالي و هذا مااجبرت وزير خارجيتها بان يزور بغداد و من ثم اربيل في يوم 28-4-2019 و اجتماعه بقادة الاقليم و هذا يؤكد ان بغداد امام خيارين لاثالث لهما وهي يااما المضي قدما نحو حل المشاكل و تطبيق الدستور وحل المليشيات والخروج من تحت ضغوط طهران و هذا مايبدوا مستحيلا في ظل مايجري الان في العراق او الانجرار الى الفوضى و التقسيم الاجباري و في تلك الحالة كوردستان ستكون مهيئة كليا لذلك بحكم الاستفتاء و استعدادها التام لمرحلة مابعدها.
شيء طبيعي انه بعد صد كل الفتن و المؤامرات و الحفاظ على الاقليم و نسيجه الاجتماعي و مصالحه و منعه من الانهيار و السقوط خاصة بعد خيانة 16 اوكتوبر عام 2017 وبعدها التحدي و الدخول في انتخابات نيابية للبرلمان العراقي وتغيير كل موازين القوى فيها و الدخول بقوة في تشكيل الحكومة العراقية . و تحدي اجراء انتخابات برلمانية في الاقليم رغم كل الصعاب و التهديدات و الفوز بها ايضا و كسر كل العقبات و سد الطرق امام كل الفتن و المكائد الداخلية منها و الخارجية و اجبار الاطراف السياسية بعد مضي كل هذه الفترة على اجراء الانتخابات على الاتفاق لتشكيل الحكومة و الاستعداد للتغييرات الكبيرة التي ستطال المنطقة باسرها . ان تكون نتائج هذه السياسات ممتازة و ان يكون صيفها باردا بخلاف السنوات الماضية و ان المرحلة القادمة ستكون اغلب نتائجها في مصلحة كوردستان وانها ستنتظر الاحداث بدلا ان تفرض عليها التوجهات .
واضح ان بغداد التي تعيش في ازمات عدة منذ فترة ليست بالقليلة مقبلة على ازمات اخرى اكثر حدة خاصة الازمة المالية و الاقتصادية المحتملة ان تقع فيها في حال لم تستطيع الالتزام باستراتيجية امريكا ضد ايران و بسبب غرقها بالديون و الفساد الداخلي سيؤديذلك الى انهيار مؤسسات الدولة وستكون المافيات و العصابات المتنفذ هي الحاكمة في بغداد والتي قد تخلق صراعات و ازمات اخرى و بالاخير حدوث انقلاب فيها و حينها ستجعل من العراق ساحة صراع ليست اقليمية فقط و انما دولية ايضا بخلاف الاقليم الذي تجاوز اغلب ازماته و اصبح اقوى من قبل و مهيأ لكل الظروف و الاحداث في المنطقة و لهذا سيكون صيفه باردا .
في كل ماسبق يتضح جليا انه وبفضل سياسات حكومة الاقليم وقدرتها في الحفاظ على توازن العلاقات و خاصة مع الولايات المتحدة جائت نتائجها ممتازة و زيارة بومبيولاربيل و زيارة وفد رفيع المستوى من الكونجرس و اخيرا المكالمة الهاتفية بين مايك بينس نائب الرئيس الامريكي و السيد نيجيرفان البارزاني في 25-4-2019 تؤكد على ذلك هذا من جهة من جهة اخرى قرار الرئيس الامريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل و بعدها الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات جولان و صمت المجتمعات الاسلامية حيال ذلك و فشل ايران في استغلال شعوب المنطقة و تحريضها ضد قراراتترامبو احداث مظاهرات و التدخل في شؤن تلك الدول و خلق واقع مغايير لكي لاتستطيع امريكا من تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في المنطقة و التي هي بالاساس ضد ايران. كل هذه الاحداث تؤكد ان سنة 2019 ستكون سنة مفصلية و حاسمة للمنطقة برمتها و للقضية الكوردية بشكل خاص و ان اتجاه الامور بهذا الشكل ستنصب في مصلحة كوردستان لذا حاولتبعض الاطراف السياسية العراقية و بعض الاطراف الكوردية و خاصة الاتحاد الوطني و بدعم مباشر من بعض اجندات اقليمية و دولية لاثارة الفوضى و الفتن داخل اقليم كوردستان ومنع تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة فيها رغم مرور اكثر من 6 اشهر على اجراء الانتخابات البرلمانية و استغلال ظروف الشعب الكوردي الذي عان كثيرا من الازمات من اجل مصالح و مأرب حزبية بحتة ولكن واضح ان كل محاولاتهم بائت بالفشل واجبروا على التفاوض و الاتفاق و ان المستقبل سيكون لكوردستان و القضية الكوردية .
Top