• Friday, 17 May 2024
logo

إستقلال كوردستان هو خيارنا

 	 إستقلال كوردستان هو خيارنا
أديب سيف الدين

بعد قرون من الذل والقهر والقتل والدمار والحروب المستمرة والمثخنة بالجراح والانتظار وصلنا الى اللحظة التي نقرر فيها مصيرنا ونحرر حياتنا لنزيل لعنة الطاعون والطاغوت ولنبعد اطفالنا عن تلك الجرائم والهلاك ولنحقن الدماء ونبدأ حياةً هادئة يسودها السلم والأمان والمحبة وحسن الجوار بين الشعبين الكوردي والعربي، ننصدم ببعض المرتزقة المتسكعين والمشوهين عقلياً والمعطوبين فكرياً والمصابين بالشذوذ النفسي والوطني والقومي والمزودين بالحقد والضغينة ومرتبطين بحبل الذل والمهانة لنشر الكذب والبلبة والخوف وتأليب الرأي العام الكوردي وكسر إرادته وزعزعة ثقة الناس بالمستقبل وبالشرفاء وطعنهم، وتشويه حقيقة وغاية الإستفتاء العظيم بمجده وكرامته وقداسته وغايته وتعكير أجواء الفرح، لعدم أنجاح الإستفتاء العظيم، لنبقى قيد الاعتقال ومعصوبي الأعين كالعبيد إلى الأبد بحجة الوقت غير مناسب ولإن صاحب مشروع الإستفتاء والإستقلال هو الرئيس بارزاني الذي يراد بهِ الشهرة ومكاسب سياسية وشعبية ويثبت إنه القائد القومي الأوحد. لهؤلاء البؤساء وعديمي الذاكرة والوفاء نقول: الرئيس بارزاني لايحتاج الى ردود أو دعاية ليزيده فخراً ونسباً ونضالاً، فتاريخه معروف، وهو فعلاً رائد للقومية الكوردية، وثم هذه ليست المرة الاولى الذي يعلن ويقرر حق تقرير المصير للشعب الكوردي في الاستقلال، ففي 11-12-2010 طالب الرئيس بارزاني في مؤتمر للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، بحق تقرير المصير لكورد العراق، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تنسجم مع ذلك. وقال بارزاني أمام رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيسي مجلس الوزراء والنواب نوري المالكي وأسامة النجيفي: ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد أن الشعب الكوردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب أن المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة.

علينا أن نتكاتف معاً وراء حكمة وعفة وشجاعة قائد هذه المسيرة البيضاء التي تكللت بالنجاحات بعد مواجهته للعديد من الأخطار، فالحق كوردستان بركب الدول المتحضرة والآمنة والمستقرة ، من خلال تجربة الأقليم في السنوات الماضية عندما تركتها حكومة بغداد في تسعينات القرن الماضي وسحبت كل موظفيها وقواتها وأفرغت البنوك، لكي يغرق الإقليم في بحر الدماء وتصبح غابة يسيطر القوي على الضعيف، لكن ماحصل هو العكس تماماً فببناء المؤسسات الحكومية والوعي الجماهيري المتمدن والمسالم، وطفرة معمارية وسياحية وسياسية وأجتماعية،اصبحت كوردستان أكثر تقدماً وجمالاً من دول الجوار. كما أصبحت شريكاَ رئيسياً للتحالف العسكري الدولي في محاربة الإرهاب. على الرغم من تحمله لعبء مليوني لاجئ أغلبهم من عرب العراق رغماً عن الحصار الأقتصادي منذ سنين.

لماذا نسال عن الوقت المناسب ونصغي للمتربصين بنا.. فوالله الوقت مناسب وأكثر من المناسب، فهو الربيع بعينه بالنسبة لنا نحن الكورد، فكل العوامل الذاتية والموضوعية تصب في خدمة الإستفتاء والإستقلال، إن كان أقليمياً أو دولياً، فالكل مشغولون ومنهوكون.

هل كان الوقت مناسب عندما جزأوا وطننا كوردستان وهاجمونا بالكيماوي وأبادوا شعبنا والأطفال نيام؟ لماذا نصدق المأجورين ولانصدق الشرفاء والعقلاء وامهات واباء الشهداء؟.. ألا ترون قبور الشهداء, من منّا يستطيع أن يحصي تلك القبور وعدد الايتام؟

وبعد كل هذه التضحيات يطل علينا نوري الهالكي مطالباً الرئيس بارزاني بأن يرجع إقليم كوردستان إلى الخط الازرق أي إلى حدود 2003 عندما سقط النظام، ويسميها بحدود كوردستان، ثم يهدد الرئيس، ويقول : يجب ردعه بالقوة "... دون وضع الاعتبار لضحايا قوات الپێشمه‌رگة في معاركها مع داعش والذي بلغ 1800 شهيداً وأكثر من 10 الاف جريح ومفقود.. ناسياً أن الحدود ترسم بالدم. فلولا پێشمه‌رگة كوردستان لكان مصير كركوك وتوابعها وسد الموصل وغيرها كمصير الموصل التي سلمها نوري الهالكي لداعش.

الرئيس بارزاني تصرف كزعيم أمة في قرار الإستفتاء الذي هو غاية كل إنسان كوردي ليحققَ لنا " لحظة الحياة " جميعنا مطالبين بالوقوف وراء هذا القائد العظيم، لنتغلب على هذا السرطان المزمن والكابوس المخيف الذي سيبقى جاثماَ على صدورنا يلاحقنا ويفرقنا وينهينا ان لم يتم الإستقلال.

وأخيراً: لا المفاوضات ولا حتى الرجاء مع بغداد سوف يجدي نفعاً، وأن أقسموا بكتاب الله لن يصدقوا، فهم كاذبون"، سئمنا من وعودهم الكاذبة، فلا خيار لنا إلا الإستقلال فهو الداء والكرامة والحرية والحياة.
Top