• Friday, 17 May 2024
logo

ما ينقص استقلال كوردستان

ما ينقص استقلال كوردستان
عبير آل جبار

سمعنا عن استقلال جنوب كوردستان منذ ما يقارب العام ونيف والذي يبحثه القادة في الإقليم بين مكونات الشعب الكوردي من أحزاب وفاعليات سياسية، وما تبعها من زيارات من سياسيين عراقيين إلى اربيل لم يقوموا بمثلها حين قطعت عنه الميزانية، بل تجاهلوها وساوموا عليها وعلى أعداد شعبهم، الان فقط تذكروا انهم شركاء في الوطن الفيدرالي في محاولة لثنيهم عن الخوض في الاستفتاء للاستقلال ظناً منهم أن ما تفعله إيران مع كوادرها في بغداد في اللعب بهم وجعلهم كدمى تحت أمرتهم قابلة للاستخدام على قيادات أخرى، وهي محاولة لم تنجح ولن تؤتي بما يريده مقتسمي أرض كوردستان في ظل وحده كوردية وإن أوجدت احزاب ونواب من أجل تعطيله او تعقيده وان كانوا ينتمون لنفس المكون بالولادة. الكورد لن ينسوا عام 1947 حين اعدم قاضي محمد مؤسس جمهورية كوردستان في مهاباد التي أغتيلت قبل ان تكمل عاماً واحداً، فبعد أحد عشر شهراً قضت روسيا عليها وبمساعدة شاه ايران، اما بعد الثورة الخمينية لم يسمح أيضا هذا النظام للكورد في كتابة الدستور للجمهورية آنذاك وهم مكون فيها حيث كان ممثل الكورد في تلك الفترة الدكتورعبدالرحمن قاسملو والشيخ عزالدين الحسيني وعبدالله المهتدي. مابين عام 1979م الى عام 1982م اندلعت مواجهات بين الحكومه الايرانية من جهة والحزب الديمقراطي الكوردستاني من الجهة الاخرى في شرق كوردستان بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكوردي “كومه‌له” وما تبعها حتى يومنا هذا من اعتقالات واعدامات للكورد، فهل يلدغ الكورد بعد كل هذا الكم من التنكيل مرات أخر. هناك أحزاب كوردية وجدت ليس من أجل النضال من أجل القضيه الكوردية وإنما تسعى بشكل أو بأخر لخدمة من يمنعون إستقلالها أو من يريدون ان لا تقوم لها قائمة، فهي موجودة ليست للتغيير او لإثراء العملية السياسية في الاقليم والبقاء كمعارضة وطنية وتمثيل هذا الدور الذي لا يقل اهمية عن من في الحكم، فالمعارضة تعني المراقبة والمساءلة داخل العملية السياسية في الإقليم، لا ان تكون خنجرا في برلمان المركز حيث ان برلمانه معطل بسبب فكرة (أنا أو لا أحد) بيد أن هناك شخصاً لم يؤثر الكرسي على وحدة الكورد والى هذه اللحظة لم يتفقوا على إسم يستطيع ان يتحمل مسؤولية الاقليم في هذا الظرف إلا على إسمه وهو السروك مسعود البارزاني الذي مازال رغم كبر سنه مستعداً لان يعود پێشمه‌رگة. حديثنا عن جنوب كوردستان لا يعني التغاضي عن شرق كوردستان الذي يقاطع الانتخابات الايرانية في ظل نظام لا يعترف بحقوقهم ولا بأرضهم والإعدامات التي تنتظرهم ولا التغاضي عن شمال كوردستان الذي يحتاج ان يقتنص الفرصه‌ قبل استبدال تركيا الحاليه‌ بتركيا الشخص الواحد، ولا نغض الطرف عن روژئاڤا كوردستان التي فقدت بوصلتها تجاه الكورد انفسهم وتحتاج إلى مصارحة‌ ومصالحة لكي يحموا شعبهم وليس بعض شعبهم. كل الكوردستانيين على موعد من أجل أن لا تغتال كوردستان مرة اخرى وان نجحوا في السابق في افشال مهاباد بقوى خارجية. ينقص استقلال كوردستان وعي الشعب بمختلف مرجعياتهم الكوردية ان يكونوا على وعي تام ان كوردستان لن تصنعها ايران ولا تركيا ولا العراق ولاسوريا تلك الدول التي تقتسم ارضهم ولا المجتمع الدولي الذي يبارك الاستقلال وهو من قسمها في السابق، إستقلال جنوب كوردستان يصنع بأيدي من يعرف أهمية الوطن واهمية مصلحته على مصلحة الاخرين او مصلحة احزاب او مصلحة قوى خارجية، تلك القوى الخارجية التي تعاملك في ابسط الاحوال انك تنتسب الى تلك الدول وتتحمل تبعات بقائك تحت انظمتهم وفِي معظم الأحوال تلك الدول المقتسمة ارضك تعاملك معاملة مواطن درجة ثانية.
Top