• Friday, 17 May 2024
logo

هل اصبحت الخيانة وجهة نظر؟

هل اصبحت الخيانة وجهة نظر؟
جلال شيخ علي

قبل سنوات عدة كتب صلاح خلف – وهو كاتب وسياسي فلسطيني قائلا : أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر"، كانت عبّارة كتبها صاحبها وهو يرى بأم العين كيف رفاقه "المناضلين" وهم يبيعون قضيتهم خطوة بخطوة، ويتنازلون درجة درجة، ويخلقون لذلك المبررات والأعذار...

واليوم هذا هو حالنا في كوردستان وما اشبه حالنا بحال الفلسطينيين ، فهناك من يبيعون قضيتهم ويتنازلون رويدا رويدا عن حقوقهم ولايكتفون بذلك ، إذ اصبحوا يتمادون الى ابعد من ذلك وصل بهم الامر الى ان يصفوا من يطالب بالحق متآمرا ويُخَوِنونَ من يطالب بالاستفتاء وحق تقرير المصير للشعب الكوردي !!!

و على النقيض من ذلك نراهم يصفون انفسهم ومن معهم ممن يتنازل عن هذا حق ويعارض اجراء الاستفتاء بالبطل القومي وما مسألة وقوفه ضد طموحات الشعب الكوردي الا مجرد ابداء لوجهة نظرصحيحة فحسب...

وبمفهومهم هذا اصبح التنازل عن حلم الدولة الكوردستانية وجهة نظر سياسية تتحقق بموجبه المصلحة العليا للشعب الكوردي و باتوا يعلنون عن خيانتهم هذه ويتبجحون بها عبر وسائل الاعلام متوهمين انهم سيمررون هذه الاكاذيب على الجميع !!!

والاسوأ من ذلك اننا نراهم يصورون انفسهم كأبطال قوميين مستغلين مساندة عدد من الكتاب لهم ممن باعوا قلامهم لمن يدفع اكثر وتطور الامر الى ان اصبح للخونة مؤسسات تضم قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية اي ماكنة اعلامية متكاملة واجبها ان تقوم بتخوين الوطني ووصفه بالخائن المتطرف أوالدكتاتور و ما الى ذلك من اوصاف وبالمقابل تقوم هذه المؤسسات برسم صورة وهمية للخائن الذي يتنازل عن حق طبيعي وقانوني لابناء جلدته وتصفه بالبطل الذي لايشق له غبار...

الحال الذي نعيشه اليوم مصيبة وانقلاب تام للمفاهيم ونفي للحقائق الذي تعلمناه طيلة حياتنا...

تعلمنا ان من يساعد المحتل في البطش والتنكيل بأبناء جلدته هو الخائن وهو ما كنا نسميه ( جاش )...

وتعلمنا ايضا ان الوطني هو البيشمركة الذي يطالب بحقوقنا ولاجله حمل السلاح وأرتقي قمم الجبال وقاتل دفاعا عنا ومن اجل خلاصنا من جور الاحتلال....

واليوم هؤلاء يريدون ان يغيروا هذه المفاهيم ، فلا يوجد عبر التأريخ زماناً ومكاناً وبالمطلق، شخص أو مجموعة اشخاص او حزب سياسي تعاملت مع المحتل وقبلت بسلطته، وعملت لخدمته، وكانت وطنية وهذا ما لم يحدث في مختلف الحركات التحررية في العالم ولم يتم و صف العميل والمرتزقة بالمناضل

ايها السادة المطالبة بحق تقرير المصير وانشاء دولة كوردستان ليست خيانة كما ان الاستفتاء حقيقة وليست لعبة سياسية للخروج من مأزق سياسي كما تدعون اذ بات الاستفتاء يقلق مضاجع المسؤولين في الدول المعادية التي تدفعكم لعرقلتها...

الخيانة هي وجهة نظركم وتفسيراتكم اللامنطقية في كيفية التمهيد للتنازل عن هذا الحق والوقوف كحجر عثرة امام قيام الدولة الكوردية...

مهما ابتدعتم من أساليب ، ومهما حاولتم رمي الآخرين بما هو فيكم، لن تفلحوا بشيء لان خيانتكم مكتملة الأركان، وسيأتي اليوم الذي تحاسبون عليها

نعم لوحدة الرأي نعم للاستفتاء و للدولة المنتظرة .
Top