• Friday, 17 May 2024
logo

صدامات كوردية في شنكال ....طارق كاريزي

صدامات كوردية في شنكال ....طارق كاريزي
صدامات كردية في شنكال
طارق كاريزي
خبر الاشتباكات التي وقعت في مجمع (خانة سور) التابع لناحية سنوني غرب منطقة شنكال المنكوبة بالقرب من الحدود الفاصلة بين غرب وجنوبي كردستان، كان لها وقع الصاعقة لدى كل كردي حيثما كان. فالصدامات البينيّة بين الكرد هي الأسوء والأكثر شؤما ومبعثا على الاسى لدى الضمير الجمعي للكرد.
لا مصلحة بالمطلق للكرد (شعبا وقوى سياسية وعسكرية) في الصدامات البينيّة الكردية، بل انها تشكل شرخا في البيت الكردي وتزعزع وحدة بنيان المقاومة لدى الكرد وقواهم السياسية. ان كانت وحدة الصف وتراص القوى مهمة بالنسبة للشعوب والامم الاخرى، فالكرد هم من أكثر الشعوب والامم حاجة لوحدة الصف والموقف، لأنهم يعانون من تبعات ثقل دائين مزمنين قاتلين (الاحتلال والتجزءة).
طيب، لابد وان تكون للصدامات حججا وأسبابا، مع هذا فان كان هناك باب واحد يفتح باتجاه الصدامات البينيَة الكردية، فان السكة تبقى دوما سالكة أمام السلم الاهلي الكردي، وهناك ألف باب للسلم يمكن ان تفتح بوجه الكردي وقواه السياسية ان كانت تريد ان تطرقها. ما يعني ان كان للصدام بابا واحدا فان للسلم ألف باب. اليس قصورا في المشورة والقدرة السياسية حينما يترك الكردي (متمثلا ببعض قواه السياسية) الف باب للسلام ليطرق بابا وحيدة فريدة مصرّا على دخولها لاشعال فتنة حرب الاخوة والاقتتال البيني؟
نحن لا نود الدخول في خلفيات الاحداث والايدي الخارجية الفاعلة في المشهد الكردي والاجندات التي تجنّد من خلال ضخ المال والسلاح، الكردي ضد الكردي، ليخسر الكردي ويتراجع عن مشروعه المركزي المتمثل بالحرية والاستقلال، لصالح الجيران المتبرصين به دوما، والذين لا تغفو أعينهم ليل نهار للنيل من الكردي واستباحة وطنه وادامة سلسلة تقطيع أوصال جغرافيته وتشتيت ابناءه خلف أسوار حدود جديدة مضافة.
المشروع الكردي والعمل النضالي الكردستاني لا يحتاج سوى المزيد من الحكمة. تحريم وتجريم الاقتتال البيني (الكردي- الكردي) مثلما تم اطلاقه من برلمان (جنوب) كردستان، يجب أن يكون بمثابة ميثاق الشرف الوطني وعنوان العمل القومي. "مئة عام من الحوار ولا ساعة حرب." هذه الحكمة التي أطلقها أبرز قادة الكرد الحاليين تستحق أن تكون المرشد والدليل للعمل السياسي الكردي على المستوى الداخلي (الكردستاني) والخارجي (مع الدول التي تقتسم الجغرافية الكردية).
جرح شنكال هو الأكثر عمقا وألما ونزفا في الضمير الكردي، من العبث والجنون أن نسمع صوت البارود وأزيز الرصاص في هذه الارض الجريحة، الا اذا كان ذلك بوجه الارهاب والمحتلين ولردهم وردعهم. فعّلو الحكمة الكردية وأسكتوا صوت الاطلاقات، نحن سأمنا الحرب وغير مستعدون لخوضها الا اذا كانت لرد المعتدين، فالسلم هو طريقنا للحرية والعيش الكريم.
Top